بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين :
الاخوة المتصفحين اود ان ابدأ البحث معكم في قضية السيد احمد الحسن من شخصية اليماني وانا اعلم ان القضيةصعبة جدا وتحتاج الى وقت طويل وتفكير عميق ومقارنات كثيرة فارجو ان يتسع صدركم لي حتى انهي البحث اليكم الرواية الوحيدة التي تتحدث عن شخصية اليماني وهي:-

عن الامام الباقر ع :
(
وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ).

وهنا يحق لنا التساؤل :
إذا كانت هذه الراية بهذه الاهمية فهي تدخل النار بالإعراض عنها والأمر واضح بالنهوض إليه فلماذا لم يرد فيها أي تفصيل فلا نعرف لليماني اسما ولا وصفا ولا مكان ظهوره ولا أي شيء إلا أننا إذا التوينا عليه ندخل النار في حين أن شخصيات عصر الظهور الأخرى يوجد فيها تفاصيل كثيرة مع ان الاعراض عنها لايدخل النار فها هي الكتب التي تتحدث عن الامام المهدي تجد فيها روايات وشروح كثيرة عن شخصيات عصرالظهور الا شخصية اليماني فهي مبهمة مع انها الاهم فلم هذا التكتم على هذه الشخصية هل يريد الله ورسوله واهل بيته اضلالنا وحاشاهم من ذلك فلم هذا؟ثم تصوروا لو ان اي شخص ادعى بانه هو صاحب هذه الشخصية فبالتاكيد سوف لن نقبل منه لانه غير قادر على اقناعنا لان الرواية الوحيدة التي تتحدث عن هذه الشخصية لاتوجد فيها اي تفاصيل فهو غير قادر على اثبات نفسه بهذه الرواية ولايوجدغيرها فما هذه الورطة هل توجد شخصية اخرى في عصر الظهور امرونا اهل البيت باتباعها وهي التي تدلنا عليه؟بالحقيقة لاتوجد الا شخصية الامام المهدي ولكن اليماني يظهر قبل المهدي وهو الذي يدلنا على المهدي (يدعو الى صاحبكم) فان الامر قد صعب علينا وعلى اليماني نفسه بالنسبة لنا الامر سهل فهو يوافق اهواءنا ان نقول لكل من يدعي امرا كبيرا بانه كاذب ونقنع انفسنا بان حجته غير تامة ولا نلزم انفسنا بنصرته ولكن على اليماني نفسه بان يأتي بأمر ليقنعنا بانه اليماني :
في كتاب الغيبه لشيخ النعماني ط بيروت سنة 1983 ص 220: عن مالك الجهني قال قلت لابي جعفر ع انا نصف صاحب الامر بالصفة التي ليس بها احد من الناس , فقال لا والله لايكون ذلك ابدا حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك ويدعوكم اليه .
وانا اعتقد بان سبب التعتيم على هذه الشخصية هو على الاقل ثلاثة اسباب رئيسية وهي:
1-
حتى لايسهل ادعائها على كل مدع كاذب وبالتالي التشويش على الناس.
2-
حتى يحفظ صاحبها من اعداءه الكثيرون في عصر الظهور فلو كانت سهلة التمييز لاجهزوا عليه قبل اكمال عدته ولكنهم لا يأبهون به بداية لتكذيبهم اياه حتى يكون ذو قوة قادرعلى حماية نفسه.
3-
لابتلاء وتمحيص الناس لتمييز المؤمن منهم والكافر وهذه سنة الله مع كل اصحاب الدعوات الالهية.
وهنا اكيد ان حضراتكم تتسائلون نعم فما الذي اتى به صاحبكم لاثبات انه اليماني واليكم الجواب مع تكرار طلبي بسعة صدركم وصبركم وسوف اجعلها بعدة مداخلات:

اليكم راية المباشر في هذه القضية:


س/ السيد احمد الحسن وصي ورسول الإمام المهدي (ع) :-
من هو اليماني ؟ .
وهل هناك حدود لهذه الشخصية يعرف بها صاحبها ؟ .
وهل هو من اليمن ؟ .
وهل هو معصوم بحيث لا يدخل الناس في باطل ولا يخرجهم من حق وكما ورد في الرواية عن الباقر (ع) (إن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) ؟ .

