النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الانتحال والسرقات الأدبية مرة أخرى ..بقلم/ سمير الأمير

  1. #1 الانتحال والسرقات الأدبية مرة أخرى ..بقلم/ سمير الأمير 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية سمير الأمير
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    66
    معدل تقييم المستوى
    18
    الانتحال والسرقات الأدبية مرة أخرى...بقلم/ سمير الأمير
    ****
    الانتحال والسرقات الأدبية
    بقلم/ سمير الأمير*
    *******
    يرجع انشغالى بمصطلح Plagiarism لسببين، السبب الأول هو اعتقادى أن بعض القائمين على تحرير الصحف فى الوطن العربى ربما لا يدور بخلدهم أن حالة الفساد التى تعيشها المجتمعات العربية على المستوى الاقتصادى والاجتماعى والسياسى قد ألقت بظلها أيضاً على العاملين بالكتابة من صحفيين ومبدعين والسبب الثانى هو أننى أعتبر أن السرقات الأدبية أو الانتحال أبشع وأكثر فساداً من كل أنواع الفساد التى قد أصابت مجتمعاتنا العربية فى العقود الأخيرة لأننا هنا بصدد سرقة الأفكار والأدمغة أو قل أن الفساد هنا يصيب " الرأس مباشرة"
    ويعتمد هؤلاء اللصوص من الكتبة( إذ لا يجوز أن نطلق عليهم كلمة " كُتّاب"- يعتمد هؤلاء على أن أصحاب الأعمال المنتحلة أو المسروقة هم من النبلاء الذين لا يقع بروعهم أن أحدا سوف تمتد يده لتسرق خلاصة فكرهم ونزف وجداناهم وعقولهم،
    أود أن أقول أيضاً أن هؤلاء اللصوص يشبهون أقرانهم من اللصوص العاديين كونهم يبحثون عن الشهرة السريعة دونما بذل لأي جهد تماماً كما يبحث التاجر الفاسد عن الثراء السريع وكما يغش الطالب فى الامتحان ليحصل على درجات لا يستحقها، والسرقة الأدبية ليست مجرد نسخ نصوص أو استعارة أفكار الآخرين كما يظن الكثيرون و كما كنت أنا أعتقد قبل زيارتى لموقع plagiarism الذى يقدم تعريفا واضحاً " للسرقة الأدبية" ويزود العاملين بالصحافة بأدوات لاكتشاف أصالة المواد التى يقدمها الكتاب للنشر ولمنع المنتحلين من انتحال أفكار وإبداعات غيرهم ولذلك أرى أن على الناشرين والعاملين بتحرير الصحف زيارة هذا الموقع على الإنترنت للاستفادة بما يقدمه من معلومات فى هذا الصدد وعنوان الموقع هو http://www.plagiarism.org/index.html
    ويذكر الموقع تعريفات قاموس ويبستر لمصطلح " الانتحال أو السرقة الأدبية" كما يلى وأنا هنا أترجم- عن الإنجليزية ما ذكره الموقع نقلاً عن قاموس ويبستر:-
    1-يعد من قبيل السرقة الأدبية أى نقل لأفكار أو كلمات شخص من قبل شخص آخر بقصد نسبتها إلى نفسه
    2-استخدام أى منتج فكرى دون الإشارة إلى المصدر
    3-تقديم عمل سابق يخص آخرين، على أنه جديد وأصيل
    بل أن القانون الأمريكي يعتبر مجرد ذكر عبارة أو فكرة فى مقال أو كتاب لشخص آخر دون وضع علامات التنصيص من قبيل الانتحال أو السرقة الأدبية.
    ويحذر الموقع أيضاً طلاب المعاهد الصحفية من أن جريمة السرقة الأدبية عقوبتها الرسوب والطرد من المعاهد وأقسام الصحافة
    ويقدم موقع " لصوص مشهورين" وعنوانه على الإنترنت :- http://www.famousplagiarists.com/hallofshame.htm يقدم صفحة بعنوان غرفة العار تحتوى على أسماء بعض أشهر سارقى الأعمال الأدبية والفكرية ويصفهم بعبارة " أسوء الأسوأ" worst of worst ومن الطريف أن الموقع يضع اسم " أسامة بن لادن ضمن غرفة العار بسبب ما يقال عن سرقته لقصيدة تنتمى لشاعر أردنى يدعى"يوسف أبو هلاله" كما جاء بمقال كتبه جودس شولفيتز بالنيويورك تايمز بعد 11 سبتمبر( والحقيقة أن بن لادن كان قد قرأ القصيدة فى شريط فديو ظهر فيه ويقال أن الشاعر الأردنى كان يعمل بالتدريس بالمملكة العربية السعودية لمدة عشرين عاماً وهو من المعجبين ببن لادن وربما ذكر الموقع أسامة من ضمن سارقى الأدب لكونهم لا يعلمون أنه من الممكن للشخص العربى أن يقرأ شعراً دون أن يذكر مؤلفه، أو ربما كان وجوده فى غرفة العار ضمن الحملة على الإرهاب)
    ولكن المثير أيضاً هو وجود الزعيم الأسود " مارتن لوثر كنج " ضمن الغرفة وذلك بسب اللغط الذى دار فى الصحافة العالمية حول رسالته للدكتوراه ويعترف الموقع بعظمة "مارتن لوثر" كزعيم سياسى وشخصية تاريخية ولكنه ينحى باللائمة على الذين يدافعون عن أخطائه فى رسالة الدكتوراه التى تمثلت فى عدم الإشارة إلى بعض مصادر فكرته.
    تناول الموضوع فى الصحافة العربية
    ومع انتشار استخدام الانترنت واستشراء ظاهرة السرقة الأدبية حذرت بعض الصحف العربية من تلك الظاهرة فنشرت صحيفة السياسية الكويتية مقالاً للدكتور أحمد البغدادى بتاريخ 3/ 5/ 2005 تناول فيه البعد التاريخى للجريمة فذكر كتاب ابن وكيع" المنصف للسارق والمسروق"
    وذكر بيت طرفة بن العبد" ولا أغير على الأشعار أسرقها... عنها غنيت وشر الناس من سرق" وأوضح الدكتور أحمد البغدادى الفرق بين التأثر الفكرى وتوارد الخواطر والسرقة الصريحة وتحدث عن اتهام ابن الرومى للبحترى بسرقة أربعمائة بيت من أبى تمام، غير أنه اختتم مقاله بسؤال يبدو غريباً فقال"هؤلاء الشعراء الكبار سرقوا - كما يتهمهم البعض - مئات الأبيات الشعرية، فماذا يعني سرقة بعض الفقرات من مقالات ؟!
    وبعدها تناولت جريدة "الشرق الأوسط" الموضوع فى عددها الصادر بتاريخ 28 /6/ 2005 ونصحت الصحف باستخدام برنامج «ترنتن» Turnitin" وقالت الجريدة أنه واحد من اشهر برامج مقارنة النصوص وقد تم تطويره ليساعد فى الكشف عن السرقات الأدبية،
    كما نشرت مجلة " أقلام" الثقافية والتى تصدر فى غزة مقالاً" لسامر سكيك" تحدث فيه عن تعرض قصائده للسطو من قبل محترفى السرقات الأدبية واقترح تطبيق قانون" من أين لك هذا؟" على هؤلاء الذين أسماهم "الأسطوريين" الذين ينشرون أعمالاً قد لا تتسع أعمارهم وخبراتهم لكتابتها وأنا أتفق معه تماماً لأن المرء كثيراً ما يتعجب حين يقرأ بعض الدراسات التى تحتاج لثقافة موسوعية وخبرة متخصصة ثم يجد أنها موقعة بأسماء مدعى الثقافة وأنصاف الموهوبين لكن الأمر لا يستمر طويلاً إذ سرعان ما تنكشف سرقاتهم وتضح المصادر التى سرقوا منها ما يدعون أنه إبداعهم. وكانت جريدة "القاهرة" قد سبقت تلك الجرائد بنشر مقال فى عددها الصادر فى 24 / 4/2001 دافع فيه الكاتب من طرف خفى( أو هكذا بدا لى) عن الاقتباس الذى يراه مختلفاً عن السرقات الأدبية قائلاً " ومن المعروف أن الكاتب حين يعلن أفكاره ويجاهر بها فى كتبه ومقالاته، تصبح تلك الأفكار ملكاً للقراء وعرضة للاقتباس" وأضاف الكاتب " لكن اقتباس الأفكار لا يكفى وحده لإطلاق صفة السارق على المقتبس "وأنا هنا أختلف معه لأن تجاهل المقتبس لذكر مصادر اقتباسه أو حتى مجرد إغفاله لعلامات التنصيص يُعد جريمة سرقة كاملة الأركان وعلينا أن نفرق هنا بين" التناص" الذى ينطوى على تقاطع الأفكار وهو شيء مشروع وبين" التلاص" وهو نقل الأفكار كاملة ولا تنفى إعادة صياغة الجمل التهمة عن الكاتب السارق بأى حال من الأحوال والغريب أن الكاتب ختم مقاله بما يشبه الثناء على بعض الكُتاب السارقين قائلاً " كم من الكتابات المسروقة بدت أجمل فى الحلة التى أسقطها السارق عليها حتى أن النص الأصلى غدا تقليدا مسبقاً للنص المسروق" ولعل ذلك من أغرب ما قرأت فى هذا الموضوع ولكن لم الاستغراب إذا كان ابن المعتز المتوفى سنة 292 هجرية قد تحدث عن ما أسماه " السرقات المحمودة والسرقات المذمومة" ولكنها على أية حال وجهة نظر جديرة بالتأمل المشوب بالحسرة فى زمن أصبح فيه كل شىء مجرد وجهة نظر!!
    ولعل أفضل ما قرأت من كلمات فى هذا الموضوع هى كلمات الشاعر الفرنسى العظيم الفرد دى موسيه" كم أحتقر كذّبة الأدب ومزيَّـفيه! قد لا تكون كأسي كبيرة، لكني لا أشرب إلا من كأسى"
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: الانتحال والسرقات الأدبية مرة أخرى ..بقلم/ سمير الأمير 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمد سرحان
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    بقعة حبر
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    18
    هم أحفاد خلف الأحمر يا صاح !
    ولكن لتطمئن بالا ... أن هذا الفيروس الذي ينخر جسد الكتابة العربية ... قد ترنح تحت مصل ازدياد الوعي الثقافي !

    وهم - على قلتهم - إن كانوا قد تدثروا بدثار كتابات أقوام آخرين ... لوقت خلا... فلقد أصبحوا الآن عراة ... وانكشف زيف اللعبة
    " يا شهرزاد ُ
    نفد الكلام ... وما ابتدأنا بالكلام "

    للقلم والبندقية فوهة ٌ واحدةٌ
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. محمود درويش ..بقلم/ سمير الأمير
    بواسطة سمير الأمير في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 26/08/2008, 10:48 PM
  2. الغرق هناك... الغرق هنا بقلم/ سمير الأمير
    بواسطة سمير الأمير في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25/02/2008, 07:39 PM
  3. السرقات الأدبية.. سرقة الأدمغة..بقلم/ سمير الأمير
    بواسطة سمير الأمير في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 20/01/2008, 10:42 PM
  4. تاريخ الشر .. بقلم/ سمير الأمير
    بواسطة سمير الأمير في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 21/05/2007, 07:14 PM
  5. قراءة فى قصيدة.. بقلم/ سمير الأمير
    بواسطة سمير الأمير في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20/04/2007, 12:56 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •