النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ملتقى النقد الأدبي الثاني والتاريخ الملغى:أوراق ضائعة بين ذهنية الأكاديمي وانكسار ال

  1. #1 ملتقى النقد الأدبي الثاني والتاريخ الملغى:أوراق ضائعة بين ذهنية الأكاديمي وانكسار ال 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31

    تقرير - أحمد الواصل
    هل هناك نقد؟.
    هل كان ملتقى النقد الأدبي،الدورة الثانية تحت عنوان: "الخطاب النقدي المعاصر في المملكة العربية السعودية"

    الذي أقيم في فندق قصر الرياض خلال ثلاثة أيام وثماني جلسات 24- 26ربيع الأول 1429ه الموافق 1- 3أبريل 2008م، يجيب على سؤال: هل هناك نقد؟ وكيف أراد أن يجيب هذا الملتقى؟، ولمن توجه هذا الملتقى؟، وما هي الأجناس الأدبية والاتجاهات النقدية التي تناولها وكيفية اشتغال (نقد النقد) عليها؟ كلها أسئلة لا بد أن تكون إجابتها جلسات الملتقى. ولكن هل أجاب. لا ندري.

    السؤال الوحيد الذي يجب أن نسأله: من الذي يستطيع النقد ونقد النقد؟.

    إن نظرة شاملة لكل الثلاثين باحثاً وباحثة تكشف لنا أزمة فهم وظيفة النقد بين النتائج والوسيلة، وأكثر من هذا الخلط بين شخصية باحث في تاريخ النظرية النقدية والأدبية، ودارس للاتجاهات والمدارس النقدية، والمثقف بتطورات الحركات النقدية بأبعادها المختلفة إيديولوجياً واجتماعياً وثقافياً قبل أن تكون أدبية بين نقد سردي ونقد شعري، ومنها نقد النقد..

    وإذا ذكرنا أن الكتب ذات النظرية النقدية بمناهجها المختلفة قليلة في سياقنا الثقافي والاجتماعي: خواطر مصرحة - 1926لمحمد حسن عوَّاد أو هذي هي الأغلال - 1946لعبد الله القصيمي أو التيارات الأدبية في الجزيرة العربية - 1958لعبد الله عبد الجبار، وما تبقى كتب تاريخ وربما كتب نظريات نقد مستوردة مثلما تطور لاحقاً ثمانينيات القرن الميلادي الماضي وصار جرح بين نقد (يستقرئ) الإنتاج الأدبي والأنساق الثقافية والاجتماعية، وبين كتابة على كتابة (تدعي) النقد مستوردة (أو مستعارة) وربما هاربة بالنظرية لتجرح بالسكين قلب الأدب والفن!

    فهل هناك نقد؟.

    نعم ربما انتشر في الآونة الأخيرة، وبشكل مجاني ومسرف، الكثير من الكتب ذات الجذور المضحكة بين رسائل الجامعات المولودة ميتة على شهاداتها ومناصبها، وبعض ما يجمعه من تروُّج له (أو لها) الصحف صفة(ناقد أو ناقدة). وهذه تبقى ظاهرة وإنما لا نجد ثماراً. لا زالت كتب الأدب بعيدة بأمر الرقابة. والنقد بعيداً بأمر مخاضات اجتماعية وثقافية معطلة. فهل من نقد؟.

    ادعى الملتقى وضوح محاوره ذات العناوين الفضفاضة، وبالدرجة الأولى اللجنة التحضيرية، فوضعت مواضيع الملتقى: النقاد المعاصرون، ومدارس النقد واتجاهات النقد، والنقد الأكاديمي (النقد الميت)، ودور الصحافة في النقد، والمعارك النقدية، والمؤلفات النقدية المهاجرة، خاصة أن الملتقى الأول شابته الارتجالية وغموض المفهوم، وهذا يتعدى أن ننتظره من مثل هذا الملتقى، ويكن أن يدعي هذا الملتقى أن يحمل هم تاريخ النقد واتجاهات ونظرياته من خلال مجموعة من الأوراق محكومة بشروط -غير ثقافية - ومحبوسة في معيار - وربما محدودية مقدرة الأكاديمي الذي تغطي عيوبه مؤسساتياً كل ما يتوهم أن يكون منه إيجابياً، وعيوبه معروفة على النطاق الإداري والعلمي من قولبته الذهنية في التراتبية الوظيفية (مشارك - مساعد!)، وانشغاله في تجربة التعليم والبحث العلمي بالخطأ والتصحيح (لا الصح)، والانغلاق تاريخ المعرفة ماضياً، والابتعاد (أو غياب الذهن) عن الانخراط في الهم الاجتماعي والثقافي..إلخ.

