توأمي و انتحار الصوت....

--------------------------------------------------------------------------------


توأمي..
طيفي الذي يسكنني ادغالا...
يخفي عسجد ثراي..
في خف الحطيئة..
و ما التف به اسمالا..
يعمرني..
شعرا
مارقا..
يغزو مضاربي..
يحرق سطوا ..
شروخ مجاهلي..
فيما لم ارسمه للافلاذ أثرا..
ملكا...
او ارثا..
يجسد خرائطي...
سردا محذلقا..
حاذقا..
صادر الخيل..
و الليل ..
و اشعار البابلي..
يعصف بالانواء..
تيه السفر..
في شرود الكلمات..
خلف الشمس..
بين الخفايا...
مجدا غذت تخون جهرا تلائدي..
بصمت العجز ..
توقف التاريخ..
وسط الطريق السيار..
انطفأت الانوار..
و في قلب الدجى..
جرفت تربة الادغال..
تسوست البواسق من الاشجار..
بعري الجذور..
تغري الحطاب لثنائية الفعل بلا خيار..
الموقد وبؤرة النار..
جملة هي رحم ..
لافكار خارج الوعي الشفيف..
مرآة التماهي في مرثية الضياع..
تعلن في سوق الكلم..
جملا اخرى..
للموت كيف نابذ الردى
يمتطي معنى العمر..
ياسرالقوافي..
يميع السجع..
في وصف الربع..
و الاطلال....
و مراسم الفيافي ..
تجثت فنن الخطاب ..
تحاكم خلودا....
تحاصر بالغي عهودا...
كما شاءت احكام مجون القدر..
جملة مفيدة شاذة عن الانساق..
تبعث من المراقد سخرية..
الجاحظ والسياب ..
وتتهم شراهة مظفر النواب..
بعهارة اللغو على لسان الاذناب..
و يسافر في غبشها..
اصول السرد الجمالي...
يقدس طوطم الانتحار...
يفصح جملة...
مفيدة الوقع هزيلة الآثار..
ترجمتها ...في جب يوسفي..
ينفي صوته وراء الدوائر الفارقة سحيق القرار..
مثلها هي كالعروس..
ملتحفة الخباء..
ثورة يقذفها رحم الخفاء..
تتناسخ اعصارا ...
اسودا كالنفط ...
عميقا كاليم ...
لا مرئيا كشبهي...
يتاجر في اللكنات...
اننا وهم لرنات..
ظواهر نركض ..
اخطاء وهنات...
تنسف عقد الديار..
ينفرط العرف ..
نتشتت حبات فوق النار...
قواميسها موقد ...
حطبها اشجار ..
هي ادغال توأمي..
تمردت عريا ..
الجذور جبرا..
تستعلي..
تستغلق الاحاجي..
تتمدد عجرفة فوق فراش الاحتضار..
تعشق الموت حينما تعبد فوق ثراي تيمات الانكسار
شتت فينا شمل الجذر ..
في لغز الاحتراق..
تنفي السياق خارج طيفي..
تنصب لغزها بين عذل الحماة لما يشتد عليها حيفي...
انني تائه في ادغال ..
ارفس في اغلال..
حلقاتها حروف خارج حقل الدلالات..
وبين القواطع ابني فواصلي..
استفهم اتعجب..
لاطارد في توأمي..
اللغو المجمد في العلبة السوداء ..
تيه يهيكل انقراض الاصوات الصماء...
لا صدى لها في اغوار السمع الموؤود تحت اشلاء الكلمات ..
اقتحم مستودع نفسي..
تعددت فيه الترجمات ...
نفس اللغز يخلو من حركات...
يقصي السكنات..
يشيع فينا بالسليقة عجم الحرف المنبوذ..
وراء ربوع من وريقات...
اسقطها الخريف...
و شاخت عنها السمات..
يمططني في غزو المرادفات...
استحكيه خفايا الجسر..
في بنى الاضداد..
صور تلك التي تجتاحني..
تتملكني..
تبصمني توقيعا على صفر الاوراق ..
حروفا هي زيت لقنديل..
يؤجج مشعل التاريخ ..
لمز..
همز ..
و نفاق..
حكاية الزمن الهارب..
في عرس الاقنان..
تهدلت بالتسهيد حتى عانقت الاجفان الاذقان..
في لجج تهشم عمود الشراع..
و تاه في مرمى العباب..
في قلب الضباب..
ذاك بعيدا.. بعيدا ..هناك ..
ذاك القارب..
توأمي .. يحملني..
لغة تستبيح الاهل..
الوطن..
و سامي الاديان..
توأمي الذي عشعش ادغال الحرمان..
باع و الناس نيام سحر البيان..
ضيع التاريخ و فصاحة الحق و التبيان...
شبيهي..
توأمي الفنان...
اخلد في سمعي..
ترصد قولي...
فانا ماعدت خارج الحرف مثل ما كنت يوما انسان..
تموت في حناياي لغتي..
كلماتها..
تفر مني ..
عربا ابكارا..
خيالاتها تمر قربي
تستوطن السفر العكسي..
خلف قبلة دربي..
و تقبل في المنتهى ..
اراملا ثيبا اترابا...
تبكيني عرفي..
اين نحوي و ترابيع صرفي...
في مجزآت الصوت التي جسدت بالرخو ..
بالجهر همسي...
توامي رحلت عنا الحروف الباسمة...
صورها الحالمة..
تنازع المسح الضوئي..
في ومضات لا تعود من غيم عانس من بروق ..
انت مثلي اقانيم لغة..
تزمجر في الفراغ تهويمات من سمع الرعود..
و تتقاطر الحروف اصوات من بيض الجليد..
من جلاميدها..
ننحث نصب الدعارة ...
يراقصنا على وهج الشموع..
اللهب ..الترانيم و الدفوف...
تذوب الحروف...
في الاعماق نذبا وغائر الحروق..
سلطة الشذوذ تغزو الامكنة..
اننا روحان لعنة تطارها الاتي من ازمنة..
متى تتوحد خارج الظل..
لترفع معي بنذ الصمود...
لغتنا تشربناها اصالة و نفوذ..
شبيهي ..
توامي..
نحن اثنان اختلفنا...
و ائتلفنا...
على الاختلاف ..
نبيد ماهية الضوء..
لما ترمس خارج اللحد
و سط الادغال...
صمت اللغة في عيون...
من جمر ..
من حبر...
من كلس...
تحجر اللسان...
فنتشكل على الوصف الممنوح..اه...اه....
اشباه انسان..
اشباه انسان...


محمد القصبي
ارزيكات /اشكور
المغرب
30/11/07