ارسل: الخميس مارس 09, 2006 3:53 pm موضوع الرسالة: وهذا هو السياق التي وردت فيه تلك التسمية، فقد جاء في سفر التكوين:
Gen 35:1-21
(1) ثُمَّ قَالَ اللهُ لِيَعْقُوبَ: «قُمِ اصْعَدْ الَى بَيْتَِ ايلَ وَاقِمْ هُنَاكَ وَاصْنَعْ هُنَاكَ مَذْبَحا لِلَّهِ الَّذِي ظَهَرَ لَكَ حِينَ هَرَبْتَ مِنْ وَجْهِ عِيسُو اخِيكَ».
(2) فَقَالَ يَعْقُوبُ لِبَيْتِهِ وَلِكُلِّ مَنْ كَانَ مَعَهُ: «اعْزِلُوا الْالِهَةَ الْغَرِيبَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ وَتَطَهَّرُوا وَابْدِلُوا ثِيَابَكُمْ.
(3) وَلْنَقُمْ وَنَصْعَدْ الَى بَيْتِ ايلَ فَاصْنَعَ هُنَاكَ مَذْبَحا لِلَّهِ الَّذِي اسْتَجَابَ لِي فِي يَوْمِ ضِيقَتِي وَكَانَ مَعِي فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتُ فِيهِ».
(4) فَاعْطُوا يَعْقُوبَ كُلَّ الْالِهَةِ الْغَرِيبَةِ الَّتِي فِي ايْدِيهِمْ وَالاقْرَاطَِ الَّتِي فِي اذَانِهِمْ فَطَمَرَهَا يَعْقُوبُ تَحْتَ الْبُطْمَةِ الَّتِي عِنْدَ شَكِيمَ.
(5) ثُمَّ رَحَلُوا. وَكَانَ خَوْفُ اللهِ عَلَى الْمُدُنِ الَّتِي حَوْلَهُمْ فَلَمْ يَسْعُوا وَرَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ.
(6) فَاتَى يَعْقُوبُ الَى لُوزَ الَّتِي فِي ارْضِ كَنْعَانَ (وَهِيَ بَيْتُ ايلَ) هُوَ وَجَمِيعُ الْقَوْمِ الَّذِينَ مَعَهُ.
(7) وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحا وَدَعَا الْمَكَانَ «ايلَ بَيْتِ ايلَ» لانَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَ لَهُ اللهُ حِينَ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ اخِيهِ.
(8) وَمَاتَتْ دَبُورَةُ مُرْضِعَةُ رِفْقَةَ وَدُفِنَتْ تَحْتَ بَيْتَ ايلَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ فَدَعَا اسْمَهَا «الُّونَ بَاكُوتَ».
(9) وَظَهَرَ اللهُ لِيَعْقُوبَ ايْضا حِينَ جَاءَ مِنْ فَدَّانَِ ارَامَ وَبَارَكَهُ.
(10) وَقَالَ لَهُ اللهُ: «اسْمُكَ يَعْقُوبُ. لا يُدْعَى اسْمُكَ فِيمَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ يَكُونُ اسْمُكَ اسْرَائِيلَ». فَدَعَا اسْمَهُ اسْرَائِيلَ.
(11) وَقَالَ لَهُ اللهُ: «انَا اللهُ الْقَدِيرُ. اثْمِرْ وَاكْثُرْ. امَّةٌ وَجَمَاعَةُ امَمٍ تَكُونُ مِنْكَ. وَمُلُوكٌ سَيَخْرُجُونَ مِنْ صُلْبِكَ.
(12) وَالارْضُ الَّتِي اعْطَيْتُ ابْرَاهِيمَ وَاسْحَاقَ لَكَ اعْطِيهَا. وَلِنَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ اعْطِي الارْضَ».
(13) ثُمَّ صَعِدَ اللهُ عَنْهُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ
(14) فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودا فِي الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ مَعَهُ عَمُودا مِنْ حَجَرٍ وَسَكَبَ عَلَيْهِ سَكِيبا وَصَبَّ عَلَيْهِ زَيْتا
(15) وَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ اللهُ مَعَهُ «بَيْتَ ايلَ».
