أخي أحمد
صباح الخزامى
سأتجاوز الحديث عن كونك شاعرا
موهوبا ما في ذلك شك
وأركز على الصورة الشعرية
فأنا من عشاق الصورة الشعرية
وأعتبر أن الشاعر إذا لم يملك ناصية الصورة
الشعرية فقد خسر الكثير ...
ومن أروع صورك الشعرية في هذه القصيدة وهي كثيرة
من أمنياتي تعبرين، فتملكين الحلم،
حيث الحياة تنام في عينيك،
أقطف زهرتي من وجهك الملفوح بالنسرين،
أنوب عن الكلام بوهج عينيك البريء،
يا لغةً تناستْ أحرفي،
وهذه نماذج فقط
العبور من المنى لتملك الحلم
ونوم الحياة ببريق وعمق عينيها
والوجه الملفوح بالنسرين
وجاءت لفظة الملفوح شديدة الخصوصية والتعبير
ومن الصور الرائعة
أن وهج العينين الذي نامت به الدنيا في صورة سابقة
هاهو يعود فينوب الكلام ويصبح هو اللغة التي تجاهلت حروفي
صورة أكثر من رائعة
وبالطبع لن أقفز عن كلمات مميزة معبرة في القصيدة مثل
الملفوح ...تناست ...الصمت الملون ..المتراكمات ...المهملات ...المكنّى ...
العبثية المثلى....( ماهي هذه العبثية المثلى أهي الفوضى الخلاقة )
وغيرها الكثير
ولا أدري لم استوقفتني هذه العبارة الموغلة في الحزن
وكأنها صراخ أو نداء من سويداء القلب بل هي كذلك
يا أليفاً كالغريبْ.
الغربة التي تخلق الألفة
أجارتنا إنا غريبان هاهنا ...وكل غريب للغريب نسيب
ولم يخب ظني فما تلاها ..حزن مقيم
في لحظةٍ،أنا موغلٌ بالحزن مولاتي،
وأنت حكايتي،أنا هاربٌ من لفظتي،
حين استقام الجرح،أخشى النطق ملهمتي،
وحزني لا يغيبْ.
ومن خلال لحظات كالبرق
تلمع من خلال الحزن يشف ويصبح الحزن نبيلا
ويرق وتختلج فيه العواطف الجياشة وينادي
أنت الأماني،
والتمنّي والحبيبْ.
ولعلي لن يفوتني ذلك الربط الرائع بين لحظتين هما محور القصيدة
اللحظة الأولى ...
عبورها من المنى إلى الحلم فملكته
وصارت هي الحلم
وهذا هو مدخل أو استهلال القصيدة
واللحظة الثانية
تتحول إلى الأمنية والحلم والحبيب
وما بين اللحظتين
يختصر شاعرنا أحقابا من الوجع المقيم
والغربة القاتلة
والبحث عن الزمن المشتهى
لعله يجد حلمه فيمسك به
أخي أحمد
قصيدة جميلة حقا ثرية بلغتها وصورها
وانسياب سردها
وصدق مشاعرها
وقطرات الحزن التي
تتساقط من حروفها