الرد على الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 96

الموضوع: من كل بستان زهرة...

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1 أيها المدير.. اكتشف بنفسك / د.عبد الرحمن الشلاش 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    مهارة المدير أو القائد الإداري الناجح في كل المؤسسات والدوائر الحكومية أو الخاصة ليست في التسيير الروتيني والنمطي لدفة العمل.. والضبط والربط.. وتوقيع الشروحات البيروقراطية على ذلك الكم الهائل من المعاملات التي أثقلتها كثرة الأوراق.. وعلاها الغبار من تقادم الزمن عليها نظير بقائها وقتا طويلا في أدراج الموظفين.. وتمازجت فيها ألوان الطيف السبعة نتيجة لمرورها على تلك المكاتب التي تكسوها البقع المستطيلة والدائرية والمثلثة من جراء تناثر بقايا القهوة والشاي والعصير.. تلك الشروحات التي لا تخرج عن المألوف "لإكمال اللازم - حسب النظام - للمفاهمة - للحفظ.. .الخ"
    ومهارة المدير لا تتحدد في اختيار الأشخاص لشغل المراكز الحساسة والمناصب من بين أولئك الذين علا صوتهم وقل نفعهم.. أو من بين عاشقي الظهور والبروز ممن يجيدون لبس الثياب "الكشخة".. أو من هواة المنظرة.. أو "الترزز" أمام الكاميرات وفلاشات المصورين.. أو من يبدعون في سبك أعذب الكلام.. "ولحس" العقول بمدائحهم وإطرائهم وثنائهم على سعادة المدير.. والسير وفق ما يهواه ويرغبه.. أو من يظهرون وهم في قمة المثالية أمام سعادته.. وينقلبون إلى وحوش كاسرة أمام المرؤوسين والمراجعين.. ويجيدون كل فنون المراوغة والتملق وإخلاف الوعود.. "وتطفيش" المراجعين.

    مهارة المدير أو القائد الإداري الناجح تكمن في قدرته الحقيقية على التوظيف الصحيح ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.. وهذا لن يتيسر لمدير يظل طيلة ساعات الدوام قابعا بين جدران مكتبه الأربعة.. لا يغادره إلا لاجتماع أو زيارة أو مهمة.. وطوال تلك الساعات لا يتمكن إلا من مشاهدة تلك الأصناف والنوعيات التي ذكرتها.. ومن يسمح لهم سعادة السكرتير بالدخول بعد أن يتأكد تماما من ولائهم لشخصه "الكريم" .

    المدير الناجح أو القائد الفعال هو من يبحث عن النوعيات المتميزة في كل الإدارات والأقسام والوحدات التابعة لإدارته.. فلو قرر سعادته البحث والاكتشاف بنفسه سيجد بكل تأكيد المئات من الموظفين المغمورين والمطمورين والمدفونين في أقسام صغيرة طواهم النسيان.. وحجبت عنهم الفرص.. ولم يحظوا ولا حتى بالفتات.. لكنهم برغم ذلك أول من يحضر وآخر من يخرج.. مخلصون في أداء أعمالهم.. يؤدون ما يوكل إليهم بكل أمانة.. تجد الفرد منهم بعشرة.. "رجالا ونساء".. لو بحثت عنهم ستجد أنهم من يحرك دفة العمل.. وتتوقف الإدارات على عطائهم وإنتاجيتهم.. باختصار سيجد المدير عندما يحاول الاكتشاف طاقات هائلة تم إبعادها بفعل فاعل عن كل المناصب بأسباب أوهى من بيت العنكبوت وخذ أمثلة عليها:

    صحيح الموظف/ الموظفة كفء ونشيط ويمتلك قدرات هائلة لكن لديه شيء من الحدة.. أو شخص تصادمي.. أو لديه كل الامكانات لكنه شخص تنفيذي فقط.. أو مشكلته البطء في العمل.. أو ليس لديه دورات كافية.. أو ثقيل دم.. أو شخص يعتد برأيه.. أو لا يدخل ولا يطلع.. أو ما يصلح لنا.. إلى آخر القائمة من الأعذار والحجج المضحكة.

    لو اكتشف المدير بنفسه سيجد كنوزاً.. تحتاج منه فقط إلى نفض الغبار عنها.. وتقديمها لتخدم الوطن بكل إخلاص.
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 فن اختيار الهدية / د. أنوار عبدالله أبو خالد 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    عند زيارتي لإحدى زميلاتي رأيت ابنتها ذات الثماني سنوات وهي تحمل هديتها لتزف لي خبر نجاحها وحصولها على هذه الهدية من والدتها، ولكنها كانت تشكو وتقول يا خالتي (ساعديني كيف اسوي في اللعبة) فالتفت إلى صديقتي وعاتبتها (ليه ما شريتي حاجة تناسب سنها ؟) وعندما نظرت في أسفل العلبة وجدت انها قد كتب عليها (مناسبة لسن 12سنة فما فوق)،
    فقالت الأم: أصلاً عقل بنتي متعدي عمرها. وهنا لي وقفة..

    @@@@

    هل يعني اننا عندما نشعر ان في أبنائنا شيئاً من النبوغ، نلغي أو نتجاهل حاجتهم للمرحلة العمرية التي يعيشونها، ونتحدى طفولتهم وقدراتهم؟! وأسوأ من هذا من يهتم بشكل اللعبة على حساب خصائصها الفعلية، كالقدرة على تطوير القدرات العقلية أو المهارات الفردية أو حتى التسلية وملء وقت الفراغ بما هو مفيد ونافع..

    @@@@

    و أسوأ من هذا من يشتري اللعبة على أساس سعرها الرخيص، دون النظر لما تحتويه من قيمة معرفية أو مهارية أو تعليمية، أو حتى معنوية..

    وربما اضطره ذلك لشراء لعبة ذات مادة رديئة مصنعة من بعض المواد السامة أو المواد الضارة لعقاً أو شماً أو لمساً من قبل جسم الطفل الحساس، مما قد يسبب له أمراضاً تحسسية أو اصابات خطيرة لا قدر الله..

    @@@@

    بعض الآباء يبحث عن هدية كما يقال (أي كلام) دون مراعاة لمستوى نضوج الطفل الذهني وقدراته التمييزية العقلية، حتى لو نتج عن ذلك احباط أو تحطيم لثقة الطفل بنفسه..

    وربما اضطر بعضهم للتساهل بعدم الانتباه لما تحتويه اللعبة من مواد حادة أو قاطعة أو زجاج أو قطع بلاستيكية قابلة للبلع مما يسبب حوادث خطيرة نسمع عنها دائماً في غرف الاسعاف، كالصدمات الكهربائية، أو صعوبة في التنفس، أو التسمم والنزلات المعوية! ..

    @@@@

    بعض الآباء عندما يقرأ هذه السطور يتمتم في نفسه بأنه هو يختار لعبة ابنه مراعياً مناسبتها وعمره ومراعياً مبدأ السلامة..

