حصريًا على المربد فقط
الزمن الغارب
ــــــــــــــ
الشاعر الكبير / فاروق شوشة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كنت أقول لنفسي حين تراجعني نفسي :
لست مجرد وجه امرأة
أتأمل في جبروت الحسن وزهوه
لست مجرد عش ليلي
أو مأوى يقذفني نحوك جوع أو برد أو شهوة
لست صحيفة يوم ٍفارغ
أقرؤها وأنا أرشف قطرة سم ٍفي قهوه
لكنك وجهي الغائبُ لغتي حين تفوحُ
ونزفي حين يبوحُوبعثي حين يلوحُ
فيصبح نشوه!!
***
كنت أقول ، وأسرف ، لا أتورع ،
حين يسيل الفجر
ويسكب عسجده
فتلاحق خطوه
***
أسرع نحو بقية ضوء فرت منك ،
وجاءت تهب الكون ... فجاءت حلوه
ها أنا ذا أستند إلى متكأٍ منكِ
ويوم يأتي أو لا يأتي
يوقف فيه قطار الزمن الموحش عدوه
كنت أقول لنفسي :
أنت بديل الزمن الغارب حين تداعى ...
ثم ترنح في كبوه !
***
هذا الوجه غريب عني يوشك يطعنني ثانية ً
أوشك أن أتحسس جرحي لست غريرًا بعدُ ،
وليس الزمن القادم متسعًا ليناجزني وأناجزه
فتطيش حرابي في نبوه
لست غريرًا بعد
وهذا الوجه غريب عني
لكن ها أنا ذا متجه نحوه
هذا زمن الخطائين وهذا قدر المنفيين
وهذي لغة المصلوبين لأصغر هفوه !
فلأتأمل أين خطاي وأين سماؤك بعد سماي
وأرحل عنك وعني
وعن العمر الماثل فيَّ خطوطًا ، ألوانًا وروائح ...
وتضاريس اختلفت ... شقت أخدودًا ...
قذفت حمما ... كسرت قشرتها...
فانطفأت روحي ... وتداعت في هوه
وتجاعيد اندلعت ...أتحسسها وأنا
أقرأ فيك كتاب الكون ...
فأدرك جد الزمن ولهوه .
* نقلاً عن مجلة العربي الكويتية العدد ( )
بتاريخ ( / / )
مهداة لكل جميل في المربد
أنس عبد الهادي محمود