معركة*** ‬ميسلون***.. ‬بحر*** ‬من*** ‬دماء*** ‬الجزائريين*** ‬

في مذكرات »حسن تحسين باشا« قائد الفرقة السورية التي كانت مكلفة بمواجهة الغزاة الفرنسيين والدفاع عن دمشق، يتحدث الكاتب في صفحات طويلة عن معركة »ميسلون« التي وقعت في 24 جويلية 1920، ولم تخل تلك المذكرات من الحديث من المقاتلين الجزائريين...
فيقول: »وصلت القوات الفرنسية بقيادة الجنرال غوابيه إلى الموقع المسمى بأم الشراطيط وعقبة الطين في ميسلون، وكانت أعدادها تفوق الـ 16 ألف جندي ترافقها المدفعية والدبابات والطائرات، وكانت خطتنا تقضي بتطويق هذه القوات والقضاء عليها أو حصارها وفصلها عن خطوط إمدادات العدو، وبمجرد أن سقط الغزاة في الفخ، أطلق الثوار قذائف المدفعية بكثافة من كل الاتجاهات، فوقع الهرج والمرج في صفوف العدو، الأمر الذي أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من القتلى، حتى طائرات العدو اضطرت للانسحاب بعد توجيهنا النيران إليها بكثافة، وفي النهاية كسبنا المعركة وفر الفرنسيون كالفئران، وبعد أن سيطرنا على المكان سيطرة كاملة، أخذنا ندفن شهداءنا ونسعف جرحانا ونجمع الغنائم التي خلفها العدو، فقد خسرنا في هذه المعركة 50 شهيدا، بينما سقط من العدو 3118 قتيلا، أما المفاجأة التي أذهلتنا أن معظم القتلي كانوا جزائريين مسلمين، ومثل ذلك مشكلة كبيرة بالنسبة لنا، فلم ندفنهم في مقبرة جماعية، بل خصصنا لكل قتيل قبرا يضم الرفاة والوثائق الشخصية التي تدل على صاحبها مع وضع علامة خشبية فوق القبر مكتوب عليها اسم صاحبها، فاستغرقت هذه العملية الشاقة ثلاثة أيام كاملة، تمكن فيها العدو*** ‬من*** ‬إعادة*** ‬تنظيم*** ‬صفوفه*** ‬ومهاجمة*** ‬مواقع*** ‬أخرى،*** ‬للثوار،*** ‬في*** ‬حين*** ‬لم*** ‬تكف*** ‬طائراته*** ‬عن*** ‬الإغارة*** ‬علينا*** ‬في*** ‬تلك*** ‬الأيام***...‬