    لكنه نسي أنه بقي عليه أن يفحص هذه الألعاب بشكل دوري ليتأكد من مدى سلامتها وعدم خطورتها على أطفاله، وعليه أن يعلمهم أن من شروط شراء اللعبة وضعها في المكان المناسب حتى لا تعثره أو تعثر غيره..

    @@@@

    بعض الآباء الذين يقعون في خطأ كبير وهو القيام باختيار اللعبة نيابة عن أبنائهم، وبهذه الطريقة يفقد الابن استقلاليته وقدرته على اتخاذ القرارات ويعيق نمو شخصيته القيادية، فنصيحتي ان تعطوا أطفالكم حرية اختيار اللعبة، ولا بأس بالقليل من التوجيه ومساعدتهم بقراءة التعليمات المرفقة باللعبة..

    وقبل ذلك الاهتمام بمناسبة اللعبة للعمر الزمني، فإن الشركات قد وضعت تصنيف كل لعبة للعمر الزمني الذي يناسبها عن دراسة وفهم يتعلقان بنمو الطفل العقلي والجسمي وسلامته من الأخطار والحوادث، وعلى دروب الخير نلتقي .
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 ركبتي والطقس / فهد عامر الأحمدي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    لفترة طويلة ظننت انني اتمتع بركبة عجيبة فريدة .. ففي سن المراهقة نما فوق ساقي اليسرى ورم عظمي (من نوع ممنوع الاقتراب أو اللمس) اصبح بسرعة حساساً لأحوال الطقس .. فالبرد يؤثر فيه ويؤلم، والحر يريحه ويسكن، والرطوبة تثير الرغبة في حكة و"هرشة" !!!
    ورغم أن الأمور تحسنت منذ فترة طويلة إلا أن ما ظننته فريداً وغريباً اتضح انه عام ومعروف. فنحن - بطريقة أو بأخرى - حساسون لتقلبات الطقس ونتفاعل بصورة خفية مع الأحوال الجوية. فبعضنا يصبح كثير الغضب أو الفرح إن هبط ضغط الجو أو ارتفع. وكثير من الناس - علموا بذلك ام لم يعلموا - تتنبأ اجسادهم بحالة الطقس خارج المنزل وهم مايزالون في فراشهم ..

    وفي العام المنصرم فقط اصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا غريبا من 2000صفحة يتحدث عن علاقة المناخ بنشوء وتوزع الامراض حول العالم. وقبل ذلك بفترة طويلة اشار عالم المناخ الامريكي "وليم بترسن" إلى علاقة المظاهر الحيوية في اجسادنا بحالة المناخ وتقلبات الطقس. ومما جاء في كتابه (المرض والطقس) "ان الأحوال المناخية الثابتة تجعل اجسادنا تنمو بكسل وبلادة في حين تعمل التغيرات الفجائية على اضعاف المناعة ومفاقمة الأمراض" ..

    واليوم اصبحت هذه العلاقة شائعة ومفهومة ولاتثير اعتراض احد .. ولو فكرنا بأخذ جولة حول العالم لتوثيق هذه العلاقة فسنجد أن اقدم الدراسات الاوروبية تشير إلى وجود علاقة بين كثافة العظام ومتوسط درجة الحرارة (حيث صلابة العظام في العرق الأسود تزيد بنسبة العُـشر عن الشعوب البيضاء في شمال اوروبا) !!

    @ وفي اليابان واسبانيا توصلت دراستان منفصلتان إلى ان حالات الربو تنخفض وتزداد بحسب هبوب رياح وملوثات جوية محددة .. أما رياح شينوك الامريكية فتضاعف حالات الربو في المناطق التي تمر بها ...

    @ والرياح التي يسميها علماء الطقس كاتاباتيك ( القادمة من المناطق الجبلية وتزداد جفافا وسخونة كلما هبطت أكثر) فتسبب في روسيا ارتفاع معدل السكتات الدماغية وفي ايطاليا ارتفاع النوبات القلبية ..

    @ وفي السويد اكتشف العلماء ان ألم الاسنان والتهاب المفاصل يزداد بعد ثلاثة ايام فقط من انخفاض الضغط وتغير درجة الحرارة!!!

    @ وحين هبت رياح النينو الحارة على جنوب وغرب امريكا عام 1993سببت انتشار فيروس الهاناتا الخطر مما نجم عنه وفاة 124شخصا!

    @ وكانت مجلة "الارض" قد اشارت إلى ان انتشار مرض الكوليرا في امريكا اللاتينية عام 1997كان سببه الاساسي ازدهار قشريات "مجدافيات الارجل" على شواطئ البيرو التي تعتبر مرتعا رئيسيا لبكتيريا الكوليرا.

    @ ومن العلماء من ذهب ابعد من ذلك بافتراض تأثير "الرياح الشمسية" على أمزجتنا وأحوالنا الصحية (فكما تؤثر هذه الرياح على الغلاف المغناطيسي للارض وتشوش على الارسال الراديوي؛ فما الذي يمنعها من التأثير على امزجتنا ونسبة الهرمونات في اجسادنا وازدياد نوبات الصرع والأرق) !؟

    أتمنى بالفعل ان تدرس مصلحة الارصاد وحماية البيئة مثـل هذه العلاقات من واقع بيئتنا المحلية ..

    ..... ياحبذا لو تحصر وظائفها بـأصحاب الركب الحساسة !!
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 الحب تحت المجهر / فهد عامر الأحمدي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    إن كان الحب في نظر الأدباء عشقاً وهياماً وضوء قمر ، فهو في نظر الباحثين مجرد اضطراب ذهني وخلل في كيميائية الدماغ.. وحتى عشرين عاماً مضت لم يكن أحد يجرؤ على بحث مسببات الحب من الناحية البيولوجية العضوية - خوفا من سخرية الوسط الأكاديمي - أما اليوم فقد بدأت الجامعات والمراكز الطبية تستقطع مبالغ ضخمة لدراسة المشاعر العاطفية ودوافع الوقوع في الحب..
    فهناك مثلا الدكتور اندرياس بارتيلز عالم المخ والأعصاب في جامعة لندن الذي أعلن في الصحف عن طلب متطوعين للقيام بتجربة جديدة واشترط أن يكون المتطوع واقعاً في الحب حتى النخاع.. وكان الهدف من التجربة الكشف عن حالة المخ الكيميائية أثناء الوقوع في الحب باستعمال تقنية التصوير المعروفة بMRI. وبعد انتهاء التجربة اتضح أن أدمغة المحبين (ملتهبة) وناشطة في 13منطقة مختلفة وأن لقاء المحبين بأحبائهم ألغى نشاط المناطق المسؤولة عن حالات الاكتئاب والإحباط التي تصيب العشاق!!

