يأتي كتاب "كيف اقرأ" للمؤلفين الدكتور طارق السويدان وفيصل باشراحيل ضمن سلسلة كتب صناعة الثقافة وفي خمسة أبواب بعدد صفحات يبلغ 225صفحة. ويعد هذا الكتاب من المؤلفات النادرة في محتواها وثرائها المعلوماتي حيث تناقش وبتفصيل توثيقي مشاكل القراءة وطرق التغلب عليها بالإضافة إلى تناول مهارات وتقنيات للتشجيع على القراءة الذكية والسريعة وأساليب الدراسة الفعالة.
في الباب الأول يقدم المؤلفان وبعد سرد عدد من التعريفات الخاصة بالقراءة يقدمان تعريفاً مقترحاً للقراءة نصه "فهم الكلام المكتوب بالنظر" أو اللمس مشيرين إلى ان القراءة تتعلق بالكلام المكتوب ولابد معه من فهم والا فهو نظر لا قراءة (وكذلك يمكن ان تكون القراءة باللمس للمكفوفين).
ومن خلال التعريفات المستعرضة يتوصل المؤلفان إلى ان القراءة تتكون من عناصر مهمة وهي:
1- المعرفة: ويقصد بها معرفة الرموز والحروف والكلمات التي ستقرؤها.
2- الفهم: ويقصد ربط الكلمات والمفردات بالمعنى الكلي للنص.
3- الاستيعاب: وهو جزء من الفهم ويتعلق بربط المعلومات المقروءة بالمخزون المعرفي السابق والمتراكم للقارئ.
4- التذكر: وهو القدرة على التخزين الأساسي للمعلومات في الذاكرة بفاعلية وكفاءة.
5- الاستدعاء: ويقصد بأنه القدرة على استعادة المعلومات المخزونة عدند الحاجة إليها.
76- التخطيط: وهو القدرة على القراءة الهادفة غير العشوائية وتحديد الأهداف المسبقة للقراءة.
ويوضح المؤلفان أهداف القراءة فالأول هدف فردي ذاتي والثاني اجتماعي سلوكي .
الهدف الثالث: تربوية تعليمية الرابع: فكرية سياسية الخامسة تطوير التنموي.
واستعرض المؤفان العديد من التجارب الدولية والحكومية الرسمية لتعزيز وتشجيع القراءة ومن التجارب المهمة تجربة بريطانيا ومن مشاريعها اقرار أنشطة القراءة العائلية وتقوم فيه المكتبات المدرسية والعامة بالجمع بين الأطفال وأولياء أمورهم ويتم اتدريب الآباء على اختيار الكتب المناسبة لأطفالهم بناء على خصائص نموهم العقلي والنفسي.
كما قامت بريطانيا بإيجاد 35.000مدرسة بها 10.000متجر لبيع الكتب ذات الطبعات الشعبية الرخيصة حيث يقوم التلاميذ بشراء هذه ا الكتب من مصروف جيبهم ويبلغ متوسط مبيعات هذه المتاجر سنوياً نحو 25.000.000جنيه استرليني ويدير هذه المتاجر أمناء المكتبات المدرسية وتخضع لإشراف جمعية خاصة تقوم بعمليات التشجيع والدعاية والمساندة لها.
التجربة الأخرى هي اليابانية ومن مشاريعها ترجمة كتب الأطفال: من أي لغة في العالم إلى اللغة اليابانية ومتوسط ما يتم ترجمته سنوياً للأطفال ما يزيد على 200عنوان ويسافر في كل سنة فريق من اليابان إلى المعرض الدولي للكتاب بألمانيا يقومون بدراسة وتمشيط كل ما هو في المعرض من كتب الأطفال في جميع اللغات ثم يعودون لدراسة المناسب منها لترجمتها فيصبح الطفل الياباني ملماً بالجديد من المعلومات في العالم.
الباب الثاني تناول مشاكل القراءة العشر وهي: إعادة قراءة النص والرجوع للخلف، القفز للأمام والتقاط الكلمات والصور والجداول الشعور بآلام قوية وتعب شديد عند القراءة ترك الكتاب عند سماع رنين الجوال القراءة كلمة بكلمة وببطء شديد القراءة البطيئة والملل من الاكمال الشعور بملل شديد عند قراءة أي كتاب رؤية كلمة واحدة في المرة الواحدة عدم معرفة كيفية التلخيص والقراءة العشوائية غير الهادفة.
أما الباب الثالث فاستعرض فيه المؤلفان تعريفات القراءة السريعة وأسرار تعلمها بالإضافة إلى طرق أدائها كما تضمنا اختبارات للقراءة السريعة.
في حسن تضمن الباب الرابع مهارات القراءة الدراسية وقواعد تعلمها بالإضافة إلى تدريبات لتقوية الذاكرة وبرامج ومهارات الاستذكار كما تطرق المؤلفان في هذا الباب إلى تقنيات الاستيعاب وهي: مفتاح الكلمات، تحديد الأفكار، ادراج التسلسل والعلاقات، أدراج الاستنتاج وتصوير الخاتمة، ختام المناقشة.
وتناول المؤلفان موضوع تقنيات التدوين ومن فوائد هذه التقنية تنمية مهارات السماع لديك ويرشدك إلى التعلم الحقيقي بدلاً من الاكتفاء بالحفظ للأسماء والتواريخ والحقائق ويولد لديك القدرة على الاستنتاج.
واعتبرا المؤلفان الإنترنت ذا ارتباط شديد بتعلم القراءة والكتابة وهي أيضاً لوحة البلاغات أو النشرات أو البيانات الضخمة مع رسائل لجميع الأنواع المنتظرة للقراءة وأضاف المؤلفان عدد من ميزات هذا الابتكار فهي (أي الإنترنت) تخرجك من محيط البلد إلى مساحة العالم الخارجية. كما أنها تعدد المصادر والتحديث المستمر وتسهل الحصول على المعلومات.
الكتاب في مجمله يشكل ثروة ثقافية كبيرة ودون شك فإن الأرقام والاحصاءات الواردة به تمثل مرجعاً علمياً لموضوعات القراءة. هي دعوة عزيزي القارئ لاقتناء الكتاب وقراءته.
المصدر