الرد على الموضوع
صفحة 4 من 8 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 الأخيرةالأخيرة
النتائج 37 إلى 48 من 96

الموضوع: من كل بستان زهرة...

  1. #37 رد: من كل بستان زهرة... 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجمانة. مشاهدة المشاركة
    ازدان بستانك يا ألق بأزاهيرك الملونة الجميلة ..

    دمت كما عهدناك ألق ..
    بستاني يزدهي بكم يا جمان...
    مودتي...

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  2. #38 "شوك" الصداقة../ م. حامد بن عوض العنزي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    أخذ تكوين الأصدقاء منحا جديدا في عصر العولمة. فبعد أن كانت الصداقة محصورة في محيط العائلة أو الحي، باتت اليوم تأخذ أبعادا جديدة تحطم فيها جميع أسوار التقليدية والروتينية. ودون شك فإن الشبكة العنكبوتية أضحت ساحة خصبة لتكوين الصداقات بين أي فردين في العالم مهما كان الاختلاف بينهما في الدين أو الثقافة أو العرق. ورغم الحاجة للصديق في وقتنا الحاضر كعنصر مهم في التواصل البشري وكممارسة مهمة ومكملة لسير الحياة اليومية فيما يخص تغطية جوانب نفسية وفسيولوجية مهمة، إلا أن مفهوم الصداقة وتطبيقاتها في الوقت الحاضر تفرض علينا تساؤلات مهمة حول مستقبلها والمعايير الجديدة التي ستتسم بها.
    إذا تمعنا جيدا فإننا سنجد موضوع اختيار الصديق أمرا ليس بالسهولة التي نتوقعها. وإذا ما قمنا بتعداد الأصدقاء للوهلة الأولى سنجد أسماء العشرات وربما المئات أمام ناظرينا لكننا في الوقت ذاته نقف عاجزين عن إيجاد صديق أو اثنين نستطيع أن نفضي معهما وقتا نتحدث فيه عن همومنا ومشاكلنا الخاصة وان نتبادل حلولا لتلك المشاكل وأن يكونوا دائما كاتمين للسر الذي يعبر عن أقصى خصوصية يتسم بها الفرد.

    الإشكالية التي يمر بها البعض ويقف عندها في موضوع اختيار الصديق والتعامل معه هي صعوبة توافق المعايير العصرية للتعامل ما بين الأصدقاء والمعايير الأساسية والرئيسية التي تضعها المجتمعات عطفا على الجوانب الدينية والاجتماعية الخاصة بها.

    المشكل في موضوع التعامل مع الصديق هو الاستغلال السيئ الذي باتت تحضى به الصداقة في حياة أفراد المجتمع. ذلك الاستغلال يأتي على شكل تكتيكات سلبية يستخدمها البعض لتحقيق مآربه دون اعتبار لكيان الطرف الآخر "الصديق".

    وكما ذكرت من أن العصر الحديث بات يضع معايير أخرى للصداقة لا تلتزم بحدود دين أو مجتمع أو عرف، فإن من المناسب أن نرصد جانبا من تلك التكتيكات والممارسات التي تشهدها "ساحات" الصداقة في وقتنا الحاضر. ومن المناسب والأجدى بنا أن نشير إلى أن كثرة الحوادث والخيانات التي تجلت في علاقات الصداقة في المجتمع أضحت في وقت مضى حديث المجالس لكنها اليوم تشكل أمرا ليس بالغريب عند سرد مآسيها مما يرسم لنا صورة سوداوية حول مستقبل العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع.

    وإذا اتفقنا على أن الحذر ووضع المصلحة (التي قد لا تتعارض مع الثقافة الدينية والاجتماعية) نصب أعيننا في تكوين صداقاتنا، فإننا سنجد ملائمة مناسبة للصداقة والأحداث والتغيرات التي تشهدها نفوس البشر.

    كما أن من المهم إيضاح أن تصنيف الأصدقاء بحسب المستويات العلمية أو الثقافية أو حتى المادية أمر تحتمه الضرورة التي نعيشها وليس هناك ما يمنع أن تساهم تلك التصنيفات في جعل علاقاتنا بالآخرين أكثر انضباطية وذات طبيعة متزنة بهدف تحقيق مصالح مشتركة.

    ما يجب الإشارة له في جانب تصنيفات الأصدقاء اتخاذهم لعدة أنماط لعلي أتناول بعضها عبر تعريفات اجتهادية مبسطة وعملية فأول الأنماط الصديق العادي وهو الذي تقابله خارج المنزل وتتجاذب معه أطراف الحديث لكنه لا يملك أدنى معرفة عن وضعك العائلي أو الاجتماعي وعن تدرج حياتك العلمية أو العملية. أما الثاني فتقابله خارج المنزل وتتجاذب معه أطراف الحديث حول العديد من الموضوعات ويملك عنك بعض المعلومات الحديثة التي لا تتعدى حداثتها 3- 5سنوات. الثالث هو الصديق الذي تتجاذب معه أطراف الحديث والنكات والموضوعات الخاصة ولديه دراية كاملة بحياتك العلمية والعملية والاجتماعية ويعرفه أفراد عائلتك وكثيرا ما استضفته في منزلك وقد كان يقف لجانبك في المراحل الفاصلة من حياتك.

    وسنتناول هنا بعضا من التكتيكات التي قد يستخدمها النمط الأول والثاني دون الثالث باعتبار أن الأخير سيكون بعيدا عن استخدام تلك التكتيكات لعوامل تاريخية تثبت ثباته واستقراره بل وانغماسه في صداقة مثالية.

    أحد التكتيكات السلبية التي يستخدمها البعض هي ما يخص كفالة الدين أو القروض المالية. ورغم أن هناك شواهد لا يمكن إهمالها فيما يخص وجود ضحايا من أطراف تنتمي للنمط الثالث من الصداقة إلا أننا نجد الكثير من أتباع النمطي الأول والثاني يدفعون بأنفسهم نحو تهلكة لا يمكن تداركها في أغلب الأحيان. هذا التكتيك يرسمه البعض وقد بيت النية على عدم الوفاء وتقديم الصديق "الضحية" نحو تحمل توابع احد الخطوات المادية من حياته. بكل بساطة تضل السذاجة في كثير من الأحيان سببا رئيسيا لوجود ضحايا لهذا التكتيك. الكلمات واستثارة الغرائز عبر المديح والثناء قد يكون سلاح مستخدمي هذا التكتيك وبالطبع لن تتضح الصورة كاملة أمام الضحية إلا بعد فوات الأوان، حينها سيمر شريط "المسلسل المحبوك" أمام عيني الضحية. والحل في هذا الشأن قد يكون واضحا للبعض وهو توقف التعاملات المالية مع الأصدقاء بما فيها الشراكة والوكالة والكفالة. ولعل كلمة "شوك" تكون أكثر تعبيرا لتلك المخاطر حيث الحرف الأول يعني شراكة والثاني وكالة والثالث كفالة. تذكر أن ابتعادك عن الانخراط في دوامة "شوك" سيقودك لقصص يطيب لك سردها أمام الآخرين معبرا بها عن حزنك وندمك وفي بعض الأحيان عن سذاجتك.