    وبرغم الحضور الكثيف الذي كان في افتتاح أولى جلسات حيث بذل كل من سعد البازعي وأميمة الخميس في إلقاء كلمات تكشف تجربة الكتابة عند كل واحد دون أن تقهر المناسبة لمجانية الكلام ولحظيته إلا أن ذلك الحضور الذي جاء مشغولاً بجدول مكتظ بالأوراق التي ربما فاضت على المحاور فيما تجوهلت محاور وأعيد الكرة في محاور بليت، ومنها ما انشغل بمحاور الملتقى السابق..

    وحين لم يرق موضوع ورقة حسن الهويمل ذات العنوان الادعائي: "تحولات مركز الكون النقدي وأثرها في المشهد المحلي".، ولم تتعد طروحاته الجامدة في موقفه السلبي من الغرب كونه الشر، ومنح الشر هبة إلى الآخرين جاءت ورقة محمد الربيع باهتة، وكان عنوانها: دوريات الأندية الأدبية وأثرها في مسيرة النقد الأدبي في المملكة: دورية قوافل نموذجاً، في طرحها حيال مجلة قوافل حين تشعب ولم يركز على موضوع معين وإنما ظل على التساؤلات الكثيرة بدورها في مناهج نقدية، قضايا نقدية، معارك نقدية، مصطلحات نقدية، نقد النقد.

    وانشغلت ورقة التونسي حمادي صمود في طروحات الآخر بعنوان: نقد على نقد: قراءة في بعض تجارب النقد المعاصر في المملكة العربية السعودية، وتمرير (تذميم) لاستيراد النظرية والمنهج، والهوس بالإجراءات ذات الجروحات على الأدب شعره وسرده ممثلاً بأسماء عدة وركز على طروحات البازعي النقدية، وغاب صمود مع الجاحظ وأرسطو فكأنما انقطع زمنه!

    من يبيع النقد؟ من يشتري النقد؟

    وتتوالى الجلسات في اليوم التالي حين تتصادم (أو تتكسَّر) تلك المحاور التي بدت غائبة عن الأوراق حين تطرح ورقة كاملة على كتاب لم يصنف داخل الكتب النقدية مثل ورقة محمد بنعزور وعنوانها: "المقولات النقدية في كتاب" القيم الخلقية في الرواية السعودية "لعبد الملك آل الشيخ".

    وتكشف الورقة التالية أزمة المفهوم النقدي عند الشخصية الأكاديمية حين تشتغل على المشهد الثقافي من خارجه!

    حيث تقدم أميرة الزهراني ورقتها: "النقد المحلي المعاصر مداناً من الروائيين".

    لتناقش هذه الورقة قضية إدانة الروائيين (الروائيون الجدد على وجه الخصوص) للنقد المحلي المعاصر حيث الإهمال المؤسف الذي تلقاه أعمالهم الروائية، وهل من سؤال حول أساليب السرد وجماليته (لا تقول الورقة أي شيء!) وترى أن هؤلاء الروائيين يحملون النقد المحلي مسؤولية تنامي الرديء من الأعمال الروائية السعودية للشباب خاصة ؛ لأنهم يفتقدون على حد زعمهم لمن ينتقدهم على النحو السليم، ويلمحون إلى انغماس النقاد المحليين على النظريات الفنية الأجنبية المستوردة والاستشهاد خلال تطبيق النظرية بأعمال كتاب عالميين، وإذا ما التفتوا إلى أعمال الكتاب السعوديين لم يتجاوزوا طريقة التحليل البسيط للخطاب الاجتماعي الذي تقدمه الرواية ولا يرهق بالكشف عن الجماليات الفنية.

    ولا يتضح الموقف من الرواية، وليس جيدها من رديئها فقط. كذلك السؤال عن هذا الأكاديمي بصفة ناقد حين ينتظر منه مالا يجيء أبداً!

