الظاهر ان راي وما فيه من اللباقة و الموضوعية لم يعجب الاستاذ طارق فانبرى مدافعا عن صديقه رغم انني شخصيا لم اهاجم الاستاذ بل ناقشت الفكرة و الطرح فما راي الاستاذ طارق في تخويني و تجهيلي
لننظر الى هذا الماسينيسا ولنتركه عاريا أمام الجميع وباانسبة الي اما انتم خونة او جهلة
الا اذا كان هذا اكادميا كذلك رغم ان الاستاذ يعترف
اخي صدقني ان معلوماتي عن المنطقة محدودة جدا ولو ان اصلي تونسي
بينما تحدثت انا عن ما اغفله الاستاذ في هذا التاريخ الذي لا اجهل منه فهو تاريخ بلدي.و كم تمنيت على الاستاذ طارق و هو في الشام حاضرة الثقافة ان يستقي عن هذا التاريخ قبل ان يدلي بدلوه و اطلع على ما كتبه المؤرخ السوري *جورج مصروعة* بكل موضوعية
http://www.ssnnm.com/new_page_151.htm
لقد قلت في تعقيبي الاخير
مع احترامي اليك استاذي ارى ان منطقك هذا ون كان بعيدا عن الاكادمية لن يخدم الا منطق هؤلاء الذين كتبت عنهم و للرد عليهم
و ادرجت مقالة لهؤلاء لاثبث رايي
اجدني هنا و بكل روح حوارية ملزما لتوضيح اي لبس مع احترامي لشخص الاستاذ بوزيان الذي لم يستطع ان يحترم هوية شعب يرقي الى امة هو *الشعب الامازيغي* في رمز من رموز تاريخه و ارد ان يفصل له تاريخ على مقاسه و كم اتمنى على الاستاذ طارق ان لا يحدف اي جزء من ردي فهذا من حقي.
يقول ابن خلدون في مقدمته الشهيرة ان الاخبار*اذا اعتمد فيها على مجرد النقل ولم تحكم اصول العادة وقواعد السياسة و طبيعة العمران و الاحوال في الاجتماع الانساني لم يؤمن فيها من مزلة القدم و الحيد عن جادة الصدق*
و بما ان السرد هنا يستقي من التاريخ نلقي نظرة على المعيار الاكاديمي في الدراسة و النقد التاريخيين.
يعرف التاريخ على انه علم الحوادث البشرية الماضية.غير انه تقوم امام اعتبار التاريخ علما بالمعنى الضيق للكلمة عدة صعوبات منها
1-تعذر ملاحظة الحادثة التاريخية من حيث هي حادثة ماضية تم وقوعها.
2-انعدام الموضوعية في تفسيرها لصعوبة تخلص المؤرخ من النظرة الذاتية التي يفرضها عليه عهده او وطنه او الطبقة التي ينتمي اليها.فهو لا يستطيع ان يعيش الحادثة التاريخية الا من خلال القيم و الاهتمامات السائدة لديه.
3-استحالة اجراء التجارب على الماضي مما يتعذر معه الوصول الى القوانين فيصعب على المؤرخ ان يفسر الحادثة التاريخية تفسيرا علميا.
فالمؤرخ حين يكتب التاريخ لا يستطيع التخلص من التعسف في الاختيار الذي يخص به بعض الحوادث دون بعض.اذا معياره الوحيد بين المهم و الاهم هو الاهتمام الذي يوليه لنوعيتها و هذا الاهتمام قد يكون شخصيا.وقد يكون جماعيا.بحيث ان قيمة الحوادث التاريخية انما تستمد حقيقتها من القيم يؤمن بها المؤرخ على حدة او التي يفرضها عليه المجتمع الذي ينتمي اليه فقد اصبحنا اليوم نهتم بالحوادث التاريخية ذات الطابع الجماعي التي يتجلى فيها مفهوم الجماعة كلها بينما كان اسلافنا يولون اهتمامهم الاكبر الى اعمال الافراد من ملوك و حكام.كما صرنا اليوم نميل الى العناية بالحوادث الاقتصادية في حين كان اسلافنا لا تلفت انظارهم الى الحوادث الدينية .و لعلنا لا نخرج عن الصواب اذا قلنا ان المؤرخين الاستعماريين الذين كتبو تاريخ المستعمرات انما كتبو في الواقع تاريخ النظام الاستعماري الحاكم و سجلو اثاره اكثر مما سجلو تاثر المستعمرين المحكومين بهذا النظام و معاناتهم له.كما انهم عمدو الى ابراز مزاياه و اهملو بصفة شعورية اولا شعورية معاناة المحكومين للتحرر من السلطة الاجنبية.في حين ان اهالي البلاد لا ينظرو في مظاهر العمران و التقدم الا وسائل مشؤومة لاخضاعهم و السيطرة عليهم.وهو مثال بسيط يعطينا حدود الموضوعية في التاريخ و هي حدود ضيقة جدا حتى اذا ما تجاوزنا النظرة الى النظرة العامة التي ينظر بها المؤرخ الى الحوادث التاريخية و جدناه لا يستطيع ان يأخذ من التاريخ اي (عبرة)لانه لا يستمد فلسفته وقيمه من التاريخ بل هو من يضفي ذلك على التاريخ.مما يجعل المؤرخين النازيين و الصهيونيين يرون ان لكل جيل الحق في النظرة الى التاريخ نظرة تتفق مع حاجاته الوطنية و في هذا مثال على دور النزعة الذاتية مما يتعين على المؤرخ النزيه الانتباه و اليقضة.