(16) ثُمَّ رَحَلُوا مِنْ بَيْتِ ايلَ. وَلَمَّا كَانَ مَسَافَةٌ مِنَ الارْضِ بَعْدُ حَتَّى يَاتُوا الَى افْرَاتَةَ وَلَدَتْ رَاحِيلُ وَتَعَسَّرَتْ وِلادَتُهَا.
(17) فَقَالَتِ الْقَابِلَةُ لَهَا: «لا تَخَافِي لانَّ هَذَا ايْضا ابْنٌ لَكِ».
(18) وَكَانَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِهَا (لانَّهَا مَاتَتْ) انَّهَا دَعَتِ اسْمَهُ «بِنْ اونِي». وَامَّا ابُوهُ فَدَعَاهُ بِنْيَامِينَ.
(19) فَمَاتَتْ رَاحِيلُ وَدُفِنَتْ فِي طَرِيقِ افْرَاتَةَ (الَّتِي هِيَ بَيْتُ لَحْمٍ).
(20) فَنَصَبَ يَعْقُوبُ عَمُودا عَلَى قَبْرِهَا. وَهُوَ «عَمُودُ قَبْرِ رَاحِيلَ» الَى الْيَوْمِ.
(21) ثُمَّ رَحَلَ اسْرَائِيلُ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ وَرَاءَ مَجْدَلَ عِدْرٍ.
إن بيت إيل والصعود إليه والإقامة فيه، والذبح هنالك، وعدم الشرك فيه، والتطهر له وتبديل الثياب، وهدايا الذهب والسعي وعمود الحجر القائم إلى اليوم وتسمية المكان ألون باكوت، كل هذا لا يمكن أن يتحقق إلا في مكان واحد ما انقطعت فيه العبادة يوما منذ عهد إبراهيم ويعقوب وداود، وإلى عهد الراوي أو الكاتب، بل وإلى هذا اليوم الذي نعيشه، وهو بكة أول بيت وضع للناس ، ليتبارك فيه الناس جميعا، وهو يتعظم يوما عن يوم، فلا يمكن أن يكون قد أتى عليه حين من الدهر، يدعي فيه أحد أن الناس قد تركوه وذهلوا عنه فلم يعرفوا مكانه بعد. وخصوصا بعد وعد الله أن يكون هذا الصعود إليه كل عام فريضة أبدية، على كل الأمم والشعوب، وأيما أحد ترك هذه الفريضة تقطع تلك النفس من شعبها، وهي فريضة لا يتركها إلا من سفه نفسه.
3)
جاء في سفر صموئيل الثاني توجيه من الرب إلى داود للصعود إلى هذا المكان الذي نتحدث عنه، وقد ورد في الترجمة العربية تحت مسمى "أشجار البكا":
2Sa 5:19-25
(19) وَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ: «أَأَصْعَدُ إِلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ أَتَدْفَعُهُمْ لِيَدِي؟» فَقَالَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ: «اصْعَدْ لأَنِّي دَفْعاً أَدْفَعُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيَدِكَ».
(20) فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَى بَعْلِ فَرَاصِيمَ وَضَرَبَهُمْ دَاوُدُ هُنَاكَ، وَقَالَ: «قَدِ اقْتَحَمَ الرَّبُّ أَعْدَائِي أَمَامِي كَاقْتِحَامِ الْمِيَاهِ». لِذَلِكَ دَعَى اسْمَ ذَلِكَ الْمَوْضِعِ «بَعْلَ فَرَاصِيمَ».
(21) وَتَرَكُوا هُنَاكَ أَصْنَامَهُمْ فَنَزَعَهَا دَاوُدُ وَرِجَالُهُ.
(22) ثُمَّ عَادَ الْفِلِسْطِينِيُّونَ فَصَعِدُوا أَيْضاً وَانْتَشَرُوا فِي وَادِي الرَّفَائِيِّينَ.
