ضَيَـــــــــــــاع
أَضَعْتُكِ...
ما عُدْتُ أَمْلِكُ شَيَّا
فلا هَمَساتي
ولا بَسَماتي
ولا أُغْنِياتي...
ستنْظُمُ حَرْفاً
وتَنْسُجُ لغْزاً
وتُنْشِدُ لَحْنَ وَداعٍ شَجِيّا
ولا كَلِماتي..
ولا كَفْكَفاتي الدموعَ الغوالي
على وَجْنَتَيْكِ
تعودُ لِتَمْسَحَ دَمْعاً سَخِيّا
وأمَّا دموعي...
ونَوحُ ضلوعي...
سأحْبِسُها في سجونِ فؤادي
وأَدْفِنُها في ثَرى مُقْلَتَيّا
***
غَداً ..
حينما تُبْصِرين خيالاً
يَعودُ عَلَيّا...
فلا تَكْرَهيهِ..
ولا تَظلِميه..
ولا تَرْمقيهِ بِنَظْرةِ حِقْدٍ..
وقولي لعلّهُ كانَ بَرِيَّا
أَضَعْتُ السعادةَ طِفلاً صغيراً
وضَيَّعْتُ أَجْمَلَ حُلْمٍ صَبِيَّا
وضيَّعْتُ عمري
وضيَّعْتُكِ يا حياتي فَتِيَّا
***
وصِرتُ بعيداً...
حُطامٌ...
رُكامٌ...
ظَلامٌ ثَقيلٌ...
ورُعْبٌ يُزَمْجِرُ في مَسْمَعَيّا
ودَمْعي يَحِنُّ إلى وَجْنَتَيّا
نَفونِيَ عنِّي
وذَنْبيَ أنّي
خُلِقْتُ أَبِيّا
سأزْحَفُ تحتَ غُبارِ السِّفارِ
وأبْحَثُ عنّي
عسانِيَ أرجِعُ يوماً إلَيّا
فإنْ أنتِ حدَّثْتِ عنّي فقولي:
"كما كانَ...
ما زالَ بَعْدُ نَقِيّا"
وعُذْراً مَلاكي...
فلَمْ أسْتَطِعْ أنْ أكونَ نبيّا...
أحمد عبد الحميد ديب