نجومُ سماء الليلِ ليـسَ لهـا عـدُّ ............تأملتُ فيها بعدمـا شفَّنـي الوجـدُ
دهتني همومٌ حاصرتْ كـلَّ جانـبٍ...............فنامتْ عيونٌ غيرَ عيني لها السُّهدُ
وعنَّتْ ليَ الأطلالُ ما بيـنَ منـزلٍ...............سفَتْهُ رياحُ الصيفِ أو هـدَّهُ الهـدُّ
وناديـتُ لكـنْ لا حيـاةَ لغـائـبٍ..............وأيقنْتُ أنـي قـد أصابنـي الفقـدُ
وصِحْتُ بصوتٍ لم يكنْ رجْعُهُ صدىً.............ولم ألْـقَ إنسانـاً ولـم يأتنـي ردُّ
فأين بيـوتٌ قـد مشَيْـتُ بظِلِّهـا.................وفارسُ ذاكَ الحيِّ مع خيْلهِ يعدو ؟
وأينَ غديرُ الماءِ والرِّيـمُ حولـهُ ؟.............فلا ألْتقي دعْـداً ولا ورَدَتْ هنـدُ !
وأين غوانٍ كم تجرَّعْـتُ كأسَهـا ؟.............رمتني بعينٍ بعدمـا هالنـي القـدُّ
ذكرتُ سنيناً مـا ألـذَّ وصالهـا !...............فكَفْكَفْتُ دَمْعاً مـن غزارتـهِ جُنْـدُ
فأصبحتُ مهمومـاً أهيـمُ ببحرهـا.............فيدفعنـي جـزرٌ ويجذبنـي مــدُّ
سقـى الله أيـام الصبـا وحنينهـا.............بغيثٍ حثيثٍ زادَ من وقْعِـهِ الرعـدُ
فهل ترجعُ الأيامُ لو بعضَ ساعـةٍ.................فيا ليتَ ! لكن حينما انفرطَ العِقْـدُ !
وليسَ يُسَلِّيني سِوى شعرُ ( طارقٍ )...............صبيٌّ ولكن شِعْـرهُ صاغَـهُ جـدُّ
إذا لاحَ في الميدانِ بانـتْ حروفُـهُ................وبانَ له سيـفٌ وبـانَ لـه غِمْـدُ
يجوبُ بحار الشعرِ ما خافَ موجَها................سـواهُ لـهُ نِـدٌّ وليـسَ لـهُ نِـدُّ
على مثلهِ تبكـي حروفـي حزينـةً..............وتبكيـهِ أيـامُ المحـبَّـةِ والــوِدُّ
أحبَّ ( نِزاراً ) فاحَ في شِعْرهِ شذىً................وغرَّدَ مثل الطيرِ في غصنهِ يشـدو
أديبٌ بليـغٌ فيـه حسـنُ فصاحـةٍ................ويعجبني من لفظهِ الهـزْلُ والجِـدُّ
أتتْ منـه أبيـاتٌ حِسـانٌ أجادَهـا................هي الغادةُ الحسناءُ زيَّنهـا الجيـدُ
فجُدْتُ بما جادتْ به النفسُ شاكـراً.................لهُ السبقُ في إبداعها وليَ الشهـدُ
وتبقى هي الدنيـا فـراقٌ ورحلـةٌ................نريدُ ولكن فـوقَ مـا نبتغـيْ يـدُ
" فمن نكدِ الدنيا على الحُرِّ أنْ يرى...................حبيباً لـه مـا مـن تباينـهِ بُـدُّ "
*************
أحسنت أخى الناصرى وعطرت عقلى بشعرك
وإنى لأكاد أشم روائح شوقى حِكمةً وأسلوباً
بارك الله فيك وزادك تألقا
وشكرا لأخى محمد الكبيسى على هذه الذائقه الفنيه الحقه
.....علاء