لان المؤرخ في الواقع لا يكتفي بعرض الحوادث بل يطمح الى تفسيرها اي بيان الاسباب التي حتمتها.و اذا كانت الحتمية العلمية تعني ان العلل الواحدة تنتج دوما معلولات واحدة فمثل هاته الحتمية لا تنطبق على التاريخ لانها بالتعريف حوادث خاصة يتلو بعضها بعضا عبر الزمان و المكان و لا تتكرر ابدا.في حين يتجاوز العلم الزمان و المكان ليصل للثباث في العلاقات عند وحدة الشرط.من ثم الى القوانين التي تتجاوز بحيث يمكننا توقع نتيجة معينة عند وقوع ظاهرة معينة. ومن هنا نستطيع ان نقول ان الروح العلمية تتطلب التعميم و التجريد بمقدار ما تتطلب الروح التاريخية التخصص و التعيين و على هذا يكون لكل حادثة تاريخية تفسيرخاص .
للمزيد انصح بكتاب* مقدمة للدراسات التاريخية ل لنغلواز وسينيوبوز ص44حتى50
langlois et seignobos introduction aux etudes historique p.44 j.50
و لقصور الدراسات التاريخية عن بلاد المغرب و لمنع المغالطات و كبح جماح من يحلقون في الخيال و الذين يبرزون على اظهار شيء و اخفاء اشياء .ننقد مصادر ما تقدمه المادة التاريخية عن المنطقة و هي اليونانية و الرومانية والعربية و لمنع الانزلاق ينبغي الاشارة الى تلك المصادر التاريخية بشمولية و اولاها المصادر اليونانية و هي لا يممكن الاعتماد عليها نظرا لمحدوديتها لانها لم تتجاوز برقة وان كان هيرودوتس قد تحدث عن بلاد المغرب باقتضاب بدون ان يزورها.
اما المصادر الرومانية و ان كانت غزيرة تبقى محدودة مثل اليونانية لانها اهتمت بالجوانب التي يكون الرومان فيها المادة الاولى كما انها محتكرة من طرف بعض المستشرقين و ان كان النقاد التاريخيون يجمعون على ان العمل الكبير للمؤرخ *شارل اندري جوليان* تاريخ شمال افريقيا يتحلى بالنزاهة و الموضوعية وان كان عليه بعض التحفظات .
تبقى المصادر العربية و هي الاكثر شمولا و اهمية و هي الاخبار التي تناقلها النسابة العرب و الامازيغ و المخطوطات و منها *الغث و السمين* الذي نقده ابن خلدون في مقدمته الفذة. و بيان المغرب في اخبار الاندلس و المغرب*لابن العذري*و كتاب العبر و المبتدأ و الخبر لابن خلدون و اتحدى الاستاذ ان يستقيلي منهم ما يثبث مزاعمه.
اعود للمقال
لقد اعتمد الاستاذ مقاطع من مصادر رومانية تثني على ما سينيسا معظمها من كتاب
Tite-live Histoire Remain.Classique Carnier.
