أجمل نوادر النحاة , والمعلمين
وقع نحوي في كنيف، فجاء كناس ليخرجه، فصاح به الكناس ليعلم أهو حي أم لا، فقال له النحوي: اطلب لي حبلا دقيقاً وشدني شداً وثيقاً واجذبني جذباً رفيقاً، فقال الكناس: امرأته طالق إن أخرجتك منه، ثم تركه وانصرف.
************
عاد بعضهم نحوياً، فقال: ما الذي تشكوه؟ قال: حمى جاسية نارها حامية منها الأعضاء واهية والعظام بالية، فقال له: لا شفاك الله بعافية يا ليتها كانت القاضية.( 1 )
قدم رجل من النحاة خصماً إلى القاضي، وقال: لي عليه مائتان وخمسون درهماً. فقال لخصمه: ما تقول؟ فقال: أصلح الله القاضي، الطلاق لازم له، إن كان له إلا ثلثمائة، وإنما ترك منها خمسين ليعلم القاضي أنه نحوي.
************
ومر أبو علقمة بأعدال قد كتب عليها: رب سلم لأبو فلان، فقال لأصحابه: لا إله إلا الله! يلحنون ويربحون.
************
وجاء رجل إلى الحسن البصري فقال: ما تقول في رجل مات فترك أبيه وأخيه؟ فقال الحسن: ترك أباه وأخاه. فقال: ما لأباه وأخاه، فقال الحسن: ما لأبيه وأخيه. فقال الرجل: إني أراك كلما طاوعتك تخالفني!.
************
وقيل: قدم العريان بن الهيثم على عبد الملك، فقيل له: تحفظ من مسلمة فإنه يقول: لأن يلقمني رجل بحجر أحب علي من أن يسمعني رجل لحناً، فأتاه العريان ذات يوم فسلم عليه. فقال له مسلمة: كم عطاءك؟ قال: ألفين. فنظر إلى رجل عنده وقال له: لحن العراقي، فلم يفهم الرجل عن مسلمة، فأعاد مسلمة القول على العريان وقال: كم عطاؤك؟ فقال: ألفان. فقال: ما الذي دعاك إلى اللحن أولاً والإعراب ثانياً؟ قال: لحن الأمير فكرهت أن أعرب، وأعرب فأعربت. فاستحسن قوله وزاد في عطائه.
************
وقف نحوي على بقال يبيع الباذنجان فقال له: كيف تبيع؟ قال: عشرين بدانق، فقال: وما عليك أن تقول: عشرون بدانق؟ فقدر البقال أنه يستزيده، فقال ثلاثين بدانق. فقال: وما عليك أن تقول: ثلاثون؟ فما زال على ذلك إلى أن بلغ سبعين، فقال: وما عليك أن تقول: سبعون؟ فقال: أراك تدور على الثمانون وذلك لا يكون أبداً.( 2 )
المصادر :
( 1 ) -المستطرف في كل فن مستظرف
( 2 ) نهاية الأرب في فنون الأدب