عزف على الورق
شعر
د. محمد أمين
الأمير نزار الحلبي
ماذا أُدوِّنُ من شعرٍ على الـورقِ
الشعر أكبر من طيشي ومن نَزَقي
بي من جنون الهوى مسٌّ يصاحبني
من مطلع الشعر حتى مغرب القـلقِ
كم يلهث الحزن خلفي كي أزوِّده
شيئاً من الهم أو شيئاً من الأرقِ
زنزانتي الذات هل سجنٌ كمعتقلي
زنزانتي طوقُ أفكـارٍ على عنقي
أَشْرَعْتُ في زحمة الأمواج أجنحتي
أصارع البحر كي أزداد في الغرقِ
مبعثرٌ حدَّ ما جمَّعتُ من حكمٍ
ممزَّقٌ حدَّ ما لملمتُ من مزقِ
ألوِّن الليل من أحــلامِ عاشقةٍ
فأشعل الدَّربَ نجماتٍ على الأفقِ
وأوقظ الفجر إن جُنَّتْ مطـالعه
فتزهر الشمسُ فجراً رائعَ الشَّفَقِ
لا لهفةُ الوجدِ حين الشوق تشغلني
ولا لقاءُ بنـاتِ الحيِّ في الطُّرُقِ
هَمِّي جـذورٌ بعمق العارِ ضاربةٌ
تُثبِّتُ العرب كي تبقى على الرهقِ
يعربد الجـهل في ألبابنا ثملاً
كأن هاماتنا طاسٌ من العرقِ
هَمِّي غوانٍ تنادي العريَ معتقداً
وشيخ أهلي يُلَبِّيـها كــمعتنقِ
أقلَّبُ المجدَ صفحـاتٍ بذاكرتي
فينزف الحلم خيباتٍ من الحدقِ
أسائل القدرَ المحمومَ عن قدري
فيزفر الآه في هـدراتِ مُخْتَنقِ
سئمت شعري سـئمت الليل مُعْتَكِفاً
في مسجد الصبح يمحو كل مؤتلقِ
سئمــتُ مني إذا ما طال موعدنا
سئمتُ من سَأمي يا أرضُ فاحترقي
سيمطرُ المجـد يوما في ملاعبنا
ويفضحُ الوردَ ما يخفيه من عبقِ