    بنات الرياض لا تنتهي!

    وينشغل بحثان لحسين المناصرة وميساء خواجا عن رواية:بنات الرياض، وذات الموضوع حول تلقيها. تلك الرواية التي أهاجت المشهد الاجتماعي لا الثقافي طيلة تأجل منعها، وحين فسحت وتوفرت رقدت ويدعي هذان البحثان قول ما لا يقال. فيما لا نرى أية نقد حيال إنتاج سردي رصين عند أميمة الخميس وعبده خال ورجاء عالم وعواض العصيمي وبدرية البشر وليلى الجهني.

    وتتدرج عملية التباين في الأوراق في تذبذب مستواها عبى صعيد احتباس المفهوم واعتساف الرؤية مثلما نرى في محاولة صالح رمضان بورقته: "تحليل النص الشعري في الخطاب النقدي السعودي: إشكاليات نظرية".

    حين يسعى البحث إلى إثارة القضايا النظرية المتصلة بنقل مناهج تحليل النص الشعري وإلى مساءلة الخطاب النقدي من جهة استعمال المفاهيم والمصطلحات، ومن جهة الانسجام الفكري بين مختلف الدراسات باعتماد نماذج من الدراسات الصادرة في العقد الأخير.كذلك عنوان ورقة عبد الله المعيقل: "محمد الشنطي ونقد الشعر السعودي". الذي يركز على نقاد المدارس الذي يتعدى النقد (التعليمي) والجاهز في أحكامه وموقفه الديماغوجي من حركة الشعر السعودي بين اختزالات تجربة الوعي، والتطور الشكلي، وتنوع المضمون وحصر القضايا!

    فيما تنطلق ورقة إلى أفق بعيد جغرافياً، ولكن تكرر الخروج (أو التجديف!) على محاور الملتقى عنوان البحث: "وجهة نظر مصرية في الشعر السعودي".للباحث: أحمد صبرة.

    أشيع داخل أروقة القاعة بأن بعض البحوث لم تكتب حتى يوم إلقائها، خاصة، ورغم أنه تم اشتراط جهوزيتها، للحفظ في كتاب الملتقى، ومنها ورقة صالح الغامدي: "نقد السيرة الذاتية في المملكة العربية السعودية".

    التي تحاول هذه الورقة رصد حركة نقد السيرة الذاتية في المملكة العربية السعودية منذ عام 1400ه/1980م، وتتبع مراحل نموه. كما تحاول تقديم تقويم شامل لأبرز المناهج النقدية التي تبناها النقاد في دراساتهم، وتلمس مدى تأثير ذلك كله في فن السيرة الذاتية نفسه. فيما توحي أنها شردت من محور ملتقى النص بجدة الذي سبق الملتقى النقدي في الرياض!

    ويلفت في الملتقى مشاركة وحيدة للشاعرة والكاتبة هدى الدغفق بورقة تكمل مسيرة تطور النظرة الأدبية، وهذا ما يعجز عنه نقاد النظرية الشكلية (البلاغية والخطابية) من خلال طرح موضوع حساس ابتلعته مواضيع أوراق الملتقى البعيدة عن صورة النقد المنتظر، وكان عنوانها: "موقف المؤسسات المحلية من إبداع التسعينات".

    وطرحت الورقة المواقف العامة لبعض المؤسسات المحلية من الثقافة والفكر والإبداع الأدبي في مرحلة التسعينات وتحليل تأثير ذلك في فكر وشخصية المثقف السعودي وإبداعه وترتيبها بحسب أهميتها بالنسبة للمثقف وموقف المؤسسات الثقافية والتربوية والتعليمية والفكرية والاجتماعية من الإبداع والثقافة السعودية بشكل عام والعكس في مرحلة التسعينات وأثر ذلك في إبداع جيل التسعينات.

    ومما يلفت أنه في المؤتمر الصحفي السابق للملتقى أثارت الأستاذة الصحفية أسماء العبودي عن ملاحظة ساخرة عن وجود ورقة عن رواية: جروح الذاكرة، لتركي الحمد بينما الرواية ممنوعة رقابياً في المكتبات!

    ولعل محاولة محمد ثابت في هذه الورقة توقفت عند النقد في داخل الرواية، وهو ما يوحي بإبطال العملية الإبداعية للنص ورجمه إلى منطقة الحجر في قراءة غريبة!.

    أزمة ضياء النثر أم الشعر؟

    وتدخل بعض الأوراق في مأزق المواضيع الضيقة وربما الخارجة عن المحاور المحددة في الملتقى بقدر ما يؤمل أن يكون هذا الاختراق إيجابياً ولكنه يجنح إلى تطرف سلبي وهذا ما بان في أوراق تاهت بين قراءة النقد الانطباعي - هكذا تسميته وغير ما يعرف!- عند الكاتب الصحفي علي العمير، لحمد السويلم، وهناك ورقة محمد الحارثي عن مفهوم الزمن وتطوره عند نقد عزيز ضياء..

    وتعاني ورقة من أزمة فكرته وأسلوبه عند باحث ناشئ بدر المقبل عنوان ورقته: "قراءة في معالم الخطاب النقدي لدى عبدالفتاح أبو مدين". لبدر المقبل.
    وإذا كانت تلبي بشكل واجب مدرسي بعض الأوراق مثل ورقة: "واقع النقد الأدبي في صحافتنا الأدبية". لعبدالله ثقفان، فإن ورقة عبد الله الوشمي: "البحث عن التيار: ملامح الاتجاه النقدي في صحيفة القصيم". تحاول أن تنقب في صحيفة القصيم (زمن صحافة الأفراد) وأثرها المنسي ولكنه -بحسب الوشمي- فاعل في مسيرة الخطاب النقدي، وتجيء صحيفة القصيم محركاً للنقد. وهي تتناول هذا الموضوع من خلال المحاور متعددة تجميعية: هويّة الصحيفة، الاستقبال الثقافي للصحيفة، الكتاب، الأسماء المستعارة، الحركة النقدية، منهج النقد، التعريف بالكتب، نقد الأجناس الأدبية، التعقيبات النقدية، الحوارات الأدبية، النقد الساخر.

    الغذامي يحضر لا يحضر!

    جلسة كاملة عن الناقد عبد الله الغذامي. عن أطروحاته وكتبه. الهدلق يبحث عن التراث في كتاب: الخطيئة والتكفير - 1985للغذامي، وبادعاء ساذج يتناول سعد أبو الرضا كتابه: المرأة واللغة.ومحمد عمار يعود لذات فكرة ورقة الهدلق قراءة كتاب الغذامي: "الخطيئة والتكفيرة" مرة أخرى مع حمزة شحاتة!

    ويحاول باحث آخر الولوج في قراءة لكتاب: النقد الثقافي للغذامي، وتشي كل تلك الأوراق أن تكون مراجعات للكتب لا مداخلات وطرح رؤى بل اكتشافات مفاجئة!

    أوراق كثيرة.أصوات تعلو. حضور يتناقص. المطبوعات نفدت. بعض يتململ. من يذهب إلى ملتقيات النقد.

    طلاب الدراسات العليا حضروا أول الأيام. وهل سينتفعون شيئاً غير المجاملة لمدرسيهم العالقة رسائلهم وشهاداتهم بحبر أقلامهم!

    صحافة تأتي. وصحافة تغيب. كاميرا تدار. حضور على شكل مستطيل. أيام سريعة. وأوراق طويلة. هل من نقد؟. تسأل الأروقة: هل من نقد؟.

    نفقد أسماء. نعم فقدناها. ربما بعد عامين ملتقى آخر. كان الأول عن الخطاب المبكر والثاني عن المعاصر. كأنهم هم وانزاح عن كاهل اللجنة التحضيرية. ماذا بقي؟.
    لماذا نسأل؟. هل من نقد؟.

    على غياب (أو تغييب) أسماء نقدية مهمة على مستوى الرؤية والإنتاج مثل: محمد العباس وفاطمة الوهيبي ومحمد الحرز..، وتجاهل أسماء شابة (وربما أخفي) عنها خبر الملتقى، مقابل مجيء الأوراق على مقاس (مسطرة) المحاور التي لا تعد محاور ملزمة، فالناقد لا ينتظر من يفرض أمراً على رؤيته الخاصة ووعيه الفردي، ولا مادة نقده إلا أن الملتقى قام وسينتهي في كتاب..
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 مشاركون في ملتقى النقد ل(ثقافة اليوم):على الملتقى القادم استبعاد البضاعة المزجاة.. و 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    على الملتقى القادم استبعاد البضاعة المزجاة.. وألا تكون غايته جمع الأوراق


    استطلاع وتصوير: محمد المرزوقي
    الأمنيات تسدل الستار على الملتقى
    *جاءت الجلسة الختامية، لملتقى النقد الذي أقامه النادي الأدبي الثقافي بالرياض، نهاية الأسبوع الماضي، جلسة مفتوحة.. على أمنيات وتطلعات المشاركين والحضور، والتي أدارها مدير النادي د.سعد البازعي، وبمشاركة د. حمادي صمود.

    د.نورة الشملان، قالت: إن ضيق الوقت، المحدد لكل ورقة، أجبر الباحثين على اختزال وبتر أبحاثهم، فلا بد وأن يكون الملتقى، هدفه الحوار والمناقشة، بدلا من أن تكون غايته جمع الأوراق البحثية.

    أما الدكتور، محمد مستور، فيتمنى أن يستكمل النادي في ملتقياته القادمة، تسلسلا نقديا، فطالما كانت الموضوعات في دورة الملتقى الأول عن: الخطاب النقدي في مراحله المبكرة، وفي دورته هذه: الخطاب النقدي المعاصر في المملكة العربية السعودية، بأن يكون في دورته القادمة حول: نقد ما بعد الحداثة، أو موضوع مشابه، يساير هذا التسلسل النقدي.

    الأستاذة هدى الدغفق، رأت ألا تقتصر المشاركات على مجرد النقاد، وألا تكون الدورة القادمة، بمثل هذه الأوراق التي يتشكل في أغلبها الحضور الأكاديمي البحت، وتشير إلى ندرة الأوراق النسوية المقدمة التي تأتي بما مجموعه (3نسوية - 27ذكورية ) متمنية حضور أسماء نسوية في النقد، لها إسهامات كبيرة، لم يشارك منهن أي ناقدة خلال دورتي الملتقى.

    تتقاطع رؤية د.عبدالفتاح محمد مع العديد من الرؤى، في الوصول بالملتقى القادم، إلى مستوى النقد العربي، فالعالمي، من خلال زيادة ربط النقد السعودي، بما حوله عربيا، وعالميا، كأن يكون الملتقى القادم يدرس النقد الأدبي في دول مجلس التعاون الخليجي.

    أما د.حسن الهويمل، فوصف الأعمال التي ضمها الملتقى الأول، بأنها أشبه ما تكون بمثابة، مقالات، وخواطر، فلا يمكن وصفها بالبحوث أو الدراسات التي ترقى إلى مستوى ملتقى في النقد، واصفا الملتقى في دورته الثانية، بمنهجية الطرح، وجدية الموضوعات المقدمة، مقترحا أن يكون الملتقى القادم عن: إشكالية المصطلح، أو التحرر الروائي من الجانبين الفني، والأخلاقي في الرواية السعودية.

    أما د. ميساء الخواجة: رأت أن التداخل بين بعض الأوراق، أفقدها التنوع، إلى حد وصفته بالتدخل والتكرار، معتبرة قصر الوقت، عائقا، أمام الباحثين من جانب، والمداخلات والأسئلة من جانب آخر.

    فيما رأت الأستاذة، منال العيسى، أن يكون الملتقى كل عام بدلا من عامين، مما يهيئ للنقد المتابعة الحثيثة، للأعمال الأدبية المختلفة، التي نشاهد لها جديدا كل يوم.

    أوراق ليس لها ملامح
    التباين في مستويات الأوراق، ظهر واضحا جليا، خلال جلسات النقد الثماني، مما جعل هذا مثار تساؤل باتجاهين، الأول: باتجاه اللجنة المسؤولة في النادي، عن هذه الأوراق، والثاني، باتجاه المشارك، باعتبار أن البعض ارتجل ورقته، والبعض خرج عما كتب فتشتت به المحاور التي لم يحسن لم شتاتها، مما جعله يكرر ما قاله المشاركون معه في الجلسة.

    الدكتور حسين المناصرة، علق على هذا المستوى في التباين فيما قدم من أوراق، متطرقا إلى ذهنية اللجنة المسؤولة، في نادي الرياض، لم تكن تهتم بأن يخرج الملتقى بأوراق متعادلة المستوى، فبعض الأوراق قدمت على أنها من قبيل نقد النقد، وهي ليست كذلك، والبعض الآخر لم تتضح هوية الورقة ولم تفصح للمتلقي عن شيء، وإن كان عامل الوقت هنا لا بد وأن نضعه في الحسبان، خاصة وأن البعض استمعنا لورقته في أقل من (20) دقيقة وإن كان بعض الأوراق حتى وإن ألقيت كاملة، لن نجد فيها أكثر مما سمعناه من اختصارات لها.

    وأضاف د.المناصرة بأن البعض الآخر، من الباحثين، كان يهرب من نقد النقد إلى مواجهة العمل الأدبي مواجهة مباشرة، وهذا لا يعني إغفال الرجوع إلى النصوص وفق المنهجية التي يطرحها الملتقى، وجمع ما كتب حولها من نقد لتمحيصها إلى غير ذلك.. لكنني من خلال عدد من اللقاءات والملتقيات استطيع أن أصف بعض الأوراق بأن أصحابها لم يتعبوا أنفسهم كثيرا فبعض الأوراق يكتب قبل إلقائها بيوم أو حتى ساعات بينما يفضل البعض أن يرتجل كيفما اتفق.

    واعتبر د.حسين بأن مسألة تبسيط الورقة لعامة المتلقين ليس مبررا على تدني مستوى ورقة ما، فالجميع يعرف بأن نقد النقد مسألة تخصصية وذات منهجية خاصة بها.

    نموذج مختلف قلب
    للمشاركين ظهر المجن
    تردد في جلسات الملتقى ( النموذج) الذي وضع تحت بصر مقول القول تارة، وبصره وبصيرته تارة أخرى، وبعض النماذج شهد تضادا وتعارضا بين البحث والمداخلين، كحمزة شحاته نموذجا.

    أما جلسة د. عبدالله الغذامي في ترتيب الجلسات، فقد كان ترتيبها ( الثامنة ) والتي عقدت بعد مغرب يوم الخميس، آخر أيام الملتقى، حيث أعقبها مباشرة الجلسة الختامية.

    هذه الجلسة - الثامنة - وصفها الحضور، بلجسة الغذامي الذي لابد وأن يكون حاضرا في ملتقيات النقد حتى عندما يغيب.. ضمت هذه الجلسة أربع أوراق الأولى بعنوان الحضور التراثي في الخطاب النقدي، لدى د.الغذامي، الخطيئة والتكفير نموذجا، قدمها د.محمد الهدلق، والثانية بعنوان الغذامي والأدب والنقد النسويان، ألقاها د.سعد أبو الرضا، أما الثالثة، فبعنوان الغذامي وحمزة شحاته: محاورة أم إسقاط؟ قدمها د.محمود عمار، وجاءت الرابعة بعنوان النقد الثقافي للغذامي،: سؤال المرجع وإشكاليات النسق، للباحث د.عبدالله حامد.

    وعندما أعدنا هذا النموذج - الغذامي- إلى طاولة نقد النقد، مرة أخرى، للتحقق من تضارب الأوراق داخل الجلسة الواحدة، حول الفكرة نفسها، ولدى دراسة النموذج الواحد.. فقد وصف أستاذ النقد، الدكتور عالي بن سرحان القرشي، بأن الأوراق التي قدمت عن د. الغذامي باستثناء ورقة د.عبدالله حامد، أجد أن الثلاث القراءات، تعاني من مشكلتين، الأولى أنها تعاملت مع كتاب الخطيئة والتكفير، والغذامي غادر هذا الكتاب منذ عصر بعيد، ولا أقصد هنا ألفه من زمن سابق، ولكن الغذامي انتقض على مقولاته في هذا الكتاب، وفي كثير من اللقاءات، والمقابلات، مع الغذامي قال ما معناه: ان هذا أمر مضى بالنسبة لي، ولن أعود إليه، وبالتالي فنظرة الغذامي لهذا الكتاب تغيرت تماما، ولعلي أخص بهذه المشكلة ورقتي: د.محمد الهدلق، ود.محمود عمار.

    وتحدث د.القرشي عن المشكلة الثانية قائلا: ان كتاب الخطيئة والتكفير، قدم حوله ما ينيف على (200) دراسة، وعندما استمعنا إلى الهدلق وعمار وجدنا أن هذين الرجلين، وكأنهما الأول في هذه الدراسة، لم يتقاطعا مع الدراسات الأخرى

    أما ورقة، د.أبو الرضا، فمع أنها استحضرت مقولات تخالف مقولات الغذامي، فلماذا لم تستعرض المقولات التي نقدت الغذامي، في تبنيه لتجنيس اللغة، وفي خطابه عن المرأة واللغة، وهذه مسألة ناقشتها، وناقشها غيري كثير من النقاد.

    وعن انتقاض صاحب المشروع على نفسه، بين رؤية تقليدية تصفه بالفشل، وأخرى سطحية تسمه بالتناقض، وخلل المنهجية، قال د.عالي:

    الإنسان الخلاق، الإنسان المغامر، الإنسان الشجاع، يبدو لي أنه ينتقض على نفسه، فالغذامي من هذا الباب، فكر خلاق، فكر متخلق.. فانتقاضه على نفسه لايعيبه، وإنما يعيبنا عدم القدرة على متابعة التسلسل الذهني، والأسوأ أن نقف بمنجز الغذامي، عند مرحلة تجاوزها بمراحل، فنحن خلف الغذامي: كمن يأتي إلى منازل القوم وقد رحلوا عنها.

    باحثون أم سعاة بريد؟!
    نقل.. فجمع.. ثم إلقاء.. مما جعل عددا من الأوراق، تأتي بتحصيل الحاصل، لم تقدم سوى المكرور، والمعروف المألوف، مما أضعف بعض الجلسات في الملتقى. الدكتور سلطان بن سعد القحطاني، رأى أن نسامح في هذا القصور، لأن هذا الملتقى يعد بداية، وتجربته لا تزال في طورها الأول، واصفا بعض الأوراق بالمكررة، وبعضها بمناقشة محور في موضوع واحد، وبأن بعض الأوراق قدمت على حساب أوراق أخرى كان يجب أن تقدم، لتقديم دراسات نقدية لدراسات نقدية سعودية لم يتعرض إليها أحد في هذا الملتقى.

    ومضى د. القحطاني قائلا: عندما نجد أربع أوراق عن شخصية واحدة، كالأوراق التي سمعناها عن د.الغذامي، ومع أني أقول: انه يستحق هذا، ولكن ليس هذا الاستحقاق على حساب الآخرين، فهناك دراسات وبحوث نقدية، وكتب كثيرة في النقد، ونقد النقد، لم نسمع عنها شيئا في هذا الملتقى، ومن هنا جاء التكرار.

    وتمنى د.ابن سعد، من النادي، ولجانه المعنية بالملتقى مستقبلا، أن يعمل قراءة محددة لموضوعات الملتقى، كما هو الدارج في الملتقيات، والمؤتمرات الجامعية، في العالم، ثم يقبل البحث أو يعتذر من صاحبه، وإن وجد التكرار، فلا بد من موازنة لأخذ الأفضل.

    وأشار د.سلطان إلى أن ما يمكن اعتباره من البحوث جامعية بحتة، وتكرار لما سبق في قاعات المحاضرات، بأنه لا يعيب الباحث، فما يطرح في أروقة الجامعات، وقاعات البحث العلمي، وفي محاضرات الجامعات، لا يمنع من طرحه في أماكن أخرى، ولكن شريطة الإضافة إليها، ومراعاة مستوى المتلقي، خاصة إذا كانت ستلقى مثل هذه الأوراق في ملتقى كهذا، لذلك وجدنا في أوراق الملتقى، منها ما هو للمتخصص، وأعلى من مستوى أغلب الحضور، والبعض الآخر من الأوراق كان أقل من مستوى الحضور المثقف من غير الأكاديميين.
    المصدر

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. النقد الأدبي العربي القديم
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 26/02/2011, 11:07 AM
  2. نادي الرياض الأدبي يبدأ استعداده لملتقى النقد الثاني
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الواحة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22/02/2008, 12:00 PM
  3. مما كتب عن النقد الأدبي
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26/04/2006, 10:38 AM
  4. يسألون عن النقد الأدبي
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06/03/2006, 11:58 AM
  5. تحولات النقد الأدبي
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05/10/2005, 09:49 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •