أين أمانة الأقلام !!!؟؟؟." ابنة الشهباء "

[ماجدة2]

أعطيك صورة عن قلوب ميتة،

مستشفيات مات فيها الضمير و عشش فيها الإهمال و اللامبالاة:

غرفة توليد النساء بها أربع طاولات للتوليد و طاولة واحدة فقط متحركة لتلقي المولود حال الولادة ،
تخيلي هذه الحال مع أربع نساء كلهن على وشك وضع مواليدهن ، لو تعلمين كم مولودا مات لا لسبب إلا لأن الممرضة الراكضة بالعربة لم تتمكن من الوصول قبل خروج المولود ، فخرج هذا الأخير ليجد الفراغ هو الذي يتلقاه ليسقط ليرتطم رأسه الصغير مباشرة بالأرض ، ليموت في لحظته

تخيلي فلانة تأتي من الريف لتلد في المستشفى فتصرخ الممرضات عليها يلومونها لعدم بقائها في الريف لتلد بالطريقة التقليدية بين عشيرتها و قد تتعرض للضرب و الإهانة و الإحتقار لأنها ليست إبن فلان ، لأنها ريفية لا تعرف شيئا جاهلة ، يعاملونها مثل ما يعاملون الدواب،
تخيلي حين تشعر هذه المسكينة بأنها ستضع جنينها فتبدأ بالصراخ و لا ممرضة واحدة تستجيب لها فتسارع عنوة إلى طاولة الولادة رغم صراخ الممرضات عليها و سبها ليسقط جنينها و هي تصعد على الطاولة ليتدحرج جنينها على سلم الطاولة و ينتهي ميتا في الأرض

[ماجدة2]

تخيلي فتاة في مقتبل العمر ، تسقط مغشيا عليها في الطريق و لا أحد يسارع إليها ، تبقى ملقاة في الأرض حتى تعود أختها الصغيرة بالمدد من أفراد أسرتها، يحملونها للمستشفى و ماذا يجدون في المستشفى؟
ممرضات قاسيات لا يخسرون عليهم سوى عربة متحركة ، واحدة تصرخ و تقول ماذا سأفعل لها أنا؟ و الأخرى تمضغ علكة ....
و الطبيب غير موجود...
موقف مرير كهذا يتزامن مع حال الفتاة تلفظ أنفاسها تعيش آخر لحظاتها مع الإهانة و تموت وسط الإهانة لها و لأسرتها...

هل هذه قلوب حية ؟ أم مجرمون؟
كيف نسمى وضعا صار تحول التمريض فيه إلى إجرام؟

[ماجدة2]

و ماذا نسمي أوضاعا قاسية تُغلق القلوب و العيون فيقتل الأخ أخاه
أو تقتل البنت والدها ببندقية؟
أو يقتل الإبن أمه؟ في أمة المسلمين

[ماجدة2]

و ماذا نسميه وضعا حين ينسى الطبيب الجراح مقصا و ضمادات في بطن التي أجريت لها العملية لتتعفن أمعاؤها الغليظة و تغدو بين الحياة و الموت؟

[ماجدة2]

و ماذا نسميه وضعا حين تُترك قرى في ضواحي عاصمة ما دون كهرباء دون ماء دون غاز دون بناء ، فيتكاتف القرويون الفقراء و يصنعون لأنفسهم أكواخا من القصدير و قمامة الحديد المرمي و مخلفات السيارات و الشاحنات و التبن و القش ، و القماش المهترئ يستعملونه مثل الأبواب ، و يشربون من مياه المصاريف لا خيار لديهم ، و يمرضون بشتى الأنواع من الأوبئة ، يحتضرون تدريجيا ، مكان لو تشوفيه و قطعة مأساة تجعلك ترمين قلبك نحو الخارج....

و آخرون يعيشون في أحياء و مباني قديمة على وشك الإنهيار على رؤوسهم و من حين لآخر يكون أحدهم أو أسرة بأكملها ضحية سقف إنهار


و ماذا عن الذين لم يجدوا مكانا يسترهم للعيش فوق الأرض فتستروا بالعيش تحت الأرض داخل أنفاق...

و ماذا عن الجوع الذي بإمكانه أن يقتل أسرة بأكملها ؟ لا لشيء إلا لأن كبرياءها يمنعها من أن تذل نفسها بالمسألة

[ماجدة2]

تُرى حين يقتل الولد أباه ، كيف سيشبُ الصغار الذين شهدوا الجريمة؟
حين يقتل الأخ أخاه كيف سيشب الصغار؟

حين يتحول المستشفى إلى مجزرة ؟
حين يمسي الطبيب و الإهمال سبب الموت؟

صحيح تعددت الأسباب و الموت واحد ، لكن ما أقساه ما أمرَّه من سبب حين تُعكس الموازين....

و هؤلاء المتخبطون في مناطق الفقر و الهمّ و الحرمان ، كيف سيشبُ صغارهم؟

ناهيك عن الإنحلال الخُلقي الذي يعج هنا و هناك ؟

و للأسف كل ذلك عندنا يا مسلمين ،
سواء أرضيتم أم كرهتم ، ما ذكرته حقيقة مُرّة
ربما أنتم لم تتشرفوا بعيشها بصفة ملموسة قريبة
لكن هناك من يعيشها كل يوم
ليس في كولمبيا و لا الأرجنتين و لا البنغلاديش و لا الهند ، و لا أفريقيا الوسطى و الجنوبية فحسب
بل عندنا نحن أيضا المسلمون،

[ماجدة2]

ثم أقول لك خطرا آخر بات يهددنا أختي الكريمة

الحملات التبشيرية تستغل كل مآسينا لمصلحتها ، تستغل الفقر و الحرمان و الهمّ و عدم توافر فرص العمل لتغري الشباب بالحياة الكريمة في ظلها في ظل الصليب ...
كونوا صليبين و سأعطيكم كل شيء العمل و المنزل و الحياة الكريمة و تأشيرة الذهاب إلى الغرب و الحياة في الغرب و في أستراليا
و ليس كل الشباب قويا ، مشربا بتعاليم دينه ، هذا الدين الذي يحاول القريب و البعيد محي روحه من القلوب ، غسل مخ هذه الأجيال الصاعدة بثقافة الغرب ،
تخيلي جيلا صاعدا فارغا روحيا مع الفقر و الظلم و التهميش و لا أمل يلوح للحصول على لقمة العيش ، ألن يكونوا فريسة سهلة للحملات التبشيرية ، هم للأسف كذلك

أتدرين أين بدأت تمركز قواعدها هذه الحملات ؟ في المناطق النائية المحرومة في قلب الصحراء حيث لا رقابة هناك و هناك الناس البسطاء البدو الرُحَّل الذين لم يعرفوا سوى الفقر و الترحال ، فريسة سهلة جدا لأخطبوط الغرب ، فريسة تمنحهم أفقا واسعا يتطلعون إليه : تمزيق الأمة و التوسع

[ماجدة2]

أختي الكريمة لا أحد ينكر أطماع الخارج فينا
لكن أغلب همنا للأسف نابع من داخل أمتنا ....و الهمّ الداخلي بمثابة شلل ، يشل كل شيء ، يشل كل تقدم على مستوى الداخل و الخارج ،

لذلك صار لزاما علينا أن نرى التعفن الداخلي عندنا كما يجب ،
قبل كل شيء ، نحتاج الرؤية الواضحة لكل شيء، لواقعنا من جميع الجوانب السلبية و الإيجابية ،

علينا خلق و دعم الإيجابية،
علينا قهر السلبية ،

[بنت الشهباء]

أختي الكريمة بنت الشهباء ، لقد قال الإمام الغزالى (رحمه الله) ذلك فعلا

على كل ، حتى و إن بالغ في وصفه ، لكن لا يمكن نعت ما يوجد عندنا من "عفن" بالنظافة
هناك نقاط سوداء في ماضينا و حاضرنا لا يمكن تجاهلها
هناك أمراض ظاهرة و باطنة فينا لا يمكن التستر عليها
و لعمرى الأمراض المخفية للقلوب أشد و أفتك خطرا من غيرها
ثم في حقيقة الأمر، الإعتراف بما يوجد من العفن ، لا يجب أن يكون عاملا مثبطا محبطا بل بالعكس لا بد أن يكون البداية ، توعية بواقع مرّ ، محفز ، دافع للنهوض حقيقة ، بجدية ، للعمل...العمل المتواصل الدؤوب العقلاني الرزين لتطهير أنفسنا ، أسرنا ، أفكارنا ، مجتمعاتنا ،
بإذن الله سأعود لهذه النقطة
ثم متى نصر المولى سبحانه و تعالى المسلمين ، ضد الصليب أو التتار أو غيره ، أليس حين توحد المسلمون و تخلوا في تلك الفترات عن الدنيا؟، تخلوا عن أموالهم و أنفسهم من أجل الدين من أجل الله و أخلصوا قلوبهم لله عز و جل؟
نصر المولى سبحانه و تعالى للأمة لا يأتي من العدم ، لا بد أن تكون أهلا لذلك ، و التوحد و إخلاص النية لله سبحانه و تعالى لا يتوفر حين نحب الدنيا و نكره الموت ، حين تختفي روح التضحية من قلوبنا
و للأسف كثيرة هي القلوب الميتة ، لماذا ماتت قلوبنا؟
كيف نحي قلوبنا الميتة ؟ علينا الإعتراف أولا بوجود الداء، إن لم نعترف بوجود الداء كيف سيتأتى علاجه؟ أظنها البداية الصحيحة

لي عودة بإذن الله أختي الكريمة

بوركتِ في طرحك

أختي الكريمة

ماجدة

أولا أريد منك دليلا قاطعا على أن حجة الإسلام الإمام الغزالي قد قال هذا القول – حاشا لله أن يكون قد قال مثل هذا القول –

والأمة مهما مرّ عليها من أزمات ونكبات , وتشرد وضياع لكن ستبقى إلى قيام الساعة خير أمة أخرجت للناس , وستبقى طائفة من الأمة تدافع عن دينها ونبيها إلى قيام الساعة

وصدق النبي الأمي – صلى الله عليه وصحبه وسلم -

" لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس" .

رواه أحمد والشيخان عن معاوية.

فأمة الإسلام يا أختي أكرمها الله وجعلها أمة وسطا وفي هذا يمنحها التمييز في كل المجالات الحياتية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية على باقي الأمم , ويمنحها القيادة التي خلقت من أجلها ...

إنها الأمة الوسط التي ستشهد على الناس جميعا , وتبدي رأيها فتقول هذا حق وهذا باطل لذلك يا أختي إن من يسيء لنبينا وديننا يعلم حق اليقين أن أمتنا هي خير الأمم في وسطيتها التي أكرمها الله بها , ورفع من شأنها بين الأمم ...

ولنسمع معا إلى حديث معلم البشرية جمعاء

عَنْ أَبي صَالِح , عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :

يُجَاءُ بِنُوحٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ هَلْ بَلَّغْتَ فَيَقُولُ نَعَمْ يَا رَبِّ. فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ هَلْ بَلَّغَكُمْ فَيَقُولُونَ مَا جَاءَنَا مِنْ نَذِيرٍ. فَيَقُولُ مَنْ شُهُودُكَ فَيَقُولُ : مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ. فَيُجَاءُ بِكُمْ , فَتَشْهَدُونَ , ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) قَالَ عَدْلاً (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا).

أخرجه أحمد

فكيف إذا من الممكن أن يقول حجة الإمام الغزالي رحمه الله هذا القول !!!؟؟؟...............................

[ماجدة2]

أختي الكريمة

لا أملك دليلا

لا أملك إلا أن أقول أنه قالها في أحد محاضراته لما كان مقيم عندنا
و ذلك منذ عدة سنوات ....رحمه الله لكنها بقيت راسخة في ذاكرتي...
هذا كل ما لديّ

ثم المقولة لا شيء فيها ما يدعو لردّ فعل مثل هذا

على كل لا أجبرك على تصديقي

نسأل الله الهداية و المغفرة


أظن الأمثلة التي أعطيتك إياها أعلاه كافية لإعطاء نظرة على جزء فقط من المنكر الذي ينخر جسد هذه الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس

اللهم نسألك الهداية و الفرج

[بنت الشهباء]

أختي الكريمة

لا أملك دليلا

لا أملك إلا أن أقول أنه قالها في أحد محاضراته لما كان مقيم عندنا
و ذلك منذ عدة سنوات ....رحمه الله لكنها بقيت راسخة في ذاكرتي...
هذا كل ما لديّ

ثم المقولة لا شيء فيها ما يدعو لردّ فعل مثل هذا

على كل لا أجبرك على تصديقي

نسأل الله الهداية و المغفرة

أظن الأمثلة التي أعطيتك إياها أعلاه كافية لإعطاء نظرة على جزء فقط من المنكر الذي ينخر جسد هذه الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس

اللهم نسألك الهداية و الفرج

لكن يبقى علينا بالرغم من هذه الأمثلة التي أوردتيها هنا
يا أختي ماجدة
أن ندرك جيدا بأن الأمة لم ولن تموت مادامت كلمة التوحيد تصدح في الآفاق على مر الدقائق

ويكفينا فخرا وعزة أن الله
منّ علينا بنعمة الإسلام , وأرسل إلينا نبينا الأمي ليكون رحمة للعالمين جمعاء , وأعطاه خمسًا لم يعطها لنبي قبله لنكون خير أمة أكرمها الله برسالة خاتم الأنبياء ....
عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال :

((أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي :
نصرت بالرعب مسيرة شهر
وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ،
فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل
وأحلت لي المغانم ولم تحل لأحد قبلي
وأعطيت الشفاعة
وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة))

صحيح البخاري 1/128 ، حديث رقم 328 ، وصحيح مسلم 1/370 ، حديث رقم 521 ، ومسند الإمام أحمد 3/304 ، حديث رقم 14303 ، وغيرها كثير .....

[محمد عبد الستار طكو]

أختي العزيزة عندما يستطيع بضع آلاف من فلسطيني غزة كسر حواجز دولتين وسلطة
ألا يسوقنا هذا الاعتراف بأننا أمة جبارة
أنا لا أتحدث عن الخانعين مع العلم أنهم الأكثرية
لكن ما يجب التحدث عنه هو أولئك الذين يرتعد المحتل والعميل معاً عندما يسمع بهم
و عندما تتحدثين عن أمة فعليك أن تضعي في الحسبان عصوراً من الازدهار وعصورا من الركود
المهم أن نعرف كيف نرمي عن كاهلنا غطاء الركود
وهذا لن يتحقق إلا من خلال أقلام المفكرين والعلماء فهم من يشعون شموع الغد