...



في الماضي كنا نجلّ الائمة الذين عرفناهم و كبرنا في وجودهم..كانت خطبهم و مؤلفاتهم و حتى قصائدهم تهز الروح بنسائم كلمات تنبض بالطهر..
فأين هو هذا الماضي ؟ و الى اي حال صارت إليه روحنا ؟
هل يؤلم الاعتراف ؟ او التساؤل ، او التأمل او التوقف مع انفسنا..
هل يربك ؟
هل يزعج و يغضب ؟
ما هو الذكر الذي آلت إليه ايدينا و قبلها قلوبنا في حقهم
فريق منا يصف فريقا منهم بأنهم ازلام للنظام
و فريق آخر يصف الفريق الآخر انه ابواق للغرب
إن كنت سأصدق مع نفسي ..أقول ، لقد دفعت اوضاعنا الى مواقف مختلفة مشتتة..بما فيها مواقف الائمة انفسهم منها،
لكن اي حق نمنحه نحن لأنفسنا بأن نخوض فيهم بذكر سيء ؟
هل يمكن ان نعطي لأنفسنا هذا الحق ؟
إن كان النبل (لن اقول الايمان او مخافة الله او مكارم الاخلاق) ، سأكتفي بخلق واحد ...النبل،، إن كان النبل يمنعنا من أن نقابل غيرنا بذات الاساءة ، فكيف نستسهل ذلك في حق الأئمة ؟
و في دائرة اوسع ..كيف نستسهل ذلك في حق الأموات ؟
هل نملك ناصية الأمور ؟
هل نملك زمام حسن الخاتمة أو سوءها ؟

هل نملك زمام سلامة عقولنا ؟ الى آخر لحظة من حياتنا ؟
هل نملك زمام نجاة قلوبنا؟ الى آخر لحظة من الحياة ؟
و يقول الضمير..لا تضحك على شيخ مسن أصابه الخرف..ستمضي انت ايضا الى الكبر
لا تضحك على مجنون..و لا تدع السخرية تقتل قلبك..لست ضامنا سلامة عقلك..

إن كان ما تخطه يدي لا يخلو من ذكر سيء في حق فلان أو فلان ، سواء عرفته ام لم اعرفه..
إن كان ما تخطه يدي لا يخلو من سوء اجنسه ببلد معين و أهله ..
مع اني ادرك ان الصالح و الطالح لا تحده حدود معينة
مع أني لا ارضى ان يتقدم أحدهم بذات الاساءة في حق بلدي و أهله ،
مع أن لي إخوة من كل مكان.. فكيف اسمح لنفسي بإرتكابها في حق الآخرين ؟
من أنا ؟
هل اعرف على اي حال أمسي غدا ؟
هل اضمن سلامة قلبي ؟
و رب العالمين وحده لا شريك له يقلب القلوب كيف يشاء ..
فمن أنا حتى أخوض و اغرق فيما أنا غارق فيه؟

أين برّ النقاء ؟ و كيف الطلوع إليه من وضع ظلمنا فيه انفسنا قبل ظلم الآخرين


قد تكون هذه السطور البسيطة مجرد وقفة من قبل إنسان لم يكن يوما كاملا..

و لا يملك القلب الفقير الا الرجاء في رب العالمين