ج/
بسم الله الرحمن الرحيموالحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهديينيجب أولاً :- معرفة إن مكة من تهامة ، وتهامة من اليمن . فمحمد وال محمد (ص) (كلهم يمانية) . فمحمد (ص) (يماني) ، وعلي (ع) (يماني) والإمام المهدي (ع) (يماني) ، والمهديون الإثنا عشر (يمانية) ، والمهدي الأول (يماني) ، وهذا ما كان يعرفه العلماء العاملين الأوائل (رحمهم الله) (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) (مريم:59) ، وقد سمى العلامة المجلسي (رحمه الله) في البحار كلام أهل البيت (ع) (بالحكمة اليمانية) ، بل ورد هذا عن رسول الله (ص ) ، كما وسمى عبد المطلب (ع) البيت الحرام بالكعبة اليمانية .
أما بالنسبة لحدود شخصية اليماني :-
فقد ورد في الرواية عن الباقر(ع) ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم )
وفيها :-
أولاً / (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) : وهذا يعني أن اليماني : (صاحب ولاية إلهية) ، فلا يكون شخص حجة على الناس ، بحيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم ، وإن صلوا وصاموا ، إلا إذا كان من : (خلفاء الله في أرضه) ، وهم أصحاب الولاية الإلهية من الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين .
ثانياً / (أنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) : والدعوة إلى الحق ، والطريق المستقيم ، أو الصراط المستقيم تعني : ( أن هذا الشخص لا يخطأ فيُدخل الناس في باطل أو يخرجهم من حق ) ، أي انه : (معصوم منصوص العصمة) ، وبهذا المعنى يصبح لهذا القيد أو الحد فائدة في تحديد شخصية اليماني ، أما افتراض أي معنى آخر لهذا الكلام (يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) فانه يجعل هذا الكلام منهم (ع) بلا فائدة ، فلا يكون قيداً ولا حداً لشخصية اليماني وحاشاهم (ع) من ذلك .
النتيجة مما تقدم في أولاً وثانياً:-
إن اليماني : (حجة من حجج الله في أرضه ومعصوم منصوص العصمة) ، وقد ثبت بالروايات المتواترة والنصوص القطعية الدلالة إن الحجج بعد الرسول محمد (ص) هم : الأئمة الإثني عشر (ع) وبعدهم المهديين الإثني عشر ، ولا حجة لله في الأرض معصوم غيرهم ، وبهم تمام النعمة ، وكمال الدين ، وختم رسالات السماء . وقد مضى منهم (ع) أحد عشر إمام ، وبقي الإمام المهدي (ع) والإثنى عشر مهدياً ، واليماني يدعوا إلى الإمام المهدي (ع) فلابد أن يكون اليماني أول المهديين ، لان الأحد عشر مهدياً بعده هم من ولده : (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (آل عمران:34) ويأتون متأخرين عن زمن ظهور الإمام المهدي (ع) ، بل هم في دولة العدل الإلهي ، والثابت أن أول المهديين هو : (الموجود في زمن ظهور الإمام المهدي (ع) ، وهو أول المؤمنين بالإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره وتحركه ، لتهيئة القاعدة للقيام) ، كما ورد في وصية رسول الله (ص) . ومن هنا ينحصر شخص اليماني بالمهدي الأول من الإثني عشر مهدياً .
والمهدي الأول بيَّنت روايات أهل البيت (ع) اسمه وصفاته ومسكنه بالتفصيل ، فاسمه احمد وكنيته عبد الله - أي إسرائيل - أي أن الناس يقولون عنه إسرائيلي قهراً عليهم ، ورغم أنوفهم .
وقال رسول الله (ص) ( أسمي أحمد وأنا عبد الله أسمي إسرائيل فما أمره فقد أمرني وما عناه فقد عناني) . والمهدي الأول هو أول الثلاث مائة وثلاثة عشر ، وهو : (من البصرة) و(في خده الأيمن اثر) و (في رأسه حزاز) و (جسمه كجسم موسى بن عمران) (ع) و ( في ظهره ختم النبوة) و (فيه وصية رسول الله) (ص) و (هو اعلم الخلق بعد الأئمة بالقرآن والتوراة والإنجيل) و (عند أول ظهوره يكون شاباً) قال رسول الله (ص) ( … ثم ذكر شابا فقال إذا رأيتموه فبايعوه فانه خليفة المهدي ) بشارة الإسلام ص30 (عن أبي عبد الله (ع) عن آبائه عن أمير المؤمنين (ع) قال : قال رسول الله (ص) ( في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي (ع) يا أبا الحسن احضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله (ص) وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال يا علي انه سيكون بعدي اثنا عشر إماما ومن بعدهم اثنا عشر مهدياً فأنت يا علي أول الإثني عشر إمام ،وساق الحديث إلى آن قال وليسلمها الحسن (ع)إلى ابنه م ح م د المستحفظ من آل محمد (ص) فذلك اثنا عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهديا فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين له ثلاثة أسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله و احمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين ) .