"...والمسلمون الذين أخذوا هذه العلوم بالنقل وعكفوا على دراستها وتأملها استخرجوا منها وأضافوا إليها وألفوا تآليف عجيبة تنسب إليهم إلى اليوم ، وقد أصبحت الحضارة الفكرية والعلمية التي آلت إليهم ذات طابع عربي إسلامي لأن حب المعرفة كان قائما ومهيمنا على نفوس جلة العلماء وهذه الحضارة العربية الإسلامية الجديدة هي التي كان عليها اعتماد الأوربيين في نهضتهم الأخيرة التي نتج عنها تيار المدنية الحديثة بكل ما فيها من تطورات وآفاق . فالحضارة الإسلامية في جوانبها العلمية هي التي قادت خطى النهضة الأوربية الحديثة ، ولولا هذه الحضارة الإسلامية لكان على أوربا أن تبدأ المسيرة الفكرية والعلمية من الصفر ، وما كان لها أن تصل إلى ما وصلت إليه اليوم إلا متأخرة حينا".
من كتاب:الشعر العباسي تطوره وقيمه الفنية دراسة تاريخية تحليلية/د.محمد أبو الأنوار.