    تكتيك آخر يستخدمه البعض و يقوم على استغلال الصديق وإغراقه في الطلبات واستنزاف جهوده والاستماتة في تحقيق المطلب حتى آخر قطرة محاولة. ورغم تلبية الآخر لجميع أو معظم تلك الطلبات أو الخدمات إلا أن الصرامة والحزم والإيهام بعدم القدرة على تنفيذ أي شيء (والواقع عكس ذلك) يكون ردا مناسب في حال عكس المشهد. هذه الفئة تنظر للآخر نظرة دونية اقرب وصف لها " أنت جسر لما أريد.. لكنك لا تستحق وقتي لخدمتك". هذا التكتيك قد لا يكتشفه بعض الضحايا إلا متأخرا. ولعل من أهم الطرق لكشف مستخدمي هذا التكتيك هو وضع طلبات مساعدة تماثل قريناتها التي يطلبها الطرف الأول ومن ثم بحث المتحقق منها مقارنة بما أنت حققته له. ودون شك فإن لغة الأرقام هنا ستكون خير شاهد على الوضع بالعموم.

    الأساليب والطرق لاستغلال الصديق كثيرة وغريبة و لسنا بصدد سردها هنا لضيق المساحة. لكن خلاصة القول أنه يجب علينا الاعتراف "وإن كان البعض يريد مثالية زائفة " بان المجتمعات لم تعد تضع اعتبارات كبيرة ومستحقة للمعايير الدينية والاجتماعية والأخلاقية الخاصة بالصداقة ذلك أن العالم والحياة المدنية الحديثة تحتم علينا "ولنحقق أهدافنا" أن نسير وفق أنظمة وتخطيط معين قد لا تقبله العادات والتقاليد المتعارف عليها. لذلك حاول أن تجعل صداقاتك الوفية دائما محدودة وضيقة لكيلا يكون توسعها على حساب جودتها والشواهد في ذلك كثيرة.
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  3. #39 حب العشاق.. والحياة الزوجية/د. عبدالرحمن الشلاش 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    "مهند" التركي أسر عبر مسلسله المدبلج الذي لا أعلم عنه شيئا إلا بالسماع عقول النساء المتزوجات والكبيرات.. قبل أن يتمكن من خطف وتكبيل عقول "العازبات" والصغيرات برومانسية زوجية تفوق الوصف.. وتصور الحياة الزوجية على أنها حالة حب وغرام ولوعة دائمة ومستمرة لا تنقطع ولا تتوقف.. وقبله أشغل "ابن الملوح" الدنيا بحبيبته ليلى في حالة عشق تاريخية ظلت ترتسم في مخيلة كل باحث أو باحثة عن الحب وستظل كذلك إلى الأبد.
    في ذات السياق وعبر مضمار الحب الذي لا ينتهي جاءت قصص عنترة وعبلة.. والحب الذي دارت أحداثه في أرض الجوا.. وقيس ابن ذريح ومحبوبته.. ثم ذلك الكم الهائل من المسلسلات والأفلام والمسرحيات والتي تجسد الحب وتفسره على أنه عشق وهيام ووله.. ووصف لمحاسن ومفاتن العشيق.. وتسبيل للعيون.. وآهات وحسرات من آلام البعد والفراق والحرمان.

    كل تلك القصص والمسرحيات تصور الحب على غير حقيقته.. ولذا لا يمكن ربط مثل هذا النوع من الحب.. أو "الغزل" إن جازت لي تسميته بالحياة الزوجية.. والحب الذي ينبغي أن يكون بين الزوجين.. لأن ما يربط ويوثق العلاقة الزوجية حب مختلف بكل المقاييس والمعايير.. فآلياته وفاعلياته لها سمات وخصائص من نوع وشكل آخر.

    لماذا ؟.. لأن الحب بين العشاق يتم في أجواء يعاني فيها العشيقان من البعد والهجر والحرمان.. وهذا الفقد يؤجج في دواخلهما كل المشاعر والعواطف والأحاسيس.. وقد يكون كل منهما في لهاث لا يعلم إلى أين يتجه به.. يعيش في وهم أو خيال.. لكنه قد لا يصل في لهاثه إلى الحب الحقيقي.. الحب الصادق.. الحب الذي أساسه العطاء والتضحية والإخلاص والوفاء والود والاحترام والإحساس والشعور النابع من القلب.. وهو حب قد ينتهي إلى لاشيء.. أو يفضي إلى المزيد من العذابات.

    إذن في الحياة الزوجية حب لكنه من نوع مختلف.. إنه "مودة ورحمة".. ثم هو حب حقيقي هكذا ينبغي أن يكون.. لأن الحياة الزوجية ببساطة ليست حالة من الغزل أو اللوعة.. فالزوجان يعيشان سويا.. شوقهما يزداد عندما يغيب أحدهما عن الآخر ففي ذلك كشف لحالة الحب الكامنة.. وحالة الحب تتجلى في فيض العطاء.. والمشاعر.. والإحساس بالطرف الآخر هو دليل وبرهان آخر على وجود الحب الزوجي.

    صحيح أن الغالبية يعيشون حياة زوجية تعاني من وجودها في إقليم زوجي قاري.. يعانون فيه من التصحر والجفاف والعطش العاطفي المهلك.. وهي ظواهر تحتاج إلى تحسين تلك البيئة الزوجية.. وكسر جمودها.. وتوظيف العبارات الرقيقة التي تحرك العواطف وتحفز كل منهما لتقديم المزيد.. والأهم من كل ذلك هو إشعار الطرف الآخر أنه الخيار الأفضل والأمثل.. والحب الوحيد .

