ماذا أيّها الموت ؟
أمازلتَ تظنُ بأنّي أخشاك ؟
نعم
أنا كذلكَ
لإنّك تعاونت مع طيبتي عليّ
وقتلتَ كلّ أملٍ لي
بالسذاجة
حرمتني ملذات الحياة
وكنتَ بمثابة الحارس الإلهي
لطهارتي
وقفتَ دائماً بيني وبين المعاصي
متى ما حاولتُ أن أرتكبَ حماقةً ما
ظهرتَ أمامي مثلَ ماردٍ جبّار
ولعلكَ صفعتني مرتين
وذكّرتني قول القائل :
ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء
إذا ما كنت ذا قلب قنوع فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا فـــلا أرض تـقيه ولا سماء
وأرض الله واسعة ولكن إذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الأيام تغدر كل حين فما يغني عن الموت الدواء
( الشافعي )
حاولوا كثيراً أن يقنعوني
بأنّك بابٌ موصدٌ دون سعادتي
قالوا أنتَ متسلّطٌ تستلذُ سلب الروح
وتحرمُ المساكين كنه لذتهم
جعلوكَ شيطاناً عابثاً بالأجساد
لكنّي
ابتسمتْ
لأنّي على يقينٍ من أنّك حق
وها أنا الآن بانتظاركَ
طاهراً كما خُلقتْ
فلا تظننّ أني أهابك