الرد على الموضوع
صفحة 3 من 8 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 7 8 الأخيرةالأخيرة
النتائج 25 إلى 36 من 96

الموضوع: من كل بستان زهرة...

  1. #25 شهادة الحمير مرة أخرى عبدالله الناصر 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    كنا جلوساً نشاهد مقابلة مع أحد مدعي الثقافة، وكانت المقابلة إحدى عجائب مهازلنا الثقافية المزرية..
    بل كانت شهادة فاضحة ووثيقة عصرية على حالة التفسخ الثقافي.. قال صديقي: ألا تكتب عن هذه الشهادة قلت: سبق أن كتبت.. قال: أعد. قلت: أفعل إن شاء الله.. فإلى الصديق وإليكم ما قد كنت كتبت:

    يروى أنه في العصر العباسي كان أحد المّجان بمكة يجتمع إليه قوم يسهرون ويمجنون، فاشتكاه بعضهم إلى الوالي فأحضره وأنّبه، ومنع الناس من دخول بيته. وبعد حين انتقل إلى خارج مكة ونصب خيامه وعاد إلى مجونه، وأخبر زبائنه المّجان بذلك. فعاد الشبان والمّجان يأتون إليه في مكانه الجديد.

    ثم وصل أمره إلى الوالي فأحاله على القضاء لإقامة الحد عليه، وعندما مثل أمام القاضي أنكر التهمة واعتبر أن الذين وشوا به وأبلغوا عنه كاذبون وأنه لا حجة ولا شهادة لديهم تدينه..

    فقدم الذين أقاموا دعواهم للقاضي اقتراحاً وهو أن تؤخذ حمير مجّان مكة في الليل، وتطلق، ثم تتم متابعتها وينظر إلى أين تذهب، فإن ذهبت وحدها للمكان فقد قامت عليه الحجة..

    وفعلاً وافق القاضي وأطلقت حمير المجّان فذهبت إلى مكان الرجل خارج مكة من تلقائها، وثبتت عليه الحجة وصدر حكم بإقامة الحد عليه.. وجيء به أمام القاضي وصار رجال الشرطة يضربونه وهو يضحك ! فتعجب القاضي من ضحكه وسأل عن السبب؟ فقال: ما أضحك والله من الجلد، قالوا ممن إذن؟ قال: من خبثاء العراق غداً حين يقولون إن قاضي مكة أخذ بشهادة الحمير.!!فضحك القاضي وأمر بإطلاقه، وقال: احفظها ولا يسمعها أحد.

    أتذكر هذه الحكاية دائماً عندما أستمع إلى حوارات تجريها بعض القنوات الفضائية مع بعض مدعي الثقافة في قضايا سياسية معقدة، أو فكرية عميقة الجذور متشعبة الأبعاد، أو في قضايا ثقافية تتعلق بأدب الأمة وموروثها ومستقبل هذا الأدب.. وهذا هو محور هذا الحديث.

    حيث يذهب هؤلاء ينعقون، ويتخبطون، ويحولون الحوار إلى صورة عارية ومزرية للجهل، والأمية. فلا لغة، ولا أدب، ولا ثقافة ومع هذا يستضافون، وتؤخذ شهاداتهم حول واقع الأمة الثقافي، وآراؤهم حول تطوير الأدب والثقافة والارتقاء بها. فمرة سمعت أحدهم يقرأ قصيدة لشاعر مشهور من ورقة أمامه وإذا به يحرِّف في الكلمات لأنه لا يجيد نطقها ولا يحسن مخارج حروفها..ثم أخذ يتحدث عن القصيدة التي لم يحسن إلقاءها، ويفسرها تفسيراً مشوهاً وقاصراً.

    بل قد نجد من بين هؤلاء من يشتم المتنبي ويشكك في عقل أبي العلاء، ويرمي الجاحظ بأشنع التهم، بل نجد أنهم يتهمون تراثنا الثقافي والأدبي عامة بأنه تراث قبلي ساذج، لا علاقة له بالهموم والقيم الإنسانية، وأنه ناقص الحكمة والتجربة الثرية !! وهم بكل تأكيد لم يقرأوا من ذلك كله سوى محفوظاتهم المدرسية التي لا تتجاوز درجة المقبول، ولكي نكون أكثر أمانة فقد يكون البعض منهم قد قرأ تغريبة بني هلال أو قصة الملك سيف بن ذي يزن.

    وأكثر مافي المسألة هزلاً وهزالاً أن هؤلاء ينصّبون أنفسهم أمناء للنقد الثقافي وتقويمه، وأوصياء بل وحراساً لثقافة الأمة من عاديات الضعف والهبوط. بينما واحدهم لا يجيد إقامة بيت من الشعر، ولا يجيد التحدث أو كتابة سطرين من غير لحن، أوخطل.

