قصيدة حب
الحبُّ ملء جوارحي وجَنَانـي
والعجزُ بادٍ في حروف بيانـي
أُرْضِعتُ حبَّهُ مذْ حييتُ وإنني
لا أرتجي فصلاً ، وإنْ أقصاني
هل يسطع الطفل الرضيع فطامه
عن ثديه الثرِّ العطوف الحانـي
كلُّ الأنام يرون في أوطانهــم
فضـلاً ، وأحسبه ذرا الأوطان
عشرون عاماً عن غيابي تُوِّجتْ
سبعاً ، ألا تكفي لهدمِ كياني ؟
ما ضرَّ لو فتح الحبيب ذراعه
ليضمني ، ما ضرَّ لو أدنانـي
أنا ما نأيت بخاطري ، لكنمـا
عصْفُ الزمانِ بمحنتـي أرداني
والشيبُ في رأسي بدا مستنفراً
والهـمُّ أفرغ من فمي أسنانـي
أما الصحاب فقد نسوا ما بيننـا
و إخال بُـعدي عنهم أنسانـي
لم يبـق لي إلا التذكر بُلْغــة
إذْ إنَّ في التذكار برْءَ الوانـي
لا تحسبوني في المدينة زاهـداً
روحي بها طربتْ ، فما أهناني
لكن صدى الأوطان يبقى خالداً
في مهجتي ، في قلبيَ المتفاني