لا تلمني واشدد من أزري
من لقلب أضناه قسوة الهجر ,واشتد عليه جور الزمان ليرمي به لغسق الليل وحيدا مع فلول الدمع والشجن , وأطار السهاد عنه لذة الوسن !!؟؟...
لو اطلعت على عظمة أصله لاستبان لك أنه ما زال يسترحمك ليهنأ بسعة صدرك , وسماحة عفوك قبل أن يرميها العمر إلى جور الهوان والذلّ ...
ليس عندي إلا قولا واحدا يردّده قلبي الواجف كم أنا بحاجة يا صديقي الغالي لنزاهة فكرك , ورجاحة عقلك , وصفاء وطيب ما في داخلك ...
لهفي على قدر يأنس بالهموم , وسقم الضنى , ويحار من مسلكه وهو ما زال من فرط الحب مملوكا بين راحة كفيك كطفل يأمل أن يهفو لصدر أمه وأن يستزيد من الحنان والحبّ والدفء ...
مرارا عديدة حاولت أن أهرب إلى حيث لا تراني
لكن كيف وما زال القلب يهفو لمداد روحك , وسنام علو صفحتك وهو يأمل أن لا ترده عن باب رضاك وعفوك ....
أعرف أنك ياعزيزي من أهل المروءة والشرف ولم يمنعني أن أبث إليك ما في داخلي من تباريح وألم ...
ثورة بركان تشتعل في داخلي , وما آمله من الله ربي أن أكون دائما ممن يحمل لك أسمى معاني الإجلال والاحترام والودّ..
فلا تلمني يا حبيبي وصنو فكري بعدما أخبرتك أنني لا يمكن أن أهتك قدسية , وحرمة الوفاء بالعهد..
أقسم لك بأن روح مدادك
ما زالت وستبقى تسري مع الدم ولن تحمل في داخلها سوى أجمل وأسمى آيات العطاء والود لأنها قد اتخذت منها عقيدة ثابتة نشأت عليها وترعرعت منذ الصغر وسمت عنوانها أن تلتزم بالأمانة والصدق لها مدى العمر ...
موحش ليلها وثقيل , والقلب ما بين السهد والحزن يأمل إشراقة الفجر ليطفئ حرارة وهجه بأنسامه العليلة بعدما ذوى جسمها في نفق غائر انتزع من روحها ملكة الأمل ...
من بعيد صوت يدعوها إلى خير داع لتتهادى مع وصل التضرع والتبتل وهي ناظرة
إلى أرحم من في الخلق والعليم بحزن صدرها , وعسير أمرها , والشاهد على حالها بعدما أطار السهاد النوم من مقلتيها ليشقى القلب ويكمد من عذاب البعد والهجر ...
إليك يارب أسلم أمري فأنت أعلم بحال القلب الذي ما زال ينبض بأسمى آيات الوفاء والودّ....
رباه ارحم صحيفة قلب بيضاء لا تأمل إلا أن تحافظ على طهرها أمد العمر ...
أسلم الأمر إليك , وأعوذ بك من خيبة الأمل , وضنك العيش , وضياع الصدق ..
يارب خلقت لي قلبا صادقا لا يعرف الغش والخداع والكذب , وعلمته منذ الصغر حكمة الإيمان واللجوء إليك في ساعة العسر ....
تعلم أنت يارب سرائر القلب , ولن يرضيك أن أستأصل منه معاني الخلق والأدب ...
قلب وهب الحب لمن حوله بعدما أنضر ثمار العطاء في داخله , واستقام على عود الوفاء والودّ فلا تردّه إلى قسوة الأيام وألم الضياع والحرمان ...
يارب أيرضيك أن تهدم عمارة بنائه لينحدر في مستنقع العيوب ومسالك الخطيئة والذنب !!!؟؟؟...
العذر لعبدك يا الله والعفو والصفح له فما بالقلب ثابت ومستقر فيه للأبد , ولا يمكن لرياح الأعاصير أن تضلّه عن سلامة فطرته ...
فلا تصدع من أمر داخله يارب ... ولا تهلكه في حرمانه ... ولا تتركه يضيع عن هدي الرشد والإيمان والصلاح ...
فيا مدبر الأمور والأحكام اقض في أمره, ولا تبعده عن رحمتك وسعة مغفرتك وعفو رضاك...
اشدد من أزري وارفع الستار عن ظلمة الليل وعهد علي يارب أن أحافظ على أمانة مافي الصدر .....
فاقبل دعائي يارب ...
بقلم : ابنة الشهباء