ألملم من هدب الغيم أعيني،وأرمش سخط الشمس،كي ألاقيها عند الغروب
فتنبثق لي من الفجر المقابل.
تتشظّى برأسي الكلمات ،تذوب بفنجاني الحروف ،تُشعل الأفكار سجائري .
فتمطرني بشهوة الغيوم،نهوداً وقناديل .
بشفرة اللا يأس وعقم الأمل، أرتشف الرمال، وأسكر فوق صخورالشاطئ ،وأدمن الأنتحار ،
وأعشعش الليل بقشآمن تنك كي أجرأ على النوم ولا أنام ..
أريد العيش بالتفاصيل العادية دون جدوى ...
أريد أن أحمل جسمي على رجلي وأمشي فأفشل ..
أشهق بأقصى اتساع التنهد ،أكْبُرُ بأضخمِ حجْمِ مسير ،أحتشد بكل تراث العدم ،
كي أسأل :
من أبجدك حرفاً ،من أوجدك قصيدة .
من أنثنك ، من سبك الصيغة ،من جائني بكِ.... من ودّاني ....من في اليم ألقاني!
منذ دخلتكي محارباً، أدخلتني بالأستراحة ، فلا كنت المحارب ، ولا كنت المرتاح
خاطبتني بلهجة أمي ،فما حنّوت ،ولااستطعت أن أخاطب فيكِ الحبيبة
هي بيـــــــــــــــــــــروت التي قيل عنها تغنياً: انها أم بالتمني ...
ألظم قوارعها ليل نهار أبحث عمن أكون بها أنا.
والوحل الأخضر الراقد بجفي يهتفني أرحل ؟
والسطر الماجن بخمارة ذهني يبطأ!
والورد الغارغ بأجاج الدمع يسألني من تنتظر ...
وبيروت....
التي لم تقم لي أي وزناً ،لابشوارعها ولابالأزقة ......ولابشواطئها ....ولابالتيه المستدام
....ولا باللهاث المتشبث بصدري .ولابكل شيء لم تك تراني .
إلا بساعة الرحيل بيروت
تقف أمامي بكل أطوار النساء
تمنعني الرحيل
تغلق المنافذ
تجف موانئها بجفن الشاطئ دوني
تخاطبني بالمُنّة
ويردعها نكران ذاتِها
ويبقيني بها عشقي لها
وعشق غيرها لغيري