    الحياة الزوجية.. حقوق وواجبات ومسؤوليات مشتركة.. وتضحيات ومشاعر وأحاسيس متبادلة.. إنها ثقافة لابد من تأصيلها في المراحل الأولى من عمر الإنسان.
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  4. #40 رائع أن تعرف نفسك!/سحر الرملاوي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    تتباين مشاعرنا علواً وهبوطاً بتباين الظروف المحيطة بنا وعلى الرغم من قدرة كل شخص على معرفة ذاته بصورة شبه مكتملة، ماذا ومن يحب وماذا ومن يكره وعلى من يتحفظ وغير ذلك إلا أنه قد يكتشف في لحظة عن نفسه مالم يكن يتوقعه أو على الاقل مالم يكن يعرفه..
    والأمر ليس أحجية، إنها ببساطة الحالة التي تدفعك لأن تسامح من كنت تعتقد يوماً انك لن تسامحه.. أو تلك التي تدفعك لأن تقول كلمات لم تكن تتوقع انك تستطيع قولها..

    إنها اللحظات التي يمكن ان تنفجر فيها باكياً بسبب موقف صغير لايستحق دمعة، أو يدفعك رغماً عنك لأن تضحك في عزاء..!

    وبقدر ما اشتهرت عبارة "اعرف نفسك" وبقدر ما عمل عليها اصحاب البرمجة اللغوية وتفجير الطاقات الكامنة بقدر ما ستظل هذه النفس صندوقاً مغلقاً لا يعرف كل ما فيه إلا الخالق عز وجل..

    ولطالما استوقفتني الحكمة المأثورة عن التعامل مع الحب والبغض بالوسطية فقد ينقلب الحبيب عدواً وينقلب العدو حبيباً، واعرف كم كان لهذه الحكمة من تأثير على حياتي وحياة كل من عرفت، فبقدر ما تجرفنا عواطفنا بقدر ما تكون صدمتنا اكبر واعمق وكلما استطعنا ان ننجو من الإغراق في المشاعر كلما كانت فرصة النجاة النفسية اكبر واكثر قرباً..

    ولكن يبقى جزء بدائي في دواخلنا يتغذى بالرغبة في المزيد، يريد من الحب اعمقه واعنفه واقواه ومن البغض اوضحه واظهره.. يريد حين يشرب ان يرتوي وحين يمتلئ ان يفيض وحين يفتح ذراعيه للحياة ان يسعها كلها وان تسعه كله.. يرفض الاعتدال ويسخر من التأني ويضيق صبره عن ساعة انتظار..

    ولا اعرف رأيكم لكني أفضل ان اتطرف في مشاعري واؤمن بأننا لايمكن ان نعبئ المشاعر في قوارير وان طوفان احساس يجرفنا خير من الوقوف في صحراء المشاعر نستجدي قطرة حس..

    واعتقد ان معرفتنا لذواتنا بشكل اكثر واقعية واكبر الماماً لن يتأتى إلا لو اطلقنا العنان لكل ما نشعر به ليعبر عن ذاته بحرية دون ان يتعدى حدود حريات الآخرين، ودون ان ينكمش تردداً أو خوفاً أو جهلاً..
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  5. #41 أيها المدير.. اكتشف بنفسك / د.عبد الرحمن الشلاش 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    مهارة المدير أو القائد الإداري الناجح في كل المؤسسات والدوائر الحكومية أو الخاصة ليست في التسيير الروتيني والنمطي لدفة العمل.. والضبط والربط.. وتوقيع الشروحات البيروقراطية على ذلك الكم الهائل من المعاملات التي أثقلتها كثرة الأوراق.. وعلاها الغبار من تقادم الزمن عليها نظير بقائها وقتا طويلا في أدراج الموظفين.. وتمازجت فيها ألوان الطيف السبعة نتيجة لمرورها على تلك المكاتب التي تكسوها البقع المستطيلة والدائرية والمثلثة من جراء تناثر بقايا القهوة والشاي والعصير.. تلك الشروحات التي لا تخرج عن المألوف "لإكمال اللازم - حسب النظام - للمفاهمة - للحفظ.. .الخ"
    ومهارة المدير لا تتحدد في اختيار الأشخاص لشغل المراكز الحساسة والمناصب من بين أولئك الذين علا صوتهم وقل نفعهم.. أو من بين عاشقي الظهور والبروز ممن يجيدون لبس الثياب "الكشخة".. أو من هواة المنظرة.. أو "الترزز" أمام الكاميرات وفلاشات المصورين.. أو من يبدعون في سبك أعذب الكلام.. "ولحس" العقول بمدائحهم وإطرائهم وثنائهم على سعادة المدير.. والسير وفق ما يهواه ويرغبه.. أو من يظهرون وهم في قمة المثالية أمام سعادته.. وينقلبون إلى وحوش كاسرة أمام المرؤوسين والمراجعين.. ويجيدون كل فنون المراوغة والتملق وإخلاف الوعود.. "وتطفيش" المراجعين.

    مهارة المدير أو القائد الإداري الناجح تكمن في قدرته الحقيقية على التوظيف الصحيح ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.. وهذا لن يتيسر لمدير يظل طيلة ساعات الدوام قابعا بين جدران مكتبه الأربعة.. لا يغادره إلا لاجتماع أو زيارة أو مهمة.. وطوال تلك الساعات لا يتمكن إلا من مشاهدة تلك الأصناف والنوعيات التي ذكرتها.. ومن يسمح لهم سعادة السكرتير بالدخول بعد أن يتأكد تماما من ولائهم لشخصه "الكريم" .

    المدير الناجح أو القائد الفعال هو من يبحث عن النوعيات المتميزة في كل الإدارات والأقسام والوحدات التابعة لإدارته.. فلو قرر سعادته البحث والاكتشاف بنفسه سيجد بكل تأكيد المئات من الموظفين المغمورين والمطمورين والمدفونين في أقسام صغيرة طواهم النسيان.. وحجبت عنهم الفرص.. ولم يحظوا ولا حتى بالفتات.. لكنهم برغم ذلك أول من يحضر وآخر من يخرج.. مخلصون في أداء أعمالهم.. يؤدون ما يوكل إليهم بكل أمانة.. تجد الفرد منهم بعشرة.. "رجالا ونساء".. لو بحثت عنهم ستجد أنهم من يحرك دفة العمل.. وتتوقف الإدارات على عطائهم وإنتاجيتهم.. باختصار سيجد المدير عندما يحاول الاكتشاف طاقات هائلة تم إبعادها بفعل فاعل عن كل المناصب بأسباب أوهى من بيت العنكبوت وخذ أمثلة عليها:

    صحيح الموظف/ الموظفة كفء ونشيط ويمتلك قدرات هائلة لكن لديه شيء من الحدة.. أو شخص تصادمي.. أو لديه كل الامكانات لكنه شخص تنفيذي فقط.. أو مشكلته البطء في العمل.. أو ليس لديه دورات كافية.. أو ثقيل دم.. أو شخص يعتد برأيه.. أو لا يدخل ولا يطلع.. أو ما يصلح لنا.. إلى آخر القائمة من الأعذار والحجج المضحكة.

    لو اكتشف المدير بنفسه سيجد كنوزاً.. تحتاج منه فقط إلى نفض الغبار عنها.. وتقديمها لتخدم الوطن بكل إخلاص.
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  6. #42 فن اختيار الهدية / د. أنوار عبدالله أبو خالد 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    عند زيارتي لإحدى زميلاتي رأيت ابنتها ذات الثماني سنوات وهي تحمل هديتها لتزف لي خبر نجاحها وحصولها على هذه الهدية من والدتها، ولكنها كانت تشكو وتقول يا خالتي (ساعديني كيف اسوي في اللعبة) فالتفت إلى صديقتي وعاتبتها (ليه ما شريتي حاجة تناسب سنها ؟) وعندما نظرت في أسفل العلبة وجدت انها قد كتب عليها (مناسبة لسن 12سنة فما فوق)،
    فقالت الأم: أصلاً عقل بنتي متعدي عمرها. وهنا لي وقفة..

    @@@@

    هل يعني اننا عندما نشعر ان في أبنائنا شيئاً من النبوغ، نلغي أو نتجاهل حاجتهم للمرحلة العمرية التي يعيشونها، ونتحدى طفولتهم وقدراتهم؟! وأسوأ من هذا من يهتم بشكل اللعبة على حساب خصائصها الفعلية، كالقدرة على تطوير القدرات العقلية أو المهارات الفردية أو حتى التسلية وملء وقت الفراغ بما هو مفيد ونافع..

    @@@@

    و أسوأ من هذا من يشتري اللعبة على أساس سعرها الرخيص، دون النظر لما تحتويه من قيمة معرفية أو مهارية أو تعليمية، أو حتى معنوية..

    وربما اضطره ذلك لشراء لعبة ذات مادة رديئة مصنعة من بعض المواد السامة أو المواد الضارة لعقاً أو شماً أو لمساً من قبل جسم الطفل الحساس، مما قد يسبب له أمراضاً تحسسية أو اصابات خطيرة لا قدر الله..

    @@@@

    بعض الآباء يبحث عن هدية كما يقال (أي كلام) دون مراعاة لمستوى نضوج الطفل الذهني وقدراته التمييزية العقلية، حتى لو نتج عن ذلك احباط أو تحطيم لثقة الطفل بنفسه..

    وربما اضطر بعضهم للتساهل بعدم الانتباه لما تحتويه اللعبة من مواد حادة أو قاطعة أو زجاج أو قطع بلاستيكية قابلة للبلع مما يسبب حوادث خطيرة نسمع عنها دائماً في غرف الاسعاف، كالصدمات الكهربائية، أو صعوبة في التنفس، أو التسمم والنزلات المعوية! ..

    @@@@

    بعض الآباء عندما يقرأ هذه السطور يتمتم في نفسه بأنه هو يختار لعبة ابنه مراعياً مناسبتها وعمره ومراعياً مبدأ السلامة..

    لكنه نسي أنه بقي عليه أن يفحص هذه الألعاب بشكل دوري ليتأكد من مدى سلامتها وعدم خطورتها على أطفاله، وعليه أن يعلمهم أن من شروط شراء اللعبة وضعها في المكان المناسب حتى لا تعثره أو تعثر غيره..

    @@@@

    بعض الآباء الذين يقعون في خطأ كبير وهو القيام باختيار اللعبة نيابة عن أبنائهم، وبهذه الطريقة يفقد الابن استقلاليته وقدرته على اتخاذ القرارات ويعيق نمو شخصيته القيادية، فنصيحتي ان تعطوا أطفالكم حرية اختيار اللعبة، ولا بأس بالقليل من التوجيه ومساعدتهم بقراءة التعليمات المرفقة باللعبة..

    وقبل ذلك الاهتمام بمناسبة اللعبة للعمر الزمني، فإن الشركات قد وضعت تصنيف كل لعبة للعمر الزمني الذي يناسبها عن دراسة وفهم يتعلقان بنمو الطفل العقلي والجسمي وسلامته من الأخطار والحوادث، وعلى دروب الخير نلتقي .
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  7. #43 ركبتي والطقس / فهد عامر الأحمدي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    لفترة طويلة ظننت انني اتمتع بركبة عجيبة فريدة .. ففي سن المراهقة نما فوق ساقي اليسرى ورم عظمي (من نوع ممنوع الاقتراب أو اللمس) اصبح بسرعة حساساً لأحوال الطقس .. فالبرد يؤثر فيه ويؤلم، والحر يريحه ويسكن، والرطوبة تثير الرغبة في حكة و"هرشة" !!!
    ورغم أن الأمور تحسنت منذ فترة طويلة إلا أن ما ظننته فريداً وغريباً اتضح انه عام ومعروف. فنحن - بطريقة أو بأخرى - حساسون لتقلبات الطقس ونتفاعل بصورة خفية مع الأحوال الجوية. فبعضنا يصبح كثير الغضب أو الفرح إن هبط ضغط الجو أو ارتفع. وكثير من الناس - علموا بذلك ام لم يعلموا - تتنبأ اجسادهم بحالة الطقس خارج المنزل وهم مايزالون في فراشهم ..

    وفي العام المنصرم فقط اصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا غريبا من 2000صفحة يتحدث عن علاقة المناخ بنشوء وتوزع الامراض حول العالم. وقبل ذلك بفترة طويلة اشار عالم المناخ الامريكي "وليم بترسن" إلى علاقة المظاهر الحيوية في اجسادنا بحالة المناخ وتقلبات الطقس. ومما جاء في كتابه (المرض والطقس) "ان الأحوال المناخية الثابتة تجعل اجسادنا تنمو بكسل وبلادة في حين تعمل التغيرات الفجائية على اضعاف المناعة ومفاقمة الأمراض" ..

    واليوم اصبحت هذه العلاقة شائعة ومفهومة ولاتثير اعتراض احد .. ولو فكرنا بأخذ جولة حول العالم لتوثيق هذه العلاقة فسنجد أن اقدم الدراسات الاوروبية تشير إلى وجود علاقة بين كثافة العظام ومتوسط درجة الحرارة (حيث صلابة العظام في العرق الأسود تزيد بنسبة العُـشر عن الشعوب البيضاء في شمال اوروبا) !!

    @ وفي اليابان واسبانيا توصلت دراستان منفصلتان إلى ان حالات الربو تنخفض وتزداد بحسب هبوب رياح وملوثات جوية محددة .. أما رياح شينوك الامريكية فتضاعف حالات الربو في المناطق التي تمر بها ...

    @ والرياح التي يسميها علماء الطقس كاتاباتيك ( القادمة من المناطق الجبلية وتزداد جفافا وسخونة كلما هبطت أكثر) فتسبب في روسيا ارتفاع معدل السكتات الدماغية وفي ايطاليا ارتفاع النوبات القلبية ..

    @ وفي السويد اكتشف العلماء ان ألم الاسنان والتهاب المفاصل يزداد بعد ثلاثة ايام فقط من انخفاض الضغط وتغير درجة الحرارة!!!

    @ وحين هبت رياح النينو الحارة على جنوب وغرب امريكا عام 1993سببت انتشار فيروس الهاناتا الخطر مما نجم عنه وفاة 124شخصا!

    @ وكانت مجلة "الارض" قد اشارت إلى ان انتشار مرض الكوليرا في امريكا اللاتينية عام 1997كان سببه الاساسي ازدهار قشريات "مجدافيات الارجل" على شواطئ البيرو التي تعتبر مرتعا رئيسيا لبكتيريا الكوليرا.

    @ ومن العلماء من ذهب ابعد من ذلك بافتراض تأثير "الرياح الشمسية" على أمزجتنا وأحوالنا الصحية (فكما تؤثر هذه الرياح على الغلاف المغناطيسي للارض وتشوش على الارسال الراديوي؛ فما الذي يمنعها من التأثير على امزجتنا ونسبة الهرمونات في اجسادنا وازدياد نوبات الصرع والأرق) !؟

    أتمنى بالفعل ان تدرس مصلحة الارصاد وحماية البيئة مثـل هذه العلاقات من واقع بيئتنا المحلية ..

    ..... ياحبذا لو تحصر وظائفها بـأصحاب الركب الحساسة !!
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  8. #44 الحب تحت المجهر / فهد عامر الأحمدي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    إن كان الحب في نظر الأدباء عشقاً وهياماً وضوء قمر ، فهو في نظر الباحثين مجرد اضطراب ذهني وخلل في كيميائية الدماغ.. وحتى عشرين عاماً مضت لم يكن أحد يجرؤ على بحث مسببات الحب من الناحية البيولوجية العضوية - خوفا من سخرية الوسط الأكاديمي - أما اليوم فقد بدأت الجامعات والمراكز الطبية تستقطع مبالغ ضخمة لدراسة المشاعر العاطفية ودوافع الوقوع في الحب..
    فهناك مثلا الدكتور اندرياس بارتيلز عالم المخ والأعصاب في جامعة لندن الذي أعلن في الصحف عن طلب متطوعين للقيام بتجربة جديدة واشترط أن يكون المتطوع واقعاً في الحب حتى النخاع.. وكان الهدف من التجربة الكشف عن حالة المخ الكيميائية أثناء الوقوع في الحب باستعمال تقنية التصوير المعروفة بMRI. وبعد انتهاء التجربة اتضح أن أدمغة المحبين (ملتهبة) وناشطة في 13منطقة مختلفة وأن لقاء المحبين بأحبائهم ألغى نشاط المناطق المسؤولة عن حالات الاكتئاب والإحباط التي تصيب العشاق!!

    أما الدكتورة ماري ووك في جامعة ستانفورد فتصنف الحب كمرض حقيقي يؤثر على كيميائية المخ ويسبب أعراضاً جسمانية ونفسية أهمها السرحان وانخفاض حاسة التذوق والشعور بالمرارة في الحلق وفقدان الشهية. ويشاركها هذا الرأي الدكتور ليبوينتز من معهد الطب النفسي في نيويورك الذي أكتشف ارتفاع نسبة الفينيل ايثالمين في أمخاخ المحبين (وهي من انواع الامفيتامين المخدرة المسؤولة عن حالات الخدر والسرحان التي تصيب المحبين)!!

    أما في جامعة كونيكيكت فقد قام عالم الاجتماع مورشتاين بدراسة (400) زوج وزوجة تسود بينهما علاقة الحب والوئام.. وخرج بقناعة أن استمرارية الحب لا تكون إلا بين أشخاص يتصفون بالتقارب الاجتماعي والإيمان بنفس القيم والمبادئ /، الأمر الذي يتجسد لاحقاً كرموز كيميائية متماثلة... ويؤيد هذا الرأي دراسة مماثلة قامت بها الدكتورة الين هتفيلد (من جامعة منسوتا) التي غذت الكمبيوتر بمعلومات شخصية عن المتحابين من الطلبة واكتشفت أن الحب غالباً ما يربط بين شخصين يتماثلان في الطباع والخلفية الاجتماعية والمبادئ المشتركة - ثم يترسخ ذلك كتغيرات كيميائية في سوائل الدماغ!

    وفي اغلب الحالات كان الإعجاب بملامح الشخص المقابل أو صفاته الشخصية مدخلاً للعلاقة العاطفية (ثم يقل الاهتمام بهذه المسألة حالما تبدأ التغيرات بالتشكل كشفرات كيميائية)!!

    أما المرحلة النهائية فهي ما اسميها شخصيا (غسيل المخ) حيث تتأثر التصرفات الشخصية والملكات الذهنية ببعض المواد الكيميائية المفرزة نتيجة تلك العلاقة - بحيث يمكن ترتيب مراحل الوقوع في الحب ب"ابتسام" ف"كلام" ف"توافق" ف"غسيل مخ"..

    وطالما اتضح أن عقول المحبين واقعة تحت تأثير مواد شبه مخدرة مثل الفينيل ايثالمين فليس من باب المبالغة تصنيف الحب كمرض عضوي وجنون ذهني قد ينتهي بموت العاشقين!

    و ما عجبت لموت المحبين في الهوى...........

    ........... ولكن بقاء العاشقين عجيب
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  9. #45 قاعدة الثلاثين ثانية / فهد عامر الأحمدي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    - هل سمعت بهذه القاعدة من قبل !؟
    ... إنها ببساطة تتعلق بتقييمنا للآخرين (وأخذ فكرة عنهم) خلال أول ثلاثين ثانية من لقائنا بهم.. والأسوأ من هذا أن 90% من رأينا الثابت والدائم عنهم يتشكل لاحقا بناء على هذا اللقاء القصير.. فكم مرة مثلا دخل عليك إنسان حسن الهيئة يوحي شكله بالأهمية ورفعة المنزلة لدرجة أثار في نفسك مشاعر التقدير والاحترام.. ولكن بعد مضي (اول ثلاثين ثانية) اكتشفت أنه إنسان بسيط وساذج - أو ربما تافة وفارغ - لا يستحق الصورة التي رسمتها له منذ البداية فقلت في نفسك "آن لأبي حنيفة أن يمدّ قدميه"... !!

    وبطبيعة الحال إن كان رأيك (الذي تشكل في أول 30ثانية) صحيحا فلا لوم عليك ولا عتاب، ولكن في حال أخطأت سيستمر رأيك ثابتا ومقولبا إلى الأبد وهذه معضلة أخلاقية لا يجب أن تتورط بها مستقبلا...

    فمن غير المنطقي - أو حتى الممكن - أن نحدد من أول لقاء ما إن كان جليسنا نبيلا أم خبيثا، واثقاً أم متردداً، قوي العزيمة أم متخاذلاً.. وحين يذهب لحال سبيله يزداد انطباعنا الأول قوة ورسوخاً حتى لو أوحت اللقاءات التالية بشيء معاكس تماما.. فإن أخذنا عنه فكرة انه جبان مثلا ثم رأينا له موقف يثبت العكس سنعتبر ذلك من قبيل الادعاء وطمس الحقائق، وإن أخذنا عنه فكرة أنه مجتهد أو منتظم ثم رأينا له تصرفاً يثبت العكس نلتمس له الأعذار ونقول "المسكين ظروفه صعبة" !!“

    ولكن الحقيقة هي أن طريقة التقييم نفسها تعد خاطئة وتثبت أننا نملك عقولاً متحجرة فيما يتعلق بآرائنا في الآخرين.. والأسوأ من هذا أنها طبيعة تلقائية وجبلة بشرية يصعب تغييرها- أو نقلها من حيز اللاوعي - مالم نتربّ عليها أو نعيها بشكل واضح..

    وتؤكد هذه الحقيقة دراسة أجرتها جامعة بوردو الفرنسية (حول تأثير هيئة الشخص على المحكمة) أثبتت أن الشاهد الأنيق يوحي للمحلفين بالاحترام والمصداقية في حين يوحي الشاهد البسيط بالكذب والمبالغة.. وفي بحث مكمل شاهد 96متطوعاً تسجيلات لأناس يدلون بشهاداتهم (منهم الكاذب والصادق) ثم طلب منهم إبداء رأيهم فيما سمعوه.. وبعد فرز النتائج ثبت أن المتطوعين مالوا إلى تأييد المهندمين أصحاب الملامح الجذابة بغض النظر عن صحة المعلومات التي أوردوها !!

    ... أيضا هناك دراسة قام بها عالم النفس مايكل غالتر (أستاذ علم النفس في جامعة نورث كارولاينا) اتضح من خلالها أن الناس يصدرون أحكاماً سريعة وغير واعية اعتمادا على الملامح الخارجية للآخرين ؛ فالصلع مثلا يوحي بالذكاء والألمعية. واللحية تجعل أصحابها أكثر وقاراً وصرامة، أما الابتسامة الدائمة فتترك اثرا مريحا وتزيل كل ظن سالب - في حين توحي العيون الكبيرة بالنزاهة وطيبة القلب- !

    ... على أي حال...

    رغم اعترافي بأن الانطباعات الأولى ليست جميعها خاطئة أو غير صحيحة (كون بعضها نتاج خبرة وتجربة) إلا أنني أطالب بنقلها من حيز التقائية واللاوعي إلى حيز الوعي والنقد المحايد..

    وبدل أن نشكل آراءنا في الآخرين خلال أول 30ثانية (ياليت نمسك أنفسنا) ونؤجلها ل 30يوما من التعامل الحقيقي والتواصل الجاد...
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  10. #46 فرق مكافحة المثقفين / فهد عامر الأحمدي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    على عكس الكتاب اعتبر التلفزيون صديق الطغاة ووسيلة لا يمكن الاستغناء عنها في الأنظمة البوليسية المغلقة.. فهو يؤدي دوراً مهماً في إلهاء الشعوب عن فساد الأنظمة وفبركة عناصر التمجيد فيها - ناهيك عن دوره في غسل أدمغة الناس وتلقينهم مبادئ الحزب الأوحد ..
    وفي المقابل اعتبرت الأنظمة البوليسية الكتاب عدوها الأول بسبب دوره في عتق الشعوب وتنويرها - وبحسب المصطلح الإيدلوجي المغلق "التغرير بها".. لهذا السبب تزداد مراقبة الكتب ومحاربة الكُتاب كلما اصبحت المجتمعات والأنظمة أكثر تشددا وانغلاقا.. ولسنا بحاجة لضرب أمثلة تاريخية قديمة عن حوادث حرق الكتب والمخطوطات؛ حيث تم إبان الثورة الثقافية في الصين إعدام عشرات المثقفين وحرق ملايين الكتب - بل وتحريم الروايات الغربية - بحجة العودة إلى المسار الصحيح للشيوعية. وفي كمبوديا وتحت حكم بول بوت صدرت الأوامر بمنع الصحف وحرق الكتب وقتل جميع المثقفين (أما كيف يتم تمييز المثقف من المواطن الصالح؛ فببساطة : المثقف هو من يلبس نظارة) !!

    وهناك رواية جميلة بهذا المعني - سبق أن استشهدت بها في موقف مختلف - تدعى 451فهرنهايت؛ وهي تدور في المستقبل في دولة ديكتاتورية واحدة بسطت نفوذها على كامل الكرة الأرضية.. ولإحكام سيطرتها على شعوب الأرض حرمت نشر وقراءة الكتب الثقافية والتاريخية وشجعت على الاكتفاء بالتلفزيون كوسيلة للتسلية وغسل أدمغة الناس - بل ومراقبتهم بكاميرات صغيرة زرعت خلف الشاشة !

    وكانت السلطة المنفذة لتلك الأوامر فرقا قاسية من رجال الشرطة مهمتها مطاردة المثقفين وحرق أي كتب قديمة عند درجة حرارة قياسية (هي 451فهرنهايت). وشيئا فشيئا بدأت أهداف الحكومة بالتحقق إذ اصبح الناس لا يعرفون شيئا عن التاريخ والدين والحضارات القديمة؛ كما أصبحوا لا يعرفون شيئا عن الأدب والروايات - وقصص الحب النبيلة - وأصبح همهم الأول متابعة برامج الترفيه المدروسة بعناية بغرض تسطيح عقولهم !!

    وكان مونتياج أحد أفراد فرقة مكافحة المثقفين ورئيس المجموعة التي كلفت بمطاردة مثقفة تدعى كلاريس (شوهدت) تقرأ بعض الكتب القديمة.. وبعد عدة كمائن ينجح مونتياج في حرق معظم كتبها إلا انه لم ينجح في القبض عليها أبدا بل على العكس بدأت هي بمحاولة جذبه وإقناعه بقراءة إحدى الروايات الجميلة.. ولإعجابه بشجاعتها وافق على قراءة أحد كتبها قبل تسليمها للسلطات المختصة. وكانت النتيجة سريعة إذ وقع مونتياج في حب التراث الإنساني العريق الذي لم يكن يعلم عنه لولا كلاريس. وبالتدريج تمرد هو ايضا على السلطة وحاول إقناع زوجته ليذا بالإقلاع عن مشاهدة برامج التلفزيون السخيفة وأخذ يقرأ عليها (وعلى صديقتها) أحد كتب الشعر فتتأثر صديقتها وتجهش بالبكاء فتقتنع زوجته بأن الكتب مفسدة للأخلاق ومدمرة للعقول فتبلغ عن زوجها وهي تظن انها تحميه من الشر!

    وبالفعل تحضر فرقة مكافحة المثقفين لمحاصرة منزل مونتياج ومصادرة كتبه. وبحضور عمدة المدينة يؤمر تحت التعذيب بحرق مجموعته بنفسه. ولكنه فجأة يسلط خرطوم النار على العمدة فيرديه قتيلا ويفلح في الهرب والانضمام إلى "الجبهة المتحدة للمثقفين" بقيادة صديقته القديمة كلاريس !؟

    ... هذه باختصار أبرز عناصر الرواية الخيالية ( 451فهرنهايت) التي ألفها الكاتب الأمريكي برادبوري رداً على الإرهاب الثقافي الذي مارسه السيناتور مكارثي على الكتاب والمثقفين في تلك البلاد.. وهي تتضمن تحذيرا مبطنا من خطر التلفزيون وبرامج التسلية مقابل حصار المثقفين وتراجع الثقافة المكتوبة.. ورغم أن برادبوري كتب روايته في الخمسينات إلا أنه شخص بمهارة الداء الذي تعاني منه أجيال اليوم في كافة المجتمعات (... والذي من أبرز أعراضه تفضيل القنوات المهضومة على الكتب المطبوعة) !
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  11. #47 النبوءة المحققة لذاتها/فهد عامر الأحمدي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    آراؤنا المسبقة مسؤولة بنسبة كبيرة عن تشكيل مواقف الآخرين تجاهنا وكيفية تعاملهم معنا.. فإن أخذت مثلا فكرة مسبقة عن شخص بأنه مخادع (أو يضمر لك سوء النية) ستعامله على هذا الأساس وتتصرف معه بفظاظه وحذر (بدون أن يستحق ذلك فعلا).. وحين يشعر هو بمعاملتك هذه يتصرف معك على نفس الأساس (لأن لكل فعل رد فعل معاكس في الاتجاه) وحين يفعل ذلك تشعر أن ما افترضته فيه كان صحيحا (منذ البداية) فتستمر بالتعامل معه على هذا النهج حتى تصلا لنقطة "اللاعودة" ومرحلة التصادم الحقيقي..
    ... وهذا مجرد مثال لنبوءات شخصية نعمل على تحقيقها وتجسيدها بدون وعي منا.. وقدرتنا اللاواعية على تحقيق هذا النوع من النبوءات يندرج تحت نظرية اجتماعية (تحمل نفس الاسم) تشرح دور التوقعات المسبقة في بلورة السلوك البشري.. وهذه النظرية (التي وضعها عالم الاجتماع كي ميرتون عام 1949) تندرج بدورها تحت ظاهرة أكبر تثبت أن أفكارنا - لا تحدد طريقة معاملة الناس لنا فقط - بل وتساهم في تشكيل حياتنا وتجسيد أحلامنا وطموحاتنا!

    ورغم عدم نيتي الحديث عن الظاهرة الأكبر (كوني تحدثت عنها في مقال بعنوان: يبقى الشيء ساكنا حتى تفكر فيه فيتحرك باتجاهك) إلا أنني أود التركيز على دور الآراء المسبقة في رسم الأحداث وتجسيد الوقائع..

    فمن الخطير فعلا أن يملك أحدنا "ظنوناً مسبقة" و"آراء جاهزة" كونه سيعمل بلا وعي على تحقيقها.. وكل من يملك شخصية تصادمية - تتمحور حول الشك وسوء الظن - يعمل بلا قصد على أقلمة من حوله للتعامل معه على هذا الأساس.. ويجتمع سوء الظن إلى العنصرية حين نأخذ فكرة خاطئة عن الأجانب فنتصرف معهم بحذر وتشكيك فيتصرفون (بالتالي) برد فعل مماثل (بحيث) يجسدون آراءنا على أرض الواقع / وعندها تتأكد ظنوننا ويزداد رأينا فيهم قوة ورسوخا..

    وهذه التركيبة (المحققة لذاتها) قد تحدث بين الأب والابن، والمدير والموظف، والحاكم والرعية، بل وبين الدول ذاتها.. فقد ترى جورجيا مثلا أن روسيا تضمر لها الشر بسبب اقليم أوسيتيا فتعلن حالة الاستنفار ، ومن جهتها ترى روسيا بذلك استفزازا مباشرا فتدفع بقواتها تجاه الإقليم فتنشب حرب فعلية بين الطرفين.. والتوتر الذي يقع على حدود الدول بهذه الطريقة هو السبب الأول لنشوب الحروب والصراعات - حيث يتجسد سوء الظن على أرض المعركة قبل أن يكتشف الجميع عدم وجود سبب حقيقي لمجمل الخسائر - !

    ... أما الجانب الايجابي في هذه الظاهرة فهو أنها تعمل بنفس الكفاءة على الجانب المقابل لسوء الظن.. فحين تمنح أحدهم ثقتك الكاملة يعاملك (هو) بنفس الطريقة والمستوى فتتأكد (أنت) من صدق حدسك فتستمر في معاملته على هذا الأساس.. فكم مرة مثلا اشتريت شيئا من بقالة الحي ثم اكتشفت عدم امتلاكك للمال الكافي فيقول لك البائع (لا بأس ؛ احضر المال لاحقا) فيتملكك شعور بضرورة تحقيق ثقته بك فترد له المال بأسرع وقت ممكن..

    وهذا الأسلوب (في تجسيد النبوءات الحسنة) قد يشكل أساس علاقة حسنة ومتينة بين الأب والابن، والمدير والموظف، والحاكم والرعية، بل وحتى بين الدول ذاتها.. فلو أعلنت جورجيا مثلا ثقتها بموسكو وسحبت قواتها لداخل الحدود لما بقي أمام روسيا (على الأقل حفاظاً على سمعتها الدولية) سوى التجاوب وسحب قواتها لنفس المسافة!

    ...على أي حال هذه مجرد أمثلة (وكلي ثقة) بمهارتك في تطبيق الجانب الحسن من الفكرة!
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  12. #48 زمن الغلافسة / عبدالله محمد الناصر 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    حكى لي الروائي والقاص الصديق الأستاذ ياسين رفاعية أنه في بداية الستينيات من القرن المنصرم كانت بيروت منطقة جذب لكل انواع الفن والإبداع.. قال: لذا تركت دمشق واستقر بي المقام في بيروت.
    وكانت هناك كاتبة قد أصبحت ذائعة الصيت بعد أن تتلمذت في بدايتها علينا وأخذنا بيدها، فأصبحنا ننشر لها ونعرّفها على الوسط الثقافي حتى نالت شهرة واسعة، ولكنها عندما ذهبت إلى بيروت تنكرت لنا وتجاهلتنا تماماً حيث تخطفتها الأضواء لبراعتها، وفتنتها آنذاك !!

    وكانت هناك كاتبة قد أصبحت ذائعة الصيت بعد أن تتلمذت في بدايتها علينا وأخذنا بيدها، فأصبحنا ننشر لها ونعرّفها على الوسط الثقافي حتى نالت شهرة واسعة، ولكنها عندما ذهبت إلى بيروت تنكرت لنا وتجاهلتنا تماماً حيث تخطفتها الأضواء لبراعتها، وفتنتها آنذاك !!

    أتذكر كلام الصديق ياسين رفاعية وأنا أسمع عن هذه الأسماء التي صارت تظهر على ساحة الكتابة وتمارس مجادلات، ومهارشات ومناكدات سمجة، علماً بانه لا يوجد في تاريخ ثقافتنا سابقة ذكر أوشأن لتلك الأسماء، وهو مايتنافى مع فن الكتابة وأصالتها فالكاتب لا يخرج من تحت الانقاض ولا يخرج من مغارة "على بابا" كما خرج هؤلاء فالكتابة ممارسة وتمرس، وفن وإبداع وأنا متأكد أن كثيراً من هذه الأسماء لا تستطيع كتابة جملة اسطر دونما زلل او خطأ إملائي او نحوي ناهيك عن العمق الفكري والفلسفي، فما سر هذا النبوغ المفاجئ الذي جعل لهؤلاء صولات وجولات وطنيناً مع انهم طبول فارغة في أصلهم الكتابي.؟!

    وأغلب الظن ان هؤلاء ماهم إلا دمى وواجهات تحركهم أصابع مستخفية لأهداف لا علاقة لها بالفن والفكر أوالأخلاق والدين أوالفلسفة.. وإنما لخلق مزيد من التخبط والاضطرابات وإشاعة البلبلة.. ودائماً وفي اوقات المحن يظهر مثل هذا الخشاش، ويعلو صوتهم كدليل على بؤس المرحلة وشقائها..!! والتاريخ مليء بنماذج كثيرة من امثال هؤلاء.. فيروى أن رجلاً اسمه "الغلافس" كان من أغبى خلق الله واخملهم ذكرا، وأقلهم حظا في البيان والمعرفة. غير ان صاحباً له ولاه عملاً في ديوان الكتابة، فأخذ هذا "الغلافس" يأمر وينهى، ويأتي بمخارق عجيبة، ويخوض في أمور لا يفقهها، وليس من اهلها حتى ضجر الناس من هوجه وخرقه ورقاعته، وسخف ما يأتي به وأصبحوا يذمون زمانا أخرج هذا وامثاله فقال أحدهم:

    أقليّ عليّ اللوّم يا ابنة مالكٍ

    وذُمي زَمَانَاً سَادَ فِيه الغَلافسُ

    فهؤلاء الغلافسة لا يقدّرون الفكر حق قدره ولا يملكون من العمق والدراية والتجربة والتأمل مايؤهلهم لأن يخوضوا في فكر وعقل الأمة بقدر ما يظهرون كثيراً من الشعوبية والتأليب على الأمة فكراً وثقافة وأخلاقاً.

    ولذا فإنهم يمارسون طيش الجهال والمراهقين، وأسهل شيء عليهم هو الشتيمة والاستخفاف بالآخرين، والرعونة والاستهزاء، والتهكم البذيء لأن هذ هو كل مايملكون من وسائل المناقشة والجدل بل إن كثيرا من هؤلاء يفتقرون إلى أبسط وأدنى حدود الأدب، الأدب الثقافي والأدب الأخلاقي وقديما قال المتنبي:

    فَقرُ الجهولِ بلا علمٍ إلى أدبٍ

    فَقرُ الحمارِ بلا رأسٍ إلى رَسَنِ

    وكنت استغرب ان يلتفت إليهم بعض المثقفين واصحاب الفكر ويدخلون معهم في مثل هذه اللجاجة والجدل، وهم بذلك إنما يرفعون من شأنهم ويدفعونهم إلى مزيد من الهوج في البحث عن الظهور والشهرة.

    فالرد عليهم ومجادلتهم، يزيدان من لجاجتهم وقذعهم وزيفهم.. اما إذا تركوا فإن شأنهم في النهاية سيكون كشأن صاحبة صديقنا الاستاذ ياسين رفاعية، التي انكشف زيفها وذهبت في ذمة النسيان..

    أما هؤلاء فأنا متأكد أنه عندما ينتهي دورهم فإنهم سيذهبون إلى غير رجعة..!!
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. ][::][خمسون زهرةً من بستان النصح][::][
    بواسطة رزان في المنتدى إسلام
    مشاركات: 49
    آخر مشاركة: 21/06/2010, 09:19 AM
  2. بستان الذكريات ق ق ج
    بواسطة مصطفى البطران في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 10/08/2009, 12:01 PM
  3. زهرة بيضاء
    بواسطة كوكب السحر في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 06/06/2009, 06:01 PM
  4. زهرة الحب ...
    بواسطة احمد ال رشراش في المنتدى الشعر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21/02/2009, 07:36 PM
  5. زهرة تحترق
    بواسطة عبدالله الطليان في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28/12/2008, 12:07 AM
ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •