لِمَنْ يَبْكِي
مسن ينادي العالم من خلال وسائل الإعلام أن يرجعوا لِطفلٍ والديه
اللذين قتلا في القصف الوحشي
صقر أبوعيدة
لمنْ يبكي إذا ذَرَفتْ سَجاياهُ؟
ونادى نسْمةً ناغتْ دموعاً أثقلَتْ خدَّهْ
رصاصاتٌ أصابتها فغابتْ عن حَواشيها
لمن يبكي إذا ذَرفَتْ سجاياه؟ُ
وقال: أبي فمنْ يأتي بألعابٍ
إذا ما عُدْتَ تصحبُني
وأشري دُميةً ضحكتْ
ومن يُلقي بعِطْفيهِ على وجَلي وعندَ مشارفِ الخوفِ
إذا هدرتْ قذائفُهم
وأحرقَ صوتُها ثوباً لطائرتي
ومن يبني عريشَ الخوصِ في بيتي؟
أيا أبتي
فمنْ يأتي لأصحابي؟
بخبزةِ زَعترٍ منقوشةٍ ورداً وبالزيتِ
إذا وَحْوَحْتُ
من يُنْجِي مساحاتي؟
يُغَطّيني بِهُدْبِ عباءةٍ كانت لجدٍّ ماتَ بالأمسِ
ألم تُخْبِرْكَ يا أبتي إذا رَجَعَتْ
فقلْ للملحِ في العينين:
لن أعْتِبْ
أبوسُ الرأسَ والقدمَينِ أُرْضيها
إذا ما جِئْتِ يا أمي
فلن أغضبْ
فَعُودي قبل أن نغفُو
ولَمّا تَخْتفي الدُّلجةْ
وحين تَعانُقِ الشمسِِ
أغانٍ كنتُ أرضَعُها
ومن عينيك أسمعُها
لكي أغفو
ويا أبتي
إذا جاءتْ طيورُ البَينِ تسرِقُنا
فمنْ يحمي دوالي بيتِنا بعدكْ
ويا أبتي
لماذا كلُّ هذا الجَوْرِ من جاري؟
فلم أفهم ولن أفهمْ
أكانت أمُّنا تحشو قنابلَ مدفعِ العسكرْ
أكانت في مُظاهَرةٍ تُنادي حُرَّةً بَلدي
فقد كانت تدُسُّ الخبزَ في النارِ
وكانت تُلْقِمُ الأفواهَ بالزعترْ
فألْقَتْها رصاصاتٌ بعيداً عن حَواشيها
فما ذنبُ البساتين التي غنَّتْ طيورٌ في مراعيها
فهل بستانُنا يَخْفَى وفى أشجارهِ مدفعْ
فيا أبتي
تعالَ اليومَ نزرعْ كرمَنا فُلاً على عنبرْ
ونَقْلِبْ سَهلَنا خندقْ
تعالَ نُرمّم الجدرانَ نرْسُمْها بأجفانٍ وسُنبلةٍ
وعِشّاً باضَ فيهِ طائرُ القنبرْ