شيخ القراءمحمد تميم الزعبي{المقرئ والمكتبة}إعدادعبد الله محمد محمود خليفة(قسم القراءات ـ كلية الدعوة وأصول الدين ـ جامعة أم القرى) صحح الكتاب وشارك في بعض فصولهضيف الله بن محمد الشمراني(كلية القرآن الكريم ـ الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة)بسم الله الرحمن الرحيم(المقدمة)تعود معرفتي بشيخ القراء محمد تميم الزعبي إلى الأيام الأولى من عام 1999م حيث قمت بالاتصال عليه لأجل أن أطلع على مكتبته الخاصة بعلوم القراءات القرآنية والتي كنت أسمع عنها كثيرا باعتبارها واحدة من أهم المكتبات الخاصة في المدينة المنورة وباعتبارها مكتبة فريدة في علم القراءات القرآنية وقد استمر لقاءي الأول معه قرابة الساعتين حيث لم أجد منه إلا رقة الطبع ولين الجانب وبذل الوقت رغم ارتباطاته الكثيرة. وتعددت اللقاءات وفي كل مرة أدرك شيئا من الوسائل والأساليب التي بذلها هذا الشيخ ليجمع أكثر من ألفي مخطوط ومطبوع في علم عزيز توزعت كتبه رغم قلتها بين دول محدودة.ورغم أني فهمت منه في اللقاء الأول أنه بدأ في جمع هذه المكتبة منذ أكثر من أربعين عاما إلا أنني اندهشت من رغباته المتواصلة في التوصل إلى ما لا يوجد في تلك المكتبة والسعي في الحصول على الأبحاث والمقالات والرسائل العلمية في كل ما يتعلق بهذا العلم .وخلال السنوات الماضية اطلعت على المكتبة خلال أوقات متباعدة ومن خلال ذلك الاطلاع أدركت معنى البذل والعطاء في مجال المعرفة والسعي في الحصول على كل ما يفيد في محاولة حفظ أرشيف لهذا العلم يستفيد منه الباحثون في هذا التخصص.ولئن كان من أهدافي في هذا الكتاب تسجيل مراحل من حياة هذا الرجل فإن هدفي الأسمى هو استكشاف الوسائل المتميزة التي انتهجها في محاولة جمع ما اصطلح عليه بعض المتخصصين في هذا العلم بـ(أكبر مكتبة شخصية في علم القراءات القرآنية) ذلك أن الجهد الخارق الذي بذله هذا الرجل في بناء هذا الصرح لم يلق حتى الآن اهتماما من الباحثين والأكاديميين لدراسة الجهد والطريقة التي تم بها البناء العلمي لهذه المكتبة المتميزة.في بحثي هذا أجيب على كثير من الأسئلة التي شغلت بال المهتمين بهذا النوع من المعرفة. منها : أسئلة خاصة عن هذا الشيخ الجليل وعن دراساته النظامية ودراساته على الشيوخ ومشاركاته العلمية والأكاديمية وإجازاته العلمية وعن أثر شيوخه فيه وعن جهوده في خدمة القرآن في المدينة المنورة وعن رحلاته العلمية إلى مصر وتركيا وعن حلمه الدائم في إنشاء مركز معلومات قرآني يقول : إنه سيراه قريبا في دولة الكويت وقد آثرت نشر نص هذا المشروع كاملا في ملحق خاص في آخر هذا البحث. ومنها أسئلة خاصة بالكتبة مع نماذج من عناوين المخطوطات والمطبوعات والأبحاث والمقالات والرسائل الجامعية المتوافرة فيها وكذلك عن الأساليب التي انتهجها في جمع محتويات المكتبة وكيف نشأت وتكونت وأصبحت أكبر مكتبة خاصة في القراءات القرآنية ربما في العالم كله . وأخيرا فإنني مدين للشيخ محمد تميم الزعبي لتفضله علي بكثير من وقته الثمين خلال الأشهر الماضية التي كنت أضع فيها اللمسات الأخيرة على هذا الكتاب كما أتوجه بشكري لأصحاب المراجع العلمية التي استفدت منها في بعض فصول هذا الكتاب .وأقول ختاما : إن دراسة الشخصيات التي أنشأت مكتبات خاصة في العالم العربي والأساليب التي انتهجتها في ذلك أمر جدير بأن يتجه الباحثون إلى دراسته . المؤلفانعبد الله محمد محمود خليفة جوال/0500927401 ضيف الله محمد الشمراني جوال/0505324532الفصل الأول: (التعريف بالشيخ الزعبي)المبحث الأول: (نظرة عامة على طفولة الشيخ الزعبي)ولد الشيخ محمد تميم بن مصطفى عاصم الزعبي الحسني في مدينة حمص مطلع الخمسينات الميلادية من القرن الماضي ودرس في المدارس النظامية في مدينة حمص.ولا يستطيع الشيخ الزعبي تحديد سبب معين لاهتمامه بجمع كتب علم القراءات أو حتى سبب الاهتمام بدراسة هذا العلم منذ نعومة أظفاره فالعائلة لم يكن لأحد من أفرادها اهتمام بالقراءات أو كتبها فضلا عن أن بلاد الشام بوجه عام ومدينة حمص بوجه خاص لا تتوافر فيها كتب القراءات القرآنية لا المطبوعة ولا المخطوطة إلا في مكتبة الظاهرية وكان الحصول على تلك الكتب أمرا عسيرا جدا إلى جانب أن شيوخ القراءات في الشام في ذلك الوقت لم يكن لهم جلد على طلب تلك الكتب المخطوطة.ويقول الشيخ الزعبي : إنه في طفولته لم يكن يرى أي كتاب في هذا العلم في مكتبات أولئك الشيوخ إلا نادرا ويضيف أنه بمجرد رؤية أي كتاب مطبوع في هذا العلم وخصوصا الرسائل الصغيرة التي طبعت في مصر قديما في أحد في إحدى مكتبات أولئك الشيوخ كان يعمد مباشرة إلى نقله أو تصويره أو نسخه بأي طريقة وهو يحتفظ في مكتبته ببعض الرسائل الصغيرة التي نقلها من بعض الكتب أو صورها من أولئك الشيوخ .وكان الشيخ الزعبي شغوفا في صغره بحفظ المنظومات وقد أخبرني أنه حفظ في صغره أبوابا كثيرة من بعض المنظومات في الفقه الشافعي الذي كان غالب أهل مدينته عليه .وأخيرا فإن طفولة الشيخ الزعبي لا تختلف في مضمونها عن طفولة شخص آخر من حيث الارتباط بالمدارس النظامية والعيش في كنف الأهل لكنها تختلف من ناحية تعلق الشيخ الزعبي بالعلوم الشرعية تعلقا شديدا في سن مبكرة جدا ومحاولته توفير الأوقات لتحصيل العلم من بعض العلماء الذين وجد لديهم حظوة قلَّ أن يجدها شخص في طفولته لدى علماء معتبرين شهد لهم أهل الشام قاطبة بالعلم والفضل والصلاح والتقوى. المبحث الثاني : (شيوخه)إن الناظر في سلسلة شيوخ المقرئ محمد تميم الزعبي يدرك للوهلة الأولى أن هذا الشيخ استطاع الجمع في دراسته بين كوكبة من أقطاب شيوخ الإقراء لا يمكن أن يجمع بينهم إلا من سمت في العلم همته وعظمت في التحصيل رغبته .فقد قرأ خلال طفولته على أهم شيوخ الإقراء في بلاد الشام حتى اعترفوا له ـ رغم صغر سنه ـ بالتميز والإجادة .ثم صاحب شيوخ الإقراء والعلوم الشرعية الذين استوطنوا مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم يدارسهم ويستفيد منهم ويستفيدون منه .وقد اعترف كثير منهم بأنه يفوقهم علما ورغبة في التحصيل والبحث .ثم كانت دراساته على شيوخ الإقراء في مصر فاعترفوا له في إجازات وتسجيلات موثقة اجتمع فيها العشرات من أهل المعرفة وأصحاب التخصص بأنه من شيوخ الإقراء الذين قلَّ أن يجود الزمان بمثلهم .وقد استمعت إلى تسجيلات لشيوخ الإقراء في مصر من أمثال عامر السيد عثمان وعبد الفتاح القاضي وعبد الفتاح المرصفي يثنون فيها على كفاءة الشيخ العلمية .ومن شيوخ هذا الشيخ الجليل :1)الشيخ عبد العزيز عيون السود (1335ـ 1399هـ) شيخ القراء بمدينة حمص وأمين الإفتاء بها .ويقول الشيخ الزعبي عن هذا الرجل : (إن له مكانة خاصة في قلبي لدرجة أنني أطلقت اسمه على أحد أبنائي).ويضيف أنه قرأ عليه في سن مبكرة وهو إلى جانب ذلك تربطه به صلة قرابة وقد كان كذلك للشيخ الزعبي مكانة خاصة في قلب ذلك الرجل يشهد بذلك أبناء الشيخ عيون السود وقد عاينت في أرشيف الشيخ الزعبي إجازة بالقراءات العشر الكبرى بخط هذا الرجل أعاد كتابتها في أوقات متفاوتة مما يدل على ثقته في علم الشيخ الزعبي وإتقانه حيث إن تلاميذ الشيخ عيون السود يقولون إنه كان دائم الثناء على الشيخ الزعبي في مجالسه العامة وفي دروسه .ويقول الشيخ الزعبي عن هذا الشيخ أيضا : إنه من خيرة العلماء الذين أنجبهم العالم الإسلامي فقد كان دائم البذل للعلم الشرعي في مدينة حمص وبلاد الشام وكان رجلا ورعا لا يذكر أحدا إلا بخير .وأما عن دراسته على هذا الشيخ فيقول الشيخ الزعبي : إنه قرأ القرآن الكريم على هذا الشيخ الجليل مرات عديدة فقد قرأه برواية حفص عن عاصم وقرأ عليه ختمة أخرى بالقراءات العشر الكبرى بتحريرات الإزميري والمتولي وأجازه بالقراءات العشر الكبرى عام 1391هـ وبالقراءات السبع عام 1392هـ وكتب له إجازة ثالثة عام 1394هـ وعرض عليه كذلك منظومات المقدمة الجزرية والفوائد المحررة من طريق الشاطبية والدرة للشيخ محمد محمد هلال الإبياري وعرض عليه كذلك بعض المفردات في قراءات الأصبهاني والأزرق وورش وحمزة ويعقوب من طريق الطيبة .ويحتفظ الشيخ الزعبي ببعض الكتب الخاصة من مكتبة هذا الشيخ منها كتب في القراءات الشاذة من مؤلفات شيخ المقارئ المصرية علي بن محمد الضباع أهداها للشيخ عيون السود . 2)الشيخ أبو الحسن الكردي : وهو الشيخ المقرئ محي الدين الكردي (من مواليد 1912م) (شيخ مقارئ زيد بن ثابت الأنصاري بدمشق) .يقول الشيخ الزعبي عن هذا الشيخ : (إنه أعطاني الكثير من وقته خلال وجودي في دمشق وقرأت عليه ختمة برواية حفص عن عاصم وختمة بالقراءات العشر الصغرى) .3)الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات (1907ـ 2004م) المستشار بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف والأستاذ بقسم القراءات بقسم القراءات بكلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة والمدرس بقسم تخصص القراءات بالأزهر الشريف .