لقاء حواري جديد مع الأخ الكريم
ثروت سليم
*
قبل أن أبسط أسئلتي الحوارية الجديدة حروفاً مزهرة على أديم هذه الصفحة المربدية المشرقة، أستهل علامات استفهامي بالحروف التمهيدية التالية المورقة:
للعبارة الشعرية العربية ألق جميل ...
لهذه الكائنة اللغوية الحية أصوات آسرة وأصداء ساحرة ...
ثم كيف بالكلمة المنتقاة من بين مثيلاتها؟ وكيف بالصورة المختارة من بين نظيراتها؟
أحقاً ثمة تطابق بين الكلمات؟ وكيف بالقارئ إذ يتلقى من الشعر والنثر ما لم يخطر له يوماً على بال؟ وكيف به إذ يستقبل من الشاعر والناثر ما لم يحدث به قط نفسه ولا تمثل في ذهنه على أي حال من الأحوال؟
ثم ألا يجدر بالشاعر والناثر المسلم على حد سواء أن يستقيا قوة ما ينظمانه وينثرانه من القرآن الكريم؟ بل ألا يليق بهما أن يستوحيا جمال العبارة ورونق المعنى من أحاديث رسول الله المصطفى الصادق الأمين، وممَّا خطَّه الصالحون قديماً باليمين؟
*
وبعد ...
لا ريب أن من يقرأون أشعار الأخ الكريم ثروت سليم قد يعثرون فيها على نبض شاعر أصيل، لكنهم في ذات الوقت قد يصدمون أو ينكسر أفق انتظارهم في غمرة ما يصادفون في أشعاره من أوصاف حسية مثيرة، بل قد يستغربون ويتساءلون عمَّا يبعث ثروت سليم على نحو هذا المنحى في نظمه الشعري ...
سؤال قبل الأسئلة
إذا سأل أهل المربد الأزاهر: ما هي نظرتك الشعرية إلى (المرأة) في قلب قصائدك جملة وتفصيلاَ؟ فبمَ عساك تجيبهم شعراً ونثراً؟
سؤالي الأول
كيف ترى غرض الغزل في الشعر العربي قديمه وحديثه؟ وهل ثمة من سند شرعي لهذا الغرض ماثل في آي القرآن الكريم أو في الأحاديث النبوية الشريفة؟
سؤالي الثاني
ترى هل من موقف صريح لديك في شأن غرض الغزل بوجهيه: (العذري) و(الإباحي)؟
سؤالي الثالث
هل من الأدب الإسلامي في شيء نظم الشعر في غرض (الغزل/النسيب)، أم أن الإسلام لا يقيم وزناً لهذا الضرب من الشعر؟
سؤالي الرابع
في رأيك ما الرسالة التي يطمح الشاعر العربي إلى تبليغها من خلال قصائده الغزلية؟
سؤالي الخامس
كيف تنظر إلى الشعر العربي الذي يقتفي محاسن المرأة الجسدية، ولا يبرز جمالها الأخلاقي؟ أهو من صميم الأدب الحق بالفعل؟ أم أنه من قبيل ما ينسب ظلماً وعدواناً إلى الأدب؟
سؤالي السادس
ما هي في رأيك الإضافة النوعية الكامنة في الأشعار الدائرة في فلك غرض (الغزل/النسيب)؟ ثم أين تضع ما تم الإصطلاح عليه بـ (الغزل الإباحي) الذي ينشر كتابة وشفاهة في أوساط القراء؟ أهو من جنس ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، أم أنه من قبيل الزبد الذي يذهب جفاءً؟
سؤالي السابع
ترى ما الباعث للشاعر العربي على نظم القصائد الغزلية قديماً وحديثاً؟ وما عساها تكون الغاية التي يطمح إليها من وراء إقباله على هذا اللون من النظم الشعري؟
سؤالي الثامن
ما هي في رأيك القيمة الأدبية التي يجدها الشاعر في قصائده الغزلية؟ وما عساها تكون الفائدة التي قد يجني ثمارها قارئ تلك القصائد؟
سؤالي التاسع
بأي ميزان تزن القصيدة الغزلية العربية القديمة والحديثة؟
سؤالي العاشر
هل يجوز للشاعر العربي المسلم أن ينظم شعراً في باب الغزل عموماً؟ وما دليل الجواز من كتاب الله عز وجل ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
سؤالي الحادي عشر
كيف تجد الغاية التي سعيت إليها من خلال اصطفائك لغرض الغزل؟ وما السر في تغليبك له على سائر ما نظمت من أشعار في سائر الأغراض الشعرية؟
سؤالي الثاني عشر
ما حظ رمزية "المرأة" من قصائدك؟ وما خلاصة قولك في الأشعار الدائرة حولها منذ القديم وحتى يوم الناس هذا؟
سؤالي الثالث عشر
لمَ في رأيك لمْ يبعث الإسلامُ الشعراء على ملازمة غرض (الغزل/النسيب) في ما ينظمون من شعر؟ ولمَ لمْ يشجعهم على طرق باب هذا الغرض؟
سؤالي الرابع عشر
هل لنا أن نعرف السر الكامن وراء اهتمامك بموضوعة (المرأة) في أكثر قصائدك؟ ثم باستثناء (الزوجة)، ترى ما نصيب موضوعة (الأم) و(الأخت)، و(الإبنة)، و(الحفيدة) وغيرهن من شِعرك؟
سؤالي الخامس عشر
هل لنا أن نعرف كيف كانت بداياتك الشعرية حول موضوعة (المرأة)؟ وما هو السبب الحقيقي الكامن خلف نزوعك هذا المنزع في اقتفاء أثرها شعراً؟
سؤالي الأخير
هل من سؤال أو أسئلة لم أهتد إلى بسطها في هذا المقام؟ ما عساه يكون السؤال أو تكون الأسئلة؟ وما عساها تكون إجابتك عليه أو عليها؟
هذا سرب حروف حوارية أرسلته محلقاً شادياً في سماء المربد المشرقة، عسى أن يتقبل القارئ الكريم شدوها وتحليقها بقبول حسن ...
في انتظار إجاباتك مسهبة ومقتضبة
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح = أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com