رأي الأستاذ مصطفى البطران
بقصيدة الشاعرة
نجاة الماجد
عذرا لتأخري في الرد أيتها الماجدة نجاة أشكرك بداية على جميل ردك ولطيف حوارك
أما ما ذكرت
عن أن القصيدة ليست في المديح النبوي فاسمحي لي أن أبرر ظني حيث بدأت باسم الذي 000
وهل هذا الكلام يوحي إلا إلى الله تعالى الذي علّم الإنسان ما لم يعلم وتحيتك في البيت الثاني لا يوضح معنى الغزل الصرف أبداً وقد يتوهم القارئ أنه غزل صوفي أما في البيت الثالث في قولك :
يا آل روحي 000 الحقيقة أوحت هذه العبارة لي بكل روعات الصوفية ولا أدري أن كانت توحي لك بشيء آخر فالمفردات : آل -روحي - ثملت - روضكم قد أوحت لي بذلك أما البيت الرابع :
صلوا على طه الحبيب وآله 000 أظنك معي تماما فيما ذهبت فالمفردات توحي إيحاء تاما إلى ما أدّعي
وكذلك البيت الخامس والسادس مراكبي غرقى مقارنة مع ما تقدم 000
يبدأ التحول الواضح من خلال البيت السابع والثامن التاسع إلى نهاية القصيدة حيث التأسف من غدر الحبيب والعتب عليه ولومه وإظهار زيفه على الرغم من خبرتك الواسعة في الحياة كما تدعين في البيت السابع " جعل الزمان من النجاة خبيرا 000 هذا ما رأيت من حيث المعنى وعذرا منك
أما من حيث اللغة :لن اقف طويلا لأنك الحقيقة تمتلكين ثروة لغوية لا يستهان بها وهذه الثروة قد وظفت في القصيدة
توظيفاً جميلا على العموم ولكنك قد أخفقت في بعض الأحيان برأيي كما في قولك:
بسم الذي : عذراً لأن بسم لا ترسم هذا الرسم إلا في تمام البسملة فلا يمكن أن أقول بسم الله الذي أو بسم الذي والأولى بل الأصح أن تكتب مع همزة الوصل هكذا (باسم الذي ) وفي قولك غزيرا في البيت الخامس حيث نصبتها على الحال وهذا جائز وكان الأولى أن تكون صفة لـ رواية هذا من جهة وكان يجب أن تقولي غزيرة لأنها تابعة لرواية وحبلى وهما مفردتان مؤنثتان ولكن القافية هي التي أجبرتك على ذلك0
و في قولك: إن كان من يهوى الفؤادُ سعيرا ما استطعت أن أخرّج هذا الشطر تخريجا نحوياً أبدا فهلا فعلت ذلك ؟
أما قولك : وعلى فؤادي سدد التحقيرا أرى أنها عبارة غير شعرية مطلقا وان القافية قد لوت أعناق الكلمات عندك وكذلك في قولك : أواه ما أقسى الحياة إذا غدا صدر الحبيب ملغّما شريرا
أرى أن الشطر الأول موفق تماما لما فيه من الانسيابية والتوافق والتجانس إلىقولك صدر الحبيب
أما في قولك ملغّما شريرا أراهما لفظتين نافرتين من قريناتها في البيت على اقل تقدير أما في قولك : وانفض حبل السيرة وقولك مغرورة أسأل هل ثمة اتفاق مع قوافي الأبيات الأخرى ؟بحاجة إلى إعادة نظر ولكن عموم القصيدة تنم عن شاعرية فذة فانظري هذا الجمال في قولك: أسفي على امل ركبت خيوله وفي قولك : اوكلما حب أناخ بمهجتي أو قولك عمري وما أدراك ما عمري عبارات شعرية
تدل على شاعرية فذة وكان ختام القصيدة روعة
في الشطر الأول من البيت الأخير :
ساظل أغرس في اليباب صبابتي حيث الصورة الفنية المحلقة الموحية بالتفاؤل مع الحبيب مهما لاقى المحب من الاسى والظلم وهكذا حال الإنسان دائما يرسم لنفسه بساتين الامل في دياجير الظلام وغواسق الليالي لأن التفاؤل هو سر الحياة ونورها الوضاء
عذراً إن أسأت من حيث لا أدري وعذراً إن أسأت التعبير وأرجو ألا أثقل عليك فلولا شاعريتك في القصيدة ما تناولتها بهذا المستوى من الرد 000 تقبلي مروري بكل إخلاص ودمت شاعرة مميزة من شواعر المربد 000
أخوك البطران