كان في عقده السادس تبدو عليه آثار النعمة، من خلال بذلته الفاخرة ...وكان يمسك به
شابان في مقتبل العمر ، ويتقدمهما شاب آخر يصيح أبونا قد جن ، وكان يقتادونه إلى وجهة لم أكن أعلمها.... ربما إلى مستشفى الأمراض العقلية...كان الرجل يقاوم بكل قوته ويصيح آفلوسي ...آرزقي....
كنت أتتبع المشهد وأرى الناس يحولقون ويعضون على شفاههم ومنهم من يقول....
اللي خرج من الدنيا ماخرج من عقايبها...وآخر يقول....حمقوه مسكين الفلوس..
ورد آخر أعرف صديقا جننه الفقر وهذا جننه كثرة المال....يستاهلو كروش الحرام.....
ظلت أسطوانات الألسنة تلوك الكلام والرجل مسلوب الإرادة يترنح ،تمنيت له الشفاء
من كل قلبي وهم يقودوه تجاه زقاق ضيق ...بقيت أرقبهم من بعيد ،وإذا بهم يتخلون
عنه ويسابقون الريح ....أخذ الرجل يصيح بكل قوته فأسرعت إليه ،لاكتشف الأمر فأكد لي
أنهم ليسوا بأبنائه وبأنهم تبعوه لما خرج من البنك بمبلغ مهم من المال وطبقوا عليه خطتهم القذرة ولم يرحمه أحد من الناس رغم توسلاته....
تجمع الناس ينظرون إليه بأسى وخيبة لأن حيلة اللصوص انطوت على الجميع....
ولم يرحموه بألسنتهم....