وهي تثني على ما سينيسا و تصفه بالعاهل العظيم ليقول انه خائن و في جهة اخرى يقول ان الكتاب يحتقر ماسينيسا في مفارقة عجيبة بين الثناء و الاحتقار.و كم اود ان اجري مقاربة و بما اني في المربد و حاضرة الشام لن اغوص في الماضي كثيرا و اتحدث عن شيء يعرفه و عاشه جلنا ان اقول مثلا او ان يقول احفادنا من بعدنا ان حافظ الاسد خائن لانني سمعت بوش قبل ثلاث اشهر في خطابه الاسبوعي للامة يثني عليه واصفا اياه *بالرجل الحكيم و الذكي* ذاما الاستاذ بشار مثل ذلك فعل شيمون بيريس رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق.او ان الاسد خائنا *رغم ان مقاربة الخيانة هي اكثر منطقية من التي اعتمدها الاستاذ بوزيان بحكم وشائج التاريخ اليوم و العرق و الدين و الجغرافيا* لان قوات سورية شاركت مع القوات الامريكية في عاصفة الصحراء لانه مهما كان الغرض فغرض امريكا ليس خافيا فهي الشيطان الاكبر و يد الغرب الطولى .ثم هل خان الابن اباه حسب بوش و بيريز هل هذا منطق؟ .اي منطق و اي مقاربة.!
كما ان الاستاذ اهمل عن قصد الاطار الزماني و المكاني للحدث اي قبل الميلاد اي ان العوامل التي تربط بين الشرق و الغرب انذاك لم تكن قائمة.و التي هي التوحد تحت الهوية الجامعة التي هي الاسلام و التي تجمع اليوم بين الشعوب العربية والامازيغية بالمنطقة و تربطها بالشرق و في الاطار المكاني يمكننا ان نقول بكل بساطة من هم القرطاجيون و من هم الرومان و من هو ماسينيسا*نوميديا* و اي رابط منطقي يريد به الاستاذ ربط نوميديا بقرطاج.
مع علاقة نوميديا بقرطاج نقرأ هاته المقاطع من كتاب الجزائر في العصور القديمة للاستاذ محفوظ قداش ص43-47 .
l'Algerie dans l'Antiquite p43-j47
الذي اعتمد بدوره على Polybe Histoire..Paris
نوميديا و قرطاج
في القرن 17 قبل الميلاد كانت شعوب من اصل سامي و حامي تحتل ناحية لبنان الساحلية و التي تسمى فينيقيا*ارض النخيل*و لم يكن في امكان الفينيقيين الخروج من مدنهم الا عن طريق البحر وربما كانو هم البحارة الاوائل في العالم.ملاحين و تجار اساسا وجد الفينيقيون ترحيبا من طرف البربر كما كانت اسبانيا الغنية تثير مطامعهم وخولو لهم مقابل اتاوات اقامة محطات اتصال و مخازن للماء العذب على الساحل الافريقي اولا ثم مراكز تجارية اين استقرو مع عائلاتهم و حسب ما ورد في الاسطورة كان على الملكة *عليسار*و هي من صور ان تدخل سواحل افريقيا حوالي 860ق م ولم يقبل *بارباس *ملك البلاد أنذاك ان يبيعها سوى مساحة الارض التس يمكن احاطتها بجلد ثور و بسعر مرتفع ثم تمكنت *سيشي* التي اخذت اسم *ديدون* الهاربة بفضل السيور الدقيقة المقطوعة من جلد الثور ان تحيط مساحة واسعة جدا.مكنتها من بناء قصر سمي *بيرسا*جلد الثور فيما شيد بعد ذلك خلفائها قرطاج*المدينة الجديدةkart-hadath* و انشأو المستعمرات و اقتصرت سيادتهم على السواحل بصفة خاصة وتونس و الاراضي الواقعة شرق الجزائر.و بعكس حال الصوريين الذين كانو يدفعون اتاوات للبربر فان القرطاجيون بعد ان اشتد سلطانهم ارغموهم و بالخصوص جوارهم على دفع ربع مداخيل ارضهم و استخدموهم وسطاء مع سكان الداخل في باقي البلاد الكبيرة.
كان النوميديون يتجمعون خارج التراب البونيقي في قبائل و في دول و سعت قرطاج للحصول على تحالف مع قادتهم .فقد كان القريبون من التراب البونيقي يحافظون على استقلال حقيقي كان البعض منهم يدفع اتاوات و يسلمون رهائن لقرطاج*سلمت تيفاست 300 من هؤلاء لهانون* و يضعون فرقا عسكرية في خدمة قرطاج بعيد نحو الغرب كان الملوك يقاومون قرطاج فسيفاقص ملك الماسيل لم يرضى ان يلعب دور التابع لقرطاج بل فرض نفسه حكما بين روما و قرطاج....
