حياك الله وبياك وغفر لك، ورزقك علما غزيرا نافعا إلى يوم الدين، وجعلك نورا وضياء ورحمة مهداة إلى أهل العلم والمربد خاصة.
لقد وعدتكم بإكمال المشوار حول مكتبة أبو بكر المسمى علي وهو اسمه الأول المعروف به بين الأصدقاء المقربين والأهل أي الاقارب وأنا في المدرسة وبين كثير من الأصدقاء الآخرين اسمي "بوبكر".
سيدي وأستاذي العزيز"أبو شامة المغربي" لا تلمني على أفكاري المبعثرة كما قلت لك: إن صاحبها مشتت الذهن، سارح البال مهموم، لا يدري ماذا يخبئ له الزمن، فهو متفائل وحزين في أغلب الأوقات - عفوا - على الثرثرة ..
أواصل وأبدأ حالا: إن مكتبتي المبعثرة تحوي كتبا مختلفة، كتبا للبلاغة ومؤلفها مغربي احتفظت به منذ عشر سنوات على الأرجح، وكتب في قواعد اللغة العربية، وكتاب الأنجليزية البسيطة مترجم إلى العربية، وكتاب الرقائق، وكتاب بعنوان: الإسلام المتهم .. عبارة عن مسرحية طويلة .. مسرحية رائعة، ومنهاج مسلم لأبي بكر جابر الجزائري أول كتاب ديني اشتريته في سنة 1985، وكتب مدرسية، وجرائد ومجلات دينية تعالج مختلف المواضيع، وقد شاركت مدة سنتين في جريدة العربي الوطنية باب "بيوت الله"، وتقارير وحوارات حول العلماء مثل زغلول النجار للإعجاز العلمي إنعقد بمدينتي، ودام اللقاء السنة الماضية أسبوعا مع علماء من مصر والسعودية، وشاركت في هذا الملتقى بتسجيل بعض الملاحظات الصحفية ...
سيدي الفاضل إن مكتبتي مبعثرة لأنها مرت على مراحل صعبة حيث تنقلت من سكن غير لائق إلى سكن أحسن، وبقيت أتنقل وأنا اليوم مستقر، ولعلي في المستقبل أتنقل لا أدري ...
سيدي الفاضل كتب أخرى منحتها إلى الجمعيات الخيرية وبعضها إلى الزملاء أحسن من الضياع، كذلك سيدي الفاضل مكتبتي تحوي أكثر من ثلاين شريطا سمعيا في مختلف المواضيع الدينية والعلمية والأناشيد الإسلامية، وكذلك بعض أشرطة الفيديو العلمية والتعليمية، وأقراص مضغوطة لم أشاهدها لانعدام الجهاز الآلي ...
أخي الفاضل "أبو شامة" إني كثير المطالعة، فالمطالعة تزيل عني الهموم والأحزان، وتجعلني أعيش أحيانا في الأحلام الجميلة، فأنا على صلة حميمية بكتبي التي لم تمل مني، وعلى الرغم من إهمالي لها، وعلى الرغم مما عانت معي وصبرت، وكانت لي صديقا وفيا ولم تغادرني حتى في أصعب مراحل حياتي، ولقد صاحبتني وأنا في الخدمة الوطنية من االشمال إلى الغرب إلى الحدود المغربية في مدينة تندوف وعين الصفراء، لقد كانت تحدثني عن الأبطال، وأحينا أخرى تحدثني عن الصبر، وحينا آخر تحدثني عن الرحلات ... إلى آخره ...
وهذه المطالعة جعلتني أكتب مسرحيات في المدرسة، ونالت بعض الجوائز المتواضعة وعناوين هذه المسرحيات: "فلسطين الجريحة"، و"الغولة المهبولة ألي كلات العولة وخلات الفولة"، وأقصد بها الفتنة التي حدثت، و"منامة في يوم القيامة"، و"شباب اليوم"، و"ابن باديس ودوره الحضاري في بناء أمة"، ومسرحيات أخرى، كما كتبت قصصا كثيرة لكنها ضاعت مني لإني لا أجد من يهتم، وظروفي كانت صعبة للغاية ...
وما زال الكثير لأني شرعت في الكتابة وأنا في المدرسة سنة 1974، ثم عدت ثانية إلى الكتابة سنة 1985 إلى غاية سنة 2000 وفي الحقيقة أعتبرها خربشات كاتب مهموم يحب الكتابة، وبفضلكم وجدت ضالتي، ووجدت من يعتني بي، وأحسست بأيد تكن لي العطف والحنان، ولمست فيكم الخير، وأحيانا تحدثني نفسي وتقول لي: أنت يجب أن تنصرف، لأن هذا المربد هو للعلماء، أم أنت يجب أن تقرأ وتنعزل أحسن لك وأبقى حزينا متألما، أعشق العلم وأحب التواصل، وأريد أن أعرف عنكم الكثير حتى يطمئن قلبي، وأنا واثق منكم، وأحبكم، ويشهد الله على ذلك...
حياكم الله ورفع من شأنكم وأصلح أعمالكم وأدخلكم الجنة، وستركم وسترنا تحت الأرض، وفوق الأرض، ويوم العرض
أبوبكر ** علي** الجزائر تحياتي
