الهجير
الآن عدّت مغاضباَ
ومناضلاَ كي تحتسى
شاي المساءْ
وترتقي درجاَ طويلاَ, صاعداَ, متصاعداَ
نحو السماءْ
مهيمناَ بجناحك الريشىِّ
تنسجُ من طيوفِ الحلمِ أرديةَ
لتلبسها, وتمخرُ في العبابْ
لا تبتئسْ
فالنارُ أولى بالهشيمْ
إن الذين تأثموا
ملأوا أكفًّ طموحِهم بدماك
ما زالوا حيارى فى الهجيرْ
إن الذين توسًّطوا هذى الميادين الجليلةْ
ودًّعوك
آبوا إلى الخجلِ المقيتْ
مردِّدين من العباراتِ القليلْ
وأنا الذى وطًّأت طيفيَ فى المكان
حتى أضلَّ السائرين
حتى أحيط عصارتي بغلالتي
عند اجتثاثِ نباتتى
عند احتقانِ الروحِ فى الحلقِ الشجيْ
رغم اندمالِ الجرحِ فى الجسدِ المريضِ
الروحُ واهنةٌ
تئنُ, وتشتكى للعابرين ْ
والعابرون يرقعون جباههم
بتحيةٍ,ويتمتمونْ
"من أْى ريحٍ سوف تأتى القاضية؟"
هيَّا إلى
دلوي ملئٌ بالأماني الواهيةْ
من يشترى منى الأماني بالتحية
هيَّا إلى
اغسلْ جراحك بالهواءْ
واسبكْ تماثيل البراءة
باْى ريشٍ سوف تصعدُ للسماءِ
تاركا جسدا عقيما؟
لم لا تحاسبُ نفسك الحيرى؟
وتفكُّ أزرارَ الحقيقةِ
كاشفا عن عريها,سوءاتها
مكنونُها نار ,وجمر, واحتمال للأذى
وأنا سأبذلُ روحيا
للذئب يلعقُ وجهيا
بين انفلاتي, وارتجاع بصيرتي
أسقى نباتي بالهجيرْ
وأراقصُ الثمرات
بين تحيتي للسائرين
وبين إشعالي السعيرْ
الموتُ آتٍ لا محالة
واغتراري بالحياةْ
محضُ افتراءْ
فاسرج خيولك, وانتظرْ
فما حياتك هاهنا
إلا التماع نجيمةٍ بين النجومِ
وما مصير حشاشتك
إلا التحلل
فى القبور.
شعر/شريف الدمناوى