جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــ
جئتم متأخرّين .. بلا أسف !!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
http://www.akhbar-alkhaleej.com/Arti...231712&Sn=CASE

وفد من ( 77 ) عشيرة عربية من جنوب العراق التقى السيد ( عمرو موسى ) ، الأمين العام للجامعة العربية ، وعرض عليه : ( معاناة العراقيين وخطورة التغلغل الأيراني في العراق ، وطالب بدور عربي أكبر ) في بلد يتشظى يوما بعد يوم من جراء الاحتلالين الى اقطاعيات شخصية لكبار العملاء متعددي الجنسيات ، وكانت وفود من عشائر وجهات عربية من شمال ووسط العراق قد التقت قبل ذلك بالأمين العام ، وقدمت له ذات ( عرض الحال ) ، وكأن عرب العراق قد اتفقوا بالسليقة على مضحكة تفيد ان ( فاقد الشئ ــ عمرو ــ لايعطيه ) بعد ان اثبتت اغلب الدول العربية انها لاتستطيع فك ّ رجل دجاجة عراقية من تحت جندي من جنود الاحتلالين .

واذا كانت المؤاخذة التأريخية التي يصعب على وفد الجنوب العربي للعراق هي ان مرجعياته العربية لم تدن الاحتلالين حال حصولهما ، وظل موقفها مبهما حتى يوم زيارة الوفد ، وان معظمهم قد إنزلق طائعا مثل بعض عرب الوسط والشمال الى ذات الحفرة التي صنعها الاحتلالان فخا سمّي ( عملية سياسية ) صارت بابا واسعا للرشى والنهيبة المنظمة لثروات العراق المحتلة ، ومازال بعضهم يرى وعبر الفضائيات ، وحتى قبل ان يعود مقهورا من القاهرة ان الحكومة الحالية فيها ( شرفاء ) كما صرح احد الشيوخ ، فالوفد في زيارته المتعبة يعرّف جاهدا ( الماء بالماء ) كما اليوم الأول للاحتلالين .

وإذا ما استعرنا مفردة ( صحوة ) ، على غرار ماحصل عند بعض عرب الوسط والشمال ، لتوصيف زيارة وفد عرب الجنوب ، يبدو الجميع مخمورون أو نياما فتحوا عيونهم ، بعد خمس سنين عجاف من الاحتلالين ، فوجدوا أن ( لابواكي لهم ) جميعا من عرب الدول الأخرى ، لأنهم شربوا طائعين كأس ( التحرير؟! ) الأمريكي وحشيشة ( التقيّة ) الفارسية ، وبعد أن صحوا وجدوا انفسهم مرميين ( جثثا مجهولة الهوية ، معصوبة العينين ، موثوقة اليدين ، بلا هوية ) على رصيف المنبوذين عن ( جنّات ) المراعي الخضراء التي إتخذوها مرجعية عن غباء وطني موثق .

وهذا السعي ، من عرب العراق جنوبيين وشماليين ، وصل مصابا بذات المرض الوراثي الشهير ، الذي نسخ فيروسه نفسه منذ عقود ، في الأجيال العربية حسب دون أمم الأرض : الطيبة المفرطة حتى الغباء ، الذي يجعلهم يصدقون دائما كل ( ضيف ) يحتل مضائفهم بقوّة السلاح ثم يقسم لهم بما يرضي غرورهم أنه جاء ( محرّرا !! ) ويسقيهم من ذات الكأس العتيق ، وذات الحشيشة ، فيخدرون بالوعود والأحلام الوردية سنين طويلة يصحون بعدها ليجدوا انهم إلتحفوا غبارات الذل ّ والهزائم المرّة ، وإفترشوا عراء المبعدين المطاردين ، ولايجدون غير الإحتجاج ضد ( هوليود ) لأنها أنتجت افلاما عن عرب اغبياء .

وعلى إستثناء اصغر مدن العراق حجما : ( الفلوجة ) ، التي اشعلت شرارة التحرير والمقاومة الوطنية ، وقدمت للتأريخ عرضا عربيا وطنيا قبل ان يمر عام الاحتلالين الأول ، على قبور اكثر من ( 20 ) الف شهيد من اهلها ، وعلى حقيقة ضراوة اسطورية في القتال اجبرت الاحتلالين على استخدام حتى اسلحة التدمير الشامل والأسلحة المحرّمة دوليا ، الفسفور الأبيض ، نجد ان أسطورة هذه المدينة تجايلت مع غفوة موثقة لمدن عربية نامت على عمى كؤوس معمّمي ( كوندي ) ، عربا ( سادة ؟! ) سنة وشيعة ، مازالوا يتخذون من واشنطن وطهران ( كعبتين ) ومرجعيتين اعلنتا الحرب ضد ( اولاد العامّة ) الرافضين للاحتلالين !! .

لم تؤازر مدن الجنوب العربية ثورة التحرير التي اشعلتها مدن الوسط ، بعد ( بغداد ) ، في السنوات الأولى من الاحتلالين ، وهذه حقيقة لا أحد يستطيع إنكارها من مصطلح ( مثلث الموت السني ) الذي اعلنته قوات الاحتلالين ، الى المرجعيات الدينية المجيّرة المواقف سكوتا عن احتلالين غير شرعيين وغير اخلاقيين قتلا اكثر من مليون وهجّرا اكثر من خمسة ملايين ولدوا وفق ارادة الله عربا مسلمين سنة وشيعة ، فبات عراقنا عبارة عن بلد مخمور يمشي على قدمين متعاديتين في شارع الوطنية الصحيحة ، وفقد إحترامه لنفسه أولا وإحترام عرب الدول الأخرى على مسرح : الحيرة في من يؤيدون من عرب العراق .

وبعد ( صحوة ) من سكر طال ، هبّت الوفود العربية العراقية طالبة ( النجدة ) ممّن فقدوا القدرة على نجدة أنفسهم من بطش ( كوندي ) ونبي الأكاذيب ال ( 935 ) ، ولكن في الوقت الضائع كالعادة العربية العجيبة ، ولم يجدوا لحد ّ الآن صريحا عربيا واحدا يقول لهم :

جئتم متأخرين .. بلا أسف !! .
إنتهت الوليمة مذ دفنت ( الفلوجة ) شهدائها قبل سنين !! .

http://www.akhbar-alkhaleej.com/Arti...231712&Sn=CASE
http://2arraseef.blogspot.com






;);)