سلام الله عليك أخت نوف
أعتقد أن الزمن لا بد أنه علمنا الكثير
فأفكارنا وغايتنا ونوايانا قد اتضحت
ولا أعتقد أن المربد الذي جمع كل أبناء الوطن العربي وهذا بفضل من الله\
أن له غاية إقليمية أو محلية ضيقة
نحن ننطلق من فكرة أوسع وأكبر من أي مذهبية ضيقة أو حزبية مقننة أو فكرة مستوردة
لا بد أن نفكر في انتقاد فكرة صغيرة : هي أن الحكام يلعبون على المذهبية لترسيخ حكمهم
من آله الحكام غير هذه الشعوب
لكن هناك طريقة عمل للشعوب المقهورة بالنظم المستبدة :
من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان
وحين يغير المؤمن ما بقلبه يغير الله ما به حتى يصل إلى القول باللسان حتى الفعل باليد
لكن كيف نغير ما بقلبنا إن كنا نعتقد بصواب ما نفعل ولا نقبل حتى التفكير بالرأي الناقد
إني أعرف أصوات من داخل السعودية تنتقد التلاعب بدين الله وتوظيفه لخدمة السلاطين والملوك
وقد باتت هذه الصورة مكشوفة لكل عاقل حكيم
ومجرد وعي الشعوب هذه النقطة تسقط أدوات الانظمة في استغباء الشعوب واللعب على مشاعرها
وللنظر للقذافي ولعبته :
يهدد القذافي أوربا بالقاعدة
ويقول في خطاب له إن هناك إمارة إسلامية ستشكل وإن الارهابيين سيهددون أوربا
ورغم أن لعبة الترهيب بالارهاب هي صناعة لغرب
لكن لم يعرف القذافي أن هناك تيارات في الغرب تطرح بالفعل التعامل مع التيارات الدينية كنظم سياسية
وأن لعبة الترهيب صارت ممجوجة
وأن الغرب تخلى عنه ورماه كالكلب الأجرب رغم عظم خسارته جراء تصاعد النفط
الغرب يتمتع بالمرونة الكبيرة ولا شك أنه يملك الحكمة وقت يشاء والواقع يفرض عليه ذلك
فبريطانيا تمنع اليوم عن دخول ليبيا رغم أن الظروف مواتية وهي قد تعلمت من العراق
وهي مستعدة أن تخاطب نظام إسلامي ولا تدخل مع أو ضد القذافي في حرب تخسر فيها أكثر مما تستفيد
لذا فهذه اللعبة قد أصبحت مملة وقد خبرها الشعب العربي
لعبة اللعب على المذهبية والطائفية واللعب بعواطف الناس
الإمة الإسلامية بفكرتها الحضارية تستوعب أهل الذمة وتستوعب الزنادقة وتستوعب المجوس وتستوعب مللا ونحلا لا عد لها ولا حصر
والتاريخ الإسلامي يعج بهذه السياسات
فلماذا لا نأخذ من التاريخ الإسلامي إلا بعض حروب هنا وهناك
وهذه الحروب لم تقم إلا حين أرادت فرقة أو طائفة ما اللعب بالشكل السياسي الذي حافظ عليه التاريخ الإسلامي
كتنكيل هارون الرشيد بالزنادقة
حين أرادوا الاستيلاء على الحكم
وإلا كفلت لهم الخلافة حريتهم الدينية
ولك في هذا القصة قياسا تقيسين عليه
الحل ليس في محاربة الخصم
الحل في أمة قوية يرضخ لها الكل مأخوذين بعبقريتها وعمق حكمتها
لكن الضعفاء الذين سلموا أمرنا
يلعبون لعبة الفأر والقطة فلا هم يدخلون حربا مع ما يدعون أنه خطر
ولا هم يسكتون عن أبناء شعبهم الذين لهم الحق في التمتع بكامل حريتهم الدينية والمذهبية
هذه اللعبة قد انتهت اليوم وسنرى تغيرات كبيرة في كل البلاد العربية
فمن سارع للاصلاح نحو الدولة القوية نجى وعصم نفسه الطوفان
ومن أبى فقد أبى
والحمد لله رب العالمين