    أما الدكتورة ماري ووك في جامعة ستانفورد فتصنف الحب كمرض حقيقي يؤثر على كيميائية المخ ويسبب أعراضاً جسمانية ونفسية أهمها السرحان وانخفاض حاسة التذوق والشعور بالمرارة في الحلق وفقدان الشهية. ويشاركها هذا الرأي الدكتور ليبوينتز من معهد الطب النفسي في نيويورك الذي أكتشف ارتفاع نسبة الفينيل ايثالمين في أمخاخ المحبين (وهي من انواع الامفيتامين المخدرة المسؤولة عن حالات الخدر والسرحان التي تصيب المحبين)!!

    أما في جامعة كونيكيكت فقد قام عالم الاجتماع مورشتاين بدراسة (400) زوج وزوجة تسود بينهما علاقة الحب والوئام.. وخرج بقناعة أن استمرارية الحب لا تكون إلا بين أشخاص يتصفون بالتقارب الاجتماعي والإيمان بنفس القيم والمبادئ /، الأمر الذي يتجسد لاحقاً كرموز كيميائية متماثلة... ويؤيد هذا الرأي دراسة مماثلة قامت بها الدكتورة الين هتفيلد (من جامعة منسوتا) التي غذت الكمبيوتر بمعلومات شخصية عن المتحابين من الطلبة واكتشفت أن الحب غالباً ما يربط بين شخصين يتماثلان في الطباع والخلفية الاجتماعية والمبادئ المشتركة - ثم يترسخ ذلك كتغيرات كيميائية في سوائل الدماغ!

    وفي اغلب الحالات كان الإعجاب بملامح الشخص المقابل أو صفاته الشخصية مدخلاً للعلاقة العاطفية (ثم يقل الاهتمام بهذه المسألة حالما تبدأ التغيرات بالتشكل كشفرات كيميائية)!!

    أما المرحلة النهائية فهي ما اسميها شخصيا (غسيل المخ) حيث تتأثر التصرفات الشخصية والملكات الذهنية ببعض المواد الكيميائية المفرزة نتيجة تلك العلاقة - بحيث يمكن ترتيب مراحل الوقوع في الحب ب"ابتسام" ف"كلام" ف"توافق" ف"غسيل مخ"..

    وطالما اتضح أن عقول المحبين واقعة تحت تأثير مواد شبه مخدرة مثل الفينيل ايثالمين فليس من باب المبالغة تصنيف الحب كمرض عضوي وجنون ذهني قد ينتهي بموت العاشقين!

    و ما عجبت لموت المحبين في الهوى...........

    ........... ولكن بقاء العاشقين عجيب
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 قاعدة الثلاثين ثانية / فهد عامر الأحمدي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    - هل سمعت بهذه القاعدة من قبل !؟
    ... إنها ببساطة تتعلق بتقييمنا للآخرين (وأخذ فكرة عنهم) خلال أول ثلاثين ثانية من لقائنا بهم.. والأسوأ من هذا أن 90% من رأينا الثابت والدائم عنهم يتشكل لاحقا بناء على هذا اللقاء القصير.. فكم مرة مثلا دخل عليك إنسان حسن الهيئة يوحي شكله بالأهمية ورفعة المنزلة لدرجة أثار في نفسك مشاعر التقدير والاحترام.. ولكن بعد مضي (اول ثلاثين ثانية) اكتشفت أنه إنسان بسيط وساذج - أو ربما تافة وفارغ - لا يستحق الصورة التي رسمتها له منذ البداية فقلت في نفسك "آن لأبي حنيفة أن يمدّ قدميه"... !!

    وبطبيعة الحال إن كان رأيك (الذي تشكل في أول 30ثانية) صحيحا فلا لوم عليك ولا عتاب، ولكن في حال أخطأت سيستمر رأيك ثابتا ومقولبا إلى الأبد وهذه معضلة أخلاقية لا يجب أن تتورط بها مستقبلا...

    فمن غير المنطقي - أو حتى الممكن - أن نحدد من أول لقاء ما إن كان جليسنا نبيلا أم خبيثا، واثقاً أم متردداً، قوي العزيمة أم متخاذلاً.. وحين يذهب لحال سبيله يزداد انطباعنا الأول قوة ورسوخاً حتى لو أوحت اللقاءات التالية بشيء معاكس تماما.. فإن أخذنا عنه فكرة انه جبان مثلا ثم رأينا له موقف يثبت العكس سنعتبر ذلك من قبيل الادعاء وطمس الحقائق، وإن أخذنا عنه فكرة أنه مجتهد أو منتظم ثم رأينا له تصرفاً يثبت العكس نلتمس له الأعذار ونقول "المسكين ظروفه صعبة" !!“

    ولكن الحقيقة هي أن طريقة التقييم نفسها تعد خاطئة وتثبت أننا نملك عقولاً متحجرة فيما يتعلق بآرائنا في الآخرين.. والأسوأ من هذا أنها طبيعة تلقائية وجبلة بشرية يصعب تغييرها- أو نقلها من حيز اللاوعي - مالم نتربّ عليها أو نعيها بشكل واضح..

    وتؤكد هذه الحقيقة دراسة أجرتها جامعة بوردو الفرنسية (حول تأثير هيئة الشخص على المحكمة) أثبتت أن الشاهد الأنيق يوحي للمحلفين بالاحترام والمصداقية في حين يوحي الشاهد البسيط بالكذب والمبالغة.. وفي بحث مكمل شاهد 96متطوعاً تسجيلات لأناس يدلون بشهاداتهم (منهم الكاذب والصادق) ثم طلب منهم إبداء رأيهم فيما سمعوه.. وبعد فرز النتائج ثبت أن المتطوعين مالوا إلى تأييد المهندمين أصحاب الملامح الجذابة بغض النظر عن صحة المعلومات التي أوردوها !!

    ... أيضا هناك دراسة قام بها عالم النفس مايكل غالتر (أستاذ علم النفس في جامعة نورث كارولاينا) اتضح من خلالها أن الناس يصدرون أحكاماً سريعة وغير واعية اعتمادا على الملامح الخارجية للآخرين ؛ فالصلع مثلا يوحي بالذكاء والألمعية. واللحية تجعل أصحابها أكثر وقاراً وصرامة، أما الابتسامة الدائمة فتترك اثرا مريحا وتزيل كل ظن سالب - في حين توحي العيون الكبيرة بالنزاهة وطيبة القلب- !

    ... على أي حال...

    رغم اعترافي بأن الانطباعات الأولى ليست جميعها خاطئة أو غير صحيحة (كون بعضها نتاج خبرة وتجربة) إلا أنني أطالب بنقلها من حيز التقائية واللاوعي إلى حيز الوعي والنقد المحايد..