    أمام هؤلاء ينتابني شعور مؤلم بأن الأمة حتى بمثقفيها قد انحدرت بأدبها الرصين، وجرتها الثقافة الأمية أو ما يسمى بالأدب الشعبي إلى قاع الجهالة.. هذا الأدب الذي استشرى كالوباء واختلط فيه الرعاع والرقعاء، وصاروا يقودون أدبنا في المحافل الأدبية بهذه الثقافة البدائية المزرية التي لا تليق إلا بالتخلف والانحطاط. وكأنها هي الثقافة العليا التي تمثلنا أصدق تمثيل..

    وكنت في كل مرة أشاهد هذا كله، أضع يدي على قلبي حسرة وألماً، وأقول: ما أشد خجلنا أمام الناس والتاريخ حين يكون هؤلاء وأضرابهم هم شهود نهضتنا الثقافية! وأتذكر ذلك الفاسق الماجن الذي قال للقاضي وهو تحت الضرب:
    أخشى أن يفضحنا الناس لأننا نأخذ بشهادة الحمير.
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  2. #26 رد: من كل بستان زهرة... 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية الجمانة
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    في فيء المحبة..!
    المشاركات
    806
    معدل تقييم المستوى
    16
    سبحان الله ..
    ما هذا التخاطر يا ألق..
    لقد عزمت على أن أضع هذا الموضوع هنا في المربد ..
    لكن سبقتني يا ألق ..


    اشتقت لك كثيرا يا ألق .

    لو كنت شاعرة ما بخلت به عليك ولقلت فيك أبياتا خيرا مما قاله كثير عزة ، وامرؤ القيس
    رد مع اقتباس  
     

  3. #27 رد: من كل بستان زهرة... 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجمانة. مشاهدة المشاركة
    سبحان الله ..
    ما هذا التخاطر يا ألق..
    لقد عزمت على أن أضع هذا الموضوع هنا في المربد ..
    لكن سبقتني يا ألق ..
    سبحانه...

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  4. #28 تعصب الصغار ودعم الكبار!د.عبد الرحمن الشلاش 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    قبل سنوات قليلة نشبت معركة طاحنة بين ثلة من الطلاب الأشقياء في إحدى المدارس الثانوية الكبيرة وذلك عند خروجهم من المدرسة بعد نهاية الدوام الرسمي.. حيث حولوا كل الميادين والشوارع المحيطة بمدرستهم إلى ساحات رحبة.. وحلبات واسعة لممارسة كل أنواع الضرب والركل والرفس واللكمات الخطافية.. مع استخدام كل الأسلحة من عصي ومدي وسكاكين وحجارة.. علاوة على استعمال العقل والأحذية وكل ما هو متاح ومتوافر.
    بدأت تلك الحرب الضروس بين طالبين وامتدت ليتدافع العشرات من الطلاب الحضور من باب "الفزعة" وليس من أجل الإصلاح وفك الاشتباك.. ليختلط الحابل بالنابل.. وتغيب العقول.. ويسود العنف والشراسة في الموقف.. وتسيل الدماء من آثار الجروح والإصابات المباشرة.. ولو لا لطف الله وتدخل رجال الأمن لحلت الكارثة.

    في اليوم التالي وبعد أن وضعت الحرب أوزارها استدعت إدارة المدرسة الطلاب الأشقياء.. وحين وجه مدير المدرسة سؤاله للطلاب الذين تدخلوا في الشجار دون أن يكون لهم صلة بالنزاع.. لماذا حشرتم أنفسكم في المشكلة؟ جاءته الإجابة فورية وصاعقة "كيف يا أستاذ أشوف ابن عمي يضرب ولا أدافع عنه.. أنا وابن عمي على الغريب!!".

    حاول مدير المدرسة أن يتجاهل إجابات أولئك المراهقين فطلب من وكيل المدرسة استدعاء أولياء أمورهم لينقل الحوار مع الكبار بعد أن يئس من الصغار.. وليحاكي أصحاب العقول الكبيرة.. وأهل الفهم والحنكة والحكمة والخبرة.. كان أمله كبيرا بأولئك الكبار.. فوجه لهم ذات السؤال.. وجاءته الإجابات لتبدد جميع آماله وتقضي على كل ما بناه من صور جميلة في مخيلته عن أولئك الآباء القدوة لأبنائهم.. جاءته الإجابة القاصمة بتطوع من أب جهبذ قال حينها وبلغة ممزوجة بالزهو والحمية "أكيد يا سعادة المدير تبي الولد يشوف ابن عمه يضرب ويتخلى عنه والله لوما سوى كذا وفزع له فلا هو ولدي ولا أعرفه".

    وقبل أيام يروي لي أحد المشرفين التربويين قصة قريبة الشبه بتلك.. لكنها في جانب سلمي بعيدا عن العنف.. يقول كنت في زيارة لإحدى المدارس الثانوية.. وفي جولة بصحبة مدير المدرسة.. وأثناء الفسحة لاحظت تحلق الطلاب على شكل مجموعات.. وعندما سألت المدير على أي أساس بنيت تلك الحلقات.. قال لقد بنيت على أساس قبلي.. ومناطقي!!

    تظهر هذه القصص مدى التعصب المقيت.. وفي مراحل مبكرة من العمر.. وهذا يعني أن تربيتنا في الأسرة.. وفي المدرسة والجامعة تسير إلى "الخلف در".. وأن مناهج التعليم لم تحدث التغيير المطلوب.. وأن ما يتلى عليهم من آيات.. وما يروى لهم من أحاديث.. وما يسرد عليهم من قيم ومبادئ لا تلبث أن تغادر الرؤوس عند أول امتحان!!

    أتدرون لماذا؟ لأنها ببساطة لا تزرع القناعات في نفوسهم.. ولا تتمثل سلوكا تطبيقيا يتدرب عليها الصغار عمليا منذ نعومة أظفارهم.

    إذا لا خير في تربية وتعليم لا تتجسد سلوكا ملموسا لدى الفرد.
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  5. #29 النار عندما تحرق القدم سعد الدوسري 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    يقول المذيع محمد المقرن انه بصدد افتتاح موقع الكتروني يوضح فيه معاناة المواطنين تجاه وزارة الصحة. وكانت زوجته قد عانت الأمرين من أجل الحصول على سرير لكي تلد فيه (خلافاً لرؤية وكيل وزارة الصحة بوجوب ولادة النساء في بيوتهن!). وبسبب هذه المعاناة تكشفت للمواطن المقرن مَكامن القصور في الخدمات الصحية، وبسببها أيضاً كتب عدة مقالات سرد فيها تفاصيل معاناة زوجته ومعاناة آخرين مثل معاناة الدكتور محمد الحضيف أثناء مرض ابنته المرحومة بإذن الله هديل، ومعاناة المذيع جبريل أبو ديه أثناء حادث ابنه مهند أعانه الله على ما هو فيه.
    دائماً أقول بأن لا أحد سيشعر بحجم المشكلة ما لم يقدّر الله عليه أن يدخل في دائرتها. فالمذيع المقرن والأكاديمي الحضيف والإعلامي أبو ديه كانوا موجودين بيننا، لكنهم لم يتحدثوا عن سلبيات الخدمات الصحية بالحجم الذي تحدثوا فيه عندما عاشوا جحيم التجربة، مما أعطى حديثهم مصداقية أكبر. لذلك، فإن من حق المقرن وغيره افتتاح مواقع الكترونية، ومن واجب الجميع التواصل مع هذه المواقع ومع كل المنابر الأخرى المشابهة لمناقشة واقع ومستقبل الخدمات الصحية.
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  6. #30 رد: شهادة الحمير مرة أخرى عبدالله الناصر 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمد الكبيسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    818
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ألق الماضي مشاهدة المشاركة
    كنا جلوساً نشاهد مقابلة مع أحد مدعي الثقافة، وكانت المقابلة إحدى عجائب مهازلنا الثقافية المزرية..

    بل كانت شهادة فاضحة ووثيقة عصرية على حالة التفسخ الثقافي.. قال صديقي: ألا تكتب عن هذه الشهادة قلت: سبق أن كتبت.. قال: أعد. قلت: أفعل إن شاء الله.. فإلى الصديق وإليكم ما قد كنت كتبت:

    يروى أنه في العصر العباسي كان أحد المّجان بمكة يجتمع إليه قوم يسهرون ويمجنون، فاشتكاه بعضهم إلى الوالي فأحضره وأنّبه، ومنع الناس من دخول بيته. وبعد حين انتقل إلى خارج مكة ونصب خيامه وعاد إلى مجونه، وأخبر زبائنه المّجان بذلك. فعاد الشبان والمّجان يأتون إليه في مكانه الجديد.

    ثم وصل أمره إلى الوالي فأحاله على القضاء لإقامة الحد عليه، وعندما مثل أمام القاضي أنكر التهمة واعتبر أن الذين وشوا به وأبلغوا عنه كاذبون وأنه لا حجة ولا شهادة لديهم تدينه..

    فقدم الذين أقاموا دعواهم للقاضي اقتراحاً وهو أن تؤخذ حمير مجّان مكة في الليل، وتطلق، ثم تتم متابعتها وينظر إلى أين تذهب، فإن ذهبت وحدها للمكان فقد قامت عليه الحجة..

    وفعلاً وافق القاضي وأطلقت حمير المجّان فذهبت إلى مكان الرجل خارج مكة من تلقائها، وثبتت عليه الحجة وصدر حكم بإقامة الحد عليه.. وجيء به أمام القاضي وصار رجال الشرطة يضربونه وهو يضحك ! فتعجب القاضي من ضحكه وسأل عن السبب؟ فقال: ما أضحك والله من الجلد، قالوا ممن إذن؟ قال: من خبثاء العراق غداً حين يقولون إن قاضي مكة أخذ بشهادة الحمير.!!فضحك القاضي وأمر بإطلاقه، وقال: احفظها ولا يسمعها أحد.

    أتذكر هذه الحكاية دائماً عندما أستمع إلى حوارات تجريها بعض القنوات الفضائية مع بعض مدعي الثقافة في قضايا سياسية معقدة، أو فكرية عميقة الجذور متشعبة الأبعاد، أو في قضايا ثقافية تتعلق بأدب الأمة وموروثها ومستقبل هذا الأدب.. وهذا هو محور هذا الحديث.

    حيث يذهب هؤلاء ينعقون، ويتخبطون، ويحولون الحوار إلى صورة عارية ومزرية للجهل، والأمية. فلا لغة، ولا أدب، ولا ثقافة ومع هذا يستضافون، وتؤخذ شهاداتهم حول واقع الأمة الثقافي، وآراؤهم حول تطوير الأدب والثقافة والارتقاء بها. فمرة سمعت أحدهم يقرأ قصيدة لشاعر مشهور من ورقة أمامه وإذا به يحرِّف في الكلمات لأنه لا يجيد نطقها ولا يحسن مخارج حروفها..ثم أخذ يتحدث عن القصيدة التي لم يحسن إلقاءها، ويفسرها تفسيراً مشوهاً وقاصراً.

    بل قد نجد من بين هؤلاء من يشتم المتنبي ويشكك في عقل أبي العلاء، ويرمي الجاحظ بأشنع التهم، بل نجد أنهم يتهمون تراثنا الثقافي والأدبي عامة بأنه تراث قبلي ساذج، لا علاقة له بالهموم والقيم الإنسانية، وأنه ناقص الحكمة والتجربة الثرية !! وهم بكل تأكيد لم يقرأوا من ذلك كله سوى محفوظاتهم المدرسية التي لا تتجاوز درجة المقبول، ولكي نكون أكثر أمانة فقد يكون البعض منهم قد قرأ تغريبة بني هلال أو قصة الملك سيف بن ذي يزن.

    وأكثر مافي المسألة هزلاً وهزالاً أن هؤلاء ينصّبون أنفسهم أمناء للنقد الثقافي وتقويمه، وأوصياء بل وحراساً لثقافة الأمة من عاديات الضعف والهبوط. بينما واحدهم لا يجيد إقامة بيت من الشعر، ولا يجيد التحدث أو كتابة سطرين من غير لحن، أوخطل.

    أمام هؤلاء ينتابني شعور مؤلم بأن الأمة حتى بمثقفيها قد انحدرت بأدبها الرصين، وجرتها الثقافة الأمية أو ما يسمى بالأدب الشعبي إلى قاع الجهالة.. هذا الأدب الذي استشرى كالوباء واختلط فيه الرعاع والرقعاء، وصاروا يقودون أدبنا في المحافل الأدبية بهذه الثقافة البدائية المزرية التي لا تليق إلا بالتخلف والانحطاط. وكأنها هي الثقافة العليا التي تمثلنا أصدق تمثيل..

    وكنت في كل مرة أشاهد هذا كله، أضع يدي على قلبي حسرة وألماً، وأقول: ما أشد خجلنا أمام الناس والتاريخ حين يكون هؤلاء وأضرابهم هم شهود نهضتنا الثقافية! وأتذكر ذلك الفاسق الماجن الذي قال للقاضي وهو تحت الضرب:
    أخشى أن يفضحنا الناس لأننا نأخذ بشهادة الحمير.
    المصدر

    وانا اقرأ هذه ألسطور تذكرت ألساسه ألجدد في ألعراق وأسلوب ألحوار ألذي يظهرون به من على
    شاشات ألتلفزه والمتتبع لكلام هؤلاء يكتشف من
    دون أدنى جهد جهلهم في ألسياسه وقيادة بلد
    بحجم ألعراق بل ليس بمقدورهم قيادة عائله صغيره
    فتراهم عاجزين عن مجارات المحاور اي كان مشربه
    لعدم معرفتهم بأمور السياسه التي من شأنها قيادة
    ألبلدان بل انهم لايجيدوا ألكلام بالطريقه السليمه وهنا لا أعمم حتى لاأظلم ألناس 0 نعم هناك من له قابليه في مجارات المحاور ومن هو سليم المنطق
    والافكار ولكن لايشكلون الا النسبه القليله جدآ
    الذي دفعني لكتابة هذه الكلمات قصه وقعت لي قبل فتره وهي ان احد الاصدقاء جاء من الدنمارك لزيارة اهله الذين يسكنون في دمشق بعد ان هجروا بغداد فذهبت لزيارته والاطمئنان عليه في دمشق وبينما نحن جالسين نتابع التلفاز ظهر رجل من على الشاشه في حوار على انه مستشار لرئيس الوزراء
    في العراق 0
    صفق الرجل يدآ بيد وقال الله اكبر ما هذا فقلت له ما الذي حدث اخي عادل فقال وهو يهز بيديه والله الذي لا اله الا هو
    { ان هذا الرجل الذي هو مستشار لرئيس الوزراء انما هو صاحب محل لبيع الخضراوات في الدنمارك وقد رجع الى العراق بعد سقوط النظام واقسم اغلظ الايمان على ما تحدث به }
    فهل هناك غرابه عندما يظهر اناس على الفضائيات يدعون انهم الادباء والشعراء وينصبون انفسهم نقادآ
    على اسيادهم
    تقبلوا شكري وتقديري
    رد مع اقتباس  
     

  7. #31 رد: من كل بستان زهرة... 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    الفاضل محمد...
    للأسف هذا هو حال العرب...

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  8. #32 اليوم الأخير وحفلات تمزيق الكتب! فهد السلمان 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    مشهد اليوم الأخير من الاختبارات، وما يُصاحبه عادة من حفلات تمزيق الكتب والكراريس المدرسية أمام أبواب المدارس، والجهد الشاق الذي يبذله عمال البلديات وهم يطاردون تلك القراطيس الطائرة، لا يعكس حالة شاذة لسلوك بعض الطلبة كما يزعم المعنيون عن التربية والتعليم. وبالتالي لا يكفي أن تُعالج هذه القضية بإصدار بيان من أعلى السلطات التعليمية يُطالب فيه التلاميذ باحترام مقرراتهم المدرسية من العبث، وتسليمها للمدارس عوضا عن إتلافها بهذه الصورة البشعة.
    هذا المشهد (السنوي) بالتحديد، كان يجب أن تتمّ قراءته كما ينبغي، وفي سياقه الطبيعي بدلا من اتهام بعض الطلاب بسوء السلوك وكفى الله المؤمنين القتال، لأنه في تقديري أصدق وأبلغ تعبير عفوي عن مستوى رضا التلاميذ عن مدارسهم، وعن العملية التربوية والتعليمية برمتها.

    المسئولون في التربية لا يروق لهم أن يفتحوا هذه الجبهة، أولا لأنهم اعتادوا أن يُحاسِبوا ولا يُحاسَبوا.. ثم لأنهم قبل غيرهم يعلمون علم اليقين بأن هذه الظاهرة (على سوئها) هي أبلغ وأفصح تعبير عن حجم رضا تلاميذهم عليهم وعلى أداء مدارسهم، لا بل هي أهمّ وأدقّ من ألف استبانة واستبانة عن كيفية رؤية التلميذ والطالب إلى مؤسسته التعليمية.

    كان من الواجب أمام هذه الظاهرة التي نقرأ كل عام مع بزوغها تعميما ممهورا بتوقيع مدراء عموم التعليم في كافة المناطق، عطفا على ما تلقوه من الوزارة بضرورة (إذعان) كافة التلاميذ إلى توجيهات السلطات التعليمية باحترام المقررات، وعدم امتهانها وتمزيقها أو رميها على قارعة الطريق.. كان من الواجب أن تتضاءل.. أن تتقلص، لو كانت مجرد سلوك شاذ من البعض، لكنها تعود كل عام بنفس الحدّة، بنفس الوتيرة.. مما يُحولها إلى رد فعل عفوي وتلقائي جدا واقتصاص لا يجوز تفاديه أو تمويهه بأيّ ذريعة مهما كانت.

    كان على الوزارة أن تُفتش عن العلة، بدل أن تذهب مباشرة وفيما يُشبه القفز في الهواء إلى النتائج.
    نعم كلنا نمقت هذا التصرف، وندينه من منطلقات عدّة.. غير أن هذا التلميذ البائس الذي حُمّل أوزار القوم وصراعاتهم، مزّق كراريسه لأمر ما في نفس يعقوب.. كان علينا أن نفتش عنه ونتحاشاه، ونحن من يدّعي أننا نسعى لتوفير أفضل الأجواء التربوية والتعليمية له.

    علينا أن نتذكر دائما أن الصيّاد الذي يكسب لا يحطم سنّارته، وفهمكم كفاية!.
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  9. #33 أحلام مواطن بسيط / د. عبدالرحمن الشلاش 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    سليمان مواطن بسيط يحب وطنه السعودية..لايساوم على هذا الحب مهما كان المقابل..طموحه المشروع أن يرى هذا الوطن في طليعة كل أوطان الدنيا..لايسبقه للمجد أي وطن كان..كيف لاوهو يملك كل مقومات التفوق والتميز.. وقيادة محبة لشعبها يقل نظيرها في كل أرجاء المعمورة.. تعطي بسخاء.. لاتريد مقابل هذا العطاء سوى إخلاص وتفاني من أوكلت لهم المسؤولية لخدمة وطنهم وتحقيق طموحات المواطنين.
    في ليلة شتائية قارسة منعت شدة البرد سليمان من الخروج من منزله فأثار البقاء قريبا من زوجته وأبنائه.. ولطول الوقت والذي بدأ يمر على صاحبنا بطيئا أخذ يتسلى بكل ما حوله من مأكولات فأثقل في الأكل ثم غادر المكان إلى فراشه باكرا.

    في هذه الليلة رأى سليمان وطنه بالصورة التي يطمح لها هو وكل مواطن غيور على هذا البلد الحبيب رأى نفسه وقد استقل سيارته "الداتسون" أبو عراوي عازما قضاء كل أعماله جملة واحدة.

    بدأ يسير في الصباح الباكر في شوارع الرياض الفسيحة فراعه هول الإنسانية في المرور.. والذي مكنه من الوصول إلى مقر عمله في عشر دقائق فقط.. وهو ما كان يحتاج إلى ساعة كاملة في العادة.. وأعجبته مثالية السائقين والتزامهم التام بقواعد المرور.. وأسعده امتثالهم لآداب الدخول والخروج من "الدوار".. ورأى بأم عينه كيف أن قادة المركبات يعطون للآخرين أحقية التجاوز والعبور بكل أريحية.. وكاد يطير من الفرح وهو يشاهد ابتسامات الجميع وهدوئهم.. وسره كثيرا تواجد سيارات المرور في كل تقاطع..وحول جميع الإشارات يقدمون للمواطنين كل التسهيلات التي تمكنهم من مواصلة السير دون عوائق.. وعند وصول سليمان إلى مقر عمله أخذته الدهشة وهو يرى ذلك الإعلان الكبير عن وجود وظائف شاغرة وبرواتب مجزية..وفي ذات الوقت يهيب الإعلان بالمواطنين ويناشدهم بسرعة التقدم لشغل تلك الوظائف تلبية لنداءات سابقة..فآلاف الوظائف تنتظر الشباب.. أما الشباب فهم مشغولون بالمفاضلة بين تلك الوظائف واختيار الأنسب منها.

    واصل سليمان طريقه إلى مكتبه وهو يشعر بالارتياح حيث ابتسامات زملائه الموظفين وحماستهم في العمل منذ حضورهم الباكر..وعندما جلس على المكتب فتح جهاز الحاسب وبضغطة زر تمكن من متابعة كافة المعاملات.. والتي يتم انجازها في ثوان معدودة عبر "الحكومة الالكترونية" صرخ سليمان بأعلى صوته "لا أرشيف بعد اليوم".. "لا بطالة".. "لابيروقراطية".

    عند نهاية الدوام في الثانية والنصف ظهرا خرج سليمان من الدوام مع بقية زملائه الموظفين وقد أنجزت كافة الأعمال..وتم وضع خطة عمل اليوم التالي بكل تفاصيلها.. ركب سيارته وعاد إلى منزله وهو في قمة السعادة دون أن يتعرض لأية منغصات في الطريق.. واستقبلته الزوجة المحبة لزوجها حد الهيام بباقة من الورود..وأدلف إلى البيت فابتهج بالروائح الزكية المنبعثة في كل أرجاء المنزل.. وبراعة ترتيب السفرة.. وغرفة النوم..استقبله أبناؤه الصغار القادمون من المدرسة يحكون لوالدهم الأجواء الجميلة في مدرستهم.. طرق التعليم الجديدة.. وسائل الترفيه.. الاهتمام الشديد بهم كطلاب من معلميهم وإدارة مدرستهم.

    في المساء أخذ سليمان الأسرة الكريمة بجولة في أرجاء الرياض.. طرح في البدء أمامهم الكثيرمن الخيارات..اما الذهاب إلى مدينة ألعاب.. أو أسواق.. أو مطعم فكلها متوافرة وبأسعار معقولة جدا..فمبلغ مائة ريال كافية جدا للقيام بهذه الجولة.. وبخدمات متميزة أيضا..ومطاعم نظيفة تطبق كل الشروط.. ومواقف سيارات غير مزدحمة.. وشباب سعوديون يشغّلون كل تلك المرافق بكفاءة.

    احتار الأبناء أين يذهبون؟؟ فكل الخيارات المطروحة حلوة..ومغرية..ومدينتهم الرياض الحالمة..هي الأخرى لا تبخل عليهم بكل جميل..المهم في النهاية رضاهم..

