الذي عاش مرحلة أوائل التسعينيات الهجرية، ربما يتذكر كيف أن تلفزيوننا (الذي لم يكن فيه سوى قناة واحدة) كان يقلل ساعات البث لمدة شهرين تضامناً مع الامتحانات المدرسية: تخيلوا ليس أسبوعاً أو أسبوعين، بل شهران متتابعان لكي يجبر الطلبة والطالبات على المذاكرة، إذ لم يكن أمامهم من وسائل الترفيه في ذلك الوقت إلاّ التلفزيون بقناته الوحيدة.
اليوم، ماذا يحصل؟!

تتم في كافة القنوات (وعددها اليوم بالمئات) برمجة المباريات والمسلسلات والأعمال الجاذبة للشباب في أوقات الامتحانات، فتجد الطلبة يعيشون حالة من الانفصام ما بين التلفزيون والكتاب، والمنتصر في النهاية هو التلفزيون، لأن الكتاب المدرسي اليوم صار حشواً غير مدروس وغير متلائم مع شخصية طلبتنا وطالباتنا.

والنتيجة النهائية ما هي:

الطلبة والطالبات لا يعرفون عن ليبيا سوى طارق التايب، ولا يعلمون عن العراق سوى شذى حسون، أما عن تركيا فيجهلون كل شيء باستثناء مهند ولميس.
المصدر