تحت رغبة الصديق محمد ذيب بكار الذي طلبها بالاسم عبر رسالة خاصة قمت بتحميلها أرجو أن تنال إعجابكم .
عربي
أنا نخلة عربية طلعت على شط العربْ
لم تدرِ أن الوردة الحمراء
تنسى عطرها
لم تدرِ أن الغيمة البيضاء
تنسى لونها
لم تدرٍِ أن جذورها
سكرت بخمرٍ إسمها نفط العربْ
*** ***
أنا من أنا يا نفس يقتلني الصخبْ
جورية أنا من دمشق يعطر الدنيا شذاها
والحمام الزاجل التياه بين قصائدي
ينساب منها كيفما شاءت بيادر قريتي
تلك الحزينة
أنا من أنا
أنا في الجزائر مسجدٌ
أو حفنةٌ من أرض طيبة والمدينة
زيتونة يافية الأطراف من أرض العنبْ
*** ***
أنا صرخة في حلق طفلٍ صاح من وسط اللهبْ
والليل يا لليل يرزح تحت أجفاني هنا
وأصيح مذهولاً ولا من يسمع الصرخات
أو من يستفيق على ندائي
ثم أرفع صوتيَ المسكين أصرخ والدموع تحجرت
القدس تبكي أين أنتم يا عربْ
*** ***
أنا صخرة الأهرام في أرض الذهبْ
والنيل دمعٌ في عيوني
كالقصيدةْ
أو كابتهالات السنابل في البساتين البعيدةْ
تفاحة أنا من صفدْ
من أرض بيروت الجميلة
من ينابيع الصنوبر في تكايا العاشقينَ
إذا يكفنها البردْ
أنا من أنا
أنا كلُّ شبرٍ قال إني أحرفٌ قد ألفت إسم العربْ
*** ***
العفو حراس الحدود سأرفع الآن العتبْ
وأمر مثل الطيف فوق رؤوسكم
كالحلم كالإعصار
كالزبد المعشش في ثنايا النفس
يبحث عن حياةْ
وأصيح في كل الجهاتْ
عربي نعم عربي أنا
وأمر بالصومال أعطيها سنابل حنطةٍ صفرا
وزيتوناً وكسراتٍ من الخبز المقمَّر والعنبْ
أمضي وتحت جوانحي
تغفو حكايات المواويل الحزينة والتعبْ
*** ***
سأسير في بغداد أمسح جرحها الدامي
وفي عينيَّ شيء من عتبْ
وأظلُّ أرسل صرختي للضفتين
وأصوغ من روح الجنوب ومن بساتين المحبة والهوى
إكليل وردٍ يانعٍ
أهدي شذاه لقاسيون الشام أو شهبا حلبْ
*** ***
عربي نعم عربي أنا
ولتسألوا اليرموك أو حطين عني
يوم كان الموت عندي
لعبةً ألهو بها عند الغضبْ
ثم اسألوا أرض العراق وكيف خضت القادسيةْ
فسأصنع التاريخ مراتٍ وأملي الأبجديةْ
رغم الأسى في داخلي
سيظلُّ صوتي رجع مئذنةٍ وناقوساً يدق من الفرات إلى النقبْ
*************************
علي صالح الجاسم