Originally Posted by
طارق شفيق حقي
ذات معارضة
ذاتُ معارضةٍ شنقوني من رجلي ، فقلت هاكم قلبي اشنـــقـــــوه وخلــــصـــوني.
فشنقوا لساني، وارتفع صوتُ تصفيقي عالياً ينازعهم صوتهم المرتفع.
فأردوني سجيناً بتهمة التحريض على التصفيق.
في السجن علمت السجناء فن اليوغا ،وفن النباح، وفن العض، وفن المزاح، وفن الصمت،
وصار للصمت في جنبات السجن فنون.
فاحتاجوني لنشره خارجاً ، وحين رضخت وأردت تعليم الناس فن الصمت المعتدل،
اتهمني الناس بأني عميل ،وأني رخيص، وأني لا أصلح لتقشير البصل.
من يومها علمت سر بكائي حين تقشير البصل.
طارق شفيق حقي
أخي طارق
مساء رمضانيا جميلا
أشكرك على هذا الإهداء المبدع
وأقول في القصة ذاتها أولا ...
من حيث الشكل
لا جدال في أنك تملك أسلوبا رشيقا ..وسردا مكثفا
يمتلىء بالدلالات والرموز
ولغة عاية المستوى إلى حد كبير
وتتميز قصصك بحاجة المتلقي دائما إلى قراءتها أكثر من مرة ليسبر غورها
ويفكك رموزها ...ويصل إلى كنه دلالاتها
وهذا بحد ذاته( أقصد التكثيف والرموز ) أمر لافت ومطلوب ...
لكنه بشكل أو بآخر يظل محدودا في فئة من المثقفين
الذين يمكنهم فهم ذلك والتفاعل معه
وأتساءل هنا .....
أليس هذا النوع من القصص القصيرة جدا نزوع نحو الحداثة ( وأنا لست ضد ذلك تماما )
ولكن لماذا نقبل هذا النزوع نحو الحداثة في القصة ولا نقبله في الشعر مثلا
أما القصة..ذاتها
فن الصمت المعتدل ...
هل هناك صمت معتدل وصمت غير معتدل
أم أن الصمت مرفوض في كل حالاته سواء كان معتدلا أم ثوريا
ألسنا بحاجة إلى الصراخ أكثر من أي نوع من أنواع الصمت
هل نحن في وضع بقي للصمت فيه أي دور ..
وإذا صمت الشعراء والمفكرون والقصاصون
فمن يتكلم إذن ...
لذلك لم يفهم الناس معنى الصمت المعتدل ولم يميزوا بينه وبين العمالة
واتهموا من يدعو له بشتى التهم
ماذا يعني هذا ...
رفض الناس للصمت أيا كان نوعه وحاجتهم إلى من بفجر طاقاتهم ويقودهم
إلى تغيير حقيقي ...
أم خوفهم من مجرد إيحاءات الصمت حتى لو كان معتدلا ...!؟
أم ابتعادهم الفطري عن أي تعاون مع السلطة أيا كان نوعه
لذلك ... فالمبدع الذي لا يكون هو ...ويرضخ ...تحت أي سبب كان
سيظل حين ينقره ضميره ...يبكي كلما حاول تقشير البصل
الصمت المعتدل .....هو الصورة غير الساطعة للتحول والتراجع
شكرا لك أخي طارق
تحياتي