الفائدة الثانية
وتقسم إلى قسمين
القسم الأول /
إمكانية تغيير الإيقاع والتنقل بين الأبحر ضمن الدائرة الواحدة أثناء الأداء
وهذه الطريقة تتطلب حسا عاليا بإيقاعات أبحر الدائرة المعنية , لنأخذ مثلا على ذلك من خلال بيت من بحر { البسيط} هو :
كمن رأى يافعاً مسّتْ مخالبه ...حباً سما نوره كالنار إنْ ظماَتْ
مفاعلن فاعلن مستفعلن فعِلن ... مستفعلن فاعلن مستفعلن فعِلن
لنحاول الآن قراءة البيت ابتداءً من {رأى } الى { حبا}
كمن { رأى يافعاً مسّتْ مخالبهُ ... حبّاً } سما نوره كالنار إن ظمأتْ
سنجد أن القطعة المحصورة بين قوسين
{ رأى يافعاً مسّتْ مخالبه ُ حبّاً }
{ فعولن مفاعيلن فعولُ مفاعلين }
هي شطر من {الطويل} ضمن {البسيط}
والمؤدي الجيد يستطيع توزيع البيت على الشكل التالي
كمن ..................................... ايقاع مشترك بين البسيط والطويل
رأى يافعا ً مسّتْ مخالبه ُ حبّاً ..... طويل
سما نوره ................................ طويل
كالنار إن ظمأتْ ........................ بسيط
والتوزيع هو أن تتوقفي قليلا بعد كل قطعة أثناء الإلقاء .
ربما تبدو العملية معقدة للوهلة الأولى لكن اعلمي ان الذي يريد أن يقترب أداؤه من الغناء ويريد أن يؤثر في نفس المتلقي عليه أن يضبط التداخلات ويوزعها بشكل ينأى به عن الرتابة .
علما ان كثيرا من الشعراء يفعلون ذلك دون أن يدروا وكثيرون جدا منهم يلقون قصائدهم على بحر واحد بطريقة رتيبة مملة رغم قوة القصيدة .
القسم الثاني : التوزيع أثناء الكتابة
وهنا تكمن الموهبة الحقيقية والهيمنة على الإيقاع , حيث يتمكن الشاعر من توزيع نصه أثناء الكتابة دون أن يكلف نفسه ودون أن يدري , كما يفعل الملحن المتمكن حين يسمع صوت الآلة التي تعزف الجملة الموسيقية وهي في طور الكتابة .