السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقدمة لا بد منها

لا خيل عندك تهديها ولا مال .... فليسعد النطق إن لم تسعد الحال

هذه كانت كلمات أبي الطيب لكافور معتذرا عن ضيق ذات اليد ، فليس لديه إلا الشعر ليهديه . ولعمري لقد أهداه ما هو أنفس من المال !
وأجدني في هذا الموقف – موقف الذل والخنوع العربي- أمام غزة كموقف أبي الطيب رحمه الله
فليس لدي ما أملكه ... وما أملك إلا الشعر !
لذا فإني اقف أمام غزة العظيمة متضرعا ان تتقبل مني هذه ( الكُليمات) التي أحرقت كبدي وأبت إلا أن تسكب دمعاتها على الورق ...فلعلها – أي هذه الأبيات – تبوح بشيئ من محبته .. وهو يعلم أي محبة تحملها أحشائي له .
هذه الأبيات نضمتها بوحي من المسرحية (الألومرتية – البيرتسية – الكونداليرازيسية – البان كيمونية)
الخ .. الخ من سلسلة الأنساب التي تفيء إلى جذر واحد هو السيد إرهاب بن إرهابان الإرهابي .

همسة أخيرة :
للذين يشغلون انفسهم بالعروض وبحور الخليل ، أقول :

لقد تمردت على قوانين الفراهيدي الموسيقية واعلنت عصياني عليها - ولو مؤقتا -،

ولا عجب في ذلك فأفكار القصيدة تحمل بعضا من ذلك التمرد في أحشائها.. إن الوقت وفداحة الخطب لا تتيح لي أن أجلس جلسة ذلك الشاعر الذي يحتسي قهوته على مقعده الوثير، ويمتطي صهوة قلمه يزيد حرفا وينقص أخر كي يستقيم الوزن .
لا أقول إلا كما قال عبدالوهاب البياتي :" عندما أقول شعرا لا أسأل إن كان شعرا عموديا ام شعر تفعيلة!".
وانا طبقت تماما نفس (النظرية البياتية) فعندما أقول شعرا لا أسأل إن كان من الكامل أم من المتدارك !

تلك كانت التوطئة والآن ستكون القصيدة