السلام عليك الدكتور الأديب أبو شامة المغربي أطرح هنا تتمة الإجابة عن أسئلتك الهادفة لعلها ترقى إلى مستوى ما تتطلع إليه.
السؤال السابع
كيف ترين القصة القصيرة في الحالات الثلاث التالية:
- عندما تكون مبتورة البداية؟
- عندما تكون مبتورة النهاية؟
- عندما تكون مبتورة البداية والنهاية معا؟
أبو شامة المغربي
بالنسبة لإنريكي أندرسون إمبرت في كتابه النظري القصة القصيرة :"... القصة لها دائما بداية ووسط ونهاية، غير أن البداية لا تستلزم أن تكون "البيان"، وليس بالضرورة أن يكون الوسط "العقدة"، كما أن النهاية ليست بالضرورة هي "الحل"... القصة تبدأ بحرف وتنتهي بحرف وقد قال "تشيكوف" ذات مرة، إنه بعد كتابة قصة قصيرة علينا أن نحذف النهاية والبداية، ونترك الوسط، فهو يرى أن هذا الجزء هو الأكثر أهمية في فن السرد القصصي، وبالطبع ما قاله ليس إلا مزحة، إذ بعد هذا الحذف نجد أن طرفي الجزء الأوسط قد تحول إلى بداية ونهاية، فهذه القصة مثلها مثل الدودة التي تعيد خلق رأسها وذيلها".
مريم أحمد
السؤال الثامن
ما هي نظرتك الخاصة إلى القصص القصيرة المبنية على الأحلام المنامية؟
أبو شامة المغربي
الحلم والمنامة لا يخرجان عن التجارب الإنسانية، والقصة القصيرة في تناولها لهذا الموضوع إنما تعمل على نبش جزء من ذات الإنسان، وما يهم كاتب القصة القصيرة هو أن يؤثر على القارئ، ولأن الشكل الفني للقصة ما هو سوى انعكاس لإحدى الحالات النفسية، التي كان عليها المؤلف وقت الكتابة، وبما أن هذا المؤلف في الأول والأخير انسان، فيمكن القول أو بصورة أدق يمكننا الذهاب إلى أن الشكل الفني الأدبي ما هو إلا انعكاس للحالات النفسية التي عليها الانسان، والقاص يريد أن يقدم لنا أو يلتقط موقفا غير عادي، يدخل فيه الخيال إلى جانب الواقع.
مريم أحمد
السؤال التاسع
كيف تقرئين الفراغات (...) التي تشتمل عليها القصص القصيرة المعاصرة؟
أبو شامة المغربي
إذا كان للوصف وظيفة بصرية، فالفراغات قد تلعب نفس الدور وأكثر، فعندما تصطدم حاستنا البصرية مع هذه الفراغات، لا بد أن تتمثل أشياء، وتقدم قراءات لن يستطيع نص مكتوب أن يقدمها لك، لأنه بكتابته قدم جزءا من المعطى المعرفي، هذا من جهة، ومن جهة ثانية الفراغات هي هذا التمرد، وهذا التشتت الذي يتلبسنا أحيانا عندما تقف الكلمة حاجزا أمام قوة التبليغ، أظن أن دور الفراغات في هذه اللحظة ضروري ومهم.
مريم أحمد
السؤال العاشر
ترى هل بالإمكان أن تنقد القصص القصيرة بعضها بعضا على مستوى القراءة والتلقي؟
أبو شامة المغربي
أنت تتحدث هنا عن القصة المضادة، هناك العديد من القصص التي تعرضت لما سبقها من القصص، سواء بالنقد أوالمناقشة، في إطار قصصي جديد، ولعبة سردية غير مسبوقة، قصة "اللعب مع تشيكوف" لنبيل عبد الكريم على سبيل المثال.
مريم أحمد
السؤال الحادي عشر
ما هي حسب رأيك السمة الغالبة على القصة القصيرة المعاصرة، إذا ما اعتبرنا طبيعة المضامين القصصية الكامنة فيها؟
أبو شامة المغربي
نطلع على المضامين من خلال القصة نفسها، والتي يمكن تبعا لذلك تصنيفها: قصة تاريخية/ واقعية / خيالية/ رومانسية... هناك قصص ذات مواضيع مماثلة تدعونا للبحث في حدود هذا التماثل أو الاختلاف، كما أن هناك قصص تبعية على مستوى المضمون والشكل معا، هناك كذلك المتاقصة، والقصة المضادة ذات المضامين الغير المألوفة، لكن مع ذلك المضامين تمتح من اليومي والموروث الثقافي، ولا ننسى أن القصة قد تعبرعن عصرها كما قد تتجاوز ذلك.
مريم أحمد
السؤال الثاني عشر
هل ثمة من حضور لتراث القص العربي في ما يكتبه المحدثون من قصص قصيرة؟
أبو شامة المغربي
في إطار مناقشة أدبية، جرى الحديث عن التراث العربي، خاصة في مجال النثر، الذي يعد تراثا إنسانيا بكل المقاييس، وكيف كان له تأثير على الذهنية الغربية خذ "دانتي" الأشهر في هذا الميدان، لكن ما لوحظ، مع استثناءات خاضت هذا الموضوع بوعي ونضج، أن هناك تغييب عن وعي أو تجاهل أوجهل للتراث العربي ودوره الرائد في مجال النثر، وأظن بأن علينا الرجوع إلى المعري، والجاحظ، وأبو حيان التوحيدي ... حتى نتخلص من عقدة تفوق الآخر علينا، وأنسنة الحيوان، "كليلة ودمنة" برعت في ذلك، و"رسالة الغفران" سباقة بتناولها للعوالم السفلية والعجائبية من الغربيين، هناك أمثلة كثيرة نحن مطالبون بقراءتها.
مريم أحمد
لقاء حواري مع الأخت الكريمة
مريم أحمد