    وبدل أن نشكل آراءنا في الآخرين خلال أول 30ثانية (ياليت نمسك أنفسنا) ونؤجلها ل 30يوما من التعامل الحقيقي والتواصل الجاد...
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 فرق مكافحة المثقفين / فهد عامر الأحمدي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    على عكس الكتاب اعتبر التلفزيون صديق الطغاة ووسيلة لا يمكن الاستغناء عنها في الأنظمة البوليسية المغلقة.. فهو يؤدي دوراً مهماً في إلهاء الشعوب عن فساد الأنظمة وفبركة عناصر التمجيد فيها - ناهيك عن دوره في غسل أدمغة الناس وتلقينهم مبادئ الحزب الأوحد ..
    وفي المقابل اعتبرت الأنظمة البوليسية الكتاب عدوها الأول بسبب دوره في عتق الشعوب وتنويرها - وبحسب المصطلح الإيدلوجي المغلق "التغرير بها".. لهذا السبب تزداد مراقبة الكتب ومحاربة الكُتاب كلما اصبحت المجتمعات والأنظمة أكثر تشددا وانغلاقا.. ولسنا بحاجة لضرب أمثلة تاريخية قديمة عن حوادث حرق الكتب والمخطوطات؛ حيث تم إبان الثورة الثقافية في الصين إعدام عشرات المثقفين وحرق ملايين الكتب - بل وتحريم الروايات الغربية - بحجة العودة إلى المسار الصحيح للشيوعية. وفي كمبوديا وتحت حكم بول بوت صدرت الأوامر بمنع الصحف وحرق الكتب وقتل جميع المثقفين (أما كيف يتم تمييز المثقف من المواطن الصالح؛ فببساطة : المثقف هو من يلبس نظارة) !!

    وهناك رواية جميلة بهذا المعني - سبق أن استشهدت بها في موقف مختلف - تدعى 451فهرنهايت؛ وهي تدور في المستقبل في دولة ديكتاتورية واحدة بسطت نفوذها على كامل الكرة الأرضية.. ولإحكام سيطرتها على شعوب الأرض حرمت نشر وقراءة الكتب الثقافية والتاريخية وشجعت على الاكتفاء بالتلفزيون كوسيلة للتسلية وغسل أدمغة الناس - بل ومراقبتهم بكاميرات صغيرة زرعت خلف الشاشة !

    وكانت السلطة المنفذة لتلك الأوامر فرقا قاسية من رجال الشرطة مهمتها مطاردة المثقفين وحرق أي كتب قديمة عند درجة حرارة قياسية (هي 451فهرنهايت). وشيئا فشيئا بدأت أهداف الحكومة بالتحقق إذ اصبح الناس لا يعرفون شيئا عن التاريخ والدين والحضارات القديمة؛ كما أصبحوا لا يعرفون شيئا عن الأدب والروايات - وقصص الحب النبيلة - وأصبح همهم الأول متابعة برامج الترفيه المدروسة بعناية بغرض تسطيح عقولهم !!

    وكان مونتياج أحد أفراد فرقة مكافحة المثقفين ورئيس المجموعة التي كلفت بمطاردة مثقفة تدعى كلاريس (شوهدت) تقرأ بعض الكتب القديمة.. وبعد عدة كمائن ينجح مونتياج في حرق معظم كتبها إلا انه لم ينجح في القبض عليها أبدا بل على العكس بدأت هي بمحاولة جذبه وإقناعه بقراءة إحدى الروايات الجميلة.. ولإعجابه بشجاعتها وافق على قراءة أحد كتبها قبل تسليمها للسلطات المختصة. وكانت النتيجة سريعة إذ وقع مونتياج في حب التراث الإنساني العريق الذي لم يكن يعلم عنه لولا كلاريس. وبالتدريج تمرد هو ايضا على السلطة وحاول إقناع زوجته ليذا بالإقلاع عن مشاهدة برامج التلفزيون السخيفة وأخذ يقرأ عليها (وعلى صديقتها) أحد كتب الشعر فتتأثر صديقتها وتجهش بالبكاء فتقتنع زوجته بأن الكتب مفسدة للأخلاق ومدمرة للعقول فتبلغ عن زوجها وهي تظن انها تحميه من الشر!

    وبالفعل تحضر فرقة مكافحة المثقفين لمحاصرة منزل مونتياج ومصادرة كتبه. وبحضور عمدة المدينة يؤمر تحت التعذيب بحرق مجموعته بنفسه. ولكنه فجأة يسلط خرطوم النار على العمدة فيرديه قتيلا ويفلح في الهرب والانضمام إلى "الجبهة المتحدة للمثقفين" بقيادة صديقته القديمة كلاريس !؟

    ... هذه باختصار أبرز عناصر الرواية الخيالية ( 451فهرنهايت) التي ألفها الكاتب الأمريكي برادبوري رداً على الإرهاب الثقافي الذي مارسه السيناتور مكارثي على الكتاب والمثقفين في تلك البلاد.. وهي تتضمن تحذيرا مبطنا من خطر التلفزيون وبرامج التسلية مقابل حصار المثقفين وتراجع الثقافة المكتوبة.. ورغم أن برادبوري كتب روايته في الخمسينات إلا أنه شخص بمهارة الداء الذي تعاني منه أجيال اليوم في كافة المجتمعات (... والذي من أبرز أعراضه تفضيل القنوات المهضومة على الكتب المطبوعة) !
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 النبوءة المحققة لذاتها/فهد عامر الأحمدي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    آراؤنا المسبقة مسؤولة بنسبة كبيرة عن تشكيل مواقف الآخرين تجاهنا وكيفية تعاملهم معنا.. فإن أخذت مثلا فكرة مسبقة عن شخص بأنه مخادع (أو يضمر لك سوء النية) ستعامله على هذا الأساس وتتصرف معه بفظاظه وحذر (بدون أن يستحق ذلك فعلا).. وحين يشعر هو بمعاملتك هذه يتصرف معك على نفس الأساس (لأن لكل فعل رد فعل معاكس في الاتجاه) وحين يفعل ذلك تشعر أن ما افترضته فيه كان صحيحا (منذ البداية) فتستمر بالتعامل معه على هذا النهج حتى تصلا لنقطة "اللاعودة" ومرحلة التصادم الحقيقي..
    ... وهذا مجرد مثال لنبوءات شخصية نعمل على تحقيقها وتجسيدها بدون وعي منا.. وقدرتنا اللاواعية على تحقيق هذا النوع من النبوءات يندرج تحت نظرية اجتماعية (تحمل نفس الاسم) تشرح دور التوقعات المسبقة في بلورة السلوك البشري.. وهذه النظرية (التي وضعها عالم الاجتماع كي ميرتون عام 1949) تندرج بدورها تحت ظاهرة أكبر تثبت أن أفكارنا - لا تحدد طريقة معاملة الناس لنا فقط - بل وتساهم في تشكيل حياتنا وتجسيد أحلامنا وطموحاتنا!