(23) فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ فَقَالَ: «لاَ تَصْعَدْ، بَلْ دُرْ مِنْ وَرَائِهِمْ وَهَلُمَّ عَلَيْهِمْ مُقَابِلَ أَشْجَارِ الْبُكَا
(24) وَعِنْدَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ خَطَوَاتٍ فِي رُؤُوسِ أَشْجَارِ الْبُكَا حِينَئِذٍ احْتَرِصْ، لأَنَّهُ إِذْ ذَاكَ يَخْرُجُ الرَّبُّ أَمَامَكَ لِضَرْبِ مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».(هل يخرج أمامك أم تقف أمامه؟)
(25) فَفَعَلَ دَاوُدُ كَذَلِكَ كَمَا أَمَرَهُ الرَّبُّ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ جَبْعٍَ إِلَى مَدْخَلِ جَازَرَ.
وقبل أن نسمح لأنفسنا بمراجعة الترجمة العربية للنص، نود أن ننبه إلى أن الاتجاه الذي سارت فيه القصة في هذا السفر، يختلف عن الاتجاه الإيجابي الوارد في نص المزمور السابق مدارسته، أو في نص سفر التكوين المتحدث عن هذا المكان، حيث أن داود تغنى بهذا البيت والعابرين إليه، ممجدا لله ومسبحا بحمده ومبينا لبركاته على الساكنين فيه والحجاج إليه، ونفس الأمر قام به يعقوب وإبراهيم من قبل، حيث أنهم ساروا إليه استجابة لأمر الله، وهناك وقفوا أمام الله مسبحين ومهللين، وراكعين وساجدين وطائفين وعاكفين وذابحين وصائمين وداعين الله وحده لا شريك له ... بينما يتحدث النص الذي بين أيدينا عن حروب وقتال وحقد وانتقام، ونحن نعتقد أن خللا ما قد طرأ على هذا النص حتى بدا كما هو عليه الآن، ونظن أنه بالاستعانة برد النصوص إلى سياقاتها مع الاعتماد على باقي أسفار الكتاب المقدس نستطيع إصلاح هذا الخلل، والكشف عن ملابساته المختلفة، وبيان أوجه الصواب فيه بأدلتها، والتي ما زال الكتاب المقدس يحتفظ عليها.
1) إن مفسري الكتاب المقدس قد اتفقوا على كون "بكييم" " בכאים " " הבכאים " و "باكوت" " בכות " و "بوكيم" "בכים " و "بكة" " הבכא " ، كلها تتحدث عن مكان واحد، ولذلك فهم يحيلون بعض هذه الأسماء على بعض، باعتبارها مسمى واحدا. ونحن لا نجد كبير عناء في تأكيد هذه المسألة، فكل السياقات التي وردت فيها هذه الكلمات تتحدث عن المكان الذي يوجد فيه بيت إيل، والذي هو بيت الله .
2) كل هذه الألفاظ הבכא ،בכאים ،הבכאים ، בכים،בכות ، التي يظهر أنها مختلفة فيما بينها ذات جذر واحد هو "بكة" "בכא" "בכ" مع اللواحق التي تدخل على الأسماء، مثل "ה" التعريف، أو "ות" و"ים" للجمع أو التعظيم، وكلها وردت في الحديث عن اسم المكان الذي يصعد إليه الناس وخصوصا الأنبياء والصالحون بدءا من إبراهيم وإلى داود عليهم السلام للوقوف أمام الله والصلاة في بيته وتقديم الذبائح له.
3) إن ترجمة النص العبري سواء الوارد في "2Sa 5:23-24" أو في "1Ch 14:14-15" إلى اللغتين العربية والإنجليزية لم تكن وفية، فقد جاء في الأصل العبري:
2Sa 5:23-24
(23) וישׁאל דוד ביהוה ויאמר לא תעלה הסב אל־אחריהם ובאת להם ממול בכאים׃
(24) ויהי בשׁמעך את־קול צעדה בראשׁי הבכאים אז תחרץ כי אז יצא יהוה לפניך להכות במחנה פלשׁתים׃
وترجم بالعربي هكذا:
(23) فَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ فَقَالَ: «لاَ تَصْعَدْ، بَلْ دُرْ مِنْ وَرَائِهِمْ وَهَلُمَّ عَلَيْهِمْ مُقَابِلَ أَشْجَارِ الْبُكَا
(24) وَعِنْدَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ خَطَوَاتٍ فِي رُؤُوسِ أَشْجَارِ الْبُكَا حِينَئِذٍ احْتَرِصْ، لأَنَّهُ إِذْ ذَاكَ يَخْرُجُ الرَّبُّ أَمَامَكَ لِضَرْبِ مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».
1- والملاحظ أن " בכאים" أو " הבכאים" ليس فيها أي ذكر للأشجار، لتترجم ب" أَشْجَارِ الْبُكَا " للعربية، و " mulberry trees" للإنجليزية، وإنما هي "בכא" أي "بكة" و "ים" وهي الياء والميم الدالة على الجمع في العبرية، ويماثلها الواو أو الياء والنون في العربية، وهنا تعني المنطقة أو سكانها. والظاهر أنها تدل على المكان، وإن دلت على أصحاب المكان فستكون ترجمتها "البكيين" نسبة إلى بكة، وفي كل الأحوال فلا ذكر للأشجار هنا.
2- والملاحظة الثانية تتعلق بصعود داود أو عدم صعوده إلى هذا المكان المتحدث عنه، فقد نهي عن الصعود " ויאמר לא תעלה " والتي ترجمت ب " فقال :" لا تصعد""، والواضح أنه لا يمكن أن يقوم بمهمته حتى وإن كانت عسكرية إن لم يصعد، وقد جاء في المقطع التاسع عشر من نفس الإصحاح خلاف ذلك تماما، حيث أن دفع الفلستيين بيده مرهون بالصعود، فقد جاء في الترجمة العربية المعتمدة:
(19) وَسَأَلَ دَاوُدُ مِنَ الرَّبِّ: «أَأَصْعَدُ إِلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ؟ أَتَدْفَعُهُمْ لِيَدِي؟» فَقَالَ الرَّبُّ لِدَاوُدَ: «اصْعَدْ لأَنِّي دَفْعاً أَدْفَعُ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِيَدِكَ».
وتبعا لهذا النص فإنه أمر بالصعود ليدفع الله له الفلستيين، فكيف يؤمر بعدم الصعود بعد ذلك لينال نفس النتيجة، بأمرين متناقضين؟
وإن كنا نعلم أن معنى الصعود هو معنى أكبر من المعنى المادي المعروف، وهو يرتبط خصوصا بالأماكن المقدسة، إذ في حديثك عن هذه الأماكن في اللغة العبرية لا بد لك من اختيار الألفاظ المناسبة لذكرها، لما لها من مكانة وقداسة تجعل الذاهب إليها "يصعد" وليس يذهب، ويقابلها في اللغة العربية يحج، و"بكة" من هذه الأماكن التي لا يذكر الذهاب إليها إلا "صعودا" و "حجا".
وإننا بالرجوع إلى مثل هذا النص في سفر أخبار الأيام الأول باللغة العبرية، لنجد حلا مثاليا لهذه المعضلة فقد جاء فيه:
1Ch 14:14-15
(14) וישׁאל עוד דויד באלהים ויאמר לו האלהים לא תעלה אחריהם הסב מעליהם ובאת להם ממול הבכאים׃
(15) ויהי כשׁמעך את־קול הצעדה בראשׁי הבכאים אז תצא במלחמה כי־יצא האלהים לפניך להכות את־מחנה פלשׁתים׃
والذي ترجم هكذا:
1Ch 14:14 فَسَأَلَ أَيْضاً دَاوُدُ مِنَ اللَّهِ, فَقَالَ لَهُ اللَّهُ: «لاَ تَصْعَدْ وَرَاءَهُمْ, تَحَوَّلْ عَنْهُمْ وَهَلُمَّ عَلَيْهِمْ مُقَابِلَ أَشْجَارِ الْبُكَا.
1Ch 14:15 وَعِنْدَمَا تَسْمَعُ صَوْتَ خَطَوَاتٍ فِي رُؤُوسِ أَشْجَارِ الْبُكَا فَاخْرُجْ حِينَئِذٍ لِلْحَرْبِ, لأَنَّ اللَّهَ يَخْرُجُ أَمَامَكَ لِضَرْبِ مَحَلَّةِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ».
والملاحظ أن بين النصيين في السفرين، صموئيل الثاني وأخبار الأيام الأول بعض الاختلافات البسيطة، والتي تستطيع أن تمدنا بما نحتاج إليه.
ففي الأول نجد " ויאמר לא תעלה"، والتي تعني "فقال: لا تصعد"، وفي الثاني نجد " ויאמר לו האלהים לא תעלה"، والتي تعني "فقال له الله: لا تصعد"، والملاحظ أن النص الأول ينتمي لما يسمى بالتوراة "اليهوي" نسبة إلى "يهوه"، والثاني ينتمي إلى التوراة "الإلوهيمي" نسبة إلى "إلوهيم" كما يذهب إليه بعض الباحثين في فيلولوجيا التوراة، والمعلوم أن سفر الأخبار الأول والثاني قد أعاد ذكر مجموعة من الأحداث المذكورة في صموئيل والملوك بحذافيرها مع بعض التعديلات البسيطة، والمهمة للدارسين في الكشف عن مواطن الخلل التي وردت في الكتاب المقدس من أجل إصلاحها.
فأما عن المقطع الوارد في سفر صموئيل فلا يستقيم في الجملة الوارد فيها، إذ جاء فيه: "وسأل داود الرب فقال: لا تصعد" ، بحيث يصير السائل الذي هو داود هو القائل لقول لا يمكن أن يصدر عنه، وهو ما انتبه له صاحب سفر الأخبار فقال: "وسأل داود الله، فقال له الله: لا تصعد" فاستقام المعنى داخل الجملة، وإن بقي متناقضا مع السياق العام للأحداث، التي لابد فيها من الصعود قبل مباشرة أي عمل آخر في المكان الذي يصعد إليه داود.
وهو ما يعني أن لفظة " לו " "له" لها أهمية خاصة في هذه المدارسة، مما يدفعنا إلى الوقوف أمامها في كلا النصين لمعرفة الحل:
ففي النص الأول ورد " ויאמר לא" والتي تعني "قال : لا" وفي النص الثاني ورد " ויאמר לו " والتي تعني "قال له"، وكلاهما يقرأ بنفس القراءة، مما يعني أن الأصل هو ما ذهب إليه صاحب السفر الإلوهيمي، وإن حافظ في الإجمال على المعنى الخاطئ الذي أتى به صاحب السفر اليهوي، والذي ينه عن الصعود. وإننا بتبديل "لا" "לא" ب "له" "לו" كما هو الأمر في سفر الأخبار، فسيستقيم المعنى من جميع جوانبه، ويكون الله هو الآمر لداود بالصعود إلى بكة والطواف بها، والوقوف أمام الله فيها بالمحلة التي اختار الله فيها بيته، قبل أن يكون لداود ولا لسليمان أي بيت آخر، لأنه لم يبن بعد سليمان "بيت الرب".
وبهذا الحل نستطيع ترجمة النص بالطريقة التالية:
النص العبري:
2Sa 5:23-24
(24) וישׁאל דוד ביהוה ויאמר לו תעלה הסב אל־אחריהם ובאת להם ממול בכאים׃
(24) ויהי בשׁמעך את־קול צעדה בראשׁי הבכאים אז תחרץ כי אז יצא יהוה לפניך להכות במחנה פלשׁתים׃