لبنان
من النهر البارد..الي الصفيح الساخن
الشارع السياسياللبناني يفرض نفسه بقوه مع كل ساعة تمر على صموده فى شوارع وساحات بيروت العتية والعصية على الأعداء وعلى المؤامرات مطالبا السنيوره صاحب نظرية وشعار ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالدموع بتشكيل حكومة وحدة وطنية وترشيح رئيس لبناني توافقي أو تعديل الدستور بحيث يسمح للشعب باختيار رئيسه عبر الاقتراع الحر المباشر. هذه الحكومة المدعومة إبتداءاً من ابوسكسوكه" مرورا" بفتفت" "ونائله معوض الأرملة الطروب "و"جعجع الذي لا يكل ولا يمل من توزيع الاتهامات بالباطل ومن لا يعرف جعجع بسجله المحفوظ في ذاكرة اللبنانيين في تكوين العصابات المسلحة وتوجيهها لمحاربة الجيش واختطاف ونقل جنوده وتسليمهم أسرى إلى الجيش الصهيوني خلال الحرب الأهلية والمتصابي بطرس حرب وصولا الى المسطول " جنب البلاط و" الذي أعلن عن مساندته لأي مشروع أمريكي في المنطقة ويطمح في تقسيم لبنان وتنصيبه زعيما للإقليم الدرزي أسوة بالإقليم الكردي في العراق إلا أن هذه الحكومة ليست مدعومة فقط من فريق14اذار " ولكن أيضا من رموز النظام الدولي والعالمي من الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين والصهاينة من أصحاب نظرية الفوضى الخلاقة فأمريكا فمنذ أن تحقق النصر على أيدي أبطال المقاومة وهناك أيادي متعددة الأهواء والأهداف تحاول المساس بالخريطة الجينية اللبنانية واستحضار أجواء الحرب الأهلية تنفيذا للأجندة الصهيوأمريكية التي لم تكن تحلم بموطئ قدم لها في لبنان تجد لها اليوم الذي يفسح لها المجال للتدخل حيث تلاقت المصالح الأمريكية مع مصالح فريق من اللبنانيين الذين ترتبط معهم بمصالح إستراتجية واستخباراتية وذلك للتخلص من سلاح المقاومة الذي لقن الكيان الصهيوني درسا لن ينسوه في حرب تموز 2006 والذين اغرقوا عالمنا بكل أنواع الكوارث ومازلنا نضعهم فى منزلة الأصدقاء فهم أعلنوا موقفهم الساند والداعم لحكومة السنيوره دعما للشرعية وإنها الحكومة الدستورية ألمنتخبه من قبل الشعب اللبناني متناسين موقفهم الرافض لدعم الحكومة الفلسطينية المنتخبة وإسقاطها وإغراق فلسطين في بحور من الفوضى والقمع أيضا بل وفرض العقوبات والحصار عليها . ونيابة عن الحكومة اللبنانية أخذت هذه القوى الدولية الكبرى تسوق الى أن ما يحدث فى لبنان ماهو إلا خلافا طائفيا بين القوى اللبنانية المختلفة وفى مقدمتها خلافا طائفيا بين الشيعة والسنة والمسلمون والمسحيون وليس خلافا دستوريا وسياسيا . فهذه القوى لم تدعم هذه الحكومة بتقديم حلول مثالية لحل نقاط الخلاف بين الفرقاء بقدرما تمارس الضغوط عليها بعدم تقديم استقالتها وذلك خدمة لمصالح النظام الصهيونى والاستمرار فى التضييق على المقاومة اللبنانية وان ما حدث في الصيف الماضي من حيث المواجهات الدامية مع سكان مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في الشمال بطرابلس بحجة إخراج إحدى الجماعات المسلحة من المخيم ألا وهى جماعة فتح الإسلام بصورة تدعو إلى الدهشة ووقفه من حيث " القوة المفرطة " المستخدمة من قبل الجيش ومن "حيث التوقيت ما هي إلا نتاج هذه السياسات الخلاقة التي تكرس لها أمريكا لفرض أجندتها علي المنطقة وكانت تهدف من وراء ذلك إقامة قاعدة عسكرية في القليعات ) شمال طرابلس لتكون قاعدة انطلاق لمشروعها الشرق الأوسطي الكبير.)وأن مايحدث فى الشارع اللبناني اليوم من صمود الإعتصامات يشبه كثيراً الإنتصار اللبناني على العدوان الاسرائيلى فهو يمثل الأمل والرجاء كما يمثل تحديا لتلك الانظمةالتى ساندت حكومة الدموع والقبلات باعتبارها حكومة دستورية وان كان الأصل ليس دفاعا عن شرعيه بقدر ماهو دفاعا عن مصالح وخوف من ظهور البديل الغائب عن العقل السياسي العربي . وللخروج من هذا المأزق يقوم جاهدا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى برحلات مكوكيه بين لبنان والدول العربية المعنية لإيجاد حل لمرشح الرئاسة اللبنانية توفيقي بين فريق المولاة (14 آزار ) والمعارضة (8 آزار)والخروج من الأزمة بسلام ولا تتحول لبنان الى عراق جديد لكن هل ستفلح عصا موسى السحرية فى إفساد سحر الساحر؟؟؟ . كيف والخلفية العربية التي يعتمد عليها ليس لها اى دور مؤثر اوفعال فى احتواء اى صراع اومشكله على صعيد المنطقة وتركت الساحة اللبنانية مرتعا لساركوزي وبوش الذي يحكم لبنان من خلال السفير الامريكي في بيروت الذي يقرر كيف تتم عملية اختيار الرئيس اللبناني القادم واستحضار أجواء الحرب الأهلية تنفيذا للأجندة الصهيوأمريكية وذلك عن طريق إثارة الفتن المذهبية والاغتيالات وإطلاق التهم الجزافية وذلك حتى ينتهي الأمر إلى حرب أهلية وعلى أساسها يتم تشكيل الخارطة اللبنانية انطلاقا منها لتنفيذ مشروعهم الكبير وتعديلها من وجهة النظر التي تخدم مصالحهم الخاصة وهو ما يمثل خطرًا بالغاً وأاى محاولة هي من قبيل العبث والمخاطرة غير محسوبة العواقب وخروج المارد من القمقم وعدم السيطرة عليه أو رده إليه مرة أخرى كما أن المشروع الصهيوامريكى متواصل وما عجز الأمريكيون وحلفائهم عن تحقيقه بالحرب سيواصلونه بوسائل وطرق أخرى في لبنان بشكل أساسي وفى مقدمة هذه الوسائل هي إثارة العملاء الذين كشفتهم حرب تموز واستعدائهم ضد كل أشكال المقاومة من أجل كسر الإرادة وفرض التبعية للكيان الصهيوني والدفع باتجاه حالة من الفوضى والحروب الأهلية في لبنان لتحقيق الهدف الذي فشل في تحقيقه جيش العدو الصهيوني والتصدي للواقع الجديد الذي أرست قواعده المقاومة ما أقبح من هؤلاء الذين ينعقون وينفثون الفتنة التي تفت عضد هذا البلد الصغير بما لاتحتمل أحواله ولا ما يحيط بها فأمن لبنان واستقراره ينعكس على كل المنطقة ولا حياة لمن تنادي أم من عاقل حكيم يٌلقى بطوق النجاة لإنقاذ لبنان من الغرق في شبر من الماء.
الوعي العربي
