العراق مابين الكان واليكون
في حلقات - 2

وظل العراق له الدور الأستراتيجي المؤثر والفاعل في كل أدواره ، بدأ من عهود الخلافة والملكية وصولا الى أدوار الجمهورية ، ومن هذا الموقع الريادي المهم تاريخيا أصبح العراق فريسة الأطماع الأستعماريه لفترة مديدة طبقا للأنظمه وآيدلوجياتها . لقد مرّ على العراق حكام كثيرون وأنظمه متنوعة خلال التسعين عاما الماضيه ، تغيرت فيها الوجوه والمظاهر والأساليب السياسية وحتى الأجتماعية في بعض الأحيان ولكن شيئا واحدا لم يتغير طيلة تلك الفترة ألا وهي السيطرة الأستعمارية على النفط وحرية فكر الشعب وبمختلف مشاربه ومعتقداته من قومية ودينية .
ولو رجعنا الى تاريخ العراق خلال العقود الماضية لا نراه إلاّ عبارة عن النهب الجشع للثروات الوطنية وعلى رأسها الثروة النفطية وتليها مصادرة الحريات الأولية للمواطن العراقي ، وهكذا دخول العراق المجبر آنذاك في أحلاف أستعمارية لم تخدم الشعب والوطن بل كانت لصالح الغرب المهيمن ومتصدية لنهضة الشعوب المقهورة في الشرق الاوسط . ناهيك عن تزريق الشعب مخدر الثقافة الجاهلية والأفكار القومية البعيدة عن كل المسائل الروحية التي يتمتع بها المجتمع العراقي بمختلف أديانه وقومياته .
وعندما نقرأ بداية تاريخ العراق الحديث ، نلاحظ إنه يبدا من عهد الملك فيصل الأول وعهد نوري السعيد مرورا بعهد العارفـَـيـْن الى عهد البعث وعصابتهم البائدة . فترى إن الصورة نفسها واحدة لم تتغير ، بل زادة حقدا وكراهية وبطشا كل يوم وبتجدد كل عهد . والمتمعن لتاريخ تلك المرحلة يجد إن الهيمنة والتعسف والقمع والعداء للأديان والتغرّب الثقافي كانت تترابط وتتآصر مع بعضها وتتفاعل بشكل حيوي ونشط لتكريس جذور التخلف والتبعية بمراحل عالية وعلى كافة الأصعدة والمستويات ..... / يـتـبــــع:-

مــحــمـّـد حــســيــن