المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمو الحسن الإحمدي
لاَ عَاصِمَ الْـيَوْمَ...
خَمْسٌ وَعِشْرُونَ مَا أَوْدَى بِكَ الْأَسَفُ
مضَى الْمُحِبُّونَ عَنْ دُنْيَاكَ وانْـصَرَفُوا
تَشَابَهَ النَّاسُ لَمْ تَرْحَـلْ نَوَارِسُـهُمْ
وَأَنْتَ وَحْدَكَ بَينَ النَّـاسِ مُخْتَلِـفُ
أَمَــامَكَ اثْنَانِ : آمَالٌ وَرَاحِلَـةٌ
وَخَلْفَكَ اثْنَـانِ : هَذَا الْحُزْنُ وَ الشَّغَفُ
آنَسْتَ نَـاراً وَمَـا أَغْرَتْكَ أَلْسُنُهَـا
فَقَدْ تَسَاوَى لَدَيْكَ الْبُؤْسُ وَ التَّرَفُ
دَيْنٌ عَـلَى الرِّيحِ أَنْ تَلْقَاكَ جَاهِمَـةً
وَفِي ابْتِسَامَاتِكَ الْوَلْهَـى لَهَـا تَلَفُ
قَالُوا : ثَمِلْتَ ، وَلَمْ تَسْكَـرْ بِخَمْرَتِهِمْ
وَمَـا رَشَفْتَ مِنَ الصَّهْبَاءِ مَا رَشَفُوا
زَاهٍ بِدَمْعِكَ .. سَـاهٍ تَحْتَ غَيْمَتِـهِ
لاَهٍ عن الْوَعْيِ فِي اللاَّوَعْيِ .. لَوْ عَرَفُوا
شَـابَتْ بِكَفِّكَ أَحْلاَمٌ تُهَدْهِدُهَـا
وَشَانَ شَـالَاتِهَـا التَّسْوِيفُ وَ الْخَرَفُ
مَـاذَا تَبَقَّـى ؟ وَمِنْدِيلُ الْهَوَى مِزَعٌ
وَنَخْلَةُ الـرُّوحِ لَمْ يَحْفُفْ بِهَا السَّعَفُ
قَالُوا :.. فَقُلْتُ اسْتِعَارَاتِي مُهَدَّلَـةٌ
وَرِحْلَتِي فِي مَجَازِي رَوْضةٌ أُنُفُ
مُسْتَوْثِقَ الْخَطْوِ أَمْشِي فِي مَنَاكِبِهَـا
أَمْشِي الْهُوَيْنَى وَلَمْ أَعْبَأْ بمنْ وَقَفُوا
أَطُـوفُ سَبْعِينَ لَا سَبْعاً بِكَعْبَتِهَـا
أَفِرُّ مِنْـْهَـا إِلَيْهَـا ثُمَّ أَعْتَكِفُ
عُـكَّازَتِي سَلَّةُ الذّكْرَى ، وَ تَوْرِيَتِي
حَبَّاتُ سُبْحَتِهَـا فِي الْأُفْقِ تَنْكَشِفُ
مِنْ كُوَّةِ الْغَيْبِ أُدْنِي خَيْطَ أَخْيِلَتِي
فَأَحْتَسِي الْوَحْي أَقْدَاحـاً وَ أَغْتَرِفُ
عِشْرُونَ عَـاماً وَأَبْيَاتِي مُعَتَّقَـةٌ
أَشْدُو عَلَى مَسْمَعِ الدُّنْيَا فَتَرْتَجِفُ
هِـيَ الْقَصِيدَةُ ! بِكْراً دُونَهَـا غُرَفٌ
مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ .. مِنْ تَحْتِهَا غُرَفُ ..
لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ إلَّا الشِّعْـرُ مِنْ حُرَقٍ
فَارْكَبْ مَعِي زَوْرَقاً بِالنُّورِ يَلْتَحِفُ
أحمو الحسن الأحمدي
اليوم العالمي للشعر
21 مارس 2009