من أوراق عربي بائس

[محمد سرحان]

كأي مواطن عربي ( مغلوب على أمره ) أبصر وأسمع كل يوم من كوميديا السياسة العربية والعالمية ما يثير بركان الضحك...
فسيرك السياسة العربية يا سادة - وحتى الاجتماعية منها- يكاد يغص بالفقرات التهريجية .. وهي من الطرافة بمكان بحيث لا يدانيها طرافة أبي الفتح السكندري في مقامات البديع ... أو فكاهة أشعب بن جبير
ولو قدر لانطون تشيخوف أن يتنفس الحياة معنا الآن لما وسعه أن يأتي بما يفوق هذه اللوحات العربية سخرية ً أو فكاهة...
واستأذنكم الان ان افتح حقيبتي لانثر هذه الاوراق ... وهي في صميمها مجموعة لوحات نقدية ساخرة من مواطن بسيط ينتمي إلى ما يسمونه ( ح** المتفرجين العرب ) أحاول أن أنفث فيه الزفرات الحسرى بكلمات لا تخلو من طرافة حينا ...ومن سخرية في احيان كثيرة

أرجو ألا تثقلكم هذه اللوحات التي سأرسمها بالكلمات وتصبح هي والسياسة العربية عليكم

أدعكم مع أوراقي

[محمد سرحان]

الورقة الاولى
إذا كان التربويون يتناقلون مصطلح (( التعليم عن بعد )) في أدبياتهم التربوية ... فإن في أدبياتنا السياسية يأخذ المصطلح بعدا آخر ...ليصبح(( استعمار عن بعد ))

[محمد سرحان]

الورقة الثانية

اعتصرني الذهول ... وأي ذهول !!

إن 70 مليون عربي ممن يعيشون في أصقاع هذه الأمة ... لا يحسنون فك الخط !
وهذا رقم خطير يميط اللثام عن آفة الأمية التي استشرت في مجتمعاتنا

هذا العدد ورد في تقرير لمنظمة الايسسكو

لست أدري وقد استبد بي الهم ... أيصل تواطؤ الأنظمة لهذا الحد ...
إن هذا مما ينكره أسلامنا ... ونص عليه ديننا الحنيف

على الشعوب العربية أن تفيق من سباتها الطويل وتدرك أن هذه مؤامرة حيكت بليل ...
وأسجل هنا- بالمناسبة - إيماني المطلق بنظرية المؤامرة ... ولكم أن تقرأوا أجندة العالم وما يعتوره من أحداث لتدركوا ذلك

إن المسلم لا يكون مسلما إلا إذا جعل العلم له ديدنا

وقديما كان راوي الحديث يطوي الصحارى حتى يظفر بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتجد المسلم البسيط يبحث في مساجد الحي عن حلقة دراسية يثقف بها نفسه من أمر دينه ودنياه

فهلا من سبيل إلى صحوة ٍ يا مسلمين !!

[محمد سرحان]

الورقة الثانية

إذا كان دونكيشوت ( ذلك البطل الأسطوري ) قد حارب طواحين الهواء .. في رائعة ميغيل دي سرفنتس .... فإني اعتقد أن ثمة دونكيشوتا عربيا آخر يحارب ( طواحين الذل) في رواية ( الخيبة العربية )
ذاك هو السيد عمرو موسى
ولكن الفرق الوحيد بينهما أن سانشوا بانزا صديق دونكيشوت كان يخفف بعضا من ألم ذلك الفارس
أما أنت يا سيد عمرو موسى فقلبي معك ...
على العموم
لو كنت مكان عمرو موسى سأقدم على ورقة بيضاء استقالتي في كلمتين اثنتين فقط ...... ((( إني أرفضكم ))) وأضعها على طاولة المكتب واغادر
حتما عندها يا صديقي سيختتم رواية الذل العربي بنصر كبير !!!

[محمد سرحان]

سأوالي نثر ما تبقى من هذه الاوراق ... أولا بأول ... بحسب الحالة المزاجية ( لقريحتي )

[طارق شفيق حقي]

الورقة الثانية

إذا كان دونكيشوت ( ذلك البطل الأسطوري ) قد حارب طواحين الهواء .. في رائعة ميغيل دي سرفنتس .... فإني اعتقد أن ثمة دونكيشوتا عربيا آخر يحارب ( طواحين الذل) في رواية ( الخيبة العربية )
ذاك هو السيد عمرو موسى
ولكن الفرق الوحيد بينهما أن سانشوا بانزا صديق دونكيشوت كان يخفف بعضا من ألم ذلك الفارس
أما أنت يا سيد عمرو موسى فقلبي معك ...
على العموم
لو كنت مكان عمرو موسى سأقدم على ورقة بيضاء استقالتي في كلمتين اثنتين فقط ...... ((( إني أرفضكم ))) وأضعها على طاولة المكتب واغادر
حتما عندها يا صديقي سيختتم رواية الذل العربي بنصر كبير !!!

الدون الذي كان يمثل أفكار العصر الكلاسيكي والفروسية
والمرافق العقلاني الذي يمثل أفكار عصر النهضة

كان الكاتب سرفانتس رائعاً

لكن هل تعلم أنه تأثر ( ربما سرق) هذه الأفكار من كاتب عربي

[طارق شفيق حقي]

الورقة الثانية

اعتصرني الذهول ... وأي ذهول !!

إن 70 مليون عربي ممن يعيشون في أصقاع هذه الأمة ... لا يحسنون فك الخط !
وهذا رقم خطير يميط اللثام عن آفة الأمية التي استشرت في مجتمعاتنا

هذا العدد ورد في تقرير لمنظمة الايسسكو

لست أدري وقد استبد بي الهم ... أيصل تواطؤ الأنظمة لهذا الحد ...
إن هذا مما ينكره أسلامنا ... ونص عليه ديننا الحنيف

على الشعوب العربية أن تفيق من سباتها الطويل وتدرك أن هذه مؤامرة حيكت بليل ...
وأسجل هنا- بالمناسبة - إيماني المطلق بنظرية المؤامرة ... ولكم أن تقرأوا أجندة العالم وما يعتوره من أحداث لتدركوا ذلك

إن المسلم لا يكون مسلما إلا إذا جعل العلم له ديدنا

وقديما كان راوي الحديث يطوي الصحارى حتى يظفر بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتجد المسلم البسيط يبحث في مساجد الحي عن حلقة دراسية يثقف بها نفسه من أمر دينه ودنياه

فهلا من سبيل إلى صحوة ٍ يا مسلمين !!

أتعلم أني أشك بهذه الإحصائيات

وازعم انهم يكذبون ولهم مأرب في زيادة الحجم الطبيعي لهذا العدد

كما كانت شعاراتهم , استعمار العالم الثالث( البلاد النامية - البلاد المتخلفة)

والحيلة هي هي

[محمد سرحان]

أتعلم أني أشك بهذه الإحصائيات

وازعم انهم يكذبون ولهم مأرب في زيادة الحجم الطبيعي لهذا العدد

كما كانت شعاراتهم , استعمار العالم الثالث( البلاد النامية - البلاد المتخلفة)

والحيلة هي هي

الأستاذ الفاضل ... مدير هذه الروضة الأدبية العبـقــة بأنسام الخزامى

دعني اتوجه اولا بالشكر المقرون بالعرفان لجميل ردكم ... وسعة احتمالكم لما اقتطعناه من نفيس وقتكم ...

بخصوص مداخلتكم الكريمة الأولى

إذن أنت من أنصار نظرية المؤامرة ؟!

قد أذهب معك بعيدا في هذا التصور .... إلا أنني لن أتطرف فيه !

ذلك أن الواقع والمشهد التربوي والثقافي بجملته ينبئنا بما هو أشد فضاعة مما تزفه لنا تلك التقارير

دونك المدارس المنتشرة في أصقاع هذه الارض العربية ... ستطحنك المفاجأة إذا علمت أن أكثر من الثلث بقليل من الطلبة لا يحسنون فك الخط ... !!

أنا لا أدعو لجلد الذات بقدر ما أدعو للنظر بموضوعية لأسباب تخلفنا الفكري والثقافي

بخصوص المداخلة الكريمة الثانية

كنت قد قرأت شيئا من هذا القبيل ... إلى أن ظفرت بالرواية نفسها فابتعتها من أحد الأكشاك منذ زمن بعيد ..وعكفت على قرائتها ... ومن البداية تجد أن سرفنتس يعترف بهذا علانية في الصفحات الأولى من روايته بأنه اتكأ على موروث عربي ... ولذلك تجده يكثر من ترداد لفظة ( المحمدي ) أو ( المحمديين ) كناية عن المسلمين

ولكن دعني أقل أن حس الرواية الساخر ... وما هي حبلى به من مواقف تعصف بالسخرية ... يجعلك تصرف ذهنك عن إيجاد رابط بينها وبين أي قصة عربية

كل الشكر أخي طارق

[محمد سرحان]

الورقة الثالثة

أن تملك منتدى على الانترنت فهذا أمر هين !
ولكن أن تجعل منتداك كعبة للزوار والأعضاء فذاك ما لا تستطع أن تتكهن به

أقول هذا الكلام ... وقد بات هذا السؤال يطل برأسه :
ما سر تسونامي المنتديات العربية في هذا الفضاء الالكتروني؟

للأسف .... المنتديات العربية اضحت ضمن قائمة التصفح الممل عندما لا نجد شيئا ؟!

الأسباب كثيرة لا مجال للخوض فيها ... فكلنا قد يعلمها ولعل أبينها وأوضحها ...هي سياسة الاستنساخ الفكري...
نزيرة هي المنتديات التي تحتفظ بشخصية وخصوصية على الانترنت وتستقطب أعدادا هائلة

الأمر الذي يبعث على الضحك... ان جمعا غفيرا من المنتديات أصبحت تشاد وتدار من قبيل المناكفة !!

أجل
فهذا أعجبته فكرة موقع فتصحو في نفسه غريزة حب التقليد.... وذاك يحاول الاسئثار بشيعته من زملائه الاعضاء فيحاول أن يلم شعثهم في مكان واحد ......فيشيد هذا وذاك منتداه يختلف فيه التصميم ... وتتفق فيه أفكار مواقع أخرى ....
وهذا أفرز – في جملة ما أفرز – داء الشللية المقيت

اعتقد أن العلاج يكمن في مدى ما تملكه من أفكار عندما تتولد لديك الرغبة في تشييد موقع او منتدى
العلاج أن تتضح في كل منتدى خصوصيته ....
العلاج أن يأتي بجديد !!!
عندها سأقول لك : هذا منتدى استثنائي !!!

[د.ألق الماضي]

طرح راقي يلامس أوجاع الأمة...
وحوار رائع...
سأحجز لي مقعدا هنا...
للمتابعة والنقاش...
بوركت...

[محمد سرحان]

يسال مداد كثير هذه الأيام بمناسبة ذكرى ما يعرف بـثورة 23 يوليو 1952 في مصر

وتتصارع أقلام المديح في رصف عبارات تمجيد هذا الإنقلاب العسكري

بيد أن قراءة ً متأنية وموضوعية لتاريخ هذه الحركة يكشف حقائق للرائي لا يمكن أن تقبل جدلا أو تحتمل أي نقاش .

فهذه الثورة جلبت الويل والثبور للشعب المصري الذي ودع طاغية واستقبل آخر ...

وعندما نتحدث عن هذه الثورة سينصرف الذهن إلى جمال عبدالناصر باعتباره قائدها وموجهها ، وهذه عبارة تحتمل نصف الحقيقة ، ذلك أنه إن كان عبدالناصر موجهها - بعد 1956 - فإنه بواقع الحال ليس قائدها الفعلي .

كل كتب التاريخ السياسي تتفق كلمتها أن القائد الرئيس لها هو اللواء محمد نجيب الذي نصفه مصري ونصفه الآخر سوداني من جهة أمه ، الرجل الذي تمتع بسماحة هيأت له شعبية جارفة في أوساط العسكر قبيل ثورته .

بيد أن محمد نجيب أطيح به في إنقلاب ابيض قاده البكباشي جمال عبدالناصر في 1956 ، وبهذا التاريخ تبدأ صفحة الطاغية الناصري الجديد ، الذي ظل نظامه الإرهابي الدونكيشوتي محرك الخيوط على مسرح الأحداث السياسية التي عصفت بالأمة بين 1956 - 1970 .

والحديث عن مجازر هذا النظام سيدخلنا في خطابة لا تنتهي ، فشمسها السوداء ما زالت ترسل خيوطها على سماء التخلف العربي ، التخلف الذي كان أبرز صناعة لهذه الثورة المشؤومة .

والذين يتغنون بمآثر الناصرية كالسد العالي الذي لا يزال التاريخ يذكر له هذا العمل على أنه مأثرة ، وما كان مأثرة بل وبالا على مصر .

إن أقل سلبية يوصم بها السد العالي - بشهادة كبار المهندسين الزراعيين - هو حجبه الطمى عن مجرى النيل الذى يعد خصبا طبيعيا للأرض الزراعية ، وإن انعدام هذاالطمى سيسبب نحرا فى شواطىء النيل والقناطر المقامة عليه مما يعرضها لأخطار الإنهيار .

اما الذين يتحدثون عن مجانية التعليم في عهده ، أدركوا الآن أنها سياسة فاشلة وصلت بالتعليم إلى درجة الحضيض ، تعليم قتل روح الابتكار والإبداع في نفوس الناشئة ، بشهادة كبار التربويين في مصر .

وسوف لن ننسى حروبه الدونكيشوتية في اليمن التي أهدر فيها مال الشعب وفلذات أكباده ، انتهت بهزيمة مشينة سحقت فيها كرامته .

والذين يتحدثون عن فضيلة " الوحدة " مع سوريا ، فسوف تصفعهم أحداث الثلاث سنوات من عمر تلك الوحدة ( 1958 - 1961) ، تلك الثلاث التي حول فيها البلد السوري الى عزبة له وزبانيته ، ونصَّب عبدالحكيم عامر جمالاً آخر على سوريا .

لقد فضحت نكبة 67 الستار الكرتوني الهش الذي كان يختبيء وراءه هذا النظام البائد ، فضحت الشعارات التي كان يلوكها ، والمفارقة المضحكة يوم أن خرج على شاشات التلفزة في التاسع من حزيران يكفكف بمنديله دموع التماسيح ويعلن عن مسرحية التنحي ، ثم تخرج المظاهرات في اليوم التالي مطالبة ببقائه ، وكأن رحيله هو الهزيمة والنكسة ! .

وقد كشفت بعض الزبانية المقربين من نظامه أنّ المخابرات المصرية كانت هي المحرك الفعلي لتلك المظاهرات التي تهتف بـ : " عودة الزعيم الملهم والبطل " .

ورغم إدانتي الكاملة لنظام السادات - الذي لا يقل بشاعة عنه - إلا أني أصفق لثورته المضادة التي كانت انقلابا شاملا على ذلك العهد الناصري الذي رسخ عبودية الفرد .

عموما لن تستطيع كل مساحيق التجميل الكتابية - هذه الأيام - أن ترمم وجه هذه النظام القبيح .

[محمد سرحان]

رغم أن صفحات ميلادي من الطُبعة الأخيرة في كتاب القرن المنصرم ، إلا أن ذائقتي ما زالت تدير رأسها للوراء ، تحديداً أيام العصرالبرلنتي لميكرفون الإذاعة .

بالأمس كنت ُ أرهف السمع لإحدى تسجيلات أم كلثوم ، ويقدم للحفلة الإذاعي المصري الكبير جلال معوض ، ألفيتني مترنحا في مستنقع الانبهار بين عذوبة صوت أم كلثوم وجَلال تقديم جلال ! .

صَوْتٌ كلاسيكيٌّ مِلؤُه الرَّزانة يخترق أهداب القلب ، مُحِيلا الميكرفون آلة ًموسيقية تعيد رجع صوته في آذاننا لحنا عذبا .

كان مدرسة جليلة الخطر ،وما من غرابة أن خلعوا عليه أيامها لقب كبير المذيعين . كان صوته سمير الآذان في الخمسينيات والستينيات . وما من مذيع إلا وخرج من معطف هذه المدرسة الجلالية .

كان أول من فض بكارة فكرة حفل [أضواء المدينة ] ، وأضواء المدينة هذه احتفالية غنائية ضخمة كانت تتعانق فيها حناجر أساطين المغنى وقتها كعبدالحليم حافظ والأطرش وصباح ومحمد رشدي وغيرهم باستثناء أم كلثوم وعبدالوهاب .وكان جلال معوض المايسترو الذي تنتظر الحناجر اشارته في تلك الاحتفاليات الغنائية فلقد كان المشرف والمنظم .

وفضلا على هذا ، كان لمعوض أياد ٍ بيضاء على الثقافة ؛ إذ كان يحرص على تقديم وجبات دسمة من البرامج الإذاعية الثقافية التي تتخم آذان المستمعين متعة وفائدة . ومن ذلك برنامجه الشهيرقراءة فى كتاب الذي قدمه للميكروفون عام 1986 .

وكان على حبل صداقة وثيق مع كبار السياسين والفنانين والأدباء الذين يخلعون عليه كل تقدير وتبجيل لموهبته الاذاعية الفذة ، حتى إنه كان تميمة النجاح التي تتفائل بها أم كلثوم التي تحرص على ان يزف بصوته تقديم حفلاتها مباشرة على المذياع .

ترجل هذا الاعلامي عن صهوة ميكرفونه عام 1997 ليودعه وداعا أبديا .
وما زال المذياع – بتأمل عبثي - ينتظر جلال معوض آخر … وأنى له ذلك !

.

ملحوظة
[ يوجد ملف مرفق مضغوط ، فيه تسجيل لصوت الإذاعي الكبير جلال معوض ]