من ذكريات المربد الأولى
الأمسية الأولى التي أعلنها فيها تأسيس جماعة المربد الأدبية
وكانت في كلية الآداب بحلب
وفي رمضان وكان اسم الأمسية رمضان كريم وقد كتب تحتها
تحيّها جماعة المربد الأدبية
وذكرنا الأسماء
وكان البعض يرفض فكرة إقامة أمسيات في رمضان , لأنه شهر ينشغل فيه الناس عن الأدب
فرفضت الفكرة وقلت أن شهر رمضان هو شعر العمل
وبالفعل كانت الأمسية من أروع الأماسي وأذكر أن المدرج كان يضج بالطلاب
وقد وزعنا يومها التمور على الحاضرين وأوصيناهم أن يأكلوها حين الإفطار
وكذلك قدمنا للأمسية بفصل مسرحي
وكان من أروع الفصول
وقد زاده الموهوب عبد الله عبد الوهاب فكاهة بكلماته المضحكة
فكان الفصل يتحدث عن بداية تكون سوق المربد
ويكون عبد الله عبد الوهاب بائعاً للتمور ويصيح : تمور للبيع تمور للبيع
فاتقدم منه وأقول له
بكم هذا الحشف البالي
فيقول هذا ليس حشفاً بالياً
فأقول بل هو كذلك
فيجيب : لعلك تريد أن تبخسني حقي يا ابن حقي
فأقول ويحك ثكلتك أمك
عن ذلك أمسك بتلابيبه وهذا ما كان يخيف عبد الله قبل العرض ويقول لي أنت كتبت هذا المشهد فقط لتمسك بي بهذا الشكل
ويدخل زاهر قط وهو ينشد بيتاً شعرياً
ثم يخرج من بين الجمهور ماجد صادق إبراهيم وهو ينشد بيتاً أخر
ثم عامر الجراح
وحينها أقول لزاهر هات أسمعنا شيئاً مما تحفظ يا أخ العرب
فينشد بعض الأبيات
ويقول لهم أخر ما رأيكم أن نقيم أمسية ونستمع لبعضنا
ثم أضيف بل ما رأيكم أن نجتمع كل عام مثل هذ الوقت
وهكذا نعلن قيام سوق المربد الأدبي
كان فصلاً مسرحياً رائعاً ممتعاً
ومن الأمور المضحكة فيه التي أعددناها
أن يتصل أحدهم بالزميل عبد الله عبد الوهاب وحين يرن جواله
أقول له أو تحمل جوالاً يا أخ العرب
يقول نعم لقد أهدانيه أحد الملوك حين مدحته بقصيدة عصماء
فأقول له وهل هو 093 أم 094
فيقول بل 094 لأنه لا يوجد تغطية للشركة الأولى في مضارب قبيلتنا
فيضحك الجميع وتبدأ بعدها الأمسية بأن يلبس كل منا عباءة ويقدم كل شاعر حين ينهي من بعده