    وبينما هم كذلك استيقظ المواطن سليمان من حلمه الرائع برفسة خلفية من زوجته المصون أقعدته من نومه مفزوعا.. مبددة بذلك كل الصور والوقائع الجميلة التي عاشها.. وود وهو يعيش أسى استفاقته المفاجأة لو أنه استغرق في حلمه ما تبقى من أيام عمره.
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  10. #34 الحاجة إلى فروع متعددة لمكتبة جامعة الملك سعود / ناصر الحجيلان 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    تمتاز المكتبة بأنها بيئة تفاعلية يجد فيها الفرد مكاناً ملائماً للقراءة والبحث والكتابة والدراسة والاطلاع العام، وكذلك لإقامة محاضرات وندوات أو مؤتمرات وزيارات مدرسية وعقد اجتماعات أكاديمية.
    قد يصعب تخيّل مكتبة تحوي هذه الخدمات لأنّ الصورة التقليدية للمكتبة في أذهان شريحة عريضة من الناس هو أنها مكان صامت فيه طاولات وكراسي وخزائن مكتبية كبيرة فيها كتب غير مرتبة لأن بعض العاملين في المكتبة يعانون في الغالب من ملل وكسل بسبب عدم تفهمهم قيمة عملهم ولا يجدون التشجيع المناسب على أداء مهامهم.

    هذه الصورة التقليدية للمكتبة حدّت من الاستفادة الممكنة من المكتبات، فمثلا لاتتاح الفرصة للأطفال لزيارة المكتبات الرسمية ولايخصص لهم وقت أو يوم معين، ممّا حرمهم من التعرّض لثقافة الكتاب والإحساس ببيئة المكتبة، وهذا يجعلهم يتأخرون في فهم أهمية هذا الجزء من التعليم ودوره في بناء الشخصية والتأسيس للنضج الفكري.

    ومن المتوقّع أن الجهات الأكاديمية مثل الجامعات هي الأقدر على تغيير نظرة الناس نحو المكتبة. وتعدّ جامعة الملك سعود مع قيادتها الحالية المتميزة من أبرز الجهات ذات الهمّة العالية والإرادة الأكيدة لفتح فروع لمكتبتها في أحياء مختلفة في مدينة الرياض تجعلها مفتوحة ليس فقط لمنسوبيها بل للجميع، ويمتد العمل فيها لساعات طويلة أو على مدار اليوم وذلك لفتح المجال أكبر للمنفعة ولتأكيد التواصل الإيجابي مع المجتمع.

    إن وجود مكان مهيأ للدراسة والقراءة يجعل من المكتبة مكاناً جذاباً للباحثين والطلاب الذين ربما يرتاحون للعمل أثناء سكون الليل بدلا من صخب النهار وزحامه ومسؤلياته، لذلك من المفيد أن يجدوا مكاناً قريباً مهيئاً لذلك، وخاصة أن مدينة الرياض قد اتّسعت وكبرت وصارت أشبه بدولة يستغرق التنقل فيها من حي إلى آخر ساعات طويلة.

    والجدير بالذكر أن جامعة الملك سعود قامت مشكورة بتوسعة سكن أعضاء هيئة التدريس بوضعه كذلك في أحياء مختلفة ليست بعيدة عن الحرم الجامعي ولم تقتصر على السكن القديم في الدرعية، ومن المناسب أن تسعى كذلك إلى إيجاد فروع صغيرة للمكتبة المركزية تحوي أهم المراجع وبعض الدوريات، والأهم توفير خدمة الإنترنت والكمبيوترات والأماكن المريحة. على أن تتاح الفرصة في تلك الفروع لطلب بعض الكتب والمصادر من المكتبة المركزية عن طريق البريد أو الإنترنت أو غيرها من الوسائل المتبعة في كثير من الجامعات الكبرى في العالم. فعلى سبيل المثال، تحوي جامعة إنديانا التي درست فيها الدكتوراه على تسعة فروع داخل المدينة واثنيعشر فرعاً في المدن والضواحي المجاورة، ولكل فرع مواعيد في الدوام. ويمكن الحصول على أي كتاب سواء أكان في المكتبة المركزية للجامعة أم في غيرها من مكتبات العالم عن طريق تعبئة طلب سريع عن طريق الفرع.

    إن الجو المريح في المكتبات الجامعية العالمية هو الذي يغري على البقاء فيها طوال اليوم، فعوضاً عن الخدمات التعليمية، هناك مكان خاص للمقهى والمطعم، ومكان آخر لمتابعة القنوات التلفزيونية وآخر لمشاهدة أفلام الفيديو، وطابق كامل لقاعات المحاضرات، ومكان مهيأ للأطفال يكون مجهزاً في أيام ومواعيد محددة، وخدمات طباعية ومكتبية وبريدية ملحقة بالمكتبة.

    والحقيقة أن جامعة الملك سعود قادرة على إيجاد تجربة فريدة في الوصول إلى الناس بالقرب من أماكنهم، وإضفاء جو من الحيوية والتميّز لمدينة الرياض، من خلال تهيئة أماكن ترفيه العقل التي تشجع على القراءة وتدعو إلى التآلف مع البحث والجو العلمي للتغلب على عناصر تشتيت الذهن التي تعصف بالمدن الكبرى كالزحام والصخب وهدر الوقت.
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  11. #35 صالونات مكتبية / عبدالعزيز الصقعبي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    أقدر كثيراً جهد بعض الأدباء والوجهاء الذي أسسوا صالوناً أدبياً يكون ملتقى ثقافياً أسبوعياً أو شهرياً، بالطبع تلك الصالونات أصبحت منبراً ثقافياً، يلتقي فيه بعض المهتمين بشؤون الثقافة والأدب ليطرح كل واحد رؤيته، أو ليقدم أحدهم خلاصة تجاربه أو بعض علمه، هذه الصالونات أو الصالونات تبقى ما بقي صاحبها، وتنتهي مع انتقاله للرفيق الأعلى غالباً، ونحن نتذكر الكثير منها، بعض أصحاب الصالونات يجتهد كثيراً فيغدق على الحضور بكرمه فيقيم الولائم التي قد تكلفه الكثير، أنا لا أحدد صالوناً معيناً ولكنني كنت أفكر بأمر آخر وهو أن أغلب أصحاب تلك الصالونات "السبتية والأحدية والأثنينية والثلوثية والأربعائية" قد من الله عليهم بالخير الوفير، لو فكر كل واحد منهم بمشروع ثقافي وتحديداً إنشاء مكتبة خاصة، ربما يكون جدواها أكثر من إقامة لقاء ثقافي أسبوعي أو شهري، وأعتقد أن الدولة سترحب بذلك، ربما البعض استغرب من هذه الفكرة أو توقع أن إنشاء مكتبة عامة وصغيرة في أحد الأحياء أو القرى أمر صعب ومكلف، وأنا أقول إطلاقاً، ليس هنالك تكلفة مطلقاً، ومن قام بزيارة لمكتبات الأحياء أو القرى في الدول المتقدمة يجد أن بعضها لا يتجاوز مساحتها الشقة المكونة من أربع غرف وصالة رئيسة، ولماذا نذهب بعيداً هنالك أمثلة موجودة لدينا، وهي المكتبات الوقفية والملحقة ببعض المساجد، إذاً الأمر ليس بصعب، ولا يحتاج إلا لمبنى صغير، يهيأ بأوعية المعلومات المختلفة، وبكل تأكيد هنالك بعض المتطوعين الذين يسعدهم العمل في المكتبة، وتقديم خدمات لأهل القرى أو الأحياء.
    كثير من الناس لا يعي أهمية المكتبة العامة، وينظر إليها أنها مجرد مكان فيه كتب يستخدمها من لديه بحث أو دراسة، ولم يتساءل أحد مطلقاً ما الفائدة من وجود مكتبة صغيرة في أحد الأحياء، من أبسط الإجابات لتلك الأسئلة، أن كل واحد يهوى البحث والقراءة لن يكون ملزماً بشراء تلك المصادر والمراجع متعددة الأجزاء، لأنها ستكون تحت يده في أي وقت عند ذهابه لهذه المكتبة، ولكم أن تتصورا ذلك التشابه الغريب في المكتبات المنزلية لأهل العلم وأساتذة الجامعات، أمر آخر لن يكون هنالك لوحة "نسمح بالتصفح ولا نسمح بالقراءة" في المكتبات التجارية، لأن من يريد أن يقرأ صحيفة أو مجلة يستطيع أن يذهب إلى مكتبة الحي، بالطبع هنالك توفير وبالذات المجلات الشهرية والدورية التي يكون سعرها مرتفعاً، والمكتبة الحديثة أتاحت إيصال المعلومة من خلال الشبكات العنكبوتية، وضمت مساحة أقل لحيز المكتبة، الكلام عن تكوين المكتبة وأهميتها وطرق دعمها يحتاج إلى مساحة كبيرة، ولكن بكل تأكيد ستبقى المكتبة ولو مات صاحبها، على عكس الصالونات الأدبية، وما أطرحه وجهة نظر شخصية مع التقدير لكل محب للعلم والثقافة والأدب بأي طريقة.
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  12. #36 رد: من كل بستان زهرة... 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية الجمانة
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    في فيء المحبة..!
    المشاركات
    806
    معدل تقييم المستوى
    16
    ازدان بستانك يا ألق بأزاهيرك الملونة الجميلة ..

    دمت كما عهدناك ألق ..


    اشتقت لك كثيرا يا ألق .

    لو كنت شاعرة ما بخلت به عليك ولقلت فيك أبياتا خيرا مما قاله كثير عزة ، وامرؤ القيس
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. ][::][خمسون زهرةً من بستان النصح][::][
    بواسطة رزان في المنتدى إسلام
    مشاركات: 49
    آخر مشاركة: 21/06/2010, 10:19 AM
  2. بستان الذكريات ق ق ج
    بواسطة مصطفى البطران في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 10/08/2009, 01:01 PM
  3. زهرة بيضاء
    بواسطة كوكب السحر في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 06/06/2009, 07:01 PM
  4. زهرة الحب ...
    بواسطة احمد ال رشراش في المنتدى الشعر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21/02/2009, 08:36 PM
  5. زهرة تحترق
    بواسطة عبدالله الطليان في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28/12/2008, 01:07 AM
ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •