روح من بعدها مسكونة بالغربة
وليلٌ تركهُ الوليف للعويل
قلبٌ حائر إتهم بالشرود
وكفان ٌيحملُ جراح أنثى هيَّأ القيح فيهِ الهجير
لاذت هذهِ الأنثى بـالصمت والحياء
حتى فتك بها النحيب في سلوفان الهلاك
مرَّرَ ليلُ العزلة ظلامهُ على أزقة روحها
وأفقدها هزيع الفقدان الأخير المقدرة على الثبات
هي الساعة في معصمها
دون مصافحتهِ أجدها غارقة في اللا نجاة
لم يعد في المخارج
حولها شئٌ يدلُّ على إنبعاث الحياة
ضئل الضوءُ الآتي من البعيد
وعلِّقت الأماني
على جدران تمَّ إفراغها من الذكريات
فتح القلبُ مراراً كالنهر
لكن السجود
كان على سجادةٍ مليئةٍ بـالدموع
البحر بقى رئةً مكربنة
والصحراء القاحلة أسئلة
والأحلام المرقعة هزمها ذاك الرهان
مازالت الطريدة تكابد ألم الموت اللذيذ
حتى البندقية صدأت بـفعائل الفقدان
والشوق والإنتظار
لم يمنحها حرية التصويب
الدمعة خشيت أن تسقط
والرصاصة أحدثت ثقب النزيف
ومن هنا أستهلت عملية الإستنزاف
لساعي البريد
وماتبقى
لم يعد كافياً
للإستمرار
.
. هو الحنين يسافرُ
والبريد
يأخذ شيئاً من ملامحكِ إليه
لأنكِ تحبينه
تهبِّي بـوردهِ وترشقين المساء
من عبيره
وتجدفين بـالمفردات الصادقة
لـتكونين في رحم اللقاء وليدة
تندلقين لهُ ضياءً في عتمة الإنتظار
يكون إنتظاركِ لذيذٌ لهُ
لأنهُ قريبٌ منكِ وإن كان بعيد
صباحاتٌ تكرسين بها الندى
وتنداحين لهُ
ساقية فريدةٌ من النداء
وعند المساء
تحطيكِ لأجله جيوش الصمت
إلى أن
تنفجرين بالكلام
تبينين أسباب حبكِ له
وما يستلوم فعله لأنكِ تحبينه
يبكي الساعي حيناً
وتبقين أنتي
نسريناً مبيناً
يا مليكة الأزل
يامروِّضة الكلمات
ترشرشين الحنايا بعطر المساءات
إخضرَّت حروفكِ بجسده كـالورود
فـصدح في جوف الليل عاشقاً
فـما كان منه إلا الإصغاء
لكِ وأنتِ
تصوغين لـذهنهِ
الدهشة والذهول
أي لحظةٍ كانت تلك
التي سالت عذباً من رفق الهوى
التي أقامت حفل زفافٍ لطفلةٍ تأسرُ الملأ
كلُّ العيون قبلتها
وتكحَّلت بالنور المغمور بـالدلال
أسمكِ ضياء الشمس
أختاره النهار
أغنيةً لكلِّ وجدان
وأخترتهُ أنا
تاج مملكة الأحزان
في عيني وقلبي
.
. وحدهما الموت والقبر
يسكناني حينما أتحسس طيفكِ
فأذني لي أن أغفو فيهم طويلاً
وبعدها أستيقظُ
لأهزج بالعناق
لأهزج بـالبراء
لأهزج بالبكاء
لها
أرتحلُ إلى عالمٍ معبأ
بـعبير زهورها
أحمل المسافات بيننا
كي أؤمن وصولها
أجهزُ لها شغفي
وسحر أشعاري
أمتثلتُ طويلاً
للمقدر في حياتي
قالوا ستكون حرضاً
قلت
لا أبرح حتى تأتي بـسلطان
أو يحكم الرحمن
يا طوابع البريد
تمركزت نقاط الضعف في كل أشيائي
أشعرُ بـ جسدي نحيلاً
يتسلَّقُ الهزيل في أيامي
ماعدتُ أقوى
وفوق كلِّ جدارٍ أصم أبكي
يأيل عمري للمغيبِ
بعد أن صبغتهُ دمائي
يا ساعي
لمن أنشدُ اليوم أناشيدي
والملاذُ يباعدني
لمن تستفيق الحروف صباحاً
والظلام أوراقي
إن ظلي يجاورني منتحراً
ويشكو لوعةً طحنت أطيافي
متى ستغرق شمس اللقاء مرارة أزماني
متى سـأصافح العذب القمر
لأملئ منه تجاويفي
زوبعةٌ من الشوق تحرككِ
وكنت
الذي ينتزعُ خنجر الصمت
من عميق أوردتكِ
ألم أكن
متعةً للقول الذي يحكيه اللقاء
ألم أسابق الوقت لحضوركِ
ألم تستقبلي تهوراتي
ألم أتولَّع فيكِ كثيراً
وراقبت الخطى من بين السائرين
ألم أكن
كلي عطشٌ لكِ
والأوقات حولي بكِ تهيم
ألم أتنفسكِ صباحاً
إستحضرهُ إشراقكِ الجميل
ألم يتمهلُ الحزن بيَّ
كلما أردفتُ في وداعي
يامهد حلمي
مالي غير جفنيكِ
من جوار
أسيرُ بغصتي نحو بابكِ
لأجد فيكِ الإطمئنان
تلاقيكِ النفس قبيل أجزائي
وتتسابق الشرايين فيكِ
لـتتشابك بـأوردتي
يجمعني بكِ حبٌ خرافي
يحلقُ في أعين المارقين
يجوبني ويجوبكِ فلا تنكرين
لـيرسل سناه إلى قصور العاشقين
يؤمُّني حبكِ وفي جباهكِ شمسي
مزجتكِ في الدم رهفاً
حتى كنتِ سبب رهافتي
أصطفيتُ الإحساس لأجلكِ
وملكتكِ اللحظة
سبحتُ لكِ
بـألحانٍ تفئ للدنيا إنهماراً أخاذ
لقاكِ الحلم فجراً يرفد السحر
فـها أنا
أسابق اليوم الفجر
أرتقبُ
وجهكِ والبزوغ
أ أُطردُ من بابكِ؟