ديوان الأخ الكريم
تأبط شعرا
سلام الله عليكم أهل المربد الكرام ورحمته عز وجل وبركاته
أهديكم وأهدي الأخ تأبط شعرا هذا الديوان، وأسأل العزيز القدير أن تجدوا فيه نصيبا مما كنتم تترقبون بزوغه من حروف شعرية عربية أصيلة...
ذاكرة الماء
أيُ صحوٍ
أن يموتَ المرءُ حباً
ويغني حين لايبقى مغنٍ
آه لو تعلمُ أني
قد تأبّطت دمي
وبقايا قلمي
كي أزيحَ الملحَ عن نافذتي
ما الذي أبقتهُ مني
هذه النارُ التي تأكلني
غيرَ أني
كلما فاضَ اشتعالي
أعشبتْ في مدنِ العُقمِ جهاتي
هكذا يستوطنُ السكرُ ,
مداراتِ القصيدة
ملقياً أسرارَهُ فيها
مطلقاً أوجاعَها الأولى
مُثقلٌٌٌٌ هذا الفتى
يوشك أن يطلقَ
في الجمعِ مراياهُ
أيُ جمرٍ قد صحا فيه تُرى
حين ألقى المدّ ُ
في الفلك جناحيهِ جناحاً
ما الذي أيقظ َ هذا الحزنَ من رقدته
وأناخ الدفءَ عن جنح ِ
القطا حتى سلا
طيْبَ المنام
جارحٌ موعدُنا إذ لا يجيء
قاتلٌ هذا العطشْ
لم يُعدْ بيني وبيني
غيرُ شوقٍ لا يشيخْ
شاطيء لمّا يزلْ يبحث عن
ذاكرةِ الماء
وعن بعضِ قرىً ينتسبُ الحلمُ إليها
حرّضتني هذه الريحُ وألقتْ
فوقَ جرحٍ شامخٍ
طائرَها
رحلتْ عني المسرّة
وكبا في لوعة الحزن يراعي
ولذا أشهرتُ وجهي
وتقلّدت السراجْ
إنّ في الرؤية بعضي
إنّ في الرؤية كلي
إنّ في الرؤية بدأً للغرق
رحل الغصنُ إلى البرِ البعيدْ
وسقاني جرعةً من نسغهِ
فاحترس يا أيها البحّار
فالبحرُ احترقْ
خففوا الوطء فهذي
الأرض قد آخت طقوسي
علمتني
أن عصراً سوف يأتي
سيكون البحرُ فيهِ
ِ خمرةً للعاشقين
يصطفي الحان وجوهاً
غير من شبّ عليهم
ويكون الحب وجهاً للحقيقة
هاتفٌ ضج بصدري
حرر الأثقالَ من أثقالها
فاتخذت الحرفَ وجهاً للطفولة
إنني وجهت وجهي
للتي شجّت شجوني
واقتفيتُ النجمَ في عزّ الظهيرة
باردٌ طقسُ المساءْ
لا قطار
يحملُ الحزنَ ويمضي
لا فلاة
ترتدي بعضَ الوجع...
تأبط شعرا