ويقول الشيخ الزعبي عن هذا الشيخ : (إنني رحلت إليه في مصر عام 1400هـ وقرأت عليه ختمة بالقراءات العشر الكبرى خلال أقل من شهر حيث أعطاني جل وقته خلال ذلك الشهر ثم بعد حضوره للمدينة النبوية أحببت أن أعرض عليه ختمة أخرى بالقراءات السبع وختمة بالقراءات الأربع الشواذ وقد وفقني الله تعالى إلى ذلك) .4)الشيخ عبد الفتاح المرصفي(1341ـ 1409هـ) صاحب كتاب هداية القاري إلى تجويد كلام الباري وقد قرأ عليه الشيخ الزعبي ختمة كاملة بالقراءات العشر الكبرى من طريق طيبة النشر وقد حضر نهاية تلك الختمة ثلة من العلماء الأفاضل على رأسهم الشيخ عبد الفتاح القاضي وقد أطلعني الشيخ الزعبي على نص إجازته تلك كما استمعت إلى تسجيل للتلاوة الأخيرة من هذه الختمة وهي مؤرخة بتاريخ 27/11/1400هـ وأخبرني كذلك بقراءاته على هذا الشيخ للعديد من أمهات كتب القراءات القرآنية والرسم وعد الآي ككتب : ناظمة الزهر وعقيلة أتراب القصائد وكتب الإزميري والمتولي .ويقول الشيخ الزعبي عن هذا الشيخ : إنه من أهل القرآن المخلصين فقد كان يومه يوما كاملا لخدمة القرآن وأهله فقد كان يبدأ يومه بتدريس القرآن وقراءاته وكلما وجد فراغا ضمن يومه بادر إلى نقل نص كتاب مخطوط أو تصحيحه أو مقابلته مع أحد تلاميذه ويختم يومه بتصحيح نص المصحف قبل أن تتم طباعته في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف . ويضيف الشيخ الزعبي : إن هذا العالم الجليل وصفني في كتابه هداية القارئ بأنني من المقرئين المجيدين وهي شهادة أعتز بها من مقرئ أخلص لربه طوال عمره وقد أعطاني جميع ما كتبه من مخطوطات نقلا من مخطوطات بعض المساجد المصرية أو ما كتبه في مكتبة جامعة الأزهر وما نقله من كلية دار العلوم وعندما أخبرته أنني قمت بتصوير جميع كتب الشيخ عامر عثمان (شيخ المقارئ المصرية) المخطوطة فرح كثيرا وقال لي : إنه سبق أن طلب هذه الكتب من الشيخ عامر ـ رحمه الله ـ ولكن الشيخ عامر رفض السماح له بتصويرها .5)الشيخ عامر السيد عثمان (1900ـ 1988م) شيخ عموم المقارئ المصرية ويقول الشيخ الزعبي عن هذا الشيخ الجليل : (إنني قرأت عليه القرآن الكريم بالقراءات العشر الكبرى من أول القرآن إلى أول سورة آل عمران فأجازني كتابة وصوتا) .6)الشيخ إبراهيم علي علي شحاتة السمنودي (من مواليد1915م)المدرس بمعهد القراءات التابع لكلية اللغة العربية بالأزهر الشريف .ويقول الشيخ الزعبي عن هذا الشيخ : ( إنني قرأت على هذا الشيخ الجليل القرآن الكريم بالقراءات الأربعة عشر من طرق الشاطبية والدرة والطيبة والفوائد المعتبرة وعرضت عليه متن الفوائد المعتبرة للمتولي وأجازني بجميع كتبه ومؤلفاته ويضيف : (إن هذا الرجل هو من أكثر المتقنين للقراءات وعلومها وتحريراتها وقد شهد له بذلك شيوخه وأقرانه ومن رأى مؤلفاته أو درس عليه أدرك سعة علم هذا الرجل وشدة تعلقه بالقراءات وعندما اطلعت على مؤلفاته المخطوطة التي تبلغ ثلاثين كتابا طلبت منه تصويرها فوافق على ذلك بكل طيب نفس ولقد عاينت في تلك المؤلفات ما لا يقدر على حصره إلا عالم محقق وباحث مدقق تمكن غاية التمكن من علوم العربية والدين وعلوم القراءات) .7)الشيخ أبو السعود عبد السلام .8)الشيخ محمود الحبال .9)الشيخ محمد المختار الشنقيطي .10)الشيخ محمد نذير حامد .11) الشيخ علم الدين الفاداني .12) الشيخ عبد الله سراج الدين .13) الشيخ فتح محمد .وقد درس الشيخ الزعبي على هؤلاء الشيوخ التفسير والفقه والحديث والسيرة النبوية والنحو حيث قرأ كتاب ضياء السالك على الشيخ محمد نذير حامد وقرأ على الشيخ محمد المختار الشنقيطي كتاب الموطأ للإمام مالك وتفسير النسفي والبغوي وعلم ضبط المصحف كما قرأ على الشيخ عبد الله سراج الدين عدة أجزاء من صحيحي البخاري ومسلم كما قرأ على الشيخ علم الدين الفاداني بعض مؤلفاته وأجازه بها ككتاب إعلام القاصي والداني ببعض ما علا من أسانيد الفاداني كما عرض على الشيخ فتح محمد ( شيخ قراء باكستان ) بعض منظومات القراءات كالشاطبية والدرة والطيبة والفوائد المعتبرة . المبحث الثالث : (مؤلفاته) .للشيخ الزعبي عدة مؤلفات وتحقيقات بعضها مطبوع وأكثرها لا زال قيد الطبع وهي :أولاً: تحقيق وضبط متن حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع المعروف باسم (الشاطبية) حيث إن الشيخ الزعبي لما رأى أن الطبعات التي نشرت من هذا المتن كانت في معظمها تحتوي على أخطاء من ناحية عدم التشكيل أو وجود أخطاء في التشكيل = عزم بعد الاستخارة على إخراج نسخة مصححة من هذا المتن خدمة لطلاب هذا العلم فأوكل إلى أحد الخطاطين السودانيين في مدينة جدة كتابة هذا المتن على لوحات كبيرة أطلعني عليها حيث خطت أبيات النظم على تلك اللوحات ثم تم تصغيرها وقد استمر التصحيح والتدقيق والمراجعات لهذا النظم قبل طبعه من قبل الشيخ الزعبي ومساعديه أكثر من خمس سنوات إلى أن صدرت الطبعة الأولى عام 1409هـ فوضع الله تعالى لها القبول في بلاد الحرمين والشام ومصر وباكستان والمغرب وشرق آسيا وغيرها .وقد أخبرني أصحاب مكتبة دار الهدى بأن مكتبتهم قد سوقت من هذه المنظومة عشرات الآلاف من النسخ إلى بعض الجامعات السعودية والمعاهد المصرية والسورية والكثير من المدارس الإسلامية في العالم .ثانيا : تحقيق وضبط متن الدرة المضية في القراءات الثلاث المتممة للعشر الصغرى للإمام ابن الجزري وقد صدرت الطبعة الأولى من هذا النظم عام 1414هـ .ثالثا : تحقيق وضبط متن طيبة النشر في القراءات العشر الكبرى للإمام ابن الجزري وقد صدرت الطبعة الأولى من هذا النظم عام 1414هـ .رابعا : تحقيق ودراسة وشرح كتاب الروض النضير في تحرير أوجه الكتاب المنير لشيخ عموم المقارئ المصرية محمد المتولي (تـ1313هـ) وقد اطلعت على النسخ المخطوطة من هذا الكتاب والتي استطاع الشيخ الزعبي الحصول عليها منذ أكثر من عشرين عاما ـ وبعضها مخطوطات أصلية اشتراها عام 1980م من بعض القراء وبعض هواة جمع الكتب المخطوطة في مصر ـ حيث بدأ بتحقيق الكتاب عام 1981م فقام بمطابقة جميع النسخ التي توافرت له مع النسخة التي اختارها نسخة أصلية للكتاب وهي نسخة دار الكتب المصرية .وقد استغرقت مطابقة النسخ أكثر من عام ثم شرع الشيخ في تحقيق الكتاب حيث بدأ بمقارنته بما ورد في كتاب بدائع البرهان للإزميري وسبب ذلك كما يقول الشيخ الزعبي هو اعتماد الروض النضير كثيرا على بدائع البرهان .وقد أخبرني فضيلته أن تحقيق هذا الكتاب قد أخذ منه أعواما كثيرة حيث كانت بعض الأسطر القليلة في الكتاب تأخذ منه ساعات طويلة من خلال العودة إلى أمهات الكتب في علم تحريرات القراءات ككتب عامر السيد عثمان والسمنودي ومحمد جابر المصري وكذلك لمصادر النشر التي يوجد لديه منها أكثر من 30 كتابا ولا يزال يبحث عن بقية الكتب التي يزعم كثير من الباحثين أنها مفقودة .وقد أطلعني على الدراسة القيمة والمطولة التي جعلها مقدمة لتحقيقه للكتاب وحرر فيها كثيرا من المسائل المختلف فيها بين القراء وسطر فيها جداول مفيدة لكل قارئ على غرار الجداول الموجودة في كتاب صريح النص للشيخ علي الضباع كذلك قام بالتعريف بمعظم الأسماء الموجودة في الكتاب وقد أخذت ترجمة أولئك الأعلام أكثر من عامين حيث اعتمد على كتاب غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري كمرجع أساسي إلى جانب بعض الكتب الأخرى في تراجم القراء كطبقات القراء للذهبي .وقد كانت أوراق هذا الكتاب وملزماته مرافقة للشيخ في إقامته وأسفاره خلال أكثر من عشرين عاما أعاد فيها الكتابة والتصحيح والبحث مرات عديدة حتى أصبحت صفحات هذا الكتاب تتجاوز الألفي صفحة احتوت على خلاصة جهد هذا الشيخ المحرر المدقق في البحث والتحقيق في مسائل القراءات العشر الكبرى وبعد انتهاء الشيخ من تأليف الكتاب عام 1998م حالت مشاغله دون طبعه إلى أن كان صيف عام 2000م حيث قام الشيخ بمشاركة بعض طلابه بالتصحيح المطبعي لهذا الكتاب وقد استغرق ذلك التصحيح شهرين متواصلين بواقع أربع ساعات يوميا بهدف إخراج الكتاب إخراجا جيدا منقحا ومصححا على قدر ما تحتمله طاقة البشر .خامسا : كتاب فتح المتعالي في القراءت العشر العوالي وهو كتاب ضخم تتجاوز صفحاته الخمسة آلاف صفحة في عدة مجلدات .وقد خطرت فكرة هذا الكتاب عند الشيخ عام 1975م حيث لاحظ أنه لا يوجد كتاب يوضح مسائل القراءات العشر الكبرى في كل ربع من القرآن على حدة كما هو الحال بالنسبة للقراءات العشر الصغرى . وقد عاينت مجلدات من هذا الكتاب جميعها ولاحظت أن الشيخ يعطيه لطلابه الذين يعرضون عليه القراءات العشر الكبرى .وبعد إلحاح كثير من الشيوخ وطلاب الشيخ عليه بضرورة طبع هذا الكتاب دفع به الشيخ حديثا إلى المطبعة ليستفيد منه طلاب القراءات .سادسا : المكي والمدني في القرآن الكريم وأسلوب كل منهما وموضوعاته .سابعا : كتاب التقليد وما يتعلق به من أحكام المفتي والمستفتي .ثامنا : كتاب الولاية في عقد النكاح .الفصل الثاني : (التعريف بالمكتبة) تمهيد :إن النظر في الوسائل والطرق التي انتهجها الشيخ الزعبي في محاولاته الحصول على المؤلفات الخاصة بالقراءات القرآنية وعلومها تدعو الباحث للدهشة لما فيها من صبر وطول أناة مما يدل على علو همة هذا الرجل .وسأستعرض ـ إن شاء الله ـ الوسائل التي انتهجها هذا الشيخ البحاثة في محاولته جمع ما تيسر من الكتب المطبوعة والمخطوطة المؤلفة في هذا العلم .المبحث الأول : (الكتب المخطوطة)أولاً : المخطوطات في بلاد الشام :بداية أقول : إن للشيخ الزعبي علاقة خاصة بالكتب المخطوطة دون سواها من كتب مطبوعة أو رسائل جامعية أو أبحاث ومقالات تختص بالقراءات القرآنية وعلومها بل إنني أستطيع القول إن لكل كتاب مخطوط في مكتبته ذكريات خاصة تحمل في طياتها الكثير من الجهد والبحث من أجل الوصول إلى ذلك الكتاب .وبدأت علاقة الشيخ الزعبي بالمخطوطات في سن مبكرة جدا حيث كان يرى بعض المخطوطات في مكتبة شيخه عبد العزيز عيون السود وبعضها يتعلق بالفقه الحنفي والقليل منها يتعلق بالقراءات القرآنية وكذلك كان يسمع كثيرا عن مكتبة الشيخ محمد نجيب خياطة ومخطوطاتها وبعد مرور سنوات على تلك الأمور استطاع الشيخ الزعبي الحصول على جميع مخطوطات مكتبة شيخه عيون السود وكذلك قام بتصوير مكتبة محمد نجيب خياطة وفيها العديد من كتب القراءات التي خطها الشيخ خياطة بيده وقد عاينت منها نسخا رائقة وبخط بديع ومنها كتاب بدائع البرهان للإزميري ومع ذلك فإن الشيخ الزعبي يقول : إن هذه الكتب المخطوطة في مكتبات علماء الشام تعتبر محدودة العدد إذا ما قورنت بالكتب المخطوطة في مكتبات علماء مصر .وقد حاول الشيخ الزعبي إحصاء عناوين كتب علوم القرآن في المكتبة الظاهرية (مكتبة الأسد حاليا) وقام بتصوير بعض الكتب رغم صعوبة ذلك وما لم يستطع تصويره قام بتسجيل المعلومات عنه في أوراق خاصة لطلبه مستقبلا ـ إن شاء الله ـ والذي دعاه إلى ذلك أن فهارس المكتبة الظاهرية تصدر بين فترات متباعدة وقد يسقط فيها ذكر بعض الكتب التي عاينها في الفهارس الخاصة بإدارة المكتبة أو عاينها في المكتبة نفسها .وقد عاينت في مكتبته الفهرس الخاص بمخطوطات المكتبة الظاهرية بقسم القراءات القرآنية الصادر عام 2003م وهو آخر إصدار أصدرته المكتبة عن مخطوطاتها .ويقول الشيخ الزعبي : إن الجهد الذي قامت به وزارة الثقافة السورية من جمع جميع المكتبات القديمة والحديثة (الخاصة بالمخطوطات) ووضعها جميعا في أروقة مكتبة الأسد ساعد الباحثين كثيرا في حصر عناوين الكتب التي يبحثون عنها في تخصص معين وقد راجعت مع الشيخ الزعبي عناوين الفهرس السابق فلاحظت أن معظم الكتب المذكورة موجودة في مكتبته وكثير منها تم تحقيقه من قبل بعض الباحثين وقام الشيخ الزعبي بتسجيل أسماء بعض الكتب التي لا توجد في مكتبته ومعظمها يتعلق بباب وقف حمزة وهشام على الهمز وبرغم عدم القيمة العلمية لتلك الكتب فقد أرسل الشيخ أحد طلابه إلى قسم التصوير بالمكتبة لطلبها .المخطوطات في تركيا : وقد قام الشيخ الزعبي برحلة علمية إلى تركيا في السبعينات الميلادية وكانت غالبية جولاته على الأسواق القديمة التي تعنى ببيع الكتب المطبوعة لكنه قام خلال رحلته تلك ببعض الزيارات القصيرة لخزائن المخطوطات في مكتبات تركيا العامة ويقول الشيخ الزعبي : إنه عاين في تلك المكتبات كتبا للإزميري والمنصوري وبعض الجداول النادرة لعلماء القراءات الأتراك الذين كانوا يقرئون طلابهم على نظام تلك الجداول وقد قام الشيخ الزعبي باستخراج عناوين المخطوطات المهمة المتعلقة بالقراءات القرآنية من الفهارس التركية الضخمة الموجودة في قسم المخطوطات في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وأفرد لها ملفا خاصا في مكتبته منذ أكثر من ثلاثين عاما وقام بالبحث عنها إما بمراسلة مكتبات تركيا أو تكليف بعض تلامذته في حال سفرهم إلى تركيا بإحضارها إذا تأكد له عدم وجود صور منها في مكتبات السعودية وقد عاينت نسخا من كتب التحريرات التركية في مكتبته وكذلك نسخا من شرح العنوان للجذامي أحضرت من تركيا ولم يتوقف الشيخ عن البحث عن أي من كتب المخطوطات التركية إلا إذا تأكد له أنه تم تحقيق ذلك الكتاب فيقوم بالبحث عن نسخته المطبوعة أو نسخة الرسالة العلمية من ذلك المخطوط .ثالثا : المخطوطات في مصر : شكلت زيارات الشيخ الزعبي المتعددة لمصر أواخر الستينات الميلادية وحتى الآن العامل الرئيسي في الحصول على معظم كتب القراءات المخطوطة فقد عاين خلال زياراته تلك العشرات من خزائن المخطوطات والمكتبات العامة والخاصة وكلفته بعض المخطوطات منها الكثير من الوقت والجهد والمال وسأستعرض في هذا المحور النقطتين التاليتين :أ)المكتبات التي اشتراها الشيخ الزعبي أو أهديت له .1)مكتبة الشيخ إبراهيم شحاتة السمنودي حيث تحصل الشيخ الزعبي على تسعة وعشرين كتابا مخطوطا من مؤلفات الشيخ السمنودي من صور لبعض مخطوطات كتب تحريرات القراءات وأصول النشر وقد أعطى الشيخ السمنودي للشيخ الزعبي كتبه كاملة واشترط عليه تصويرها خلال أسبوع واحد لكن تصويرها استلزم منه أسبوعين لكثرتها .وقد عاينت تلك الكتب جميعها في مكتبة الشيخ الزعبي فألفيتها حصيلة عمر بذله الشيخ السمنودي في خدمة القراءات وأهلها وما كان الشيخ السمنودي ليعطي مؤلفاته إلا لمن يثق في علمه وإخلاصه للقراءات وقد ذكر لي غير واحد أنهم طلبوا من الشيخ السمنودي تصوير بعض مؤلفاته فرفض رفضا شديدا فسألوه لماذا سمح للشيخ الزعبي بتصويرها؟ فأثنى السمنودي على الزعبي ووصفه بأنه من أفضل من قرأ عليه وأثنى على اهتمامه بالكتب وعنايته بها .2)مكتبة الشيخ عامر السيد عثمان : وقد تحصل الشيخ الزعبي منه على نسخ من جميع الكتب التي خطها الشيخ عامر بيده نقلا عن نسخ المخطوطات الموجودة في مكتبة الجامع الأزهر وقد عاينتها جميعا في مكتبة الشيخ الزعبي ومن بينها كتاب الروض النضير وكتاب الكامل للهذلي وقد نقل الشيخ عامر هذه الكتب قديما من مكتبة الجامع الأزهر والتي لم تكن تسمح بتصوير تلك الكتب .3)مكتبة الشيخ أحمد عبد العزيز الزيات وقد قام الشيخ الزعبي بتصوير ما فيها من مخطوطات على ندرتها .ب)المكتبات التي زارها الشيخ الزعبي :1) مكتبات خاصة : حيث قام الشيخ الزعبي بزيارات عديدة لبعض المهتمين بالكتب وتجار المخطوطات في كثير من القرى والمدن المصرية واشترى بعض المخطوطات منها وقد عاينت من تلك الكتب نسخة مكتوبة بخط اليد من كتاب الروض النضير للمتولي حيث تحصل عليها الشيخ الزعبي بمبلغ 300جنيه وكان كلما سمع عن مكتبة أو كتبي يهتم بالمخطوطات وخصوصا الدينية بذل ما في وسعه لزيارته والاطلاع على ما عنده ويقول الشيخ الزعبي عن هذه المرحلة : إن مصر تحوي المئات بل الآلاف ممن يهتمون بالمتاجرة بالمخطوطات القديمة والرسائل الصغيرة التي اختفى غالبها من الأسواق وقد حاولت جاهدا الوصول إلى كثير منها لكني أجزم بأني ما رأيت من الفيض إلا الغيض وقد سجلت في أوراقي الخاصة عناوين هاتفية أو مكانية لكثير منهم لم أستطع الوصول إليهم أو زيارتهم على أمل الاتصال بهم في أوقات لاحقة إن شاء الله .2) مكتبات عامة : وقد زار الشيخ الزعبي كثيرا منها وعلى رأسها المكتبة الأزهرية ومكتبة بلدية الإسكندرية وقسم المخطوطات بجامعة القاهرة وقسم المخطوطات بدار الكتب المصرية وقسم المخطوطات بالجامعة العربية وقد قام الشيخ الزعبي باستخراج عناوين الكتب المتعلقة بالقراءات من فهارس المكتبات وتسجيلها في أوراق خاصة ويقول الشيخ الزعبي : إنه عاين في تلك المكتبات عشرات الحواشي على شرح زكريا الأنصاري للمقدمة الجزرية يتمنى أن يقوم الباحثون في هذا التخصص بتحقيقها وإخراجها إلى النور وقد عاينت في مكتبته مخطوطة رائقة تزيد على مائتي صفحة بعنوان (حاشية المدابغي على شرح زكريا الأنصاري على المقدمة الجزرية) فألفيتها كتابا بديعا في بابه وفيه من الفوائد ما لم يجتمع في كثير من شروح المقدمة الجزرية .المخطوطات في السعودية :1)في المدينة المنورة : وبداية أشير إلى أن المقصود بالمخطوطات في المدينة المنورة هو صور منسوخة عن المخطوطات الأصلية وليس المخطوطات الأصلية التي لا يمكن توافرها في المدينة المنورة إلا في نطاق ضيق ضمن المخطوطات الأصلية التي توجد في مكتبة الحرم النبوي الشريف عن طريق إهدائها من حجاج أو زوار زاروا المدينة قبل عشرات السنين وأما بقية المخطوطات فهي توجد على شكل صور منسوخة في مكتبة الجامعة الإسلامية ومكتبة الملك عبد العزيز وكلها مصورة عن مكتبات مصر والشام وتركيا .ولاشك أن إقامة الشيخ الزعبي بصفة دائمة في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أواخر السبعينات الميلادية يعتبر نقطة فاصلة في إقامة مكتبته واختيار مكان خاص لها حيث قام الشيخ الزعبي بالاطلاع وزيارة معظم إن لم نقل جميع المكتبات العامة والخاصة والجامعية والتجارية في المدينة المنورة وكان من بين تلك المكتبات التي تعنى بالمخطوطات ما يلي ـ مكتبة السيد عارف حكمت .ـ قسم المخطوطات بالمكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية .ـ قسم المخطوطات بمكتبة الملك عبد العزيز . ـ مكتبة الحرم النبوي الشريف .ـ قسم المخطوطات بمركز دراسات المدينة المنورة .ـ مكتبة الدكتور عبد العزيز قاري عميد كلية القرآن الكريم بالجامعة الإسلامية (سابقا) .وكانت استفادته من تلك المكتبات محدودة حيث إن المتوافر فيها من المخطوطات كان في معظمه متوافرا في مكتبته .2)في الجامعات السعودية : وقد قام الشيخ الزعبي باستخراج عناوين مخطوطات القراءات من الفهارس الصادرة عن مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية والمتعلقة بالفهرسة لمخطوطات مكتبات الجامعات السعودية وكذلك مراكز الأبحاث السعودية وقام برصدها في أوراق خاصة وتوصل إلى أنها لا تزيد على ما هو متوافر في قسم المخطوطات في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة إلا نادرا ويشير الشيخ الزعبي إلى أنه لاحظ اتجاه جامعة الإمام محمد بن سعود لشراء مكتبات علماء القراءات حيث اشترت مؤخرا مكتبة الشيخ عبد العزيز عيون السود ومكتبة الشيخ خليل الجنايني وغيرهم ولازال الشيخ يأمل في التواصل مع قسم المخطوطات في الجامعة ليضيف إلى مكتبته ما لا يتوافر فيها من مخطوطات تلك المكتبات الخاصة .خامسا : المخطوطات في بقية دول العالم الإسلامي : للشيخ الزعبي في كل دولة من دول العالم الإسلامي ذكريات في مجال البحث عن المخطوطات وقد تحصل عن طريق المراسلة أو بواسطة تلاميذه الذين ينتشرون في أرجاء العالم الإسلامي على كثير من الكتب المخطوطة التي رغب في الحصول عليها ويقول الشيخ الزعبي : إنه ندر أن يسعى في الحصول على كتاب مخطوط ولا يصل إليه .وسأستعرض في هذه النقطة نماذج لكتب مخطوطة حصل عليها عن طريق بعض تلامذته :1)كتاب في عرض القراءات السبع لشهاب الدين القسطلاني صاحب كتاب لطائف الإشارات في فنون القراءات حيث قرأ عن هذا الكتاب في الفهرس الشامل الصادر عن مؤسسة آل البيت في الأردن وكان يظن أن هذا الكتاب ربما يكون هو لطائف الإشارات فقام بتكليف بعض تلامذته بمحاولة إحضاره حيث قام الباحث / عبد القدير ناصر الشيخ(قسم التفسير ـ الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة) بطلبه من مكتبة الجامع الكبير في صنعاء وعندما عاين الشيخ الزعبي ذلك الكتاب تأكد له أنه كتاب آخر غير كتاب لطائف الإشارات وتأكد من نسبته للقسطلاني حيث يقول القسطلاني في غير موضع من ذلك الكتاب : (ومن أراد الاستزادة فعليه بكتابي لطائف الإشارات) وبعد ذلك قام الباحث (مبارك أوخام) بتحقيق الكتاب في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الجنان (طرابلس ـ لبنان) وعرض النصوص التي تدل على قيمة هذا الكتاب وعلو منزلته وافتقاد الباحثين له على مدى عقود طويلة .2)بعض المخطوطات المغربية والموريتانية في علم الرسم حيث عاينت في مكتبته مخطوطا في الرسم للشيخ محمد الخضر بن مايابا الجكني ومخطوطا من تأليف الطالب عبد الله الجكني ويقول الشيخ الزعبي إنه استفاد كثيرا من تلك الكتب خلال مشاركته في تصحيح مصحف المدينة النبوية ومصحف الشيخ (مكتوم) وقد عاينت في مكتبته دراسات مختصرة كتبها فضيلته عن المقارنة بين الآراء الواردة في تلك الكتب وبين كتب الرسم المعتمدة ككتب ابن نجاح والخراز وغيرهما ثم تحصل الشيخ بواسطة بعض تلامذته على جميع كتب الرسم التي ألفها الشيخ محمد الخضر بن مايابا الجكني والتي يحتفظ بأصولها الباحث فاضل محمد تقي الله بن مايابا الجكني (الباحث بقسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة مؤتة بالأردن) وقد أثنى الشيخ الزعبي على تلك المخطوطات وأثنى على ما فيها من آراء في علم الرسم والضبط وأهدى منها نسخة إلى لجنة تصحيح مصحف الشيخ مكتوم في دولة الإمارات العربية المتحدة .كما عاينت في مكتبته أكثر من خمسين مخطوطا مغربيا تعنى بقراءة الإمام نافع وبرسم القرآن وضبطه وقد استطاع الشيخ الزعبي الحصول عليها عن طريق تكليفه لتلاميذه من المغاربة بإحضارها من مكتبات المغرب وكذلك عن طريق بعض أصدقائه من الأساتذة المغاربة الذين يعنون بالقراءات وعلومها كالدكتور التهامي الراجي الهاشمي والدكتور عبد الهادي حميتو وعاينت كذلك بعض الرسائل الصغيرة في رسم القرآن وضبطه يقول الشيخ: إنه استفاد منها في ترجيح بعض الأوجه في رسم كلمات المصحف الشريف بالرغم من رداءة خطها .وعندما سمع الشيخ الزعبي باحتفاظ الدكتور عبد العزيز العروسي (الباحث في الدراسات القرآنية بجامعات المغرب) بمعظم المنظومات المتعلقة برسم القرآن وضبطه التي يحتفظ بها علماء الكتاتيب في صحراء المغرب وتسمى علميا (نصوص القرآن) حاول الوصول إلى ذلك الباحث بشتى الطرق إلى أن أبلغه الدكتور العروسي بطبع جميع تلك النصوص وتوثيقها في رسالة علمية من تحقيقه تزيد صفحاتها على الألف وقام بإهداء نسخة منها إلى الشيخ الزعبي .ومما يجدر ذكره هنا أن الشيخ الزعبي أحصى عناوين جميع المخطوطات المغربية التي تشرح منظومة الدرر اللوامع في فهارس خاصة استقاها من معظم الفهارس الخاصة بالمخطوطات والموجودة في قسم المخطوطات بالمكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وقد بلغت المخطوطات ما يزيد على مائة وثمانين مخطوطا عاينت عناوينها جميعا في ذلك الفهرس الخاص .ويقول الشيخ الزعبي إن اهتمامه بالمخطوطات المغربية ينحصر غالبا في تلك المخطوطات التي تعنى برسم القرآن وضبطه دون الاهتمام بإحضار نسخ المخطوطات التي تشرح منظومات القراءات ذلك أن اهتمام المغاربة اقتصر على قراءة نافع دون غيرها .المبحث الثاني : (الكتب المطبوعة)أولا : (المطبوعات المصرية)ـ المرحلة الأولى : منذ الستينات الميلادية والشيخ الزعبي يتلقف كل كتاب مطبوع يتعلق بالقراءات وعلومها حيث يقول عن تلك السنوات إنه أدرك منذ بداية اهتمامه بجمع الكتب أن الباحث والمحقق يجب عليه أن يتصف بطول البال والصبر في مراحل بحثه عن كتاب ما أو عند نيته كتابة تأليف ما وكذلك يجب عليه أن يكون ملتصقا بتخصصه دائم البحث عن كل جديد فيه من خلال زيارة أماكن الكتب من مكتبات تجارية أو خاصة . لكن هذا الأمر قد يكون سهلا لو توافرت للباحث تلك المكتبات فكيف إذا كان في بلد لا تتوافر فيه المكتبات العامة ولا حتى الخاصة التي تهتم بعلوم القراءات . وقد أدرك الشيخ الزعبي خلال تلك البدايات في بلاد الشام أنه بحاجة إلى كثير من البحث والسفر إلى دول عديدة ليشبع رغباته في الحصول على ما تيسر من كتب علوم القراءات لكنه خلال تلك الفترة ـ وأقصد بداية اهتمامه بهذا العلم ـ كان يحاول أخذ أو تصوير أو نسخ كل ما رأى من كتب مطبوعة في مكتبات علماء الشام خاصة وكانت بالطبع قليلة جدا ولا تتوافر إلا لمن حصل عليها خلال سفره إلى مصر أو تركيا حيث كانت بعض كتب التجويد والقراءات وعلوم القرآن قد طبعت في هذين البلدين وكان الشيخ الزعبي يتمنى دائما السفر مصر خصوصا لأجل الحصول على ما طبع من كتب في القراءات والتجويد ولم تكن وصلت حتى ذلك التاريخ إلى بلاد الشام . وقد شكلت زيارات الشيخ الزعبي المتعددة لمصر منذ أواخر الستينات وحتى الآن العامل الرئيسي في حصوله على كثير من الكتب المطبوعة فقد قام بتصوير ما وجده من كتب عند شيوخ الإقراء في مصر مثل أحمد عبد العزيز الزيات وإبراهيم شحاتة السمنودي وعامر السيد عثمان كذلك قام بزيارات عديدة للمكتبات المركزية قي الجامعات المصرية العريقة كجامعة القاهرة والأزهر ومعهد القراءات التابع له حيث قام برصد عناوين جميع الكتب المطبوعة الموجودة في أروقة تلك المكتبات والمتعلقة بعلوم القراءات وقام بتسجيل المعلومات عن كل تلك الكتب في أوراق خاصة لأجل أن يتحصل عليها لاحقا عن طريق المراسلة وكذلك لأجل أن يحتفظ بمعلومات عنها في فهارسه الخاصة وقام خلال تلك الزيارات بالحصول على جميع الرسائل الصغيرة والكتب الصادرة عن مكتبة مصطفى البابي الحلبي والمكتبات المجاورة للجامع الأزهر وكذلك قام بجولات عديدة على ما يسمى بــ(بسطات الكتب القديمة) الموجودة في سور الأزبكية في القاهرة وبجوار بعض الجوامع القديمة في مصر كمسجد الأحمدي وجامع عمر مكرم ومسجد الإمام الحسين رضي الله عنه . وقد كانت أهم تلك الجولات المليئة بالبحث والتنقيب عن كل قديم وجديد من كتب علوم القراءات هي التي قام بها خلال عام 1980م وتلازمت مع قراءته على شيوخ الإقراء في مصر كالزيات والسمنودي وعامر عثمان حيث قام في ذلك العام بالتفرغ أسابيع عديدة لزيارة المكتبات ويقول عن تلك الزيارة إنه خرج منها بدروس كثيرة من أهمها ضرورة البحث في المستقبل عن فهارس تشمل عناوين جميع ما طبع في مصر من كتب حتى يتسنى له أن يستخرج منها العناوين التي لم يتوصل إليها خلال زياراته لمصر وقد فرح كثيرا عندما عاين لاحقا الفهرس الشامل لما تمت طباعته من كتب في مصر والذي يسمى بنشرة الإيداع المصرية والتي تعنى برصد كل عنوان طبع في مصر منذ العام 1860م وما يليه وتصدر عن دار الكتب المصرية في سلسلة شهرية فعزم على إحضارها والسعي في الحصول عليها ويضيف أن البحث عن الكتب من خلال الفهارس هو أمر مفيد للباحث لكن زيارة المكتبات بصورة مستمرة لها فائدة كبرى للقارئ والباحث حيث إنه يستطيع معاينة ما أغفلته تلك الفهارس أو ما صدر بعد تاريخ تلك الفهارس .المرحلة الثانية : بالرغم من أن جولات الشيخ الزعبي في المكتبات المصرية قد أوصلته إلى كثير من الكتب المطبوعة فإن ذلك لم يشف غليله في محاولة معرفة عناوين وأماكن الكتب التي لم يتحصل عليها في زياراته لمصر . ومن خلال اطلاعه على فهارس الكتب والمطبوعات عاين فهرس المطبوعات المصرية والذي قلت سابقا إنه يشمل عناوين جميع ما طبع في مكتبات مصر في جميع الفنون وبكل اللغات فسعى جاهدا في الحصولعلى نسخة من ذلك الفهرس الذي تزيد صفحاته على الخمسين ألف صفحة ولما علم بوجود ذلك الفهرس كاملا في مكتبة الجامعة الأمريكية في بيروت كلف بعض تلامذته بمحاولة رصد عناوين الكتب المطبوعة في علوم القرآن والقراءات والوارد ذكرها في الفهرس وقد تم هذا العمل عام 2003م حيث تم رصد جميع الكتب المطبوعة في مصر والخاصة بالقراءات والتي تزيد على 400 كتاب وعشرات الرسائل الصغيرة وقد استطاع الشيخ الزعبي التوصل إلى كثير من تلك الكتب ولا يزال يبذل جهودا متواصلة للحصول على بقية تلك الكتب عن طريق المراسلة مع المكتبات المصرية أو تكليف أشخاص بإحضارها .ثانيا : المطبوعات المغربية : لم يكن هناك اهتمام رسمي في المغرب بطباعة الكتب الخاصة بعلوم القراءات إلا منذ فترة بسيطة لا تتجاوز العشر سنوات ولم يكن هناك كتب مطبوعة في القراءات سوى بعض المنظومات في رواية ورش أو في قراءة نافع إلى جانب بعض الشروح القليلة على نظم الدرر اللوامع في قراءة نافع وقبل سنوات قليلة وضعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية المغربية خطة لطباعة كثير من الكتب الدينية وكان لكتب القراءات نصيب من ذلك فتم طباعة عدة شروح على الدرر اللوامع وبعض الكتب في الدراسات القرآنية وقراءة نافع لذلك لم يبدأ اهتمام الشيخ الزعبي بالمطبوعات المغربية إلا حديثا وقد كلف أصحاب مكتبة العلوم والحكم بشراء نسخة من تلك المطبوعات من وزارة الأوقاف المغربية وقد عاينت في مكتبته أكثر من خمسة عشر كتابا طبعتها وزارة الأوقاف المغربية وتعنى بالقراءات ككتاب الدراسات القرآنية في المغرب لإبراهيم الوافي وكتاب قراءة الإمام نافع عند المغاربة للدكتور عبد الهادي حميتو والقراءات القرآنية للشيخ علال الفاسي وشرح الشاطبية للجعبري وشرح الدرر اللوامع للسملالي الكرامي وبعض الكتب في الرسم والضبط .ويقول الشيخ الزعبي : إن الكتب المطبوعة في المغرب ذات قيمة علمية عالية جدا ومن بينها تحقيقات أخذت سنوات طوال ممن قام بها وفيها من طول البال والأناة ما يدل على إخلاص المحققين . غير أنه يأخذ على تلك التحقيقات انحصارها في العناية بقراءة نافع دون غيرها من بقية القراءات أو مباحث التجويد ويصف أسلوب عرض تلك الدراسات بأنه يختلف كليا عن الأسلوب العلمي الذي تتم دراسته في دول المشرق العربي .ثالثا : الكتب المطبوعة في السعودية والعراق وبقية دول العالم الإسلامي : قام الشيخ الزعبي بالاطلاع على جميع المكتبات العامة والخاصة والجامعية والتجارية في المدينة المنورة وكذلك على كثير من المكتبات الجامعية والخاصة في السعودية وقام بزيارات متواصلة لمكتبات تجارية عريقة في المدينة المنورة كمكتبة دار الزمان ودار الفجر الإسلامية ومكتبة الرشد ومكتبة العبيكان وغيرها .ويقول الشيخ الزعبي : إن الكتب المطبوعة حديثا هي في غالبها ترتيب لبعض الأبواب في التجويد وأنها في غالبيتها ليست ذات قيمة علمية بل تهدف إلى الأرباح المادية ويثني على مكتبة أردنية اسمها (دار عمار) ويقول إنها تعنى بطباعة الكتب المحققة حديثا في علم القراءات ككتب الدكتور غانم قدوري الحمد وبعض الأبحاث للدكتور محمد خالد منصور ويضيف أن جميع الكتب المطبوعة حديثا سواء أكانت ذات قيمة علمية أم لا لابد أن يحتفظ بنسخة منها في مكتبته حتى وإن لم تكن هناك حاجة إليها وهذا أمر دأب عليه منذ بداية اهتمامه بجمع كتب القراءات ويضيف أن هناك كتبا مطبوعة له معها ذكريات خاصة ومميزة ويذكر هنا أن كتاب (القرآن وعلومه في مصر) للدكتور عبد الله خورشيد البري علم به الشيخ من خلال أحد الأبحاث العلمية التي كان يقوم بتقييمها لأحد المراكز البحثية ولم يسلم الشيخ البحث المذكور إلى ذلك المركز إلا بعد توصله إلى ذلك الكتاب بالرغم من نفاده من الأسواق منذ أكثر من ثلاثين عاما ويقول : إن الأمانة العلمية تقتضي من الباحث أو المقيّم لبحث ما أن يتحصل أو يحاول الحصول على جميع الكتب والمراجع التي ذكرها صاحب ذلك البحث ويتأكد من رجوع الباحث إليها ومن دقة نقله منها ويضيف أن من أكثر الكتب المطبوعة التي أخذت منه وقتا وجهدا كتاب (الموضح في التجويد) لعبد الوهاب القرطبي ـ رحمه الله ـ الذي حققه الدكتور غانم قدوري الحمد حيث أحضره بعض تلامذته من العراق قبل أن تعاد طباعة الكتاب في دار عمار. كذلك قام الشيخ الزعبي برصد عناوين جميع الكتب المطبوعة الموجودة في المكتبة المركزية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وعاينت في مكتبته أرشيفا خاصا بتلك العناوين يزيد على مائتين وخمسين عنوانا يوجد معظمها في مكتبته وقام كذلك برصد عناوين الكتب الموجودة في المكتبة المركزية في كلية التربية بجامعة طيبة بالمدينة المنورة وعددها لا يتجاوز الأربعين كتابا يوجد معظمها في مكتبته وقد كلفني برصد عناوين الكتب المتعلقة بالقراءات في جامعة أم القرى ومكتبة جامعة الملك سعود بالرياض وقد قمت بذلك على مدى عام كامل بالاشتراك مع الأخ (بابه أحمد عبد الحي عمار) الباحث بكليات إعداد المعلمين بهيئة التعليم في موريتانيا وقد أحصينا أكثر من ألف كتاب مطبوع في القراءات القرآنية وعلومها يتوافر في كلتا المكتبتين ومنها كتب قديمة جدا طبعت قبل أكثر من ثمانين عاما وقد قام الشيخ بعمل فهرس خاص لها يوجد في مكتبته .رابعا : (محاولة الشيخ الزعبي حصر عناوين الكتب المطبوعة من نشرات الإيداع العربية) : بدءا من عام 1965م طرحت وزارة الثقافة المصرية تصورها لمشروع علمي ضخم يعنى بمحاولة رصد عناوين وأماكن طباعة جميع الكتب المصرية الصادرة داخل جمهورية مصر العربية بدءا من العام 1860م وهو تاريخ دخول الطباعة إلى مصر والاحتفاظ بنسخة واحدة من كل كتاب تحمل رقما تسلسليا معينا حتى تتم المحافظة على التراث الفكري المطبوع وقامت الوزارة بإصدار سلسلة أسمتها (بيبلوغرافيا المطبوعات المصرية) صدرت منها عشرات المجلدات وتم فيها رصد عناوين جميع ما صدر في مصر من كتب وقد اطلع الشيخ الزعبي على تلك الفهارس في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ولاحظ أن بعض أعدادها لا تتوافر في المكتبة فحاول الحصول عليها كما قلنا سابقا لأجل فهرسة جميع المطبوعات المصرية في علوم القرآن وقد توصل خلال السنوات الماضية بمساعدة بعض تلامذته إلى إعداد ذلك الفهرس إلى جانب أجزاء من الفهارس البيبلوغرافية لمصر والسعودية والعراق والجزائر والمغرب والأردن والسودان ويقول : إن ما ورد في تلك الفهارس هو أضعاف ما ذكرته الدكتورة ابتسام مرهون الصفار في كتابها بيبلوغرافيا الدراسات القرآنية وتمنى أن يستطيع جمع جميع البيبلوغرافيا الصادرة في العالم العربي حتى يتمكن من القيام بمشروع بيبلوغرافي خاص يكون محتويا على عناوين الكتب التي تم طبعها في مجال الدراسات القرآنية . وهذا مشروع يحتاج إلى دراسات معمقة وتوافر العديد من الباحثين المتفرغين للقيام به . المبحث الثالث : (الرسائل الجامعية) : تحتوي مكتبة الشيخ الزعبي على أكثر من 100 رسالة جامعية تم إهداؤها له من قبل أصحابها أو تحصل عليها عن طريق المشرفين على تلك الأبحاث .ويحتفظ الشيخ الزعبي بفهارس خاصة لعناوين جميع الرسائل الجامعية المتعلقة بالقراءات والتي تأكد لديه قيام باحثين بها .وفي هذا المبحث سوف أستعرض الوسائل التي اتبعها الشيخ الزعبي في محاولته الحصول على تلك الأبحاث حيث يقول : إن هذا الأمر أخذ منه وقتا طويلا لأن الباحثين لا يرغبون إهداء نسخ من أبحاثهم قبل طبعها .أولا : الرسائل العلمية في الجامعات السعودية : عاينت في مكتبة الشيخ الزعبي معظم ولا أبالغ إن قلت كل الرسائل الجامعية المتعلقة بالقراءات القرآنية التي تم القيام بها في جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والجامعة الإسلامية وجامعة أم القرى بل إن كثيرا من تلك الرسائل تم الاستعانة في كثير من نقاطها بمراجع من مكتبة الشيخ الزعبي وقد عاينت في مكتبته رسائل شكر لفضيلته من بعض الباحثين على إمداده لهم ببعض المراجع خلال دراساتهم لعلمية تلك .وقد قام فضيلته بتكليف بعض طلابه باستخراج العناوين المتعلقة بالدراسات القرآنية من كشاف الرسائل الجامعية في المملكة العربية السعودية الصادر عن مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية وقام بالحصول على ما لم يكن موجودا لديه من الرسائل رغم قلتها وقام كذلك بالاطلاع على دليل الرسائل الجامعية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة الصادر عام 1421هـ وأضاف تلك العناوين المتعلقة بالقراءات القرآنية إلى الفهارس الخاصة التي يحتفظ بها .ويقول الشيخ الزعبي : إنه يأخذ على طلاب الرسائل الجامعية قلة صبرهم على البحث عن المراجع وعدم سعيهم في طبع تحقيقاتهم حيث إن هناك عشرات الرسائل الجامعية التي لم تطبع بعد بالرغم من مرور سنوات عديدة على مناقشتها .ثانيا : الرسائل العلمية في الجامعات العراقية : تحظى الرسائل العلمية العراقية بمكانة خاصة لدى الشيخ الزعبي وهو دائم الثناء على العلماء العراقيين حيث يقول إنه وجد لديهم من عشق البحث ما لم يجده عند غيرهم إلى جانب دقة الاختيار في الموضوعات المحققة والصبر سنوات طويلة على تحقيق جزئيات معينة لا يضع أكثر الباحثين قيمة بالرغم من أهميتها ويقول إن أول رسالة علمية عراقية اطلع عليها هي (رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية) للدكتور غانم قدوري الحمد ويثني على هذا البحث ومن قام به ثناء شديدا وقد تحصل الشيخ الزعبي على مؤلفات هذا الباحث كلها في القراءات وعلومها ويقول الشيخ الزعبي : إن رسالة مرحلة الدكتوراه لهذا الباحث والتي هي بعنوان (الدراسات الصوتية عند علماء التجويد) تدل على قيمة هذا الباحث وتميزه وسعة اطلاعه . كما يثني على رسالة علمية عن قراءة الإمام الحسن البصري وتوجيهها لغويا للدكتور صاحب أبو جناح . وعندما علم الشيخ بصدور دليل الرسائل العراقية للأستاذ وليد الحسين فرح كثيرا بظهور هذه الموسوعة التي تشمل جميع عناوين الرسائل العراقية وكلفني باستخراج عناوين الرسائل العلمية المتعلقة بالدراسات القرآنية وقد بلغت أكثر من تسعين رسالة معظمها في توجيه القراءات القرآنية ولا يزال الشيخ الزعبي يبحث عن بعض تلك الرسائل من أجل الاستفادة منها وإضافتها إلى مكتبته .الرسائل العلمية في المغرب : منذ مطلع الثمانينات الميلادية بدأت دار الحديث الحسنية وكليات الآداب في الجامعات المغربية بحثّ طلابها على الاهتمام بتحقيق المخطوطات المتكدسة في خزائن مخطوطات الدار الحسنية والمساجد المغربية القديمة وظهرت خلال العشرين سنة الماضية تحقيقات علمية رائقة لكثير من المخطوطات المغربية وقد عاينت في مكتبة الشيخ الزعبي فهرسا خاصا بعناوين الرسائل المغربية في القراءات ورسم القرآن ويقول الشيخ الزعبي إن أهمية هذه الرسائل تكمن في اهتمامها بعلم رسم القرآن إلى جانب أنها تحتوي على إثبات لنصوص كتب ورسائل صغيرة كانت حبيسة الخزائن المغربية ويضيف أنه بالرغم من أن أسلوب البحث العلمي الصحيح لا يقتضي إثبات نص كامل لكتاب معين ضمن فصول بحث ما = فإن في هذا الأسلوب الذي يعتمده الباحثون المغاربة كثيرا من الفائدة من ناحية عدم ضياع تلك النصوص أو بقائها حبيسة الخزائن . رابعا : الرسائل العلمية في مصر : منذ إنشاء الجامعات المصرية منذ قرابة المائة عام كانت الرسائل العلمية التي تعنى بالدراسات القرآنية وعلومها تندرج تحت التخصصات المتعلقة باللغة العربية وقد قامت دراسات علمية بكلية دار العلوم التابعة لجامعة القاهرة تعنى بتوجيه القراءات القرآنية والرسم القرآني ككتاب (دراسة حول الصوتيات في قراءة أبي عمرو) كما قامت دراسات حول مصطلح الأحرف السبعة . وقد عاينت في مكتبة الشيخ الزعبي رسالة علمية للدكتور أبو السعود الفخراني في تحقيق كتاب جهد المقل للمرعشي .ويقول الشيخ الزعبي إنه يتمنى أن يقوم طلاب كلية القرآن في مصرـ والتي أنشئت حديثا في مدينة طنطا ـ بالعمل على تحقيق الكتب المخطوطة التي توجد في عشرات المكتبات العامة والخاصة في مصر ولا يزال يبحث عن فهارس حديثة لعناوين الرسائل الجامعية في الجامعات المصرية حتى يقوم باستخراج العناوين المتعلقة بالقراءات القرآنية من أجل البحث عنها.خامسا :الرسائل الجامعية في تركيا : وقد عاينت في مكتبة الشيخ الزعبي فهرسا خاصا بالرسائل العلمية المتعلقة بالدراسات القرآنية في تركيا قام بتصويره من أعداد مجلة الحكمة اللندنية وقام باستخراج عناوين أبحاث القراءات منه ويقول الشيخ الزعبي : إن الرسائل التركية تتسم بالاختصار وصفحاتها لا تتجاوز السبعين صفحة إلى جانب أنها تكثر فيها العجمة وعدم دقة المعلومات وكذلك وصف كثير من المراجع بأنها مخطوطة بالرغم من طبعها منذ عشرات السنوات في مصر والسعودية وربما في تركيا نفسها .سادسا : (محاولة الشيخ الزعبي حصر عناوين الرسائل العلمية المتعلقة بالقراءات القرآنية بالجامعات العربية) : ويقول فضيلته حول هذا الأمر: إن الكشافات التي صدرت في بعض الدول العربية محتوية على عناوين الرسائل الجامعية الصادرة في تلك الدول أوليت منه اهتماما خاصا حيث إنها تختصر على الباحث الكثير من الجهد في محاولته البحث عن عناوين الرسائل العلمية التي أنجزت في تخصص ما وقد عاينت في مكتبته فهارس خاصة بالرسائل العلمية في جامعات السعودية والمغرب والعراق وتركيا وأخبرني باطلاعه على فكرة مشروع بدأ مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية في مدينة الرياض تنفيذه بالتعاون مع جامعة الملك سعود ويهدف إلى رصد عناوين جميع الرسائل العلمية الصادرة في العالم العربي ويعزم فضيلته في حال صدور هذه الموسوعة أن يقوم باستخراج عناوين جميع الرسائل العلمية المتعلقة بالقراءات القرآنية ليتوصل إلى ما لا يوجد في مكتبته من تلك الرسائل .المبحث الرابع : (الأبحاث والمقالات) : تحتوي الصحف والمجلات العربية على الكثير من البحوث والمقالات التي تعنى بقضايا البحث العلمي في شتى المجالات وتتسم تلك البحوث والمقالات بمعاصرتها لما يستجد في أي مجال بخلاف الأبحاث العلمية التي تقوم بدراسة قضية ما على مدى سنوات وربما يكون قد استجد في تلك القضية دراسات وأبحاث جديدة .وقد اهتم الشيخ الزعبي غاية الاهتمام بتلك الأبحاث والمقالات رغم صعوبة البحث عنها وعدم وجود اهتمام بها من قبل الباحثين وقد أخبرني بأنه ومنذ مشاهدته لأقسام الدوريات العلمية في جامعات القاهرة ودمشق منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما كان يفكر على مدى سنوات في كيفية استخراج البحوث والمقالات المتعلقة بالقراءات القرآنية منها = وكانت أول مجلة اطلع عليها واحتوت بين طياتها بعض المقالات المتعلقة بالقراءات القرآنية = مجلة الفرقان التي كانت تصدر في مصر في الثلاثينات الميلادية وقد عاينت في مكتبته أكثر من خمسة عشر بحثا كتبها شيخ مقارئ مصر الشيخ علي محمد الضباع في تلك المجلة .وسأستعرض في هذا المبحث الوسائل التي اتبعها الشيخ الزعبي في محاولته لجمع البحوث والمقالات المتعلقة بالقراءات القرآنية من الصحف والمجلات العربية :أولا : قام الشيخ الزعبي برسم خطة دقيقة لمحاولة الحصول على تلك الأبحاث والمقالات ذلك أن الصحف والمجلات الصادرة في العالم العربي بدءا بصدور أول الصحف العربية قبل نحو مائتي عام تتجاوز العشرة آلاف صحيفة ومجلة ومن المستحيل البحث في كل تلك الصحف والمجلات بل وحتى الحصول عليها لذلك ارتأى الشيخ الزعبي أن أفضل الوسائل للبحث في تلك المراجع هو النظر في الكشافات والبيبلوغرافيات التي تعنى بأرشفة الصحف والمجلات فقام بالبحث عن تلك الكشافات ملتزما بالتسلسل التاريخي لصدور الصحف والمجلات فبدأ بالاطلاع على كشافات المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الصادرة عام 1976م وتعنى بأرشفة الصحف والمجلات الصادرة منذ صدور الصحف في العالم العربي إلى سنة إصدار هذا الكشاف .ثانيا : قام الشيخ الزعبي بتكليف بعض تلامذته باستخراج المقالات الخاصة بالقراءات القرآنية من الكشاف الإسلامي وهو كشاف يعنى بأرشفة المجلات الدينية الصادرة بالعالم الإسلامي ما بين الأعوام 1980ــ 1990موكذلك باستخراج المقالات من الكشاف المسمى (الفهرست) الذي يفهرس لجميع المجلات والصحف العربية الصادرة ما بين الأعوام1990ــ2000موقد قام بعض تلامذة الشيخ الزعبي باستخراج البحوث والمقالات المتعلقة بالدراسات القرآنية منها وقد عاينت في مكتبته فهرسا خاصا بتلك البحوث والمقالات وكلف بعض تلامذته بتصوير البحوث المهمة منها من قسم الدوريات في مكتبة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .ثالثا : قام الشيخ الزعبي بالاطلاع على مئات الكشافات الخاصة بمجلات معينة مثل كشافات مجلة الفيصل ومجلة المورد ومجلة الأزهر ومجلة الأقلام ومجلة معهد المخطوطات العربية ومجلة الجامعة الإسلامية ومجلة جامعة أم القرى ومجلة كلية الآداب في جامعة الملك سعود وغيرها . وقد عاينت في مكتبته كشافات أخرى خاصة بالمجلات الدينية وأخبرني بأهمية الأبحاث التي تنشر فيها حيث يقول : إن هناك أبحاثا تتعلق بالقراءات العشر الكبرى وتم نشرها في مجلة الأزهر المصرية وأبحاثا في الصوتيات نشرتها مجلة المورد العراقية ومجلة جامعة أم القرى ومجلة الحكمة ويقول : إن جميع البحوث والمقالات التي توصل إليها قام بتجليدها في ملفات خاصة نظرا لأهميتها .رابعا : تتمة لهذا المشروع قام الشيخ الزعبي بتكليف بعض تلامذته بالاتصال على شركة Askzad وموقعها على شبكة الإنترنت WWW.MOHEET.COMوهي شبكة معلومات دولية تعنى بأرشفة جميع الصحف والمجلات العربية منذ العام 2000م ـ ومقرها القاهرة ـ ويوجد في أرشيفها عشرات الآلاف من الأبحاث والمقالات المتعلقة بالدراسات القرآنية ويمكن الحصول على صور منها بمقابل مادي وقد أخبرني الشيخ بأنه سيحاول الحصول على تلك الأبحاث والمقالات خلال الفترة القادمة .خامسا : كلف الشيخ الزعبي بعض تلامذته بدراسة الطريقة المناسبة لكيفية الاستفادة مما تحويه شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت) من مقالات وأبحاث ومعلومات تعنى بالدراسات القرآنية وقد كلف بعض تلامذته بالاهتمام بكل ما تنشره المنتديات التي تعنى بالدراسات القرآنية وقد عاينت في مكتبته أبحاثا تم نقلها من الإنترنت تعنى بالتعريف بشيوخه من أمثال عبد العزيز عيون السود وعامر السيد عثمان وعبد الفتاح المرصفي وأحمد عبد العزيز الزيات وإبراهيم شحاتة السمنودي .ويقول الشيخ الزعبي : إن المعلومات التي تتوافر في الإنترنت هي في غالبها معلومات غير دقيقة ويكتبها غير المتخصصين . سادسا : عاينت في مكتبته فهرسا خاصا يقول : إنه لعناوين مجلات اطلع عليها في عجالة ضمن أقسام الدوريات في مكتبة جامعة الملك سعود والجامعة الإسلامية وجامعة القاهرة وعاين فيها أبحاثا للدراسات القرآنية فأحب أن يسجلها في فهرس خاص لأجل البحث عنها إن وجد وقتا لذلك وإلا فسيكلف بعض تلامذته بتصوير الأبحاث منها .الملاحق (الملحق الأول)النص الكامل لكلمة الشيخ محمد تميم الزعبي في اختتام فعاليات المسابقة القرآنية (الدورة الرابعة) رمضان عام 1421هـ (الإمارات) نقلا عن صحيفة البيان الإماراتية 21 رمضان 1421هـ الموافق 17 ديسمبر 2000م .نشرت صحيفة البيان في عددها الصادر في يوم الأحد 21رمضان 1421هـ الموافق 17ديسمبر 2000م تحت خبر بعنوان(محمد بن راشد يشهد حفل تكريم القرضاوي والفائزين بجائزة دبي) ما نصه :(قال فضيلة الشيخ محمد تميم الزعبي رئيس لجنة التحكيم : لقد شاءت إرادة الله سبحانه أن نجتمع في هذه الأيام المباركة من أيام شهر رمضان حيث كانت مناسبة دارت في فلك القرآن الكريم استمعنا فيها إلى كتاب الله وما فيه من المواعظ الصادقة وهي تنطلق من حناجر بريئة تحرك مشاعر قلوبنا ونفوسنا تنطلق داعية ومذكرة لنا بقول الله عز وجل : {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق}.ونشرت الصحيفة كلمة فضيلته التي قال فيها : (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير خلقه وخاتم رسله صاحب المقام المحمود والحوض المورود صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر القائل : ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) أخرجه البخاري .الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع أصحاب الفضيلة العلماء أصحاب المعالي والسعادة أيها الحفل الكريم أحييكم بتحية الإسلام وتحية أهل الجنة فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد : نشكر الله تعالى أن تفضل علينا فجعلنا خير أمة أخرجت للناس لا عن استحقاق منا بل تفضلا منه وكرما وشغل ألسنتنا بذكره فتوالت علينا نعمه الظاهرة والباطنة .معشر الكرام شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن نجتمع في هذه الأيام المباركة من أيام شهر رمضان فقد كانت مناسبة دارت في فلك مناسبة القرآن ورمضان استمعنا إلى كتاب الله وما فيه من المواعظ الصادقة وهي تنطلق من حناجر بريئة تحرك مشاعر قلوبنا ونفوسنا على ما فيها من قسوة ونقص ودخن فتنطلق داعية : أجيبوا داعي الله وآمنوا برسوله وتذكرنا بقول بقوله سبحانه : {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} .سمو الشيخ : لقد قام رجالك المخلصون بعزيمة وهمة لإنجاز هذا العمل المبارك الذي تفخر به دبي بل الإمارات بل والعالم الإسلامي ألا وهو جائزة دبي الدولية لحفظ القرآن وتجويده وأخص بالذكر أعضاء اللجنة المنظمة للجائزة كلا فيما هيئ له في تناسق يعكس ما تعلموه من دينهم وشهامة وحرص انتهلوه من توجيهاتكم وقيادتكم الرشيدة ولقد فوضني أصحاب الفضيلة المشايخ أعضاء لجنة التحكيم أن أتقدم لسموكم الكريم ولرجالكم الأوفياء بغاية الشكر والامتنان لما حظي به كل منهم بما فاضت به المشاعر السامية أثناء إقامتهم في بلدكم الكريم فقد عودنا الإسلام أن نقول للمحسن أحسنت وأدبنا نبينا عليه الصلاة والسلام بقوله : ((من لا يشكر الله لا يشكر الناس)) فأرجو الله أن يجعل ثواب ما قدمتموه لأهل القرآن عنده ـ عز وجل ـ {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم} وهو أعظم وأجل من كل ثناء {وما عند خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون} .أحبتي حملة القرآن الكريم : أوصيكم ونفسي بوصية القرآن {ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله} اشكروا الله على نعمه الظاهرة والباطنة وأنتم تيجان هذه الأمة تخلقوا بأخلاق القرآن قولا وعملا تأسيا بالصادق المصدوق فقد كان خلقه القرآن وأورد على مسامعكم قول عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ عندما خاطب أمثالكم : (يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكم فقد وضح لكم الطريق فاستبقوا الخيرات ولا تكونوا عيالا على الناس) .جددوا العهد لمزيد من العطاء فإن المسؤولية دائمة ما دامت الأرواح في الأبدان .هذه وصيتي لكم {إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب}.أيها الحضور الكرام : لقد تشكلت لجنة التحكيم لهذه الدورة على النحو التالي :1) فضيلة الشيخ محمد تميم الزعبي من سوريا (رئيسا)2) فضيلة الشيخ سيد لاشين أبو الفرح من مصر (عضوا)3) فضيلة الشيخ الدرديري علي خلف الله من السودان (عضوا)4) فضيلة الشيخ محمد محمد صفا من المغرب (عضوا) كما تم اختيار الشيخ الدكتور محمد عصام القضاة من كلية الدراسات الإسلامية والعربية عضوا احتياطيا والأستاذ محمد عبد الله صقر المهيري أمينا لسر اللجنة ويعاونه سائر أعضاء الجنة الفنية وقد باشرت لجنة التحكيم أعمالها في اختيار المتسابقين مساء الاثنين الثامن من شهر رمضان المبارك في قاعة المؤتمرات بمبنى غرفة تجارة وصناعة دبي واستمرت لمدة عشرة أيام على التوالي بصورة علنية أمام حشد كبير من الحضور وقد حرصت اللجنة على إعطاء جميع المتسابقين فرصا متكافئة في القراءة من حيث الوقت والملاحظات وتركت لهم حرية اختيار الرواية اللتي يقرؤون بها واجتمعت اللجنة بعد رصد الدرجات واعتمدت نتائج اختبار الأوائل متوخية في ذلك كله مراقبة الله سبحانه وتعالى والدقة والأمانة .وقد بلغ عدد المتسابقين لهذا العام 59 تسعة وخمسين متسابقا من تسع وخمسين دولة ومركز من المراكز الإسلامية في شتى بقاع الدنيا.معشر الكرام أرجو الله تعالى أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه من غير رياء ولا سمعة وأن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا وذهاب همومنا وغمومنا وقائدنا إلى رضوان الله وجنته {ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير} والله سبحانه المسؤول أن يخص بأزكى صلواته وأنمى بركاته نبينا وسيدنا محمد الذي شرف وكرم أهل القرآن وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (الملحق الثاني)(النص الكامل لمقال الكاتب أبو عمر الحسني بعنوان [ما ذا فعلتم بمسند هذا العصر] نقلا عن موقع منتدى البحوث والدراسات القرآنية بتاريخ 25/8/2004م). نشر موقع WWW.Yah27.COM مقالا بعنوان (ماذا فعلتم بمسند هذا العصر) للكاتب أبو عمر الحسني حيث كتب ما نصه : (لقد عجبت بقراءتي لكثير من مواضيع ومقالات المنتدى بخصوص مواضيع الإسناد أن لا أرى اسم فضيلة شيخنا العلامة المقرئ المحقق الشيخ محمد تميم الزعبي الحسني نزيل المدينة المنورة ـ حفظه الله ـ وعجبي لا ينقضي عند ذكر أعالي الإجازات الصغرى والكبرى ممن قرؤوا على العلامة الشيخ عبد العزيز عيون السود ـ رحمه الله ـ ولا يذكر اسم فضيلته معهم مع العلم ومما لا شك فيه أن شيخنا ـ حفظه الله ـ قد رشحه الشيخ عيون السود لمشيخة الإقراء وبمجرد الترشيح لمثل هذا الأمر يعتبر مزية زائدة لشيخنا ـ حفظه الله ـ بالإضافة إلى أخذه عنه طبعا كل هذا بشهادة الأمة على أنه إتقان لا محاباة وجدارة لا حفاوة ووددت لو أن كتاب المنتدى لو أضافوا اعتبارات أخرى مهمة لشيخنا وهي :أولا : علو سنده عن طريق شيوخه المتقنين وبعضها بزمن قياسي وذلك أنه أخبرني ـ حفظه الله ـ أنه قرأ على الشيخ الزيات ـ رحمه الله ـ ختمة كاملة بالقراءات العشر الكبرى من طريق الطيبة في 25 يوما فقط وهذا لا يتيسر إلا لكامل الاستحضار وشديد الإتقان .ثانيا : اتفاق معارفه على سمو منزلته ورسوخ قدمه في هذا الشأن .ثالثا : تعليمه لكتاب الله في بيت الله الذي يضم بيت رسوله صلى الله عليه وسلم وبعبارة أخرى تعليمه لكلام الله من جانبه الأساسي الذي هو معتمد المفسرين والأصوليين والعقائديين بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعض خيرة أصحابه ـ رضوان الله عليهم ـ ولن تجتمع هذه المزايا إلا لمن أراد الله له خير الدنيا والآخرة فطوبى لكم يا شيخنا وطوبى لذريتكم بحضرتكم طويلا ومن بعدكم كذلك آمين.وإن تعجب فعجب ذكر بعض الإخوة لأصحاب الإسناد العالي بقراءتهم على عيون السود من دون ذكر شيخنا والحال قد صافح شيخنا شيخه عيون السود من طريق الطيبة وعادل شيخه الزيات الذي كان يقال عنه بأنه أعلى أهل زمانه إسنادا من طريق الشاطبية والدرة وهذا ليس ادعاء بل موثق بالكتابة والصوت.والله أسأله أن يوفق شيخنا لخدمة كتابه وأن ينفع به المسلمين أجمعين وكذلك جميع العاملين في هذا المنتدى اللهم آمين . (الملحق الثالث)(النص الكامل لمشروع مركز المعلومات القرآنية الذي قدمه الشيخ محمد تميم الزعبي إلى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت)(مشروع مركز المعلومات القرآنية) فكرة المشروع : قيام مركز متخصص في المعلومات القرآنية يهدف إلى إعداد الحفاظ والمجودين للقرآن الكريم وقراءاته وكذلك قيام إنتاجات علمية في القرآن الكريم وعلومه وحفظ جميع الإنتاج السابق في القرآن وعلومه سواء أكان ذلك مطبوعا أو مرئيا أو مخطوطا والقيام بكل الوسائل الهادفة إلى قيام مركز معلومات قرآني يستفيد منه الباحثون المتخصصون في هذا العلم .ميزانية المركز : يتم تحديد الميزانية من خلال الهيئة العليا للمركز ويمكن الاستعانة بما يلي :1)عن طريق تبرعات الموسرين .2)عن طريق اقتطاع مالي من وزارة الشؤون الإسلامية .أقسام المركز: يتكون المركز من عدة أقسام قابلة للزيادة والتطوير وأهم تلك الأقسام :1)هيئة الوثائق والمحفوظات : وتهدف لحفظ جميع التراث المخطوط والمطبوع والمرئي في القرآن الكريم وعلومه ويتكون هذا القسم من عدة فروع : ـ الفرع الأول : قسم المخطوطات : ويهدف إلى حفظ نسخة من جميع المخطوطات المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه من خلال الحصول عليها من خزائن المخطوطات أو تصويرها من أماكن حفظها كأقسام المخطوطات في الجامعات الكبرى .ـ الفرع الثاني : قسم المطبوعات : ويهدف إلى حفظ نسخة من جميع الكتب المطبوعة في القرآن الكريم وعلومه من خلال الحصول عليها من أماكن طباعتها وذلك بعد حصر جميع الكتب المطبوعة في هذا العلم من خلال الرجوع إلى نشرات الكتب المطبوعة في العالم العربي كنشرة إيداع الكتب المصرية ونشرة المطبوعات العراقية وغيرها من نشرات المطبوعات في الدول العربية .ـ الفرع الثالث : قسم الرسائل الجامعية : ويهدف إلى حفظ نسخة من جميع الرسائل العلمية التي بحثت في الجامعات العربية والإسلامية حول القرآن الكريم وعلومه وذلك بعد حصر عناوين الرسائل المطلوبة من خلال الاطلاع على أدلة الرسائل العلمية الصادرة عن بعض الجامعات ومراكز الأبحاث العربية ككتاب دليل الرسائل العراقية وكتاب بيبلوغرافيا الرسائل العلمية في الجامعات السعودية .ـ الفرع الرابع : قسم أبحاث ومقالات الدوريات والمجلات العلمية : ويهدف إلى حفظ نسخة من جميع الأبحاث والمقالات المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه والمنشورة في المجلات العلمية الصادرة عن الجامعات العربية ومراكز الأبحاث في العالم العربي بعد حصر العناوين المطلوبة من خلال فهارس المجلات التي تعنى بفهرسة مقالات المجلات العربية كمجلة الفهرست اللبنانية ومجلة الكشاف الإسلامي اللبنانية وكذلك كشافات المجلات العربية ككشاف مجلة الفيصل ومجلة الأزهر المصرية .ـ الفرع الخامس : قسم الصوتيات والمرئيات : ويهدف إلى حفظ نسخة من جميع الإنتاجات المتعلقة بالقرآن الكريم وعلومه كالمصاحف السمعية الصادرة عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف وكذلك المصاحف الصادرة عن صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات وكذلك حفظ نسخة من التفاسير السمعية والمرئية الصادرة عن صوت القاهرة كتفسير الشيخ الشعراوي .(القسم الثاني) : هيئة إعداد الحفاظ والمقرئين : وتهدف إلى إعداد جيل من الحفاظ للقرآن الكريم وقراءاته يتوزعون في العالم الإسلامي من أجل إعداد أجيال مجودة للقرآن الكريم حق تجويده وعارفة برواياته وقراءاته حتى لا تندثر تلك القراءات والروايات .ويتكون هذا القسم من عدة فروع :الفرع الأول : قسم رابطة حفظة القرآن الكريم وقراءاته في العالم الإسلامي.الفرع الثاني : قسم شيوخ الإقراء في العالم الإسلامي .الفرع الثالث : قسم مسابقات القرآن الكريم .(القسم الثالث) : الهيئة المختصة بتطوير مركز المعلومات القرآني وتهدف إلى قيام الدراسات البحثية حول تطوير المركز وإيجاد الوسائل المختصة بخدمة القرآن الكريم وعلومه ويشمل قسم الإنتاج الخاص بالمركز(هيئة الإنتاج الخاص بالمركز) وهو أهم أقسام المركز ويهدف إلى إنتاج وإخراج تحقيقات مفيدة للقرآن الكريم وعلومه سواء على هيئة كتب أو مجلات علمية أو صحف دينية .ومن تلك المشروعات :1)مشروع التحقيق العلمي لكتاب النشر في القراءات العشر لابن الجزري ويهدف هذا المشروع الضخم إلى إخراج نسخة محققة من كتاب النشر على طريقة الدوريات العلمية فيتم تحقيق جزء من الكتاب ويصدر على هيئة مجلة كل ثلاثة أشهر إلى أن يتم تحقيق الكتاب تحقيقا علميا رائقا ومكتملا ومنقحا إلى أقصى درجة ممكنة ذلك أن كتاب النشر ورغم أهميته البالغة لم يتم تحقيقه علميا إلا مرة واحدة . 2)مشروع المستدرك على الفهرس الشامل للمخطوطات الصادر عن مؤسسة آل البيت (قسم القراءات وعلومها) ويهدف إلى حصر عناوين المخطوطات المتعلقة بالقراءات القرآنية والتي لا توجد في الفهرس الشامل.3)مشروع بيبلوغرافيا الإنتاج الفكري المطبوع في القراءات القرآنية وعلومها ـ كرسم المصحف وضبطه وعد الآي ـ وإصدارها في دليل مستقل يكون مرجعا للباحثين في هذا العلم .4)مشروع دليل الرسائل الجامعية في القراءات القرآنية وعلومها ويهدف إلى حصر عناوين جميع الرسائل الجامعية في هذا العلم .5)مشروع دليل الأبحاث والمقالات العلمية المنشورة في الصحف والمجلات العربية والمختصة بالقراءات القرآنية وعلومها ويهدف إلى حصر الأبحاث والمقالات عن هذا العلم وهو مشروع ضخم يمكن أن يتم بالتعاون مع شبكة العربية (المحيط العربي) WWW.MOHEET.com.ومقرها القاهرة .6)مشروع جمع نصوص منظومات المفردات للقراءات القرآنية ويهدف إلى إصدار المنظومات التي أفردت القراءات أو الروايات كلا على حدة وتصحيحها وطبعها في كتاب مستقل .7)مشروع إصدار كتاب التيسير للداني على نسق مشروع إصدار كتاب النشر المذكور سابقا .8)مشروع إصدار كتاب تحبير التيسير لابن الجزري على نسق مشروع إصدار كتاب النشر المذكور سابقا .تم بحمد الله