من يردم الحفرة
يا شباب سأذهب وأردم الحفرة .
إيه نظر أحدهم وهمس في أذن جاره كل يوم يقول نفس المقال.
لا خوف منه قال أحدهم في سريرته.
في اليوم التالي كان الشباب منهمكين بالحديث خرج إليهم جاحظ العين وصرخ يا شباب يا شباب أقول لكم سأردم الحفرة هل تسمعون ...سأردمها .
هزوا برؤوسهم برتم واحد.
ذهب بعيداً ثم عاد وقال: يا شباب ثم صمت بوجوم ينتظر ردة تعبيرية وأردف والله سأردم الحفرة وانصرف.
قال أحدهم لزميله ما هي هذه الحفرة أجابه: هي حفرة بوسط الشارع الرئيسي يقع بها كثير من المارة.
همهم أخر بل هي حفرة بوسط جدار أخر الحي أنا رأيتها .وصارت معبراً للصوص .
لا هذه ولا تلك رد أحدهم : هو يريد قبر أم معروف الذي حفر ثم قرر أولادها أن تدفن في مقبرة أهلها في قرية أم سمعان لكن جثة أم معروف اختفت بعدها والقبر ما زال مفتوحاً لا جثة فيه .
تردد صوته من بعيد: سأردمها.
قال الرجل السمين بل هو يقصد حفرة غير ما تعرفون. هذه الحفرة هي التي نقع بها كلنا ولا نراها , الحفرة التي يسقط بها أكثر الناس من منا لم يقع بها لقد اعتدنا الوقوع بها .
صدقت قال أبو ياسين: أنا شخصياً إن لم أقع بها لا أستطيع أن أكمل يومي.
قال أحدهم: يا أبو ياسين الوقوع بالحفر أصبح أمراً لا يسكت عنه.
رد أبو ياسين : بكل الأحوال لسنا من نصنعها.
عاد صوته : سأردمها قلت لكم سأردم الحفرة.
قال أبو عمر بعد أن وقف وأشار بيده للجميع : ومن منكم لم يحفر حفرة يا قوم كلكم تحفرون الحفر ؟!.
قال أحدهم: من كان بلا حفرة فلا يرمي الناس يا أبو عمر.
قد تعبت من الحفر يا أبو عمر قال ذات الشخص ...قد تعبت والله لكن ما الحل.
أثناء حديثهم عاد صاحبنا وقال: سأردم الحفرة سأردم الحفرة .
ثم أقبل صاحبنا وصاح بقوة : أما قلت لكم أني سأردم الحفرة... هذه الحفرة سأردمها لا بد أن تردم.
ثم اقترب من الحفرة والقوم خلفه يقتربون واقترب أكثر وكله إصرار وهو واثق أنه سيردم الحفرة وحين أصبح على حافة الحفرة صاح : أيتها الحفرة سأردمك لن يكون للقوم حفرة بعد اليوم قال أحدهم هامساً: ستردم الحفرة سنرتاح... رد أخر وماذا سيحدث إن لم تردم... تردد صوت :إني خائف خائف كان الرجل قد بدأ بردم الحفرة حينها اقترب منه القوم ورموه في الحفرة مع كل خوفهم.