الأستاذ الشاعر المبدع
الصـــقر
بارك الله فيك وفي مشاعرك الروحانية الفياضة
أسعدني أن تكون هذه فرصة لقراءة قصيدتك مرة أخرى
قبل أن أتحدث عن كلمة (عاديا)
أريد أن أهمس بمقصدي الذي أرجو أن أوفق في توضيحه
قولي أن في البيت صناعة أو حتى لو قلت إن القصيدة كلها مصنوعة
فهذا لا يعيب أي قصيدة أبدا
فالصناعة قد تكون أجمل وأكمل وأعذب فنا من الطبع
ولا يمكن أن نجد شاعرا في الدنيا لا يصنع الشعر ويظل مطبوعا كل حياته
إلا أن يكون شاعر واحدة أو مقلا
لأن الشعر في النهاية فن من الفنون الراقية التي لا يصل إليها إنسان بوحي، فالوحي منقطع
إذن فهي طبع وصناعة معا ومن قال غير هذا فهو يجهل ما هو الشعر
أما كلمة عاديا.. فقد وقع في قلبي أنها مصنوعة لأنها في غير ما اتجه إليها الخاطر
فالذي يقرأ البيت ويرى العطف على (سادراً) بـ (عاديا) لا يدرك المعنى
وأنا حتى الآن لم أدركه
لأن السادر هو المتحير لغة وجرى على الخاطر أن يكون البيت هكذا
فياربِّ لا تتْرُكْ عُبَيْـدَكَ سـادِرًا
بظُلمةِ هذا البُعدِ عنـكَ و (راشدا)
لأن العبد يحتاج الله معه في الغي والرشاد
من باب عطف الضد على الضد
كما نقول: لا تترك أخضر ولا يابسا
أو قولنا عن الأمر: أنكره البر والفاجر
ونحو ذلك
وهذا ما دفعني إلى القول أن في البيت صناعة
وأعود لأقول أن الصناعة ليست عيبا
إنما اتجه خاطري لمعنى لم تقصده
وهذه مشكلة المتلقي أمام صاحب النص الأدبي وكيف يلتقيان
تقبل خالص الاحترام