    ورغم عدم نيتي الحديث عن الظاهرة الأكبر (كوني تحدثت عنها في مقال بعنوان: يبقى الشيء ساكنا حتى تفكر فيه فيتحرك باتجاهك) إلا أنني أود التركيز على دور الآراء المسبقة في رسم الأحداث وتجسيد الوقائع..

    فمن الخطير فعلا أن يملك أحدنا "ظنوناً مسبقة" و"آراء جاهزة" كونه سيعمل بلا وعي على تحقيقها.. وكل من يملك شخصية تصادمية - تتمحور حول الشك وسوء الظن - يعمل بلا قصد على أقلمة من حوله للتعامل معه على هذا الأساس.. ويجتمع سوء الظن إلى العنصرية حين نأخذ فكرة خاطئة عن الأجانب فنتصرف معهم بحذر وتشكيك فيتصرفون (بالتالي) برد فعل مماثل (بحيث) يجسدون آراءنا على أرض الواقع / وعندها تتأكد ظنوننا ويزداد رأينا فيهم قوة ورسوخا..

    وهذه التركيبة (المحققة لذاتها) قد تحدث بين الأب والابن، والمدير والموظف، والحاكم والرعية، بل وبين الدول ذاتها.. فقد ترى جورجيا مثلا أن روسيا تضمر لها الشر بسبب اقليم أوسيتيا فتعلن حالة الاستنفار ، ومن جهتها ترى روسيا بذلك استفزازا مباشرا فتدفع بقواتها تجاه الإقليم فتنشب حرب فعلية بين الطرفين.. والتوتر الذي يقع على حدود الدول بهذه الطريقة هو السبب الأول لنشوب الحروب والصراعات - حيث يتجسد سوء الظن على أرض المعركة قبل أن يكتشف الجميع عدم وجود سبب حقيقي لمجمل الخسائر - !

    ... أما الجانب الايجابي في هذه الظاهرة فهو أنها تعمل بنفس الكفاءة على الجانب المقابل لسوء الظن.. فحين تمنح أحدهم ثقتك الكاملة يعاملك (هو) بنفس الطريقة والمستوى فتتأكد (أنت) من صدق حدسك فتستمر في معاملته على هذا الأساس.. فكم مرة مثلا اشتريت شيئا من بقالة الحي ثم اكتشفت عدم امتلاكك للمال الكافي فيقول لك البائع (لا بأس ؛ احضر المال لاحقا) فيتملكك شعور بضرورة تحقيق ثقته بك فترد له المال بأسرع وقت ممكن..

    وهذا الأسلوب (في تجسيد النبوءات الحسنة) قد يشكل أساس علاقة حسنة ومتينة بين الأب والابن، والمدير والموظف، والحاكم والرعية، بل وحتى بين الدول ذاتها.. فلو أعلنت جورجيا مثلا ثقتها بموسكو وسحبت قواتها لداخل الحدود لما بقي أمام روسيا (على الأقل حفاظاً على سمعتها الدولية) سوى التجاوب وسحب قواتها لنفس المسافة!

    ...على أي حال هذه مجرد أمثلة (وكلي ثقة) بمهارتك في تطبيق الجانب الحسن من الفكرة!
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 زمن الغلافسة / عبدالله محمد الناصر 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    حكى لي الروائي والقاص الصديق الأستاذ ياسين رفاعية أنه في بداية الستينيات من القرن المنصرم كانت بيروت منطقة جذب لكل انواع الفن والإبداع.. قال: لذا تركت دمشق واستقر بي المقام في بيروت.
    وكانت هناك كاتبة قد أصبحت ذائعة الصيت بعد أن تتلمذت في بدايتها علينا وأخذنا بيدها، فأصبحنا ننشر لها ونعرّفها على الوسط الثقافي حتى نالت شهرة واسعة، ولكنها عندما ذهبت إلى بيروت تنكرت لنا وتجاهلتنا تماماً حيث تخطفتها الأضواء لبراعتها، وفتنتها آنذاك !!

    وكانت هناك كاتبة قد أصبحت ذائعة الصيت بعد أن تتلمذت في بدايتها علينا وأخذنا بيدها، فأصبحنا ننشر لها ونعرّفها على الوسط الثقافي حتى نالت شهرة واسعة، ولكنها عندما ذهبت إلى بيروت تنكرت لنا وتجاهلتنا تماماً حيث تخطفتها الأضواء لبراعتها، وفتنتها آنذاك !!

    أتذكر كلام الصديق ياسين رفاعية وأنا أسمع عن هذه الأسماء التي صارت تظهر على ساحة الكتابة وتمارس مجادلات، ومهارشات ومناكدات سمجة، علماً بانه لا يوجد في تاريخ ثقافتنا سابقة ذكر أوشأن لتلك الأسماء، وهو مايتنافى مع فن الكتابة وأصالتها فالكاتب لا يخرج من تحت الانقاض ولا يخرج من مغارة "على بابا" كما خرج هؤلاء فالكتابة ممارسة وتمرس، وفن وإبداع وأنا متأكد أن كثيراً من هذه الأسماء لا تستطيع كتابة جملة اسطر دونما زلل او خطأ إملائي او نحوي ناهيك عن العمق الفكري والفلسفي، فما سر هذا النبوغ المفاجئ الذي جعل لهؤلاء صولات وجولات وطنيناً مع انهم طبول فارغة في أصلهم الكتابي.؟!

    وأغلب الظن ان هؤلاء ماهم إلا دمى وواجهات تحركهم أصابع مستخفية لأهداف لا علاقة لها بالفن والفكر أوالأخلاق والدين أوالفلسفة.. وإنما لخلق مزيد من التخبط والاضطرابات وإشاعة البلبلة.. ودائماً وفي اوقات المحن يظهر مثل هذا الخشاش، ويعلو صوتهم كدليل على بؤس المرحلة وشقائها..!! والتاريخ مليء بنماذج كثيرة من امثال هؤلاء.. فيروى أن رجلاً اسمه "الغلافس" كان من أغبى خلق الله واخملهم ذكرا، وأقلهم حظا في البيان والمعرفة. غير ان صاحباً له ولاه عملاً في ديوان الكتابة، فأخذ هذا "الغلافس" يأمر وينهى، ويأتي بمخارق عجيبة، ويخوض في أمور لا يفقهها، وليس من اهلها حتى ضجر الناس من هوجه وخرقه ورقاعته، وسخف ما يأتي به وأصبحوا يذمون زمانا أخرج هذا وامثاله فقال أحدهم:

    أقليّ عليّ اللوّم يا ابنة مالكٍ

    وذُمي زَمَانَاً سَادَ فِيه الغَلافسُ

    فهؤلاء الغلافسة لا يقدّرون الفكر حق قدره ولا يملكون من العمق والدراية والتجربة والتأمل مايؤهلهم لأن يخوضوا في فكر وعقل الأمة بقدر ما يظهرون كثيراً من الشعوبية والتأليب على الأمة فكراً وثقافة وأخلاقاً.

    ولذا فإنهم يمارسون طيش الجهال والمراهقين، وأسهل شيء عليهم هو الشتيمة والاستخفاف بالآخرين، والرعونة والاستهزاء، والتهكم البذيء لأن هذ هو كل مايملكون من وسائل المناقشة والجدل بل إن كثيرا من هؤلاء يفتقرون إلى أبسط وأدنى حدود الأدب، الأدب الثقافي والأدب الأخلاقي وقديما قال المتنبي:

    فَقرُ الجهولِ بلا علمٍ إلى أدبٍ

    فَقرُ الحمارِ بلا رأسٍ إلى رَسَنِ

    وكنت استغرب ان يلتفت إليهم بعض المثقفين واصحاب الفكر ويدخلون معهم في مثل هذه اللجاجة والجدل، وهم بذلك إنما يرفعون من شأنهم ويدفعونهم إلى مزيد من الهوج في البحث عن الظهور والشهرة.

    فالرد عليهم ومجادلتهم، يزيدان من لجاجتهم وقذعهم وزيفهم.. اما إذا تركوا فإن شأنهم في النهاية سيكون كشأن صاحبة صديقنا الاستاذ ياسين رفاعية، التي انكشف زيفها وذهبت في ذمة النسيان..

    أما هؤلاء فأنا متأكد أنه عندما ينتهي دورهم فإنهم سيذهبون إلى غير رجعة..!!
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 ثري عصامي.. وآخر متسلق/فهد عامر الأحمدي 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    في أمريكا اتضح أن أكثر ثلاث طرق يصبح من خلالها الإنسان ثرياً هي:
    @(واحد): أن يولد لأبوين ثريين!

    @ (اثنان): أن يمارس أعمالاً مخالفة للقانون!

    @ (ثلاثة): أن يتزوج من شخص ثري!

    وهذا الترتيب يلغي "الحلم الأمريكي" ويمحو سمعة أمريكا كأرض للفرص النبيلة والطامعين في الثراء.. صحيح أن هناك من امتلكوا ثرواتهم بالعمل الجاد والابتكار المثمر والابداع المستمر؛ ولكن هؤلاء (مجتمعين) يعدون أقلية أمام من ورثوا المال والثروة بدون جهد أو عمل حقيقي (وتقدر نسبتهم 69% من أثرياء أمريكا)..

    وحين نتحدث عن مخالفة القانون - ودورها في تشكيل الثروة - لا نتحدث فقط عن زعماء العصابات وتهريب المخدرات بل وعن جرائم اقتصادية غير مرئية يقوم بها محترفون يلبسون بذلات أنيقة ويستشيرون متخصصين يعرفون خفايا الأمور..

    أما الزواج من شخص ثري ففرصة يتصيدها البعض كون قوانين الزواج هناك تضمن حصول الزوج أو الزوجة على "نصف" ثروة العائلة عند فسخ العقد ونيل الطلاق (... يعني.. بدل أن تجبر المرأة على رد المهر لزوجها، تنال نصف ثروته نظير قضاء عمرها معه)!!

    ... ولكن.. مقابل هذه الفئة من الأثرياء هناك نوع فريد يستحق الاحترام والثناء فعلاً.. نوع عصامي صعد من الصفر بفضل تعبه وكفاحه وجهده الشخصي فساهم في تنمية المجتمع وخلق حوله فرص عمل جديدة.. وهناك كتاب بهذا المعنى يتحدث عن هذه الفئة العصامية من الأثرياء (يدعى (Millionaire Next Door.. ومنذ البداية يشير المؤلفان توماس ستانلي وويليم دانكو الى أن الاثرياء العصاميين لا تبدو عليهم مظاهر الثراء ولا تنطبق عليهم الصورة النمطية التي نرسمها نحن للأثرياء.. بل من المفاجئ فعلا أن (أصحاب الدخول المرتفعة) هم من تنطبق عليهم هذه الصورة النمطية ويسوّقون انفسهم دائما بمظهر الغنى والثراء الفاحش!

    ومظاهر التواضع التي تبدو على الأثرياء (العصاميين) لاتعني انهم بخلاء او لايمتعون انفسهم؛ ولكنهم فقط لايرون داعيا لشراء سيارة فخمة كل عام او لبس "رولكس" في حين تؤدي "سيكو" الغرض.. وحين لايبدو المليونيرات (كالمليونيرات) فلأن هذا اسلوب عملهم وطبيعة حياتهم التي أصبحوا بفضلها أثرياء - وهو أمر لا يلاحظ لدى من ورث أو تزوج الثروة حيث تطغى مظاهر الغرور والتفاخر!

    وما لفت انتباهي - في الكتاب السابق - قول المؤلفين :

    - إن نصف الأثرياء العصاميين في أمريكا يلبسون ساعات لا يتجاوز ثمنها 235دولارا - وربعهم فقط يلبسون ساعات يفوق ثمنها الألف دولار!

    - وإن نصف هؤلاء لم يشتروا يوما بذلة يتجاوز ثمنها 399دولارا، كما أن نصفهم لم يشتر يوما حذاء يتجاوز ثمنه 140دولارا!!

    - وإن 23% منهم فقط يسوقون سيارات موديل "هذا العام" والبقية موديلات قديمة او سابقة (في حين أتت شاحنة فورد للدفع الرباعي وليس المرسيدس او الفيراري على قمة السيارات المفضلة لديهم)!!

    @ وفي المقابل ينفقون بسخاء - وبلا تردد - حين يتعلق الامر بعلاج أحد افراد العائلة او توفير مستوى تعليمي مرتفع للأبناء او الدخول في صفقة مضمونة أو حتى اخذ إجازة بعد سنوات عمل مرهق!!

    ... أنا شخصيا أملك قناعة قوية بأن ثرياً عصامياً (صعد من الصفر وخلق حوله بيئة عمل وتوظيف) أفضل بمليون مرة من ثري مغرور ورث المال وتحول إلى عبء على المجتمع... وانظر حولك...
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10 ماذا ستكتب على الجدار؟/أمل الحسين 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    في صباح أحد الأيام بعثت لي صديقة برسالة جوال متضمنة (لكَ 10دقائق للإجابة.. عندك فحم وجنبك جدار ماذا ستكتب عليه؟) مباشرة بعثتُ بجمل طويلة ومختلفة وأظن أنني لم أُبقِ مساحة في الجدار .. أخذت الرسالة وأرسلتها إلى ما يقارب 60شخصية رجالاً - نساء، وشرائح مختلفة مع اختلاف وقت الإرسال فهناك من أرسلت لهم في الصباح الباكر وآخرون في المساء، والليل، لعلمي أن لكل فترة مزاجاً مختلفاً.
    طبعاً أنا أعرف جيداً أن كل من أرسلت لهم ليسوا من فئة كتبة الجدار والعبث بالمرافق العامة، علماً أن الكتابة على الجدران ليست من العبث فالمؤذي ليس فعل الكتابة ولكن ما يكتب، هناك قرى ومدن في دول أوربية جمال جدرانها بما كتب عليها من جمل وعبارات تجبرك على الوقوف أمامها وكأنك تتأمل لوحة فنية بديعة، كما أن لدينا عدداً من المدارس والجهات تزين جدرانها بالكتابات الهادفة والجمل المفيدة، المهم أنها جاءتني ردود رائعة ومختلفة منها دعاء - كوميدي - أمنيات - عاطفي - محبط - مثالي.

    هناك شخصيات كنت اعتقد أن إجاباتهم ستكون عميقة ومؤثرة إلا أنهم اتصلوا بي معتذرين فلم يجدوا ما يكتبونه وقد ظهرت الحيرة فعلاً على أصواتهم!! ..من كنت أعتقد أن إجاباتهم ستكون مرحة كانوا جادين جداً وكأنهم في امتحان ثانوية عامة!! ومن كنت أنتظر منهم إجابات جادة جاءت في منتهى الفكاهة المبكية!!.

    هذه ليست مطالبة بأن تؤخذ الحياة بمرح وتهريج ولكن يبدو أننا لا نعرف كيف نعيش فنأخذ الحياة على وتيرة واحدة أما هزل طوال الوقت أو جدية علماً أن جمال اليوم ما كان إلا لوجود الليل والنهار، النور والظلام، الشمس والقمر، فضلاً عن أنني لمست عدم استيعاب البعض لفحوى الرسالة وأعتقد أن السبب خروجها عن النمطية التي يسير عليها يومنا وحياتنا، كما أتصور أن البعض رأى في الكتابة على الجدران تشويهاً لصورته وهذا ما جعل صديقة بعد أن أرسلت إجابتها تستدرك برسالة سريعة (الكتابة على الجدران سلوك غير حضاري).

    هذه الأسئلة تمارين للعقل والنفس فهي تخرجها عن نمطها، وتتيح للعقل فرصة التخيل، نحن لا نجيد فن الخيال وقد لا ننظر إليه بعين الأهمية، علماً أن ثورة تطوير الذات التي شاعت في المجتمع تدور في دائرة تنشيط الخيال، وثبت علمياً أن الخيال هو أول وأهم مفاتيح الإبداع، لذا جاءت أهمية لعبة ماذا لو؟ وهي لعبة تعني بأن تقول لنفسك مثلاً ماذا لو كان لي أجنحة وحلقت في السماء؟ كثيرون لا يستطيعون حتى أن يتخيلوا هذا الموقف!! هذه الصعوبة هي من أسباب وقوفنا في أماكننا فخيالنا ليس لديه مرونة التغيير!! تنفيذ ماذا لو على أرض الواقع فتح أبواب النجاح والشهرة والمال أمام مغمورين وجعلهم في الصفوف الأمامية؟ أفلام الكرتون التي ينجذب لها الكبار قبل الصغار ألم يكن مصدرها الخيال؟! الألعاب لولا الخيال لما تنوعت وتعددت، ميزة الشعوب المتقدمة تقنياً وثقافياً خيال شعوبها الخصب جداً لذا كل يوم هم في حال أفضل.

    كثيرة هي الرسائل الجميلة التي وصلتني منها لعميدة كلية أرسلت لها الرسالة في الصباح الباكر (على جدران الكلية.. بص شوف بنات كلية..... بيعملوا أيه بأم....) تقصد نفسها، كما أرسلت لي صديقة خيالها رائع (مطلوب عريس غني وفيلا) علماً أنها متزوجة وأم لثلاثة أطفال، بعد مرور ساعتين جاءتني رسالة أخرى (معليش أمسح اللي كتبت وأكتب شي ثاني؟) فقلت لها: اذهبي للجدار الآخر!
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  11. #11 رد: من كل بستان زهرة... 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,531
    معدل تقييم المستوى
    20
    جمعة مشمشية


    النفط بالنسبة للفقراء مثل السكري:''ملعون حُرسي'' إن ارتفع، و''ملعون حرسي'' إن انخفض.. وهذا الثبات على السعر الحالي ''50'' دولاراً للبرميل لا يعني الشفاء تماماً من قفزاته، وإنما هو جمعة ''مشمشية'' ما أن يلبث حتى يرتفع.

    هذا ليس رأيي وحسب، فأي شخص ''يلطّش تلطيش'' في الاقتصاد، يدرك أن السعر الذي وصل إليه البرميل قبل أربعة شهور''147'' دولاراً هو غير طبيعي، ولا سعر الــ''47'' دولاراً طبيعي كذلك، هناك نقطة تعادل تمثّل السعر الحقيقي للبرميل لم يثبت عليها الطلب بعد..مما يعني أن ثمة ارتفاعاً جديداً قادماً لا محالة.

    ***
    الارتفاع والانخفاض في أسعار النفط، قدر مثل الحياة والموت لا نستطيع أن نتحكم بهما، لكن نستطيع أن نتحكم بسلوكنا عند تذبذبات الأسعار،ترى ما الذي غيّرناه في سلوكنا كمستهلكين في الشهور الفائتة؟ الجواب لا شيء.

    فقد لاحظنا عندما وصل سعر البرميل إلى 145 دولاراً، كيف زاد الإقبال على سيارات الدفع الرباعي وذات المحرّكات الضخمة وزادت حركة البناء وزادت أسعار المواد الغذائية (بطريقة لا تخضع للمنطق) ..وعندما انخفض الآن سعر البرميل إلى (50) دولاراً، أيضاً زاد الإقبال على سيارات الدفع الرباعي وذات المحركات الضخمة،كما زادت حركة البناء، وزادت أسعار المواد الغذائية أيضا.

    مما يعني أن هناك ''طبقات'' في المجتمع لا تتأثر بالرفع، ولا تفرح بالتنزيل، وهؤلاء مثل الطبيب الذي يجني ثروته من علّة مرضاه، أما الفقراء فهم مثل مريض السكري: ان ارتفع النفط ''غمي''، وان نزل ''غمي''..لأنه ''عالجهتين ماكلها''.

    ***
    تنويه ع الماشي: الفقر والغنى السابق ينطبق على الأشخاص والحكومات على حدّ سواء..والجمعة المشمشية لن تدوم لأحد..

    ***.
    تصطفلوا..

    أحمد حسن الزعبي
    جريدة الرأي الأردنية
    24-11-2008



    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    رد مع اقتباس  
     

  12. #12 رد: من كل بستان زهرة... 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,531
    معدل تقييم المستوى
    20
    فيلم عن حياة بوش.. مواقف مثيرة للجدل


    الفيلم الجديد دبليو (W) الذي يستعرض فيه المخرج أوليفر ستون حياة وصعود جورج دبليو. بوش هو ثالث فيلم لهذا المخرج الحائز على ثلاث من جوائز الأوسكار يتعلق برئيس أميركي بعد كل من فيلم جي إف كي (1991) ونيكسون (1995). وقد تحدى المخرج أوليفر ستون في فيلم جي إف كي الموقف الرسمي القائل بأن حادث اغتيال الرئيس جون كنيدي كان عملا فرديا ارتكبه لي هارفي أوزوالد، مؤكدا أن وراء حادث الاغتيال مؤامرة واسعة النطاق. كما قدّم في فيلم نيكسون الرئيس ريتشارد نيكسون كسياسي ورئيس يعاني من القلق ويفتقر للثقة بالنفس.

    يتخذ المخرج أوليفر ستون في هذين الفيلمين موقفين مثيرين للجدل في عرضه للأحداث وتقييمه للشخصيات ويصدر الأحكام الجريئة. وتكررت مثل هذه المواقف والأحكام الجريئة في العديد من أفلام المخرج أوليفر ستون، مثل فصيلة (1986) ومولود في الرابع من يوليو (1989) والسماء والأرض (1993)، وهي أفلام لا تترك مجالا للشك في شجبه واستنكاره للحرب في فيتنام. وأكسبته هذه الأفلام وغيرها سمعة كواحد من أكثر السينمائيين الأميركيين إثارة للجدل.
    إلا أن أوليفر ستون يخرج عن نمطه التقليدي في فيلم دبليو الذي يستعرض فيه السيرة الذاتية لجورج بوش بأسلوب موضوعي خال من إصدار الأحكام التي اقترنت بأفلامه السابقة.
    يستمد فيلم دبليو عنوانه من الحرف الأول للاسم الأوسط لجورج بوش، وهو واكر، ويستند الفيلم إلى سيناريو للكاتب السينمائي ستانلي وايزر مبني على أبحاث موثقة ومستفيضة تستعرض حياة جورج دبليو. بوش منذ أيام دراسته بجامعة ييل حيث يصور كشاب ماجن انصب اهتمامه على النساء وشرب الكحول والسيارات، ودأب على الانتقال من وظيفة إلى أخرى، وعانى من الإدمان على شرب الكحول حتى سن الأربعين. كما يصور كشخص يفتقر إلى الثقة بالنفس.
    ويستعرض الفيلم العلاقة المتوترة لجورج بوش الابن بوالده جورج بوش الأب، الرئيس الأميركي السابق الذي يصوره الفيلم كرجل نبيل ومتزن، ومعاناة الابن من غضب والده عليه واستيائه من تفضيل والديه لشقيقه جيب.
    وقد ولّد كل ذلك لدى جورج بوش الابن، العضو الفاشل في أسرة محترمة، الدافع منذ أن هداه الله في سن الأربعين، لإثبات نفسه لأسرته والصعود المستمر في عالم السياسة إلى أن أصبح رئيسا للولايات المتحدة.
    إلا أنه يجد نفسه، كرئيس للبلاد، في أوضاع تفوق قدراته وإمكانياته. ومع أن الفيلم لا يقدّم بوش كشخص سيء، إلا أنه يصوره كشخص غير كفؤ على الإطلاق. وهو يفتقر إلى القدرة على التعامل مع مستشاريه، ويواجه مشكلة في تعامل الآخرين معه بشكل عام. ففي أحد مشاهد الفيلم يفقد أعصابه خلال اجتماع مع كبار المسؤولين حين يبلّغ عن عدم وجود أسلحة دمار شامل في العراق، مما يجعل وزير الخارجية كولين باول يلوذ بالصمت.
    فلا عجب إذن، في ضوء معاناة جورج بوش من عدم الثقة بالنفس، أن أهم القرارات التي اتخذت خلال فترة رئاسته تمت من قبل نائبه المخطط الاستراتيجي المكيافلي ديك تشيني ومستشاره السياسي كارل روف ووزير الدفاع دونالد رمسفيلد.
    من الجوانب المشرقة التي يبرزها الفيلم في حياة جورج بوش لقاؤه واقترانه بزوجته الجميلة لورا التي تمنحه الحب والدعم وتساعده على التخلي عن تعاطي المشروبات الكحولية، مما يساعده على الاحتفاظ بالوظائف التي كان يفقدها.
    يتميز فيلم دبليو بقوة إخراجه على يد المخرج المتمرس أوليفر ستون الذي نجح في تقديم أيام بوش العصيبة من منظور تاريخي وسيكولوجي حتى قبل انتهائها. وتقدّم أحداث الفيلم على خطين متزامنين ينقلان المشاهد من حياة بوش أيام الدراسة الجامعية في أواسط ستينيات القرن الماضي حتى توليه منصب حاكم ولاية تكساس، وإلى فترة رئاسته والإعداد لغزو العراق. وتم تصوير مشاهد الفيلم حسب تسلسلها الزمني .
    كما يتميز الفيلم ببراعة السيناريو والحوار، وبأداء ممثليه الذين تم اختيارهم بعناية، وبينهم من يجمعون بين قوة الأداء والشبه الكبير بالأشخاص الذين مثلوهم على الشاشة. وفي مقدمتهم الممثل جوش برولين الذي تقمص شخصية جورج بوش ببراعة، علما بأن هذا الدور كان قد أسند أصلا للممثل البريطاني كريستيان بيل الذي انسحب من هذا المشروع بعد أن أمضى عدة أسابيع في الإعداد لهذا الدور.
    ويجسد الممثل ريتشارد درايفس شخصية نائب الرئيس ديك تشيني بشكل واقعي. وينطبق ذلك على كل من الممثل جيمس كرومويل في دور جورج بوش الأب والممثلة إيلين بيرستين في دور باربرا بوش والممثلة إليزابيث بانكس في دور لورا بوش والممثلة تاندي نيوتون في دور كوندوليزا رايس.
    افتتح فيلم دبليو في 12 دولة وعرض في مهرجاني أوستن الأميركي وتورين الإيطالي السينمائيين. وأنتج الفيلم بميزانية صغيرة نسبيا بلغت 25 مليون دولار، كما بلغت إيراداته العالمية الإجمالية خلال الشهر الأول لعرضه 27 مليون دولار .

    محمود الزواوي
    الرأي الأردنية



    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. ][::][خمسون زهرةً من بستان النصح][::][
    بواسطة رزان في المنتدى إسلام
    مشاركات: 49
    آخر مشاركة: 21/06/2010, 09:19 AM
  2. بستان الذكريات ق ق ج
    بواسطة مصطفى البطران في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 10/08/2009, 12:01 PM
  3. زهرة بيضاء
    بواسطة كوكب السحر في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 06/06/2009, 06:01 PM
  4. زهرة الحب ...
    بواسطة احمد ال رشراش في المنتدى الشعر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 21/02/2009, 07:36 PM
  5. زهرة تحترق
    بواسطة عبدالله الطليان في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 28/12/2008, 12:07 AM
ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •