النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: قصة / أكذوبة البوح

  1. #1 قصة / أكذوبة البوح 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية بنور عائشة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    239
    معدل تقييم المستوى
    18
    قصة / أكــذوبة البــوح .

    بقلم / بنور عائشة ــ عائشة بنت المعمورة ــ




    استسلمت له في لحظة هيام وراحت تداعب أحلامها معه وهو يشد على يدها.. يقبلها.. يحضنها، أعمت كل العيون التي كانت تنظر إليها.. استطاعت أن تسكت سخرية صديقاتها بها وأنه ليس من مستواها العائلي، بركوبها سيارته الفاخرة..
    كل يوم ينتظرها عند باب المبنى الجـامعي يغريها بهدايـاه وبالأغـاني الصاخبـة وبالبحر وزرقته وافتراشهما الرمل تحت جـدائل الليل البهيم يتأملان النجوم والقمر الساطع..

    جاءت "سعـاد" من أقصى الخريطة الجغرافية.. حالمة بالمستقبل تحمل على كتفها حقيبة رمادية صغيرة.. مرتدية جلباباً يميل إلى الأزرق الداكـن، تغطـي رأسها بخمار أسود.. تنتعل حـذاءً بنياً، ولشدة حيائها لا ترفع عينيها كلما تحدث إليها أحد فتطرق ببصرها إلى الأرض خجلاً.. متفوقة في دراستها لكنها متقوقعـة على نفسها بحكم تربيتها المتشددة وعادات وتقاليد بيئتها الصغيرة.. أفهمتها أمها منذ نعومة أظافـرها أن الشرف غال وأن كل رجل يتحدث معها أو يقترب منها يـود الظفر بها، وكانـت تلـك وصية أمها الدائمة ((حذار من الرجال يا ابنتي..)).

    هذا الهاجس المتردد في مسمعها المتمرد على ذاتها لم يفارق جوفها وتحسب خطواتها به كلما أراد أحد الزملاء في الصف التحدث إليها…

    نادتها "أحلام" في أمسية يوم الأربعاء بعد خروجهم من المدرج ساخرة "بالقطة العمياء" وهي ابنة العاصمة المتمرسة، وكم أثّر ذلك فيها أمـام الجميع وهي تنظر إلى هندامها البسيط ويدها تتحسس خمارها الأسـود الذي لا يـنزلق من علـى رأسها وتحمر وجنتاهـا خجـلاً، ثم خرجــت مسرعة باتجاه الشجرة الكبيرة التي اعتادت الوقوف تحت ظلها وكل واحد ينظر للآخر ساخـطاً.. ضاحكاً.. مشـدوهاً.. إلا هـو وقف مسندا ظهـره إلى الحائـط يعيد كلام "أحلام" في تفكير عميق،، يصول ويجول وقد انفتحت أساريره لهفة وجنوناً؟؟

    "كمـال" لا يكتـرث بالدروس وبالمستقبل المنشـود.. طباعـه شرسة،، لكن وسامتـه وطريقة كلامـه وإشـارات يديـه تزيـد من احتوائه للآخريـن، فرحلات أوروبا تضمـن لـه الحيـاة الرغدة والسيـارات الفاخـرة تكسبه الرهبـة والطاعـة وبذلاتـه الأنيقـة المختلفـة الألوان تفرض له الاحتـرام والتقدير..

    كان يصعد آخر الزملاء، ويسرق أول النظرات منهـا، يتعمد إثارتها وقبوله بها في نفسه،، يدغـدغ مشاعر اللعبة والمساومة كأول الخطوات،، يستفز حياءها بقهقهاته العالية ويسقطها في عناد مكابر..

    اليوم بارد والحركة قليلة والبرد يرعش الأجساد فينفـخ الدفء في القلوب الصامتة،، يعاوده الحنين دون أن يشعر بوجود الآخرين غير مبال للغمزات والهمسات التي تلاحقه… عاود الابتسامة نفسها وبإشارة منه حدد اتجاه المكان الذي يراها فيه، فهزت الرأس وبادرته بنظرات الشوق واللهفة وكانت نهـاية البداية حيث كان "كمال" متمرداً على وجع الذاكرة وأحلام العشق، يلقي بجثتـه في دوائر الوهم مجنونـاً،، يعلن العشق المتعب وحيداً في فضاء المتاهات.. تشتعل فيه اشتهاءات جسد في ليل مثخن بالجراحات،، يتقزز منه،، يمضي شاهراً عصيانه بأكذوبة شهوة البوح والخطايـا …

    زوجتك نفسي وكانت أول القبلات وآخر الكلمات فيتنكر لها المكان والزمان، وتتنكر لها لحظة الولادة الخاطئة إذ ولجت إلى زنزانة الأكذوبة..

    اقتادتها أحلامها إلى دنـيء يسقط عند صهيل جسد تملـؤه فاجعة حب امرأة صدقت الأكذوبـة وبقايا العمر أشلاؤه حطاماً منسياً، وعانقت ابتساماتها وحياؤها دموعاً تتوارى في محراب الضياع والرذيلة، وروحاً بريئة تسكن أحشاءها.. منحها العمر موتاً جديداً وليلاً يرخى سدولاً من العار والفضيحة والألم.. أسكنت الغربان في خلدها، فهبت عليها رياح أقصى الخريطة الجغرافية تنذر برحيـــل أبدي ونسائـــم موت يطاردهـــــــــا..
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: قصة / أكذوبة البوح 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية ابو مريم
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    985
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    19
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنور عائشة مشاهدة المشاركة
    قصة / أكــذوبة البــوح .

    بقلم / بنور عائشة ــ عائشة بنت المعمورة ــ




    استسلمت له في لحظة هيام وراحت تداعب أحلامها معه وهو يشد على يدها.. يقبلها.. يحضنها، أعمت كل العيون التي كانت تنظر إليها.. استطاعت أن تسكت سخرية صديقاتها بها وأنه ليس من مستواها العائلي، بركوبها سيارته الفاخرة..
    كل يوم ينتظرها عند باب المبنى الجـامعي يغريها بهدايـاه وبالأغـاني الصاخبـة وبالبحر وزرقته وافتراشهما الرمل تحت جـدائل الليل البهيم يتأملان النجوم والقمر الساطع..

    جاءت "سعـاد" من أقصى الخريطة الجغرافية.. حالمة بالمستقبل تحمل على كتفها حقيبة رمادية صغيرة.. مرتدية جلباباً يميل إلى الأزرق الداكـن، تغطـي رأسها بخمار أسود.. تنتعل حـذاءً بنياً، ولشدة حيائها لا ترفع عينيها كلما تحدث إليها أحد فتطرق ببصرها إلى الأرض خجلاً.. متفوقة في دراستها لكنها متقوقعـة على نفسها بحكم تربيتها المتشددة وعادات وتقاليد بيئتها الصغيرة.. أفهمتها أمها منذ نعومة أظافـرها أن الشرف غال وأن كل رجل يتحدث معها أو يقترب منها يـود الظفر بها، وكانـت تلـك وصية أمها الدائمة ((حذار من الرجال يا ابنتي..)).

    هذا الهاجس المتردد في مسمعها المتمرد على ذاتها لم يفارق جوفها وتحسب خطواتها به كلما أراد أحد الزملاء في الصف التحدث إليها…

    نادتها "أحلام" في أمسية يوم الأربعاء بعد خروجهم من المدرج ساخرة "بالقطة العمياء" وهي ابنة العاصمة المتمرسة، وكم أثّر ذلك فيها أمـام الجميع وهي تنظر إلى هندامها البسيط ويدها تتحسس خمارها الأسـود الذي لا يـنزلق من علـى رأسها وتحمر وجنتاهـا خجـلاً، ثم خرجــت مسرعة باتجاه الشجرة الكبيرة التي اعتادت الوقوف تحت ظلها وكل واحد ينظر للآخر ساخـطاً.. ضاحكاً.. مشـدوهاً.. إلا هـو وقف مسندا ظهـره إلى الحائـط يعيد كلام "أحلام" في تفكير عميق،، يصول ويجول وقد انفتحت أساريره لهفة وجنوناً؟؟

    "كمـال" لا يكتـرث بالدروس وبالمستقبل المنشـود.. طباعـه شرسة،، لكن وسامتـه وطريقة كلامـه وإشـارات يديـه تزيـد من احتوائه للآخريـن، فرحلات أوروبا تضمـن لـه الحيـاة الرغدة والسيـارات الفاخـرة تكسبه الرهبـة والطاعـة وبذلاتـه الأنيقـة المختلفـة الألوان تفرض له الاحتـرام والتقدير..

    كان يصعد آخر الزملاء، ويسرق أول النظرات منهـا، يتعمد إثارتها وقبوله بها في نفسه،، يدغـدغ مشاعر اللعبة والمساومة كأول الخطوات،، يستفز حياءها بقهقهاته العالية ويسقطها في عناد مكابر..

    اليوم بارد والحركة قليلة والبرد يرعش الأجساد فينفـخ الدفء في القلوب الصامتة،، يعاوده الحنين دون أن يشعر بوجود الآخرين غير مبال للغمزات والهمسات التي تلاحقه… عاود الابتسامة نفسها وبإشارة منه حدد اتجاه المكان الذي يراها فيه، فهزت الرأس وبادرته بنظرات الشوق واللهفة وكانت نهـاية البداية حيث كان "كمال" متمرداً على وجع الذاكرة وأحلام العشق، يلقي بجثتـه في دوائر الوهم مجنونـاً،، يعلن العشق المتعب وحيداً في فضاء المتاهات.. تشتعل فيه اشتهاءات جسد في ليل مثخن بالجراحات،، يتقزز منه،، يمضي شاهراً عصيانه بأكذوبة شهوة البوح والخطايـا …

    زوجتك نفسي وكانت أول القبلات وآخر الكلمات فيتنكر لها المكان والزمان، وتتنكر لها لحظة الولادة الخاطئة إذ ولجت إلى زنزانة الأكذوبة..

    اقتادتها أحلامها إلى دنـيء يسقط عند صهيل جسد تملـؤه فاجعة حب امرأة صدقت الأكذوبـة وبقايا العمر أشلاؤه حطاماً منسياً، وعانقت ابتساماتها وحياؤها دموعاً تتوارى في محراب الضياع والرذيلة، وروحاً بريئة تسكن أحشاءها.. منحها العمر موتاً جديداً وليلاً يرخى سدولاً من العار والفضيحة والألم.. أسكنت الغربان في خلدها، فهبت عليها رياح أقصى الخريطة الجغرافية تنذر برحيـــل أبدي ونسائـــم موت يطاردهـــــــــا..
    أخت عائشة ،قرأت قصتك المعتمدة على السرد ...و وجدتها اجتماعية ،تتناول موضوعا مهما
    بطلته سعاد المحافظة والمحملة بثقافة تقليدية ...لم تقدر على مواجهة التيار باخطاره ....ثم سقطت في الرذيلة.
    أسلوب جميل لا يخلو من تشبيه ووصف وتصوير ،لكن أرى أنه كان عليك الاشتغال على القصة
    أكثر ولاتقدمي سعاد بتلك السذاجة ..مادامت جامعية ومحافظة.
    لم تعطينا العبرة وجعلت الشر يتغلب...
    ننتظر منك الجديد وأتمنى لك التوفيق..
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: قصة / أكذوبة البوح 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية بنور عائشة
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    239
    معدل تقييم المستوى
    18
    أهلا بك أخي أبو مريم ..وشكرا لمرورك الكريم ..
    وسأبدأ من خلال " مادامت جامعية ومحافظة .." .
    المشكلة لا تكمن في كونها جامعية ومحافظة أو أو ، وإنما المشكلة حالة الانبهار تولد الانفجار أحيانا وأحيانا أخرى الانبهار يولد فك القيود .. القصة من رحم الواقع ..أنا لا أتحدث عن تلك الفتاة التي تعيش في المدينة ..مساحة الانبهار لديها واسعة ومساحة الحركة ..إن صح القول مساحة الحرية لديها أكبر من تلك التي في المناطق النائية التي تحدد خطوات الفتاة بكثير من التعاليم والأطر التي تحددها البيئة إلى غير ذلك .
    وبالتالي تتزعزع بداخلها تلك الأطر لمجرد اعتراف داخلي منها على أنها كانت تعيش حالة من القهر .زحالة من العزلة .. حالة من الحرمان وحالة من الحد من الحرية التي اختصرت في الذهاب والاياب ...الخ
    إذن حالة الانبهار التي شعرتها هي التي أسقطتها في صورة من اللاوعي لتحطيم تلك القيود ولو على حساب أشياء كثيرة .زالمهم أن تعيد تشكيل حياتها كرغبة مكبوتة وجديدة من مخيلة مارست عليها لسنوات مفاهيم ومواريث هي التي أسقطتها في الخطيئة .
    أعتقد أنه علينا إعادة تشكيل الذات من خلال صور تعبت من تشكيلها ..وعميلية السرد ماهي إلا خطوة تعمدتها لإيصال الفكرة بوضوح تام وهذا لا يعني أن الفتاة الجامعية اليوم تمتاز بالفطنة أكثر وتمارس طقوس الحرية التي تحفظ لها صورتها كأنثى قبل أن تكون امرأة .

    ــ مع الشكر لك أخي أبو مريم لاتاحة هذه المساحة من النقاش والتي تستوجب عدة وقفات لتشريح الصورة بعمق أكثر .
    مع محبتي الأخوية
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: قصة / أكذوبة البوح 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية ابو مريم
    تاريخ التسجيل
    Apr 2007
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    985
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    19
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنور عائشة مشاهدة المشاركة
    أهلا بك أخي أبو مريم ..وشكرا لمرورك الكريم ..
    وسأبدأ من خلال " مادامت جامعية ومحافظة .." .
    المشكلة لا تكمن في كونها جامعية ومحافظة أو أو ، وإنما المشكلة حالة الانبهار تولد الانفجار أحيانا وأحيانا أخرى الانبهار يولد فك القيود .. القصة من رحم الواقع ..أنا لا أتحدث عن تلك الفتاة التي تعيش في المدينة ..مساحة الانبهار لديها واسعة ومساحة الحركة ..إن صح القول مساحة الحرية لديها أكبر من تلك التي في المناطق النائية التي تحدد خطوات الفتاة بكثير من التعاليم والأطر التي تحددها البيئة إلى غير ذلك .
    وبالتالي تتزعزع بداخلها تلك الأطر لمجرد اعتراف داخلي منها على أنها كانت تعيش حالة من القهر .زحالة من العزلة .. حالة من الحرمان وحالة من الحد من الحرية التي اختصرت في الذهاب والاياب ...الخ
    إذن حالة الانبهار التي شعرتها هي التي أسقطتها في صورة من اللاوعي لتحطيم تلك القيود ولو على حساب أشياء كثيرة .زالمهم أن تعيد تشكيل حياتها كرغبة مكبوتة وجديدة من مخيلة مارست عليها لسنوات مفاهيم ومواريث هي التي أسقطتها في الخطيئة .
    أعتقد أنه علينا إعادة تشكيل الذات من خلال صور تعبت من تشكيلها ..وعميلية السرد ماهي إلا خطوة تعمدتها لإيصال الفكرة بوضوح تام وهذا لا يعني أن الفتاة الجامعية اليوم تمتاز بالفطنة أكثر وتمارس طقوس الحرية التي تحفظ لها صورتها كأنثى قبل أن تكون امرأة .

    ــ مع الشكر لك أخي أبو مريم لاتاحة هذه المساحة من النقاش والتي تستوجب عدة وقفات لتشريح الصورة بعمق أكثر .
    مع محبتي الأخوية
    الانبهار ...هل يقود الفتاة بالسهولة للسقوط في الرذيلة؟؟؟؟؟
    مرحلة انتقال الفتاة للدراسة بالجامعة ،ما تأثيراته؟؟؟؟؟
    هل أصبح من اللازم برمجة دروس الثقافة الجنسية بمؤسساتنا التعليمية؟؟؟؟؟
    آفة الانحراف قد تطول تلميذات ماقبل الجامعة،وقد وقفت على هذه الحقائق بنفسي
    أحمل أختي الكريمة الأسرة كامل المسؤولية ...فاغلب الأسر لايتتبعون حركات
    الأبناء خارج المدرسة ...فتتأثر البنات ببعضهن ويحدث الإغراء....
    ما الحل في رأيك لاسئصال هذه الظاهرة؟؟؟؟؟؟؟
    تحياتي أختي عائشة..
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مقال: أكذوبة اللغة العبرية وتوابعها - عامر رشيد مبيض
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01/06/2014, 09:38 PM
  2. مدونة جديدة فى سماء البوح الرقيق
    بواسطة أسامة جودة في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03/11/2010, 08:44 PM
  3. صدور ( فتنة البوح ) للشاعرة نادية البوشي
    بواسطة مريم خليل الضاني في المنتدى مكتبة المربد
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 31/10/2009, 07:09 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •