الحفر في الذاكرة (المرحوم سعيد)
أحفر في ذاكرتي الصماء
بمعول نسياني وأحس
أحس بماذا لاادري
خوف يجري ... رعب يسري
تأتي ذاكرتي وتغيب
كإشارة نقال
وأعود أحاول أن أحفر
في أرض جدباء صلبه
عماذا أبحث ؟ لاأدري
وبمعول نسياني الأعمى
أجهزت عليها
ونسيت باني لاادري
أحفر...أحفر حتى رأسي
من أخمص قدمي كنت بدأت
أذكر ذلك
عاودت الحفر إلى أن...
ماعدت أرى أحدا غيري
سمعت دويا أذهلني
وأعاد الرشد إلى نفسي
هاقد عادت ذاكرتي وخوفي عاد
أترى من مات بهذا التفجير الأعمى ؟
ذا قربى أم خلٌ أم صاحب
صفارات الإطفاء تنوح
وعويل النسوة والأطفال
أنين الجرحى والأشلاء
دخانٌ ودماء
أرفع عيني لأرى
مأساة الناجون من الأحياء
ولافتةً مكتوب فيها
انتقل المرحوم سعيدا
فهنيئا للمرحوم سعيد
أغمض عيني وأحاول أن أحفر أخرى
في ذاكرتي لأعد القبر
من أخمص قدمي حتى رأسي
سيكون العمق
وعلى وقع العبوات... أزيز الطلقات
ضجيج الدبابات ... دوي الطيارات
سأحفر وأشق
وعلى وقع المعول
أنهال على ذاكرتي الصماء ألصخره
يبرق برق فيذكرني
بمعاول أهل الخندق
ياألله ويا ربي أدعوك بأهل الخندق
حقق أملي ألحقني بالمرحوم سعيد