ربما لا يعجب هذا السيد بوزيان لانه اعتمد على المصدر الغربي و خاصة Polybe Histoire لكن ذلك لا يمنع من وضع المكان في الاطار الموضوعي اي ان القرطاجيون ليسو اهل البلاد ما لا يمنع اصحابها من معاملتهم كأغراب حتى و لو كانو جمهورية افلاطون او مدينة الفارابي الفاضلة وهم ليسو كذلك اذ لا فرق بينهم و بين الرومان عند اهل البلد.
اعود الى ما سينيسا الاغليد الامازيغي العظيم و الذي ترك اكبر الاثر في نوميديا و في شعبها و بقي شعاره الكبير افريقيا للافارقة رمزا للقومية و الهوية الوطنية للشعب الامازيغي .
لقد استطاع هذا الاغليد الكبير توحيد قبائل البربر لاول مرة في التاريخ و اوقفت روما بالفعل حركة توحيد البربر بعرقلته في استعادة قرطاج ثم فرضت تقسيما لمملكته و السؤال المطروح هو هل استخدم ماسينيسا روما او استخدمته لنكون موضوعيا نعود للاطار الزماني و المكاني الذي ذكرته و ازيد على الاثر الذي تركه هذا الاغليد لقد تجاوزت شهرته حدود مملكته لقد حقق وحدة البربر في زمانه و جعل منها امة مزدهرة موصيا بالرسالة السامية *افريقيا للافارقة* و هنا يقع الاستاذ بوزيان في تناقض آخر اذ يقول
لا اظن ان يوغرطة يريد ان تقول الناس عنه بانه ينتمي الى عائلة ماسينيسا ( Le digne descendant de Massinissa
علما انه لولا عمل ما سينيسا و توحيده للمملكة لما تمكن يوغرطا من مقارعة روما بل انه يستقي ما يريد فها هو مثلا سيبون القائد الروماني يثني على يوغرطا مهنئا عمه مسيبسا بقوله*ان لك في يوغرطة رجلا جديرا بك و بأبيك العظيم ماسينيسا* فهل يعني هذا ان يوغرطا خائنا و قد كان كذلك قائدا شارك في حروب روما.
Salluste.Guerre de Jugurtha dans Histoiriens Romain.tome IIpp712
معنى كلمة ماسينيسا*MSNSN*سيدهم*ففي نهاية حرب هانبعل كان يبلغ 37 سنة حارب في افريقيا و في اسبانيا و غزا مملكة الماصيل الموالية لقرطاج مرتين و مني بالفشل كما شارك في حروب روما محتلا مكانة هامة خصوصا في معركة زاما اقام سلطة على الماصيل و احتل سيفاقص و في حوالي 152 ق م كان ماسينيسا سيدا على كل تراب نوميديا اعترفت به روما ملكا كما ان مسينيسا رفض دعوة روما الاولى في حصارها لقرطاج لمشاركتها الحرب لكنه لم يشارك و كانت دعوة ثانية من طرف *سيبون الاميلي*صديقه و كان قد توفي سنه 148 ق م لتدمر قرطاج بعد موته بعامين 146 ق م.
و ترك اثارا عظيمه اذ انه اول من ادخل البربر الى الحضارة و جعل لهم مدنية لا زالت اثارها شاهدة الى اليوم مثلما يخبرنا سترابون
كما انني اتسائل كيف يمكن ان لا نستقي اخبار ما سينيسا من سيبوس لانه كان صديقه كأن نقول مثلا انه لا يمكن معرفة تاريخ عبد الناصر من هيكل لانه صديقه و مستشاره كما انه لا يمكننا ان نعرف تاريخ حرب يوغرطا من سالوست فهو لاتيني لكن للاسف ان نأخذ ما نريد و نوظف ما نريد بنزعة ذاتية بعيدة عن الموضوعية هو ما لايجب العبرة بالنتائج فآثار ماسينيسا من نقود و معالم لا زالت باقية الى اليوم و الاكثر من ذلك شعاره الذي ردده كتا بTite liveاكثر من مرة *افريقيا لافارقة*.لانك للاسف تتجاهل حقيقة التاريخ و القراءة الموضوعية فيه و تعمد الى تسفيهه بل ان ما كتبته لا يمكن اخذه باي شكل كدراسة بل هو اشبه بكلام خال من اي عبرة و فكرة استنادا للتاريخ و مليء بتناقضات قد اجملتها بصف عامة بدون تخصيص.و حتى العقل الغربي العنصري و هو شيء اتفق فيه معك علما بان العنصرية هي شيء في كل الشعوب وان كانت اخفها عند العرب بحكم تعاليم دينهم السمحة المناهضة لها كان اكثر انصافا منك و لم يصف مثلا يوغرطا بالخائن كما انه لم يصف كذلك بعض قبائل النورماديين الذين حالفو هنبعل ضد روما بذلك بل وضع الامر في اطار صراع امبرطوري بين امبرطوريتين عظيمتين وحتى في مصادره عن قرطاج لم يتحدث عنها الا كحضارة راقية .بل ان من يكتبون اليوم لاعادة نعرة القومية العنصرية لدى البربر متجاهلين هم ايضا تاريخا جديدا كتبه الدين الواحد ما بنى قبه جامعة تتوحد فيها الهويتان العربية و الامازيغية يعتمدون منطقا اكثر عقلانية و اقل تطرفا منك كدراسات الاستاذ *محمد شفيق مثلا*.و المشكله فيك انك تحارب الفكرة السفيهة لهم بفكرة اسفه منها.فإذا كان بعض البربر و بأيعاز اجنبي و شعور بتمايز زائف عن شركاء ارضهم العرب الذين ادارت لهم الحضارة ظهرها بعد ان ضيعوها وللغالب بسبب بعدهم عن التفكير المنطقي السليم و العقلاني مثلما تفعل و انكار المشكلات بدل مواجهتها و ايجاد الحلول لها يسمح لنا بتسفيه كل رموزهم بل اكثر من ذلك صنع تاريخ لهم و هوية على مقاس اهواء بعضنا و الظاهر اننا لم نتخلص بعد من عقدة اخطائنا و إقصاء الآخر والتي كان نتيجتها اليوم في نشاز الاقليات في الشرق كالكرد وغيرهم بل حتى من يصفون انفسم اليوم باحفاد الفينيقيون من موارنه لبنان *البعض يقول انهم سيرانيون*الذين هم بوق الغرب في امتنا و غيرهم و انقساناتنا الطائفية و المذهبية و ادعاء الكل احتكار الحقيقة و نحاول ان نوظفه هنا ثم نلقي اللوم على الاجنبي في أخطائنا الغبية بدل المسارعة في قطع الطريق في ابراز ثراثنا المشترك و الايجابي و اعطاء كل ذي حق حقه الطبيعي بدون تفريط في الثوابث المشتركة فالبربر لم يتحزبو مثلما فعل غيرهم كالفرس و الكرد و الاقباط و غيرهم من الاقليات بل كانو دوما في صف مع اخوانهم العرب*وهذه شهادة يشهدها التاريخ لهم* و كاننا نحن الخائفون على مصيرنا فوجود هويات مختلفة لا يلغي الهوية الجامعة و مفهوم الامة لا يلغي مفهوم القوميات و هو شيئ حافظنا عليه منذ الفتح الاسلامي و اعدناه في ملحمة التحرر و ليس بالسهل كسره و هذا النشاز القليل لا يمكن ان يكون له صدى لانه لا يجد ما يدعمه حتى في الابحاث الانثروبولوجية الحديثة .لان الحقيقة التاريخية ان الامازيغ المعروفون بتعصبهم و كرههم للاجنبي عبر التاريخ و نبذهم للقرطاجيين ثم الرومان و الوندال و البيزنطيين من بعدهم و بقدوم العرب الفاتحين اليهم الذين وجدو فيهم تشابها كبيرا في العادات القبلية و الافرازات النفسية والعصبية و اسلوب العيش و ياخذو عنهم الدين الاسلامي ليكونوا نواة فتح الاندلس على يد القائد العظيم *طارق بن زياد* كما ان كل من يعزو ذوبان الامازيغ بالعرب و تماثلهم و ضياع لغتهم الى العرب واهم ففي الجزائر اليوم لا تستطيع مثلا ان تفرق في العادات بين العرب و الامازيغ اللهم الا في اللهجات كما ان اللغة الامازيغية لم تكن ابدا مكبوتة و مضطهدة من قبل العثمانيين لان كل الدول التي تعاقبت على حكم المغرب كانت امازيغية و حتى بعد سقوط الاغالبة فهل يضطهد الامازيغ لغتهم فلم يحذث يوما قبل الغزو الفرنسي ان قمعت الامازيغية و الامازيغ بل كان قصورها لمحدوديتها التعبيرية بل كانت منها اعمال بحرف عربي كأعمال* ابن تومرت*لذا كانت محصورة ضمن مناطق معينة كما ان الذين يحملون هذا الطرح نسألهم لماذا بقيت فرنسا قرنا و ثلاثين سنة عندما اخرجوها من الجزائر لتنشئ الاكادمية البربرية سنة67 فالضاربون على هذا الوتر من الانتهازيين المشبوهين يقفزون على التاريخ بغرض ضرب الاستقرار لانهم يصرون على معاداة العربية و العرب تحميلها ما لحق بالهوية الامازيغية في حين تقف العربية مع الامازيغية و الامازيغ مع العرب في خندق دفاعي واحد ضد الهيمنة الاستعمارية و الظاهر ان هؤلاء يدافعون عن الفرنسية اكثر من دفاع الفرنسيين انفسهم متسائلين نحن ان كان هذا سلوك يخدم مصلحة الوطن الواحد الذي نعيش فيه و حررناه عربا و امازيغا في ملحمة واحدة و بل يكفي نضال الامازيغ الاحرار لصالح العربية المشهود من ابن باديس الى عثمان سعدي و أتسائل ان كان هؤلاء يقبلونماقيل عن رمز من رموزهم و ملوكهم في التاريخ بل انني اصاب احيانا بما لا افهمه ان من اقر قانون تعريب المؤسسات هنا في الجزائر كان الرئيس الامازيغي*اليامين زروال* ليلغيه بعده الرئيس العربي *بوتفليقة*للاسف علما ان لغة الضاد كادت ان تندثر في الجزائر لولا عمل هيئة العلماء المسلمين الامازيغي *عبد الحميد ابن باديس* و معهد الحياة*بالقرارة على يد الشيخ الامازيغي الجليل *ابو اليقظان* الذي كان ارتباطه بجامعة الزيتونة بالقيروان.كما ان جل العلماء الذين رحلو الى بلاد الشام نفيا من فرنسا و اثرو مكتباتها و كان رمز التواصل بين المشرق و المغرب كانو اما زيغا مثلما هي اصول معظم السوريين من اصل جزائري فهل يقفز هؤلاء على كل هاته الحقائق التاريخية ليصنعو واقعا من وهم* و هل للرد عليهم علينا ان نتصرف كالجمال عندما تخزها الاشواك تضرب بارجلها في الارض ظانه منها انها تنزعها بينما هي تغرزها في لحمها بدل النظر الى الامور بموضوعية ليفضي الهدف ولو كان ساميا الى عكسه..
هناك من يقرأ بالعقل وهناك من يقرأ بالحواس , ان سأقرأ للغربي أدفن كلّ الحواس ولربما واقول هنا ولربما افهم منه القليل ,الاكثرية من العرب نعشق المقالات الطويلة والثرثرة والكلمات الكبرى الخالية من كل روح , نستعمل كلمات رنانة ونضع كلمة بجانب كلمة وننظر الى جمال الكلمات ولا نهتم بمحتوى النص وصحيح من قال ان العرب أمة تعشق الشعر كثيرا
و اضيف لو كانت الامور تقاس بالخطابات والكلمات المنمقة لاصبح بوووش زعيم السلام .. ولأصبح قائد ليبيا حامل لواء الاسلام و ليتك عملت بما كتبت فالحقيقة انني لست اديبا و لا اجيد فن الكلام و ليتك عملت في هذه المقالة بما كتبتفلم يكن لب ردي على مقالتك منذ البداية الا عن عم تفسير الامور على مقياس قرآن ابو نواس و شكرا على المعلومة و اعتماد الاكادمية و الموضوعية و النظر اليه من زاوية الضحية نوميديا و ليست قرطاج ففي الاخر اندثرت قرطاج ورحل الرومان و بقي اصحاب الارض البربر و هي حتمية التاريخ .
على العموم مع احترامي للاستاذ بوزيان الذي هو اكبر حتى من سن والدي هذا هو ما اراه استاذ طارق و ليتك و ليت الاستاذ بوزيان يروني ما لا اراه بدل التعليق على شماعة الغرب و عنصرية الغرب و الغوص في ثقافة المؤامرة الى درجة الالتباس بين المعقول و اللا معقول.بدل مواجهة الحقائق و اعتماد العبرة الحقة من التاريخ.
مع شكري
رأي صواب يحتمل الخطأ ورأيكم خطأ يحتمل الصواب
تحياتي